يتهيّأ الإنسان بطبيعته لمجيء كل مناسبة تخصه، سيما التي ترتبط بمستقبله أو بنجاحه في عمله، أو تعود عليه بفائدة مادية أو معنوية، فنجد أنه يعد لها عدتها قبل مجيئها بأسابيع، أو بشهر أو بأشهر، إذا ما كانت المناسبة لها مكانتها الخاصة لديه..
كما نجد الحكومات والدول والمجتمعات تتهيأ لمناسباتها الوطنية، بل تبذل الكثير من الجهود والأموال، من أجل نجاحها .

. ناهيك عن مناسبات أخرى ليس لها أهمية، فنجد كيف تُبذل من أجلها الأموال الطائلة، ويهتم بها الناس أشد الاهتمام، مع أنها لا تفيدهم، ولا تعود عليهم بشيء .
وإذا كان الأمر كذلك، أفلا يحق لنا – نحن المسلمين- أن نتهيأ ونعد عدتنا للاحتفاء بأعظم مناسبة على وجه الأرض، وهي مناسبة المولد النبوي الشريف، لما لصاحبها -صلوات الله عليه وعلى آله- من فضل علينا في الدنيا وفي الآخرة.. فما من نعمة أنعم بها الله تعالى علينا، إلا وهو -صلى الله عليه وآله وسلم- السبب في وصولها إلينا، فهو الذي أخرجنا من الجهالة والضلال، ودلنا على طريق الهداية والرشاد.
لهذا ندعو الشعوب الإسلامية، والإنسانية عامة، والشعب اليمني خاصة، لأن يتهيأوا لهذه المناسبة العظيمة، تهيّؤاً روحياً ونفسياً، فضلاً عن التهيّؤِ المادي، بالبذل والعطاء، لإنجاحها وإدخال السرور على المحتاجين والمعوزين من الفقراء والمساكين.
الجميع عليهم أن يتهيأوا ويستعدوا لها، وذلك بالإقلاع عن جميع الذنوب، والتوبة إلى الله، والاستغفار عما ارتكبوا من سيئات واقترفوا من ذنوب، وأن يكثروا من عمل الحسنات والطاعات، والإنفاق على الفقراء والمساكين،
وعلى الشعب اليمني خاصة القيام بإعانة النازحين، وزيارة الجرحى، ومساعدة أُسر الشهداء والأسرى، ورفد الجبهات بالقوافل الغذائية وبالمقاتلين؛ حتى تأتي المناسبة وقد تهيأوا لها وأعدوا لها عدتها الكاملة، واستعدوا لها الاستعداد التام، مستشعرين حضور روحانيته -عليه وآله الصلاة والسلام- ، فيجددوا ارتباطهم وولاءهم واتباعهم وحبهم له – صلى الله عليه وآله وسلم-،
وأنهم سيسيرون على طريقه ومنهجه القويم، وسيكونون كما أراد لهم أن يكونوا، أعزاءَ لايقبلون الضيم، ولا يركعون للظالمين، ولا يذلون للمستكبرين .. وأنهم مستمدون منه صمودهم وثباتهم،
وبه سوف ينتصرون، والثقة بأن أعداءهم سينكسرون.
(ومن كهفه طه الرسول فإنهُ
لمنتصرٌ لو نازلَ العالمَ الكُلّا)

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

حكم تأجيل صيام الست من شوال بسبب المرض لشهر آخر.. ماذا يقول العلماء؟

يتساءل عدد كبير من المسلمين، عن حكم تأجيل صيام الست من شوال لشهر آخر بسبب المرض، حيث من المتعارف عليه أن أيام الست البيض يتم صيامها في شوال فقط ولكن في حالة إذا كان الشخص مريضا فهل يجوز له تأجيلها لشهر آخر؟.

وكشف الدكتور عويضة عثمان، أمين الفتوى بـ دار الإفتاء المصرية، عن حكم تأجيل صيام الست من شوال لشهر آخر بسبب المرض، قائلاً "إن صيام ست من شوال سنة وليس فرضًا"، موضحًا أنه إذا كان المسلم معذورًا بمرض يمنعه من الصوم أو صامت المرأة كل الأيام التي كانت عليها قضاء في رمضان في شوال فيجوز قضاءه كقضاء الرواتب الفائتة لعذر. 

هل الصيام على جنابة في الست من شوال صحيح؟.. احذره بهذه الحالةهل الأيام البيض هي الست من شوال؟ دار الإفتاء تجيبثواب صيام الست من شوال.. اعرف كم يساوي في الأجرلماذا رفض الإمام أبو حنيفة صيام الست من شوال؟.. أسرار ينبغي معرفتها

ونوه بأن هذا مذهب بعض العلماء مثل قضاء النوافل الفائتة، ذاكرًا أن بعض الفقهاء رأوا أن المرأة إن صامت في شوال ما عليها من أيام في رمضان فإنها تحصل على فضل صيام الست من شوال بدون أن تصومها في ذي القعدة.

رأي الدكتور علي جمعة في تأجيل صيام الست من شوال

من جانبه، اختلف مع ذلك الرأي، الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، حيث كشف عن حكم من لم يستطع صيام الست من شوال، ميجبا عن تساؤل كثيرين حول "إذا تعذر على المسلم صيام ستة أيام من شوال في شهر شوال نفسه، فهل يجوز له أن يصومهم قضاء في ذي القعدة؟".

وقال علي جمعة، إن صيام ست من شوال في غيره من الشهور غير جائز لأن لكل مقام مقالا، ولكل وضع حال، مؤكدًا أنه لا يصح أن الستة أيام التي تركها المسلم في شوال أن يقضيها في ذي القعدة أو في ذي الحجة.

فضل صيام الست من شوال

وكانت دار الإفتاء المصرية بينت فضل صيام الست من شوال، موضحة أنه ورد في السنة المشرفة الحثّ على صيام ستة أيام من شوال عقب إتمام صوم رمضان، وأنَّ ذلك يعدل في الثواب صيام سنة كاملة؛ فروى الإمام مسلم في "صحيحه" عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ، كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْر».

وأضافت عبر موقعها الإلكتروني، تفسير أنَّ ذلك يعدلُ هذا القدر من الثواب، هو أنَّ الحسنة بعشر أمثالها؛ روى البخاري عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ الحَسَنَةَ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا»، وعليه: فصيام شهر رمضان يعدل صيام عشرة أشهر، وصيام الستة أيام من شوال يعدل ستين يومًا قدر شهرين، فيكون المجموع اثني عشر شهرًا تمام السنة.

ثواب صيام الست من شوال بعد رمضان

وتابعت أنه جاء التصريح بهذا فيما رواه النسائي في "الكبرى" وابن خزيمة في "صحيحه" عن ثوبان رضي الله عنه مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «صِيَامُ شَهْرِ رَمَضَانَ بِعَشَرَةِ أَشْهُرٍ، وَصِيَامُ سِتَّةِ أَيَّامٍ مِنْ شَوَّالٍ بِشَهْرَيْنِ؛ فَذَلِكَ صِيَامُ سَنَةٍ».

ثواب صيام الست من شوال

روى ابن ماجه عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ صَامَ سِتَّةَ أَيَّامٍ بَعْدَ الْفِطْرِ كَانَ تَمَامَ السَّنَةِ، مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا».

قال الإمام القرافي في "الذخيرة" (2/ 531، ط. دار الغرب الإسلامي): [ومعنى قوله: «فَكَأنَّمَا صَامَ الدَّهْرَ»: أنّ الحسنة بعشرة، فالشهر بعشرة أشهر، والستة بستين كمال السنة، فإذا تكرر ذلك في السنين فكأنما صام الدهر] اهـ.

مقالات مشابهة

  • فضل وثواب صيام الست من شوال.. الإفتاء توضح
  • في ذكرى ميلاد عمر الشريف.. محطات «لورانس العرب» من المسرح المدرسي إلى جائزة الأوسكار
  • متى يجوز الصلاة بالحذاء.. المفتي السابق يحسم الجدل
  • يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا.. لماذا نهانا الله عن قول راعنا في الآية؟
  • حكم تأجيل صيام الست من شوال بسبب المرض لشهر آخر.. ماذا يقول العلماء؟
  • هل المصافحة بعد انتهاء الصلاة بين المصلين بدعة؟.. الإفتاء توضح
  • هل الأيام البيض هي الست من شوال؟ دار الإفتاء تجيب
  • ثواب صيام الست من شوال.. اعرف كم يساوي في الأجر
  • تعرف على أفضل الأدعية عند زيارة قبر النبى صلى الله عليه وسلم
  • أدعية زيارة قبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم