يمانيون – متابعات
يحاولُ الاحتلالُ السعوديُّ إجبارَ أحرار وقبائل محافظة المهرة على القبول بالأمر الواقع، وإسكاتِ كُـلِّ الأصوات المناهضة للوجود العسكري غير الشرعي للقوات الأجنبية الأمريكية والبريطانية والسعوديّة وغيرها.

ومؤخّراً حرَّكت السعوديّة بيدقَها الخائنَ رشاد العليمي؛ لينفذ الزيارة الأولى له منذ أن تم تعيينُه من قبل العدوان كرئيس للمجلس الرئاسي التابعة للعدوان، وهي زيارةٌ لها الكثيرُ من الأبعاد والدلالات، حَيثُ تؤكّـد استمرارَ سعي دول العدوان السعوديّ ومن خلفه الأمريكي والبريطاني وتحَرّكاتها الهادفة إلى تنفيذ خطة احتلالها؛ بحجج وذرائع مختلفة، منها مكافحة التهريب ومواجهة الإرهاب، وغيرها من الذرائع التي طالما استخدمتها واشنطن كغطاء لمشاريعها المدفوعة بأطماع السيطرة والهيمنة والنهب والاستحواذ على ثروات وخيرات الشعوب والأوطان، وهذا ما حذَّر منه السيد القائد -يحفظه الله-، حَيثُ أوضح في خطاب سابق أن العناوين المخادعة التي تهدف لاستغلال الناس تنكشف مع المتغيرات والاختبارات الحقيقية التي يتجلى فيها الصادق عن الزائف المخادع.

وتأتي زيارةُ المرتزِق العليمي إلى المهرة في إطار الاستراتيجية السعوديّة لتفكيك البنية الاجتماعية والقبلية المناهضة للاحتلال السعوديّ لمحافظة المهرة، كما أنها لا تخلو من دلالات سياسية لها علاقة بترتيبات تجريها السعوديّة، من بينها مشروع الإدارة الذاتية، الذي تم تنفيذه بداية في حضرموت التي أعلن العليمي خلال زيارته لها عن منح المحافظة النفطية الإدارة الذاتية في تولي شؤونها المالية والإدارية والأمنية.

ويتضح من خلال هذه الزيارة التي جاءت بعد أسابيع من زيارته لحضرموت المحتلّة أن الهدف منها هو تهيئة الظروف والاطلاع عن كثب على التحضيرات الجارية لإنشاء المجلس.

ولا يخفى الدور البريطاني في الدفع بالمرتزِق العليمي إلى الواجهة، فالسيطرة على خيرات وثروات المحافظة حلم لجميع قوى العدوان، وهنا يلعب المرتزِق العليمي دور ساعي البريد، وقد أصبح جسر عبور لقوات الاحتلال السعوديّ والأمريكي البريطاني، حَيثُ قام المرتزِق العليمي بوضع حجر الأَسَاس لعدد من المشاريع السعوديّة وليس المشاريع الخدمية التي لم تتحقّق، وسبق أن أعلن عنها المرتزِق هادي قبل سنوات، ولهذا جاءت بتوجيه من السعوديّة التي تقوم حَـاليًّا بإنشاء وحدات تتبع قاعدتها العسكرية التي تريد فرضها في محافظة المهرة، والتي من بينها إنشاء وحدة صحية تحت مسمى (مدينة الملك سلمان الطبية في المهرة) والتي تبين أنها عبارة عن وحدة صحية لا تتسع إلا لـ110 أسرَّة مزودة بمهبط للطائرات؛ ما يؤكّـد أن الرياض تقوم بإنشاء بنية تحتية لخدمة قواتها في السعوديّة التي تنوي توسيع عددهم بشكل دائم في سياق مساعيها لفرض مشروعها القديم بشأن مد أنبوب نفطي من جنوب شرق السعوديّة إلى سواحل المهرة.

ووفقاً للتقارير الرسمية فَــإنَّ مد الأنبوب النفطي حلم يراود السعوديّة منذ ثمانينيات القرن الماضي، حَيثُ تطمح من خلاله الرياض للوصول إلى “بحر العرب”، والسيطرة على ميناء “نشطون” الحيوي والاستراتيجي، وبناء بنية تحتية متطورة، تسمح باستخدامه لتصدير النفط السعوديّ دون المرور بمضيق “هرمز” الاستراتيجي أَو مضيق “باب المندب”، وبالتالي بعيدًا عن إيران.

لهذا فَــإنَّ المخطّط السعوديّ تم إعداده منذ عهد عبد الله بن عبد العزيز للاستحواذ على محافظة المهرة؛ بهَدفِ تأمين منفذ للسعوديّة على بحر العرب، حَيثُ كشفت التقارير وَالوثائق، أن السعوديّة ألقت بثقلها العسكري في محافظة المهرة البعيدة عن المواجهات العسكرية؛ بهَدفِ تحقيق أطماعها المتمثلة في إيجاد منفذ بحري عبر المهرة.

فمنذ أن تشكلت الدولة السعوديّة عام 1932م كانت المساعي مُستمرّة في التمدد شرقي اليمن للوصول إلى بحر العرب والمحيط الهندي، وفي الأعوام الأولى من دولة الوحدة جرى توقيع اتّفاق الحدود بين الجمهورية اليمنية وسلطنة عُمان عام 1992م ولم تخفِ المملكةُ امتعاضَها من الاتّفاق؛ كون الاتّفاق ثبت وبشكل رسمي وقانوني التقاء الحدود اليمنية العمانية السعوديّة عند مثلث الخرخير؛ وهو ما يقطع على الرياض أية ادِّعاءات مستقبلية داخل الأراضي اليمنية في محافظة المهرة.

وعلى الرغم من توقيع معاهدة جدة الحدودية بين اليمن والسعوديّة عام 2000م إلا أن الحلم ظل يراود النظام السعوديّ في الوصول إلى البحر العربي وإن لم يكن بالضم لتلك المناطق؛ فمن خلال الهيمنة وشراء القيادات السياسية والشخصيات القبلية البارزة.

وخلال ما يسمى بمؤتمر الحوار الوطني الشامل 2012-2014م كان من اللافت أن النظام السعوديّ كان في طريقه للوصول إلى تحقيق أهدافه في المحافظات الشرقية، من خلال ما يسمى مشروع الأقاليم في الدولة اليمنية الاتّحادية بصيغة من ستة أقاليم، وضم محافظتي حضرموت والمهرة إلى جانب محافظة شبوة وأرخبيل سقطرى ضمن ما يسمى بإقليم حضرموت الذي يتمتع بكل مقومات الدولة المستقلة، وهو ما يواكب المصالح السعوديّة.

ومع استمرار العدوان سعت الرياض إلى اقتناص الفرصة في تنفيذ المخطّط الاستراتيجي بالتواجد العسكري المباشر على السواحل اليمنية في البحر العربي تحت ذريعة مكافحة تهريب الأسلحة في كامل محافظة المهرة، ومد الأنبوب النفطي من الداخل السعوديّ وباتّجاه البحر العربي ومُرورًا بالأراضي اليمنية؛ أي من منطقة الخرخير في السعوديّة إلى ساحل المهرة، كطريق بديل لتصدير النفط بعيدًا عن الصراع في مضيق هرمز والتهديدات في مضيق باب المندب، إلا أن المخطّط السعوديّ الاستراتيجي أعمق من ذلك ولهذا تم إفشاله من قبل أحرار وشرفاء المهرة بقيادة الشيخ الحريزي.

شرعنة الاحتلال:
وبالعودة إلى زيارة الخائن العليمي إلى المهرة، فَــإنَّها تأتي في سياق الأجندة السعوديّة، والترويج لتنفيذ مشاريع خدمية على نفقة المملكة، في حين أنه لا توجد أية مشاريع.

ويعتبر هذا التحَرّك ضمن الاستراتيجية السعوديّة، المتمثلة في تقديم المعونات الإنسانية والمشاريع الخيرية والخدمات المجتمعية لتحسين صورتها لدى أبناء المدينة، بما يمكنها من تحقيق تقدم مطلوب لها في تلك المحافظة المهمة، وكذلك إلصاق تهمة التهريب والإرهاب بمحافظة المهرة واستخدامها “ذريعة” لتوسيع التواجد العسكري السعوديّ.

وتهدف السعوديّة من خلال هذه الزيارة، إلى تعزيز حالة التوتر الأمني، عبر تهمة التهريب؛ مِن أجلِ التدخل الأمريكي في المهرة، بما يؤدي إلى تعزيز التواجد العسكري لقوات الاحتلال بحجّـة “مكافحة الإرهاب في المهرة”، من هنا نفهم تأكيدات الشيخ علي سالم الحريزي -رئيس لجنة اعتصام المهرة بأن زيارة العليمي تهدف لشرعنة تواجد قوات عسكرية كبيرة لدول الاحتلال السعوديّ -الإماراتي -البريطاني –الأمريكي، مُضيفاً بأن الخائن العليمي الذي يحمل الجنسية الأمريكية، ويمتلك أكثر من 25 شركة استثمارية جاء مرسلاً من دول العدوان والاحتلال لإدانة محافظة المهرة وشرعنة احتلالها وتسليمها للقوات الأجنبية.

جائزةٌ منذ عقود:
وتؤكّـد المعلومات أن “زيارة العليمي لها علاقة بالتحَرّك الأمريكي البريطاني في المحافظات الشرقية النفطية، والتحَرّك السعوديّ الهادف لإخضاع تلك المحافظات لوصايتها مستقبلاً عبر فصلها عن جنوب وشمال اليمن، والمهرة التي تخوض دولة العدوان السعوديّ صراعاً للسيطرة عليها منذ سنوات العدوان والحرب الأولى على اليمن واحدة من الأطماع التي تسعى الرياض لعزلها عن اليمن، وتحويلها إلى ممر لتصدير نفطها للخارج عبر بحر العرب بدلاً عن المحيط الهندي”.

ولهذا فَــإنَّ السعوديّة تعتبر محافظة المهرة “جائزة منذ عقود”، فالمحافظة تمتلك ساحلاً طويلاً على المحيط الهندي، وستتجاوز الشحنات عبر موانئها نقطتي الاختناق اللتين يمكن أن تعرضا صادرات النفط السعوديّة والواردات الحيوية للخطر، وهما مضيق هرمز ومضيق باب المندب.

محافظة المهرة لديها كذلك أطول خط ساحلي في اليمن بمساحة 560 كم، وتعتبر هذه المحافظة أقرب محافظة إلى جزيرة سقطرى عبر بحر العرب، لذلك، ومن أجل خلق توازن جيوسياسي ضد الإمارات وكذلك الضغط عليها لخفض قواتها في الجزيرة، وتخفيف قبضتها ونفوذها في المحافظات الجنوبية والشرقية، تحظى محافظة المهرة بأهميّة استراتيجية لدى العدوان السعوديّ.

ولهذا فَــإنَّ السعوديّة ومن خلفها بريطانيا وأمريكا تحاول أن تلعب لعبتها التوسعية المكشوفة في المهرة (التي لم تُطلق فيها طلقة واحدة منذ بداية الحرب أَو تسقط فيها حجر بقذيفة) عبر المرتزِق العليمي.

حربٌ اقتصادية:
وفيما يخص الدور السعوديّ في محاربة الاقتصاد الوطني لليمن، يؤكّـد رئيس الاعتصام المناهض للاحتلال بمحافظة المهرة الشيخ علي الحريزي، أن “السعوديّة عملت على منع 11 شركة أجنبية من استخراج النفط والغاز اليمني في محافظة المهرة، خلال الفترة الماضية، وإجهاض كافة المحاولات اليمنية بذلك، موضحًا أن السعوديّة تدفع الأموال الباهظة للشركات الأجنبية مقابل تخليها عن استخراج النفط والغاز اليمني في المهرة، والاستحواذ على الوثائق الخَاصَّة بالاستكشافات”.

وأجرت السعوديّة بواسطة شركات مسح جوي عن مكامن النفط والغاز الطبيعي المكتشفة في المهرة منتصف ٢٠١٧، دون الإفصاح عن كمياتها، وسط اتّهامات لتهريبها والاستحواذ عليها تحت غطاء مد أنبوب النفط السعوديّ عبر المهرة وُصُـولاً إلى بحر العرب.

وبحسب الحريزي فَــإنَّ السعوديّة تتآمر على اليمن منذُ زمن طويل، وتمنع قدوم الشركات الاستثمارية من الوصول إليها لاستخراج النفط والغاز، وتحارب أي تقدم اقتصادي في اليمن منذُ عام 1967م إلى اليوم وقبلهم كان الاحتلال البريطاني.

صحيفة المسيرة / عباس القاعدي

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: فی محافظة المهرة النفط والغاز بحر العرب السعودی ة فی المهرة من خلال ف ــإن ة التی

إقرأ أيضاً:

20 يناير خلال 9 أعوام.. قرابة 40 شهيداً وجريحاً في جرائم حرب بقصف غارات العدوان السعودي الأمريكي على اليمن

يمانيون../
واصل العدوانُ السعوديّ الأمريكي، في اليوم التاسع والعشرين من يناير خلالَ الأعوام: 2016م، و2017م، و2018م و2019م، ارتكابَ جرائم الحرب، والإبادة الجماعية، والحصار الجائر، بغاراتِه الوحشية وقصفه مرتزقته المدفعي، وقنابله العنقودية المحرمية دولياً على منازل ومزارع وممتلكات المواطنين والمدارس والأسواق والجوامع والمسجد والجسور، وخزانات المياه وشبكات الاتصالات، في مناطق متفرقة بمحافظات صعدة، والحديدة، وصنعاء وحجة.

ما أسفر عن أكثر من 20 شهيداً و20 جريحاً، جلهم أطفال ونساء، وتدمير وحرق عشرات المنازل، والمزارع، وتدمير معالم ومقومات الحياة، وحرمان عشرات الطلاب، من حقهم في التعليم، وعشرات الأسر من ماويها ومزارعها، وممتلكاتها، ومصادر رزقها، ومضاعفة المعاناة، وموجهة نزوح وحزن ومأسي متجددة، في ظل شحة المساعدات الإنسانية، وتواطؤ المجتمع الدولي المتاجر بمعناة الشعب اليمني، والعمل على استدامتها لتحقيق مكاسب ومصالح منظمات تدعي الإنساني وتمتهن اللصوصية والجاسوسية

وفيما يلي أبرز التفاصيل:

29 يناير 2016..6شهداء وجريحان في جريمة حرب لغارات العدوان على منزل مواطن بصنعاء:

في التاسع والعشرين من يناير 2016م، سجل العدوان السعودي الأمريكي، جريمتي حرب تضافا إلى سجل جرائمه بحق الشعب اليمني، مستهدفاً هذه المرة منزل أحد المواطنين في قرية قرمان بمنطقة عطان، بغاراته الوحشية، أسفرت عن 6 شهداء وجريحين، بينهم أم وأبنها، وتضرر عدداً من المنازل المجاورة بمديرية السبعين أمانة العاصمة صنعاء، إضافة إلى استهداف مصنع الشهاب للمناديل الورقية بمديرية بني الحارث، اسفرت عن احتراقه بالكامل، وترويع الأهالي وموجة من النزوح والتشرد والحرمان ومضاعفة المعاناة.

السبعين: 8 شهداء وجرحى في مجزرة قرمان

جمعت جثث وأشلاء الشهداء، وأسعف الجرحى، إلى المستشفيات، وبدأ سكان الحي بالعودة التدريجية إلى منازلهم، ورفع الدمار والخراب منها، وترميمها، فيما الأطفال والنساء، في حالة خوف ورعب لا يقبلون البقاء في منازلهم المهددة بالغارات.

يقول أحد الجرحى: “العدوان الغاشم استهدف المنزل، نحن مسلمين، نحن عرب، لماذا ما يشن عدوانه على كيان الصهيوني الغاصب؟ لكن نقول لسلمان المجرم، والله ما تسير دماؤنا وأرواحنا هدر، والشعب اليمني مقبرة الغزة”.

جريح أخرى يقول: “كنت راقد فوق السور وما دريت إلى بشظايا الغارة على أقدامي، ووقعت على الأرض، ما ذنبا، ما معيش أين أرقد كنت في الشارع “.

بني الحارث: مصنع شهاب للمناديل الورقية هدف لغارات العدوان

وفي جريمة استهدف طيران العدوان السعودي الأمريكي، لمصنع الشهاب للمناديل الورقية، بمنطقة ذهبان مديرية بني الحارث، أسفرت عن احتراقه بالكامل، وترويع الأهالي، واضرار في الممتلكات، وقطع أرزاق العاملين وأسرهم، في جريمة حرب تستهدف الاقتصاد والمعايش.

مشاهد النيران المتصاعدة، واعمدة الدخان، وسط ظلمة الليل، أرعبت المواطنين، وأفزعت النائمين، وصنعت كثافة لهب استمرت إلى صباح اليوم التالي، وسط أحياء مكتظة بالسكان، في مشهداً مخيف أمتدن نيرانه لالتهام سيارات المواطنين والأشجار المجاورة، وبعض المنازل، واستمرت فرق الإطفاء والدفاع المدني لساعات حتى استكمال إطفاء الحرائق.

استهداف المدنيين في منازلهم، والاعيان المدنية، والمصانع، جريمة حرب وإبادة جماعية، وانتهاك صارخ للقوانين والمواثيق الدولية والإنسانية، وتدعوا المجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى استشعار مسؤوليتهم القانونية، وسرعة التحرك الجاد لوقف العدوان والحصار على الشعب اليمني، ومحاسبة مجرمي الحرب، وتقديمهم للعدالة.

29 يناير 2016.. جريحان وأضرار في المحلات والممتلكات بغارات العدوان على سوق العند بصعدة:

وفي اليوم والعام ذات، استهدف طيران العدوان السعودي الأمريكي، سوق العند بمديرية سحار، ومنازل المواطنين ومستشفى ومدرسة في وادي أبو جبارة بمديرية كتاف محافظة صعدة، بغارات وحشية، أسفرت عن جريحين وأضراراً واسعة في الممتلكات والمحلات التجارة، والأعيان المدنية، والبنى التحتية.

سحار: جريحان بغارات العدوان على سوق العند

ففي مديرية سحار أسفرت غارات العدوان على سوق العند عن جريحين ودمار واسع خسائر مالية، وترويع الأهلي في المناطق المجاورة، وتقييد حركة الحياة، ونقص الاحتياجات الضرورية، وتفاقم الأوضاع المعيشية، وأثار نفسية وإنسانية، في جريمة حرب إضافة إلى سلسلة من الجرائم المرتكبة بحق الإنسانية في اليمن.

الجرحى من داخل المستشفى يتأوهون ويتألمون، وهاليهم يبحثون عنهم، ويلحقون بهم، يقول أحدهم: “كنت في المحل بالسوق، وسمعت الطيران محلق، ما فكرت أنه باء يستهدفنا، وفي لحظة ما دريت إلا بالبضاعة والجدران فوقي، اسعفوني، والحمد لله ما كنت متوقع أن أعيش، من شدة الضربة ومشهد الدمار الحاصل “.

كتاف: سلسلة غارات تستهدف البنية التحتية ومنازل المواطنين

وفي سياق متصل استهدف طيران العدوان مدرسة وعدد من المنازل ومستوصف بالقرب منا بوادي آل جبارة مديرية كتاف، بسلسلة غارات مباشرة، أدت إلى دمار وخراب واسع، وحرمان المنطقة واهاليها من حق التعليم والرعاية الطبية، والعيش في مأويهم.

مشاهد الدمار للمدرسة والطاولات ومقاعد الطلاب، والكتب، بما فيها القرآن الكريم، وآياته المقدسة، غدفي كومة واحدة، دفنت تحتها أحلام وأمنيات ومستقبل مئات الطلاب والطالبات من أبناء المنطقة، وحرمتهم من حقهم في التعليم.

يقول أحد الأهالي: “هذه بيوت المواطنين أكثر من 7 تم تدميرها بغارات مباشرة، وتضرر المستشفى، وتدمرت المدرسة، وهي المدرسة الوحيدة والمستشفى الوحيد في المنطقة، المواطنين سبق لهم النزوح من المنطقة ولكن رغم ذلك، لم تسلم من الاستهداف، لو كان الأهالي فيها لكان الضحايا كثير”.

29 يناير 2017..5 شهداء في جريمة حرب لغارات العدوان على سيارة أحد المواطنين بحجة:

وفي اليوم ذاته من العام 2017م، أضاف العدوان السعودي الأمريكي، جريمة حرب إلى سجل جرائمه بحق المدنيين في اليمن، مستهدفاً سيارة أحد المواطنين، بغارة مباشرة على الطريق العام فوق جسر النشبة في بني حسن مديرية عبس ، أسفرت عن 5 شهداء، وتضرر منازل وممتلكات الأهالي المجاورة، وحالة من الخوف ، والنزوح والحرمان .

كان خمسة مواطنين فيهم مرأتان على متن سيارة عابرين من فوق جسر النشبة، قاصدين العودة إلى منزلهم، وأهلهم بعد رحلة علاجية في أحد المستشفيات، غير أبهين بأن غارات العدوان تترصد بهم الدوائر وتبحث في سماء اليمن عن ضحايا جدد، لأسلحتها الامريكية، والاستمرار في إبادة الشعب اليمني، وفي لحظة وصولهم فوق الجسر ألقيت عليهم 3 غارت جوية مباشرة لا ترحم رجل ولا امرأة، وكل يمني يقع تحت قصفها هدفاً يجب إبادته من الوجود، وفق شرائع الشيطان وجنده المجرمين والمستكبرين.

5 شهداء إعادتهم غارات العدوان إلى أهاليهم رماد وجثث متفحمة، وقطع جمعت في أكياس، ليتم تشييعهم، سوياً دون معرفة هذا من ذك، في مشهد، يندى له جبين الإنسانية، ومعاناة ورعب في قلوب أطفالهم وأهاليهم، ستضل عالقة في ذاكرتهم وذاكرة الشعب اليمني وكل أحرار العالم إلى القيامة.

يقول أحد شهود العيان: “هذا العدوان السعودي استهدف الجسر بـ 3 غارات، وضرب السيارة، وقطع الطريق، وقتل 5 مواطنين فوق السيارة، لعنة الله على المعتدين، المجرمين، هذه السيارة تفحمت على طول، وفيها بعض جثث الشهداء تحولت إلى رماد، فيهم تنتين نسوان “.

إلى ذلك استهدف طيران العدوان منازل المواطنين في القرى المجاورة للجسر بغارة عنقودية، أسفرت عن دمار وخراب وترويع الأهالي، وتلويث البيئة، ومشاهد لبقايا قنابل عنقودية محرمة لم تنفجر بعد، تهدد حياة النساء والأطفال، والمواشي وتقيد حركتهم، وتشكل كابوس خطر مميت في أي لحظة.

29 يناير 2018..5 شهداء وجريحان في جريمة إبادة ضد الإنسانية لغارات العدوان على منزل مواطن برازح صعدة:

وفي اليوم ذاته من العام 2018م، سجل العدوان السعودي الأمريكي، جريمة حرب وإبادة جماعية ضد الإنسانية، باستهداف غاراته الوحشية المباشرة، منزل المواطن محمد علي مبرة بمنطقة بني معين مديرية رازح، محافظة صعدة، أسفرت عن 5 شهداء وجريحين، من أسرة واحدة بينهم أطفال ونساء، وحالة خوف ورعب، وموجة نزوح، وتضرر منازل ومزارع وممتلكات الأهالي المجاورة.

كانت أسرة المواطن محمد علي مبرة كغيرها من الأسر اليمنية لا تجد مأوى يحميها أو مكان تلوذ إليه من غارات العدوان، غير البقاء في منزلها بمنطقة بني معين، رازح، تعيش لحظاتها الحلوة والمرة بأمل وقف العدوان ورفع الحصار، وتحسن مستوى المعيشة، وانتهاء الخوف من مغبة العدوان، ولكن ذلك اليوم كان فاصلاً، ووضعها في مواجهة مباشرة مع غارات وحشية دمرت المنزل على رؤوس الأطفال والنساء، ليرتقي منهم الشهداء، ويجرح من تبقى، في مشهد إجرامي يعكس تعمد العدوان الممنهج في استهداف المدنيين.

منزل الأسرة تحول إلى مقبرة دفنت أهلها تحت الدمار، وهرع الأهالي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وبدأت مرحلة انتشال الجثث، وسكون الحزن في منازل وقلوب رازح، وعادت طائرة العدو المجرم لتتضخر بالقنابل والصواريخ مجدداً، وترجع مرة أخرى لقتل وإبادة الشعب اليمني وتدمير مقدراته، في أي منطقة حدد لها.

كانت الجثث متفحمة ومقطعة، بينهن نساء وأطفال، أسرة بكاملها، باتت في خبر كان، ومسحت من السجل المدني، وانتقلت إلى قوائم وكشوفات جرائم حرب العدوان، ومجازره بحق الشعب اليمني، والرفع بها إلى المحكمة الدولية والعدل الدولية، المختصة بملاحقة مجرمي الحرب وتقديمهم للمحاكمة، وتحقيق العدل والإنصاف لذويهم.

يقول أحد شهود العيان من بين روضة الشهداء ونعوش الأسرة بجواره منتظرة لاستكمال الحفر ليتم دفنها “ما تشاهدونه يا عالم في هذا المكان هو لضرب غارات العدوان على منزل أخي محمد، الذي راح هو وأسرت بين شهيد وجريح، حسبنا لله ونعم الوكيل”.

أقيمت صلاة الجنازة في المقبرة نسفها، ودفنت الأسرة، وأسعف الجرحى طفل وأخته الطفلة دون معيل يواسيهم، أو يخفف من آلامهم وجروحهم، وأقيم العزاء، وبقيت الدماء مسفوكة في مطبخ البيت وغرفه وحجراته المدمرة، كما هو الحزن واليتم، والقهر، الإنصاف والعدل باق إلى أن يأخذ الشعب اليمني وجيشه وقيادته بحق كل مظلوم ومستضعف، ويقتصون من مجرمي الحرب، وقوى الاستكبار العالمي وطواغيتها.

20 يناير 2019.. شهيد وجريح بغارة لطيران العدوان على سوق المدلة بكشر حجة:

وفي العام 2019م، من اليوم ذاته، أضاف العدوان السعودي الأمريكي، جريمة جديدة، مستهدفاً بغارة جوية سوق المندلة في منطقة بني حليس مديرية كشر محافظة حجة، أسفرت عن شهيد وجريح، ودمار في المحلات التجارية وممتلكات المواطنين، وترويع أهالي المناطق المجاورة.

الشهيد يوسف شعبين كان مطمأن البال لا يدرك ان طيران العدوان يترصد أنفاسه ويحصيها عدا، وفي لحظة التمام وقعت الغارة على جسده بشكل مباشر، نزعت روحه البريئة، وسفك دمائه، ومزقت أشلائه في مشهد صادم، وحملة المشيعون إلى دارة لتحضيره والصلاة على جثمانه الطاهر، مسجلين القضية على كيانات ودول اعتدت على اليمن وتبيد شعبه.

يقول أحد الأهالي: ” ما ذنب هذا المواطن المستضعف، مقوت، نزل جنب الدكان يبيع قات، كان في السوق يقصد الله على أسرته، لا علاقة له بأحد، اليوم أطفاله فقدوا معيلهم، أيتام، ندعو شعبنا اليمني، إلى النفير العام، والجهاد في سبيل الله دفاعاً عن الوطن ونصرة للمستضعفين “.

29 يناير 2019.. شهداء وجرحى بقصف الغزاة والمحتلين وأدواتهم على مدينة الدريهمي بالحديدة:

وفي جريمة حرب نكراء، لغارا ت العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي، وادواتهم المنافقين، استهدفت منازل ومساجد وأسواق مديرية الدريهمي ، بغارات جوية، وقصف مدفعي وصاروخي ، أسفر عن شهداء وجرحى ، واضرار واسعة في الممتلكات، والأعيان المدنية، وموجة خوف ورعب في نفوس الأطفال والنساء، ونزوح عشرات الأسر ، ومضاعفة المعاناة وتضيق الحصار على من بداخلها.

الدريهمي بين الحصار والقصف المتواصل ليل نهار، منازلها محترقة ومدمرة، ومزارعها تحولت إلى رماد، ومساجدها لن تشفع لها المآذن ولا المصاحف لتقيها قصف المجرمين، والطغاة، تنظر يمين ويسار وفي كل أتجاه، كل شيء دمار، خزانات المياه، قصفت بصواريخ موجة، وسكانها يفتقرون لأبس مقومات الحياة، وخلال 8 أشهر، تحول بقائهم، دون خدمات ولا اتصالات ولا مياه وصحة، ومواد غذائية، كمن ينتظر الموت “.

هنا بشر يقتاتون على أوراق الأشجار، وما قدم لهم من قبل المجاهدين، وام تنوح قائلة بنتي وبنت أبني قتلتهن طائرات العدوان” وطفل يصرخ قائلاً قتلوا أموي وأبي وأختي وعمتي، هذا العدوان الغاشم، ويمسح الدموع بيده الصغيرة “.

تتنوع المشاهد المذيبة للجبال والمحزنة للقلوب، هنا حاج طاعن في السن بيده صحن صغير فيه مقدار دقيق أبيض يريد تحضيره للطعام، وهو لا يكفي وجبه لعائلته الكبيرة، فيبكي، ويقول إن هو العالم من هذه الإبادة!

يقول أحد الأهالي: “مرتزقة العدوان يقومون بضرب الهاوات على منازل المواطنين، ليلاً ما أدى إلى احتراق منازل المواطنين في الجاح الأسفل، واحرقوا المزارع، وقتلوا النساء والأطفال، وهجروا الأسر، معنا أمراض وجرحى ”

تقول أم الطفلة الشهيدة شفيقة ” العدوان السعودي المجرم قتل بنتي الصغيرة شفيقة، بقذيفة هاون وهي في البيت تلعب، وعلينا الدمار وموتونا، ونحن محاصرين لن نجد أكل ولا شرب ولا علاج، لا يجوز من الله، محاصرين لليوم 8 أشهر، من الجهات الأربعة، ويضربونا بالزنانة، والطيران، نحن نواجه الموت جوع وحصار وقصف ليل نهار” .

عشرات الشهداء والجريح، مساء وأطفال، وكبار سن، ومدنيين بمختلف الأعمار عاشوا الجحيم في ليالي وأيام متواصلة، دون أي دور أممي لإنقاذهم.

كان للدريهمين في مثل هذا اليوم، ألف قصة وقصة، ويبقى الأهم، هل حان الوقت لوقف العدوان والحصار على الشعب اليمني، وهل حان وقت العدالة وملاحقة مجرمي الحرب؟ وهل حان نهوض محكمة العدل الدولية والجنايات الدولية للقيام بمسؤوليتهما الأخلاقية والقانونية؟ وتبقى الإجابة حتى ينال أهالي وأسر الضحايا حقهم في العدالة والإنصاف!

مقالات مشابهة

  • جرائم العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي في مثل هذا اليوم 1 فبراير
  • ​ محمد الحوثي يطلع على أضرار العدوان الأمريكي السعودي في محطة كهرباء صعدة
  • العليمي يعترف بفشل “حكومته” في إدارة الموارد واعتمادها على الدعم السعودي
  • جرائم العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي في مثل هذا اليوم 31 يناير
  • أبرز المساجد والكنائس التي دمرها العدوان الإسرائيلي على غزة
  • 30 يناير خلال 9 أعوام.. 30 شهيداً وجريحاً في جرائم حرب بغارات العدوان السعودي الأمريكي على اليمن
  • المنتدى السعودي للإعلام يطلق مبادرة “جسور الإعلام” التي تجمع Netflix وSony وShondaland بالمواهب السعودية
  • جرائم العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي في مثل هذا اليوم 30 يناير
  • لماذا السعودية والإمارات تغذيان الصراعات وجرائم القتل بين اليمنيين؟
  • 20 يناير خلال 9 أعوام.. قرابة 40 شهيداً وجريحاً في جرائم حرب بقصف غارات العدوان السعودي الأمريكي على اليمن