منى العنبري.. بين قلم الكاتب وريشة المبدع
تاريخ النشر: 31st, August 2023 GMT
فُطرت على حب الشخبطة على جدران المنزل.. وكنت أراها شيئاً يغمرني بالسعادة
توقفت فترة عن الرسم بسبب بعض الظروف الحياتية.. لكن داخلي ظل ينبض شوقاً إلى الريشة والألوان
كتبت خارج العمل الصحفي بعض الحلقات التلفزيونية والنصوص المسرحية
جمعت بين الريشة والقلم، ومزجت بين الألوان والكلمات فأبدعت مقالات في مختلف صحف الدولة وكتابات ونصوصاً أدبية منوعة، ولوحات عبرت فيها عما يخالجها، وشاركت بها في معارض متعددة داخل وخارج قطر.
كيف كانت بدايتك في عالم الفن؟
- عدت بذاكرتي إلى الماضي أستعرض شريط بداياتي مع الفن وحب الرسم فتصفحت ذلك السجل الذي رصد حكاية طفولتي، وكيف فُطِرت على حب الشخبطة على جدران المنزل، أهلي يرونها شخابيط، وأنا أراها شيئا آخر، يغمرني سعادة، ورضا، ويعبر عن موهبة، ولدت معي، وصاحبتني أثناء دراستي لا على الجدران ولكن في كراسة الرسم، وبالألوان البسيطة، الخشبية، والمائية، وألوان الشمع، كانت أناملي وهي ترسم تحكي قصة موهبتي الفطرية، وحبي للرسم، وكيف كنت من المتفوقات اللاتي يحظين باهتمام المعلمة، والإشادة بإبداعهن، وعرض أعمالهن في معارض المدرسة، فكانت أول رسمة لي بالألوان المائية أشارك فيها بمعرض المدرسة، مما زادني ذلك ولعا وشغفا بالرسم، ورغبة في تعلم المزيد فالتحقت بالمرسم الحر، لأتعلم الرسم بألوان الزيت، كنت وقتها خائفة، معتقدة أن هذا النوع من الرسم صعب، ومتسائلة كيف سأصلح أخطائي؟ ولكن معلمي وقتها قال لي: «إن الرسم بألوان الزيت يكره الخوف، ويحب الجرأة في مسك الريشة، ونثر الألوان»، فرسمت أول رسمة بالزيت وأتقنتها حتى اختيرت لتعلق في قلعة الكوت، كما كنت أحب رسم الشخوص (البورتريه) وعلمت أنني أمتلك هذه الموهبة عندما رسمت صورتي وصورة أخي. واستمرت موهبتي إلى يومنا هذا وإن توقفت فترة؛ بسبب بعض الظروف الحياتية، إلا أنها ظلت بداخلي تنبض شوقا إلى الريشة والألوان بمختلف أنواعها، فنبض ذاك الشوق بشدة وحنين، وأسمع صوته الآخرين عندما عملت كمنسقة للوحات الفنانين والفنانات، في المركز الشبابي للفنون، ومنها انطلقت رحلتي مع الرسم من جديد بحضور ورش الرسم، والمشاركة في رسم اللوحات في معارض كتارا، وكذلك الرسم الحي في مسابقة المحامل، والجمعية القطرية للفنون التشكيلية، وجمعية الفنون البصرية في الحي الثقافي (كتارا)، ودرب الساعي في احتفاليات اليوم الوطني، وفعاليات جامعة قطر، وسنحت لي فرصة لرسم غلافين لروايتين فائزتين بجائزة كتارا للرواية، كما كانت لي مشاركة بعشر لوحات في معرض روتانا ستي سنتر، فتحققت لي أمنيتي أن يكون لي معرض فني في بلادي، لعله يكون فاتحة خير كي أحقق طموحًا أعلى- كل فنان ينشده - وهو الوصول إلى العالمية، وتمثيل بلادنا خير تمثيل.
وبما أن الموهبة الفنية هبة من الله تحتاج الرعاية والاهتمام، فقررت أن أتخصص في ديكور المسرح أثناء دراستي دبلوم الفنون المسرحية، وأغير مسار خطتي لدراسة النقد المسرحي، خاصة بعد تشجيع أساتذتي لي كي أدرس فن الديكور المسرحي، نظرا لملاحظتهم قدراتي الفنية وبالذات عندما رسمت بورتريه لرئيس كلية المجتمع.
بكالوريوس في لغة الضاد
ما هو تخصصك الدراسي؟
- حصلت على بكالوريوس آداب وتربية - لغة عربية- جامعة قطر، دبلوم فنون مسرحية- ديكور- CCQ بالإضافة إلى دبلوم لغة إنجليزية من معهد اللغات، عملت كصحفية وكاتبة وفنانة تشكيلية وعُينت كمدير تحرير بوكالة الأنباء القطرية، كما عملت كمنسقة فنية وأمينة مكتبة في المركز الشبابي للفنون سابقا، كما أنني عضو في جمعية قطر للفنون التشكيلية بالحي الثقافي (كتارا)، وعضو في جماعة الفنون التشكيلية بإدارة الفنانين حسن الملا وعبدالرحمن المطاوعة، وعضو في مؤسسة أرض الفن بالدنمارك.
هل عززت هواياتك بورش تدريبية ومشاركات في معارض؟
- فعلا كان لي حضور في ورش عمل في الرسم بالرصاص والفحم والألوان بأنواعها، كما شاركت في مسابقة مهرجان كتارا للمحامل السادس والسابع وشاركت في رسم جدارية وطنية وخريطة قطر كبوابة مفتوحة ترحب بالجميع في رحاب قطر بين الماضي والحاضر، بالإضافة إلى مشاركتي في فعاليات درب الساعي في اليوم الوطني لعام 2016. كما شاركت في العديد من المعارض والمحافل الفنية والثقافية داخل وخارج قطر منها معرض في كوبنهاجن بالدنمارك بدعوة من مؤسسة أرض الفن.
بداية الكتابة
وماذا عن هواية الكتابة وكيف بدأت؟
- كنت أكتب في جريدة الشرق مقالا أسبوعيا بعنوان لمسة حرف لأنتقل بعدها إلى «العرب» بنفس العنوان كما تعاونت مع جريدة الراية في عمل حوارات لمجلة «هي وهو»، وكذلك أجريت حوارات وتحقيقات صحفية وتغطية أخبار في «الراية» وانتقلت خلال فترة عملي بين أقسام الجريدة ومن ضمنها قسم بالقطري الفصيح، واستفدت من ورش كتابة من تنظيم وزارة الثقافة وشؤون المسرح أثمرت ثلاثة نصوص مسرحية، حيث فاز نص سنعة الذي قام بتمثيله طالبات المدرسة الابتدائية ونص عزف منفرد قام بتمثيله شباب الجامعة.
متى وكيف دخلت عالم الكتابة الأدبية؟
- دخلت عالم الكتابة عندما خرجت من إطار عملي في مجال التعليم إلى مجال الصحافة الذي كان طموحي.
فتح عالم الصحافة لي أبوابه التي طرقتها كلها فكانت آفاق معرفة وخبرة ميدانية، وكتابة متنوعة في فنون الصحافة، وأبرزها فن المقالة، فقد منحت عمودا أسبوعيا أسميته (لمسة حرف) أستطيع من خلاله أن أخرج بنات أفكاري التي كانت تدور في ذاتي وارتقت لتدور حول محيطي الخارجي بحروف تلامس قضايا ثقافية، وطنية واجتماعية، أطمح في يوم ما أن تكون إصدارًا في كتاب يعكس الحركة الأدبية القطرية ويستفاد منه لطلاب المدارس والجامعات كأحد الفنون الأدبية في فن مقال الرأي.
العمل الصحفي لم يكتف بالإضافة المعرفية والخبرة الميدانية بل أضاف لي دخول مجالات عدة والاستفادة من خبرات شخصيات عديدة تعرفت عليها وكان لها دور في تشجيعي لاستمرار الكتابة خارج نطاق العمل الصحفي مثل كتابة بعض الحلقات التلفزيونية والنصوص المسرحية والتي كانت نتاج ورش نظمتها وزارة الثقافة وإدارة شؤون المسرح، ومن باب المسرح الذي أدخلتني فيه الصحافة دخلت عالم الفن التشكيلي والذي لامس موهبتي وأنا صغيرة فتعاونت مع المركز الشبابي للفنون المسرحية كمنسقة لمكتبة المركز ومن ثَم منسقة لجاليري المركز الإبداعي للفن التشكيلي ومن هنا بدأت رحلتي مع الفن التشكيلي بدخول الورش الفنية والرسم الحي في فعاليات الدولة والمشاركة في المعارض الخاصة بوزارة الثقافة، وكتارا، وجمعية الفنون التشكيلية، وجماعة الفنانين التشكيليين.
وسائل التواصل
كيف أثرت وسائل التواصل الاجتماعي على مسارك الإبداعي؟
- بلا شك أن وسائل التواصل الاجتماعي ساعدت كثيرا في إبراز المبدعين وأنشطتهم بشكل أسرع مجاراة لحياتنا المتسارعة. وبالرغم من أنني مُقلة في التفاعل مع السوشيال ميديا إلا أنها خدمتني كثيرا في نشر بعض كتاباتي ورسوماتي وتوثيق بعض المناسبات المهمة المرتبطة بإنجازاتي.
كما أن عالم الصحافة ومن خلال تغطيتي لمجلة مهرجان الدوحة المسرحي في سنة 2016 فتح أمامي نوافذ عالم المسرح عندما اكتشف بعض المسرحيين موهبتي الكتابية ليعرضوا عليَّ دخول ورش في كتابة النصوص المسرحية والالتحاق ببرنامج الفنون التطبيقية في مجال المسرح من تمثيل وإخراج وإنتاج ونقد وديكور وبالرغم مما واجهته من معاناة التزام بعمل ودراسة في نفس الوقت إلا أنني كنت مستمتعة بهذا المجال والأخذ بنصيحتهم للتخصص في فن ديكور المسرح ربطا بموهبتي الفنية وقدراتي المتواضعة في الرسم، وكانت الفرحة كبيرة بنجاحي في البرنامج وحصولي على شهادة الدبلوما بمرتبة الشرف بعد الإصرار والاجتهاد رغم كل التحديات، ولم يذهب ذلك الجهد هباء فقد نلت حصاده بثمار تجارب عملية سواء لتأليف نصوص مثلت على أرض الواقع أو تصميم لديكورات بتكليف من إدارة شؤون المسرح أو لمسرح تجاري جاء فرصة لخطوة جديدة واعدة.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر عالم الفن فی معارض
إقرأ أيضاً:
من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. بيت العيلة
#بيت_العيلة
من أرشيف الكاتب #أحمد_حسن_الزعبي
نشر بتاريخ .. 29 / 12 / 2015
ليس من باب الصدفة او الترف أن تستخدم كلمة «بيت» للدلالة على «الغرفة» في ذاكرتنا الشعبية ..فنقول البيت الشرقي والبيت الغربي والبيت الوسطاني عند وصفنا لغرف الدار…فالبيوت القديمة كانت مكوّنة بالأصل من غرفة واحدة يضاف اليها غرفة أخرى اذا ما تيسّر من الحجر والطين ما يكفي لبناء بيت جديد ملاصق واذا تحسّن الحال يختتم الحلم العائلي بغرفة ثالثة ملاصقة لمن سبقتها ليصبح صاحب الدار يملك «3 بيوت صفّ»..وكانت عبارة «ثلاث بيوت صف بوجهن لمشرّق»…و»ثلاث بيوت صف بوجهن لمغرب» …الخ…مدعاة للتفاخر عندما يريد ان يصف الرجل بيته لشخص ما…
**
كان «بيت العيلة»..يشبه قلوب أصحابه ، واسعاً دافئا، فوضوياً لكن ودود ..فيه «صوبة بواري» تنبض بالدفء وتؤنس الأولاد ، تنكة عامرة بالفاصولياء تغلي فوق رأس الصوبة المتوهج..كتب مفتوحة على عين الامتحانات ، حرامات ولحف ثقيلة تغطي الأكتاف الساهرة ،فراش احتياطي يطلّ بكرشه فوق مطوى الخشب ،يشبه احتياطيات الجيوش العربية التي لم ولن يستدعى في يوم ما… «نيون» طويل نصف مضاء عند نهايتيه «سواد» يشي بقرب انعطابه ، وثمة «مطّاطة» تشدّ من أزره ليبقى صامداً في وجه العتمة لحين انقضاء منخفض الامتحانات…نملية في قاعها مونة الزيت، وقطرميزات المقدوس ،وأكياس الورق التي حوت في أسبوع ما اكعاب الهريسة الحمراء حيث يأتي الاحتفاظ بها من باب الوفاء ..وقرب الخابية معجن متخم بعجين الصباح يختمر على مهل تحت دفء فروة قديمة وسجادة صلاة ، وقرب العتبة خلف الباب إبريق كاز ومحقان حديد، ومكنسة ما زالت بذور القشّ عالقة بها، تكسو رأسها «شريطة» مخيّطة جهة المقبض..وفي صدر البيت طفل نام على ركبة أمه..وآخر أطبق دفاتره على خطوط الرصاص ووضع يده تحت رأسه ونام…وثالث يحاول تقشير برتقالة بشكل لولبي دون ان تنقطع القشرة الطويلة ..ورابع يخربش على ورق»الماعون» مسائل معقدة فيها سين وصاد…
«بيت العيلة» هذه الأيام..كصالة انتظار في مطار..الكل يدير ظهره للآخر بسبب انشغاله بهاتفه النقال ، جرس تنبيه رسائل الواتساب هو الناطق الوحيد في بيوتنا الصامتة ..لا أحد يسأل الآخر او يحاوره الا في الحدود الدنيا ثم يغرق السائل والمجيب في أيقونات التطبيق من جديد…
**
«بيت العيلة» شئنا ام أبينا هو مرآة قلوبنا … في السابق كان فوضوياً وفقيراً لكن عواطفه مرتبة…صار الآن مرتّباً وغنياً لكن عواطفه مبعثرة…
حتى الحب صار يقوى ويضعف مع شبكة الواي فاي…
احمد حسن الزعبي
مقالات ذات صلة الدكتور عاطف نايف زريقات يكتب .. غطيني يا كرمة العلي 2024/11/22ahmedalzoubi@hotmail.com
#144يوما
#أحمد_حسن_الزعبي
#كفى_سجنا_لكاتب_الأردن
#متضامن_مع_أحمد_حسن_الزعبي
#الحرية_لأحمد_حسن_الزعبي