الثورة نت:
2024-09-19@22:57:49 GMT

سوريا ماذا عن السنوات العجاف !؟

تاريخ النشر: 31st, August 2023 GMT

 

 

عندما نعود بالذاكرة إلى سنوات عجاف مضت، نلاحظ أنّ الهجمة الشرسة والحرب الشعواء على سوريا، تلك كانت تستهدف في شكل أساسي، “العقيدة البنائية والفكر الاستراتيجي للجيش العربي السوري وثوابت الدولة وأركانها الأخرى، من مبادئ وطنية وقومية جامعة وشعب مقاوم زرع في فكره ووجدانه الحسّ الوطني والقومي، والأهم هو نهج السلطة السياسية التي زرعت هذه الأفكار وأصبحت قاعده لبناء سوريا القوية، سوريا عنوان المقاومة والقلب العروبي النابض، ومن هنا أدركت القوى التآمرية، أنها من دون تدمير وتمزيق سوريا واستنزافها، لن تصل إلى مبتغاها وهدفها الأعظم المأمول بتدمير فكرة المقاومة، وتنصيب “إسرائيل” سيداً للمنطقة العربية والإقليم ككلّ، وكلّ هذا سيتم، حسب مخططها، من خلال نشر آلاف الجماعات الإرهابية المسلحة على امتداد الأراضي السوريا .


ومع أعوام مضت من عمر الحرب على سوريا، علينا أن لا ننكر أن مجموع التضحيات الجسام التي قدمها السوريون، طيلة عمر هذه الحرب على سوريا ،قد ساهمت بشكل كبير بالتصدي لأجندة وأهداف ومخططات هذه الحرب، إلا إنّ هذه الحرب التي أرادتها هذه القوى التآمرية والشريكة بالحرب على الدولة السوريا لن تنتهي، ما دامت أدواتها الإرهابية وأوراقها القذرة موجودة على الأرض السوريا، فمنذ ما يزيد على عقد من الزمن، وجدت سوريا نفسها في خضم حرب عالمية في أشرس صورها، حرب معقدة ومركبة للغاية أسقطت فيها كلّ المعايير الإنسانية، عشرات الآلاف من الإرهابيين العابرين للقارات، وملايين الأطنان من الأسلحة التي دمروا بها مدن وقرى سوريا بأكملها، فقتلوا أهلها وضربوا مقومات حياة المواطن السوري، وحاربوه حتى في لقمة عيشه اليومية. حرب قوامها الكذب والنفاق والمصالح الصهيو- أمريكية، وليس لها أي علاقة بكلّ الشعارات المخادعة التي تتستر بها، ففي سوريا تمّ تجهيز تفاصيل المؤامرة، على مراحل وحلقات، وبمشاركة دول عربية وإقليمية، ورغم كلّ ذلك، أثبتت سوريا المستقلة بشعبها وبجيشها وبدولتها الوطنية أنها قادرة على الصمود، فصمدت رغم كلّ التحديات الداخلية والخارجية، وها هي اليوم تقف شامخة على أهبة الانتصار.
وهنا يجب تأكيد ،إنّ المعركة في سوريا لم تكن يوماً معركة مع مجموعات إرهابية عابرة للقارات، بقدر ما كانت ولا تزال معركة مع نظام عالمي جديد يُرسم للمنطقة، وينسج خيوط مؤامرته في سوريا ليعلن عن قيامه بقيادة قوى الاستكبار العالمية والماسونية اليهودية الصهيونية، بنسيجها اليهودي ـ المسيحي المتطرف “المسيحية المتصهينة “، وهذه المؤامرة تعكس حجم الأهداف والرهانات المتعلقة بكلّ ما يجري في سوريا، وهي الأهداف المرسومة والتي تتداخل فيها الحسابات الدولية مع الحسابات الإقليمية، كما تتداخل فيها ملفات المنطقة إلى أقصى الحدود.
وقد كشفت تقارير شبه رسمية، وتقارير مراكز دراسات عالمية أنّ عدد الدول التي صدرت المرتزقة إلى سوريا تجاوز اثنتين وتسعين دولة وأنّ هناك غرف عمليات منظمة، لتدريب وتسليح هؤلاء المرتزقة ثم توريدهم وتسهيل عبورهم، لذلك من الطبيعي أن نجد اليوم كمّاً هائلاً من الإرهابيين المرتزقة قد دخل إلى سوريا، بهدف ضرب المنظومة السوريا المعادية للمشروع الصهيو- أمريكي، وضرب الفكر العقائدي المقاوم لهذه المشاريع، وخصوصاً المنظومة العقائدية للجيش العربي السوري واستنزاف قدراته اللوجستية والبشرية، كهدف تتبعه أهداف أخرى في المنظومة الاستراتيجية للمؤامرة الكبرى على سوريا، لأنّ تفكيك الدولة يستلزم تفكيك الجيش ومن ثمّ المجتمع ومن ثمّ الجغرافيا، وكان هذا الرهان هو الهدف الأساس من عسكرة الداخل السوري.
إلا أنّ الجيش العربي لسوري صمد وكسر بصموده كلّ الرهانات الشرقية والغربية الإقليمية والعربية، فالجيش العربي السوري حقق ومازال إنجازات كبيرة وهائلة في الميدان أذهلت العالم وغيرت سياسات ورسمت معادلات جديدة، لا يستطيع أحد القفز فوقها، والأهم من ذلك كله هو تلاحم الشعب والجيش والقيادة السياسية في معركة ضارية قادتها ومولتها ورعتها تسعون دولة في العالم، لكنّ إرادة الشعب السوري المتمسّك بأرضه والمؤمن بقضيته والمتفهم لحقيقة وطبيعة المؤامرة، أبعاداً وخلفيات، أفشل خطط الأعداء وأسقط أهدافهم بالتضحيات الجسام .
ختاماً، يمكن القول إنه بعد مرور هذه السنوات المريرة على الدولة السوريا وما جلبته إليها من جراح عميقة ودروس تاريخية مريرة، إلا أنّ هذه الدولة بدأت تتعافى اليوم من هذه الجراح، لتبدأ، من جديد، مرحلة النهوض الأقوى وسيبنى على نهوضها هذا، الكثير من المتغيرات في المنطقة.
كاتب وناشط سياسي – الأردن .
hesham.habeshan@yahoo.com

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

بعد تعرض مقتنياته للنهب والتدمير.. ماذا بقى من متحف بيت الخليفة بمدينة أم درمان؟

بعد قرن ونيف يقف اليوم متحف بيت الخليفة وسط مدينة أم درمان شمالي غرب العاصمة الخرطوم شاهدا على حرب 15 أبريل/نيسان 2023 في مشهد قلما يتكرر مازجا بين الحاضر والتاريخ، فجدرانه المبنية من الطين في العام 1887 اخترقتها رصاص وقذائف معارك حرب أبريل، أما مقتنياته التي تغطي حقب عصور ما قبل التاريخ إلى الدولة المهدية (1881-1898) فقد نُهبت أكثر من 20 قطعة وتبعثرت مخطوطاته ومقتنياته الثمينة لتباع على حدود دولة السودان.

وكشف رئيس اللجنة الوطنية للتحقيق في انتهاكات السودان المدعي العام الفاتح طيفور عن تدوين الهيئة القومية للآثار والمتاحف بلاغا يشمل كل الآثار والقطع المنهوبة من السودان.

مدخل متحف بيت الخليفة (الجزيرة)

وقال المدعي العام في تصريح للجزيرة نت إن نهب آثار السودان من جرائم الدعم السريع، وسيتم التعاون مع دول العالم والمؤسسات المهتمة مثل اليونسكو والإنتربول والأمم المتحدة لاسترداد هذه المنهوبات، وهو أمر يحتاج لجهد كبير،  مؤكدا أن اللجنة الوطنية ستولي اهتمامها بهذا الملف لجهة أن تاريخ وآثار السودان إن فقدت فمن الصعب استردادها.

بيت الخليفة

أنشأ الخليفة عبد الله التعايشي البيت ليكون مبنى سكنيا وإداريا خططه المهندس الإيطالي بيترو، وبناه أحد الأنصار وهو حمد عبد النور، ويمتد على مساحة نحو 3500 متر، وبُني محاذاة لقبة الإمام المهدي وصُمم بناؤه بشكل حديث.

نهب سيف الإمام المهدي والأمير النجومي (الجزيرة)

وتحول البيت إلى متحف في العام 1928 كان يضم أكثر من ألفي قطعة أثرية توثق للفترة المهدية والفترة التركية والحكم الثنائي الإنجليزي المصري، لكن إرثا حضاريا لا يقدر بثمن وفقا للمسؤول في هيئة الآثار والمتاحف جمال زين العابدين عرض للبيع على حدود دولة جنوب السودان.

ويضم بيت الخليفة المكون من طابقين وتم بناؤه على مرحلتين، الأولى 1887، وفي العام 1891 شيد الطابق الثاني، ويضم عددا من الغرف وديوان الشورى الذي كانت تعقد فيه اجتماعات كبار قادة وأمراء الدولة المهدية لمناقشة وإدارة أمور الدولة.

آثار منهوبة

الجزيرة نت حصلت على صور وفيديوهات من داخل متحف بيت الخليفة بأم درمان تُظهر آثار الدمار الذي لحق ببعض أجزائه ومخازن كسرت ونُهبت محتوياتها.

ويكشف ممثل هيئة الآثار والمتاحف في السودان رئيس مساعد الفنيين جمال محمد زين العابدين للجزيرة نت عن نهب نحو 30 قطعة أثرية من قبل الدعم السريع يعود تاريخ بعضها إلى الدولة المهدية، حيث تمت سرقة سيف وراتب قائد الثورة المهدية الإمام محمد أحمد المهدي، وكأس للشرب خاص بخليفة المهدي عبد الله التعايشي مصنوع من قرن وحيد القرن، وسبحة خاصة بالأمير عثمان دقنة، إلى جانب سيف يعود للأمير عبد الرحمن النجومي، وآخر للأمير محمد عثمان أبو قرجة، وهما من أشهر قادة وأمراء الدولة المهدية.

نهب سبحة الأمير عثمان دقنة (الجزيرة)

وفي حديثه للجزيرة نت يقول ممثل هيئة الآثار والمتاحف السودانية إن تاريخا وتراثا حضاريا وعالميا لا يقدر بثمن نُهب.

وأضاف "سُرق سرج خاص بالسلطان علي دينار وأزياء كانت تستخدم خلال فترة المهدية (الجبة)، ومن غرفة العملة نهبت بالكامل عملات نقدية كانت تستخدم إبان فترة الدولة المهدية، وبضياعها يفقد السودان حقبة مهمة من تاريخه"، وفقا للمسؤول في الهيئة.

حقب تاريخية

لا يوثق متحف بيت الخليفة عبر مقتنياته لتاريخ الدولة المهدية فقط أو ما غنتمه في معاركها من أسلحة وعملات، حيث تضم إحدى غرفه -وفقا لجمال زين العابدين- مخازن وصناديق داخلها فخار وحجارة تؤرخ لعصور ما قبل التاريخ وتاريخ مدينة أم درمان القديم الوسيط وتاريخها الحديث، إلى جانب أسلحة نارية استخدمت أثناء دخول هربرت كتشنر إلى أم درمان، وأنواط ونياشين خاصة بالجنرال تشارلز غردون، وأول سيارة في السودان من تصميم شركة أرول جونسون صنعت خصيصا للحاكم العام بالسودان عام 1905 السير ريجنالد وينجيت.

نهب كأس للشرب خاص بخليفة المهدي عبد اللّه التعايشي (الجزيرة)

ويسرد المسؤول السوداني في هيئة الآثار والمتاحف من داخل بيت الخليفة للجزيرة نت تفاصيل الضرر الذي لحق بالمتحف حيث تعرض أحد جدرانه للضرر نتيجة القصف بقذيفة، في حين يهدد الانهيار أحد أجزاء المبنى، وحُطّمت دواليب خصصت لعرض أهم القطع الأثرية، مع كسر مخازن احتوت عددا من الآثار، نهب بعضها وبعثرت الأخرى على الأرض، واخترق الرصاص مدافع حربية أثرية تقبع في الفناء الجنوبي من المتحف، في حين تعرضت أسلحة صغيرة مصنوعة من الخشب للتكسير والنهب.

مقتنيات المتحف

ومن الجانب الغربي لمتحف بيت الخليفة وثقت الجزيرة نت لآلة سك العملة التي أُصدرت بها عملات معدنية استخدمت خلال فترة الدولة المهدية ونهبت العملات بالكامل، وفقا لمسؤول الهيئة.

كما يضم المتحف أول آلة طباعة (مطبعة الحجر) التي جلبت خلال الفترة التركية (1821-1885) وتمت بها طباعة المراسلات وأوراد المهدي وأهم خطابات الدولة المهدية التي أرسلها الإمام المهدي إلى مصر ونيجيريا وإسطنبول، والإنذرات التي أرسلها الخليفة التعايشي إلى ملكة بريطانيا والسلطان العثماني.

صناديق عرض حطمت ونهبت محتوياتها (الجزيرة)

ويقر جمال زين العابدين بصعوبة إحصاء الآثار التي نهبت من أحد مخازن المتحف وذلك لكثرة عددها، وقال إن لجانا متخصصة وضعت في وقت سابق قائمة حصرت بها الآثار الموجودة في المخازن، لذا سيستغرق إحصاء ما نهب وقتا، وذلك للمقارنة بين ما وجد مبعثرا من المخازن وقائمة الآثار المكتوبة بهدف تقدير عدد المنهوبات من المخازن.

متاحف ومواقع أثرية

لم يكن متحف بيت الخليفة وحده الذي طاله النهب وآثار معارك حرب السودان، وتقول مديرة الهيئة القومية للآثار والمتاحف في السودان غالية جار النبي إنه منذ اندلاع الحرب تعرضت الكثير من المتاحف والمواقع الأثرية لأضرار جسيمة، خاصة في ولايات النزاع مثل الخرطوم ودارفور وكردفان.

وفي حديثها للجزيرة نت قالت غالية إنه تم تدمير وسرقة مقتنيات متحف نيالا ومتحف الجنينة، ومتحف السودان القومي الذي يعتبر من أكبر المتاحف ويضم تاريخ السودان منذ أقدم العصور الحجرية وحتى الفترة الإسلامية ويحتوي على أكثر من 100 ألف قطعة وعدد من اللوحات الجدارية المسيحية تعود للقرن السابع الميلادي، وحمّلت مديرة المتحف الدعم السريع مسؤولية نهبه.

معروضات تعرضت للضرر والتكسير في المتحف (الجزيرة)

وأضافت أنه منذ شهر وردت إلينا أنباء عن سرقة مقتنيات المتحف وصور لقطع أثرية منه معروضة للبيع في حدود السودان مع دولة جنوب السودان.

وبشأن المواقع الأثرية، تكشف مديرة الهيئة عن تدمير مبنى المديرية في الأبيض، وهو مبنى تاريخي يرجع إلى الفترة التركية، وتدمير موقع جبل موية الأثري بولاية سنار.

استرداد الآثار

دمار غير مسبوق لحق بمجموعة من الشواهد التاريخية والثقافية تجاوزت 10 آلاف عام، هكذا يصف عضو الجمعية السودانية لتوثيق المعرفة فتح العليم عبد اللّه للجزيرة نت ما لحق بمتاحف السودان من ضرر.

من جانبه، قال رئيس الجمعية السودانية لتوثيق المعرفة بدر الدين عمر الحاج موسي للجزيرة نت إنه يجب العمل بسرعة قصوى بالتنسيق مع اليونسكو والمتاحف الدولية والإنتربول والجمارك العالمية ودول الجوار والاستعانة ببيوت الخبرة المهنية العالمية المتخصصة في مجال إعادة منهوبات المتاحف، وإصدار النشرات الإبلاغ والتعميم على الدول والمعابر الحدودية، وتأسيس لجنة دولية خاصة لاستعادة مقتنيات المتاحف السودانية.

آثار الدمار بأحد جدران متحف بيت الخليفة (الجزيرة)

من جهته، يؤكد ممثل الهيئة العامة للآثار والمتاحف جمال زين العابدين أن عددا من الآثار لا تزال في المنطقة الحدودية لجنوب السودان، مرجحا أن تكون هناك منظمات تحترف سرقة الآثار وجهت بنهب هذه المتاحف.

وبشأن جهود الحكومة لاستعادة الآثار المنهوبة، قال زين العابدين للجزيرة نت إنه تم تكوين لجنة من وزير الثقافة والإعلام، وعضوية الهيئة العامة للآثار والمتاحف واليونسكو وجهاز المخابرات العامة وبعض المنظمات العاملة والمهتمة بهذا المجال.

يذكر أن اليونسكو قالت في بيان إن التهديد المحدق بالثقافة بلغ مستوى غير مسبوق خلال الأسابيع الأخيرة بعد ورود تقارير عن الاتجار غير المشروع بالتراث الثقافي، وتقارير عن نهب المتاحف والمواقع التراثية ومؤسسات التراث في السودان والمجموعات الخاصة.

وأكدت أنها ستواصل تكثيف جهودها الرامية إلى منع هذا الاتجار غير المشروع، وستنظم في نهاية عام 2024 دورة تدريبية في العاصمة المصرية القاهرة لأفراد سلطات إنفاذ القانون والسلطات القضائية في البلدان المجاورة للسودان.

مقالات مشابهة

  • ليدي غاغا تشرح سبب تجاهلها الشائعات التي تزعم بأنها رجل
  • ماذا تعرف عن أجهزة اتصال "آيكوم" التي انفجرت في لبنان؟
  • مريضة وحاولَت الانتحار.. ماذا قال صلاح التيجاني عن الفتاة التي اتهمته بالتحرش؟
  • ماذا تعرف عن أجهزة اتصال آيكوم التي انفجرت في لبنان؟ (شاهد)
  • بعد تعرض مقتنياته للنهب والتدمير.. ماذا بقى من متحف بيت الخليفة بمدينة أم درمان؟
  • ماذا يحمل بلينكن في زيارته إلى القاهرة؟
  • كاتب صحفي: الدولة اهتمت ببناء الشخصية المصرية خلال السنوات الماضية
  • لوموند عن سوريا: انهيار داخلي بطيء ويائس
  • ماذا تعرف عن أجهزة "البيجر" التي انفجرت في عناصر حزب الله؟
  • المنتدى العربي للمياه بأبوظبي.. المياه في الإمارات من أهم القضايا الوطنية