بعد هبوط نسب المشاهدة.. سي.أن.أن تستعين بخدمات المخضرم مارك تومبسون
تاريخ النشر: 31st, August 2023 GMT
أعلنت "سي أن أن" تعيين الصحفي المخضرم مارك تومسون رئيسا تنفيذيا جديدا للشبكة الإخبارية الأميركية التي تواجه صعوبات في عكس المسار الانحداري لنسب مشاهدتها.
وسيتولى تومسون، المدير العام السابق لشبكة "بي بي سي" البريطانية والرئيس والمدير التنفيذي السابق لشركة نيويورك تايمز، منصبه في التاسع من أكتوبر، بحسب بيان لـ"وارنر براذرز.
ويخلف تومسون في المنصب كريس ليكت الذي تنحّى في يونيو على خلفية قرارات تحريرية مثيرة للجدل، لا سيما إجراء لقاء مع الرئيس السابق دونالد ترامب بحضور شعبي، طغت عليه صيحات تأييد من أنصار ترامب فيما وجهت صيحات استهجان للمضيفة كايتلين كولينز.
وجاء في بيان للرئيس التنفيذي لـ"وارنر براذرز.ديسكفري" ديفيد زاسلاف أن "مارك يتمتع بسجل رائع، وقد أعجبت منذ فترة طويلة بقيادته وقدرته على إلهام المنظمات لرفع طموحاتها وتقديرها لما هو ممكن التحقيق، وتحقيقه".
وتابع "أنا واثق من أنه القائد الذي نحتاج إليه لتولي قيادة سي.أن.أن في هذا التوقيت المفصلي".
وشغل تومسون منصب المدير العام لـ"بي.بي.سي" من العام 2004 وحتى العام 2012، ومن ثم قاد شركة نيويورك تايمز من العام 2012 وحتى العام 2020، وهي الفترة التي شهدت فيها الصحيفة الأميركية المرموقة تحوّلات كبيرة إلى العصر الرقمي وارتفاع عدد مشتركيها الذي تخطى 10 ملايين في العام 2023.
وتواجه "سي.أن.أن" منذ مدة طويلة تراجعا في نسبة المشاهدة وفي الأرباح، كما ومغادرة عدد من كبار وجوهها على غرار كريس كومو الذي أقيل لمساعدته شقيقه آندرو، الحاكم السابق لنيويورك في مواجهة اتّهامات بالتحرّش الجنسي.
وفي فبراير 2022 استقال المدير التنفيذي للشبكة جيف زاكر بعدما تبيّن أنه كان على علاقة عاطفية سرية مع زميلة.
ومن بين أولى مهام تومسون إطلاق خدمة البث التدفقي للشبكة "سي.أن.أن ماكس" في 27 سبتمبر.
وكانت الشبكة قد أوقفت في أبريل 2022 خدمة البث التدفقي السابقة "سي.أن.أن بلاس" بسبب تراكم الخسائر بعد أسابيع على إطلاقها.
وتشكّلت "وارنر براذرز. ديسكفري" في هذا الشهر من اندماج الشركة الأم السابقة "وارنر ميديا" و"ديسكفري".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: سی أن أن
إقرأ أيضاً:
2024.. العام الذي أعاد تشكيل خريطة الشرق الأوسط
رأى إميل حكيم، مدير الأمن الإقليمي في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، أنه إذا كان المزيج الضخم من الحلقات المأساوية والمذهلة والاستراتيجية التي بدأت في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 سيستغرق وقتاً ليستقر، فإن ما حصل سيترك بلا شك آثاراً بعيدة المدى.
أظهرت الإدارة الجديدة في دمشق ضبط نفس وبعض الحكمة
وفي مقال له بصحيفة فايننشال تايمز، أشار حكيم إلى أن المجتمعات المشرقية المتنوعة والهشة تمر بتحولات تاريخية جذرية. لكنه يرى أن هذه المجتمعات، في ظل هذا المسار، من المستبعد أن تجد دعماً خارجياً كبيراً بالنظر إلى التردد المحلي والإرهاق العالمي. ويصاحب إعادة ترتيب المنطقة عنف كبير ومنافسة متجددة.معاناة الفلسطينيين
يختبر الفلسطينيون في غزة من معاناة غير مسبوقة على أيدي الجيش الإسرائيلي، ويرى حكيم أن الرهان الدموي الفاشل لحماس، مع عجز شركائها عن إنقاذ الوضع، يشكل تذكيراً واضحاً بأن المسار الوحيد لتحقيق الدولة الفلسطينية هو تدويل القضية والتوصل إلى حل متفاوض عليه.
وبرز التحالف الذي نظمته السعودية ودول عربية وأوروبية أخرى لدعم حل الدولتين كأكثر الوسائل ترجيحاً لتحقيق هذا الهدف.
How 2024 reordered the Middle East https://t.co/KV3fyeIVVu pic.twitter.com/NDwyn9yaS7
— Mtro. Sergio J. González Muñoz (@ElConsultor2) December 22, 2024ويتعين على الفلسطينيين أن يقتنعوا بأن هذا الحل أكثر من مجرد رقصة دبلوماسية رمزية، بل يتعين عليهم أيضاً أن يظهروا ملكيتهم للمسار من خلال إصلاح طال انتظاره للسلطة الفلسطينية، ومع ذلك، تظل مثل هذه التطلعات عُرضة للتعنت الإسرائيلي والغضب المحتمل من جانب دونالد ترامب.
العقلية الخطيرة لإسرائيلوأتاح الدعم غير المشروط الذي تحصل عليه إسرائيل من الولايات المتحدة والدول الأوروبية، لها تجاهل الحاجة إلى تحقيق سلام عادل يضمن الأمن للجميع.
لكن هذه العقلية التي ترتكز على الأمن فقط لها عواقب عكسية؛ فهي مكلفة، وتعزز الاعتماد على الولايات المتحدة، وتنفر الشركاء الحاليين والمحتملين في المنطقة الذين يخشون توسع الصراع ليشمل إيران أو منشآتها النووية.
لكن لهذه العقلية القائمة على الأمن وحسب عواقب عكسية. فهي مكلفة وتزيد من الاعتماد على الولايات المتحدة وتنفّر الشركاء الحاليين والمحتملين في الجوار والذين يخشون أن توسع إسرائيل الصراع من خلال ضرب القيادة الإيرانية والمنشآت النووية. كما أن خسائر السمعة بنتيجة حرب غزة هائلة، وتلوح في الأفق مسؤوليات قانونية.
ويبدو أن سلطة رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وأتباعه المتطرفين أصبحت مضمونة في وقت تتزايد الانقسامات الداخلية حول طبيعة الدولة الإسرائيلية.
قوتان متعارضتانأما اللبنانيون، فيواجهون دينامية معاكسة. إذ يتعين على حزب الله الاعتراف بانهيار استراتيجيته العسكرية وروايته الأيديولوجية، إلى جانب تراجع صدقيته. في ظل هذه الظروف، يبدو إحياء روح القتال التي يتبناها حزب الله مهمة صعبة، خاصة في ضوء الجراح العميقة التي أصيب بها، وخسارته المفاجئة لسوريا، وأوضاع أنصاره المتدهورة.
والعديد من اللبنانيين يرون فرصة لإصلاح دولتهم، لكنهم يدركون أيضاً خطر استفزاز حزب الله الجريح، ما قد يؤدي إلى صراع داخلي.
How 2024 reordered the Middle East https://t.co/OwLrFZSzBJ
— FT World News (@ftworldnews) December 22, 2024 المفارقة السورية وفي سوريا، تذوق السوريون طعم الحرية لأول مرة بعد عقود من القمع. ويرى حكيم أن انهيار نظام الأسد حدث دون مشاهد عنف طائفي جماعي مخيفة، بينما أظهرت الإدارة الجديدة في دمشق ضبط نفس وحكمة نسبية.ويتطلب تأمين السلام في سوريا جهوداً ضخمة من الكرم والتفاني في إدارة الحكم الشامل، في ظل وجود مفسدين داخليين وخارجيين. ويبدو أن السوريين كشفوا عيوب السياسة الواقعية، رغم أنهم الآن بحاجة إلى حسن نية أجنبية.
ولتحقيق مصالحة عربية كردية، يتطلب الأمر اعتدالاً تركياً ودبلوماسية أمريكية، مع احتمال أن تسهم الوساطة الروسية في طمأنة المجتمع العلوي.
حذار الرضا عن النفس
ختاماً، أكد حكيم أن إيران خسرت الكثير نتيجة الأحداث الأخيرة. فبينما كانت تسعى لتعزيز نفوذها في دول منهارة ومجتمعات منقسمة، وجدت نفسها منخرطة في حروب أضعفتها.
في المقابل، استغلت تركيا هذا الوضع لتتفوق على إيران في الساحة الجيوسياسية المركزية للمنطقة، وهي سوريا.
ورغم هذه التحولات التاريخية، لم يشهد العالم أزمة هجرة ضخمة، أو حرباً مطولة بين دول، أو هجوماً إرهابياً كبيراً خارج المنطقة، أو تأثيراً مستداماً على أسعار النفط والتجارة العالمية. لكن حكيم يحذر من أن هذا الشعور بالرضا عن النفس قد يكون مقدمة لمفاجآت غير مرغوب فيها.