ضمن مبادرة «قطر تقرأ».. المكتبة الوطنية تحتضن «حي بن يقظان»
تاريخ النشر: 31st, August 2023 GMT
تحتضن مكتبة قطر الوطنية معرضا حول إحدى روائع الأدب العربي الخالدة، وهي قصة «حي بن يقظان»، وذلك ضمن حملة «كتاب واحد، مجتمع واحد»، والتي تنظمها مبادرة «قطر تقرأ» على مستوى البلاد.
ويهدف المعرض إلى تعزيز الوعي الوطني بأهمية القراءة لجميع أفراد المجتمع، والاحتفاء بالثقافة والتعرف على التاريخ الغني والزاخر للأدب العربي من خلال القراءة المجتمعية المشتركة.
ويقدم المعرض التفاعلي سردا شائقا ومبسطا لقصة حياة حي بن يقظان، الذي نشأ وحيدا في جزيرة نائية، ويتيح ذلك للزائرين وسيلة فريدة للتعرف على تفاصيل القصة والاستمتاع بسحر القراءة. وقد حظي المعرض بإقبال كبير منذ افتتاحه، لا سيما من الطلاب والناشئين واليافعين المشاركين في المخيم الصيفي لبرنامج مؤسسة قطر «لكل القدرات» الذين استكشفوا الرسومات والنصوص التي بثت الحياة في مضمون القصة ودلالاتها وزادتها عمقا.
ويسلط المعرض الضوء على مراحل تطور شخصية «حي بن يقظان»، وذلك من خلال أفكار الكتاب المختلفة ودلالاته الفلسفية مثل العلاقة بين الإنسان والطبيعة، والبحث عن سر الوجود، ويستخلص المعرض، من خلال قصة «حي بن يقظان» وبقائه على قيد الحياة وحيدا منعزلا في الطبيعة، أهمية الاستدامة وغيرها من العبر والدروس المعاصرة المستفادة.
وتعد قصة «حي بن يقظان» من قصص الأدب العربي الخالدة، فقد ظل تأثيرها حاضرا وملهما على مر القرون، وقد طبعت ونشرت عدة مرات، كما ترجمت إلى العديد من اللغات.
ويسلط المعرض الضوء أيضا على ثلاثة إصدارات جديدة للقصة، نشرت كجزء من الحملة، تعيد تقديم القصة بطرق عصرية تلائم الفئات العمرية المختلفة وهي: طبعة دار نبجة للأطفال، وطبعة دار جامعة حمد بن خليفة لليافعين، وطبعة فاخرة من دار الوتد للكبار.
ويوجد في المعرض أيضا قسم تاريخي يمكن زائري المعرض من مشاهدة طبعات أصلية قديمة وفريدة للكتاب باللغات العربية والإنجليزية والهولندية من المجموعة التراثية بالمكتبة، كما يحتوي المعرض على أنشطة لكل الأعمار ومسابقة معلوماتية تساعد الزائرين على تقييم معلوماتهم التي اكتسبوها من المعرض حول «قصة حي بن يقظان».
من جانبها حثت فاطمة المالكي، مديرة مبادرة «قطر تقرأ»، الجمهور على زيارة المعرض، بقولها: «نحث أفراد المجتمع، خاصة الناشئين والشباب، على زيارة المكتبة واستكشاف معرض حي بن يقظان الذي يبث الحياة في قصة عميقة وغنية بالرسائل الملهمة التي تشجع أفراد المجتمع على تذوق الأدب العربي والإقبال على تجربة القراءة، كما أن المعرض في حد ذاته ساحة رحبة للتواصل والنقاش وتبادل وجهات النظر مع الزائرين الآخرين، وكذلك فرصة للمشاركة في ترسيخ ثقافة القراءة المزدهرة في قطر».
تجدر الإشارة إلى أن معرض «حي بن يقظان» مفتوح للجمهور طوال ساعات الدوام في المكتبة حتى 12 سبتمبر المقبل.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر مكتبة قطر الوطنية
إقرأ أيضاً:
رواية محيرة تستحق القراءة
كلام الناس
نورالدين مدني
هذه الرواية حيرتني لأنها مشحونة بالأحداث التاريخية والمواقف والمشاعر والعلاقات العاطفية والتساؤلات الفلسفية حول المصير والمسؤولية والخيارات والصدف.
إنها زواية "مرافيْ السراب" تأليف عباس علي عبود حكى فيها كيف تبخرت الأحلام وسط دربكة الواقع في السودان وهو يتناول جانباً من الطحين الدموي في مدينة توريت نتيجة للحرب الأهلية التي دارت بين الحكومة المركزية ومقاتلين من جنوب السودان.
كما سجل الراوي في الرواية مشاهد حية من وقائع إعدام شهيد الفكر الأستاذ محمود محمد طه بعد محاكمة غير عادلة قال حينها أنه غير مستعد للتعامل مع أي محكمة تنكرت لحرمة القضاء المستقل، كما رصد مشهد الطائرة المروحية التي حملت جثمان الشهيد إلى مكان مجهول بينما ابتسامته تضيء نبراساً للناس أجمعين.
تناولت الرواية أيضاً أحداث الضعين وكيف ان الحكومة قتلت المواطنين وهي المسؤولة عن ذلك وتساءل الراوي كيف تحقق الحرب العدالة؟! وأضاف قائلاً يجب تبديل الحكومة بأخرى تعامل الجميع بعدل.
يستمر الحوار القلق : قطعوا شجر الغابة وباعوها .. بلد ضهبانة وحكومة غبيانة، والحل شنو؟
-انا غايتو بعد الجامعة مسافر
والبلد؟
بلد منو ؟!!
يحكي الراوي عن مشهد من مشاهد الكشات التي كانت تلاحق الشباب في الشوارع وتقودهم عنوة لمحرقة الحرب في الجنوب.
لكن أحكي لكم تفاصيل العلاقات العاطفية والمغامرات النسوية التي خاض فيها طارق عبد المجيد داخل السودان وخارجه وحيرته التي سيطرت عليه بعد أن قرر الزواج في البلد.
في جلسة مع مهاجرين من بلدان مختلفة اجتمعوا يتفاكرون قال طارق عبد المجيد عدت إلى بلدتي الصغيرة لكنني لم امكث بها سوى أيام قليلة ليس خوفاً من السلطة المتحكمة بالقوة ولكن .... وأشار إلى قلبه وقال بصوت جريح : الحيرة تكمن هنا وكان لابد من الرحيل.
بعد نقاش طويل اتفقوا على القول : نحن نبحث عن حياة أفضل أوطاننا حرمتنا من الخبز والحرية
استمروا يتجادلون رغم علمهم بأن هناك أسئلة لا ينتظرون إجابة عليها وأخرى بلا إجابة وثالثة عصية على الفهم والإدراك .. دندن طارق عبد المجيد بصوت خافت مصلوباً على أسنة اليأس.
ألم اقل لكم إنها رواية محيرة، لكنها تستحق القراءة وتدبر مخرجاتها.