لماذا تفاجأ الجميع بخروج البرهان من مركز القيادة؟
تاريخ النشر: 31st, August 2023 GMT
كواليس مغادرة البرهان للقيادة العامة
لماذا تفاجأ الجميع بخروج البرهان من مركز القيادة؟
لماذا اتخذت هيئة قيادة الجيش قرار مغادرة البرهان الي خارج القيادة العامة للجيش في هذا التوقيت؟
– ظلت الأجهزة الامنية ترصد جميع تحركات القوي السياسية المساندة لمليشيا الدعم السريع.. وقد تسارعت الخطي عقب اجتماع الايقاد الذي تلخص في قضيتين مهمتين.
الاولي.. حاول خلق رأي عام إقليمي ودولي بانه لاتوجد حكومة في السودان.. في إشارة لفقدان السيطرة علي الدولة.
الثانية.. حاول إقرار التدخل بقوات لفض النزاع ووقف الحرب.. بدعوي حماية المدنيين..حيث طافت قوي الحرية والتغيير خلال اسبوعين في عدد من المنابر و العواصم انجمينا. عنتبي. كمبالا. أديس أبابا. القاهرة. بروكسل تسويقا لفكرتين :
– اهمية التدخل في البلاد عبر الايقاد
– تكوين حكومة لنتمكن من إقامة الانتقال الديمقراطي
*الأجهزة الامنية تستشعر الخطر*
في هذه اللحظة شعرت الأجهزة الامنية بالخطر وبدأت في ترتيب امر البلاد وفقا لمعطيات جديدة..بعد أن تكشف احتمال ان تتجاوز الحرب الخرطوم .. من كونها مهدد أمني وعسكري الي مهدد لبقاء الدولة السودانية وهو ما دفع بقائد الجيش ان يشير الي ذلك في خطاب عيد الجيش الذي نقل فيه الحرب من كبينة القوات المسلحة إلي كبينة الشعب السوداني باجمعه.. حين أعاد تعريف وتوصيف الحرب بانها حرب وجودية.. ودعا الي استنفار الشباب والمعاشيبن من القوات المسلحة للدفاع عن البلاد.
– بداءت في هذه الاثناء ترتيب زيارات خاطفة للمدير العام لجهاز الأمن والمخابرات لعدد من الولايات لشرح أبعاد المخطط ثم صدور قرار تعين وزير الداخلية.. تم تبع ذلك خروج الرجل الثالث في قيادة الجيش الفريق إبراهيم جابر الي بورسودان لترتيب الجانب المدني وتسير الحكومة بعد أن جمع كل الوزراء واسند لهم مهام.. حسب افرازات الحرب.
مفاجأة خروج البرهان
كان المخطط يمضي علي ابقاء الحكومة مشلولة وغير قادرة علي سد الفراغ الخدمي للمواطنين وجعل المواطن يحس بالعجز و الاحباط تجاه الحكومة.. مما يجعله يبحث عن المخلص حتي لو كان مليشيا الدعم السريع.. التي بدأت بالفعل في محاولات تجميل وجهها ورسم صورة ذهنية إيجابية.. عبر تقديم الخدمات في بعض مناطق سيطرتها وقد توج ذلك بالإعلان عن منظمة انسانية لمساعدة المواطنيين وقد صرح احد قادتهم انهم بصدد تعين أجهزة إدارية في مناطق سيطرتهم..وكان يجري تنسيق مع جهة خارجية عرفت برعايتها ودعمها للمليشيا بتوفير خدمات انسانية بجانب مصاريف عينية لاستمالة المواطنيين وجعلهم يشعرون بالأمان..
كل هذا المخطط وغيره تم افشاله بين ليلة وضحاها في لحظة قرار الأجهزة الامنية أهمية خروج قائد الجيش راس الدولة للقيام بواجباته التنفيذية في تسير العمل المدني.. بعد حدث استقرار في العمل العسكري ِ. حيث كان ذلك الخروج مفاجأة لعدد من الذين كانوا يخططون لملء الفراغ.. حيث كان من المتوقع ان يخرج اجتماع أديس أبابا الذي دعا له الاتحاد الافريقي في 25 أغسطس .. والذي اجل الي 7 سبتمبر ثم علق لوقت غير معلوم كان متوقع له ان يعمل علي إعلان حكومة برئاسة عبد الله حمدوك.
لماذا اتخذت هيئة قيادة الجيش قرار مغادرة البرهان
في ظل ماذكرنا من معطيات كانت قيادة الجيش مع الأجهزة الامنية تتابع كل حلقات المؤامرة التي تحاك في الخفاء.. وشهدت الفترة هجوم كثيف متجدد بصورة يوميه على عدد من المواقع العسكرية سلاح المهندسين سلاح الذخيرة سلاح الإشارة سلاح المدرعات وغيرها من الأهداف الاخري.. حتي يتم شغل القيادة واستيعابها في تكتيكات الدفاع عن هذه المواقع الاستراتيجية والحديث بصورة مستمرة عن سقوطها و السيطرة عليها الذي ربما يعني انتهاء الحرب وبالتالي سقوط الدولة السودانية وهذا يجعل الجميع مشدودون تجاه مايجري من تهديد عسكري ..
بينما يمضي في اتجاه اخر تنامي الشعور العام لدي المواطن بغياب الجهاز التنفيذي للدولة بجانب تكثيف الحديث عن عزلة دولية وانسداد أفق الحل ووقف القتال بالاضافة للحديث عن المعاناة الانسانية هذا كله لخلق شعور عام بالياس، والضياع وهو ما تقوم بصناعته بعض الفضائيات المجاورة المشاركة في أجندة اندلاع الحرب.
وسط كل هذا المخطط الخبيث تتخذ هيئة قيادة الجيش قرار بأهمية خروج قائد الجيش الي إدارة الشأن التنفيذي والسياسي وقطع الطريق امام مخطط تشكيل حكومة الجناح السياسي للتمرد الذي كما نعلم تمثله قوي الحرية والتغيير وان أنكرت ذلك فهي تعيش الان حالة من الذهول والاحباط حتي اللحظة جراء قرار خروج البرهان المدروس لمباشرة عمل رئيس البلاد .. نواصل.
عادل عسوم
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الأجهزة الامنیة خروج البرهان قیادة الجیش
إقرأ أيضاً:
هذه هي قيم الجيش وأخلاقه هذا هو الرحم الذي لا ينجب إلا الفرسان
▪️عندما تشاهد قائد الجيش يعانق أحد الجنود تتبدى لك عظمة هذا الجيش وتفرده أخلاقاً ونبل..
▪️عندما تشاهد قائداً رفيعاً يتقاسم اللقمة وكسرة الخبز مع جنوده تدرك أن هذه المؤسسة متماسكة وغير قابلة للتصدع والإنكسار..
▪️هذه هي قيم الجيش وأخلاقه هذا هو الرحم الذي لا ينجب إلا الفرسان..
▪️القصة أختلفت والوقائع تبدلت ، سماء السودان لونها أخضر وأرضه لونها أخضر وما بينهما جيش قوقو أخضر..
#ام_وضاح