كواليس مغادرة البرهان للقيادة العامة
لماذا تفاجأ الجميع بخروج البرهان من مركز القيادة؟
لماذا اتخذت هيئة قيادة الجيش قرار مغادرة البرهان الي خارج القيادة العامة للجيش في هذا التوقيت؟
– ظلت الأجهزة الامنية ترصد جميع تحركات القوي السياسية المساندة لمليشيا الدعم السريع.. وقد تسارعت الخطي عقب اجتماع الايقاد الذي تلخص في قضيتين مهمتين.

.
الاولي.. حاول خلق رأي عام إقليمي ودولي بانه لاتوجد حكومة في السودان.. في إشارة لفقدان السيطرة علي الدولة.
الثانية.. حاول إقرار التدخل بقوات لفض النزاع ووقف الحرب.. بدعوي حماية المدنيين..حيث طافت قوي الحرية والتغيير خلال اسبوعين في عدد من المنابر و العواصم انجمينا. عنتبي. كمبالا. أديس أبابا. القاهرة. بروكسل تسويقا لفكرتين :
– اهمية التدخل في البلاد عبر الايقاد
– تكوين حكومة لنتمكن من إقامة الانتقال الديمقراطي
*الأجهزة الامنية تستشعر الخطر*
في هذه اللحظة شعرت الأجهزة الامنية بالخطر وبدأت في ترتيب امر البلاد وفقا لمعطيات جديدة..بعد أن تكشف احتمال ان تتجاوز الحرب الخرطوم .. من كونها مهدد أمني وعسكري الي مهدد لبقاء الدولة السودانية وهو ما دفع بقائد الجيش ان يشير الي ذلك في خطاب عيد الجيش الذي نقل فيه الحرب من كبينة القوات المسلحة إلي كبينة الشعب السوداني باجمعه.. حين أعاد تعريف وتوصيف الحرب بانها حرب وجودية.. ودعا الي استنفار الشباب والمعاشيبن من القوات المسلحة للدفاع عن البلاد.
– بداءت في هذه الاثناء ترتيب زيارات خاطفة للمدير العام لجهاز الأمن والمخابرات لعدد من الولايات لشرح أبعاد المخطط ثم صدور قرار تعين وزير الداخلية.. تم تبع ذلك خروج الرجل الثالث في قيادة الجيش الفريق إبراهيم جابر الي بورسودان لترتيب الجانب المدني وتسير الحكومة بعد أن جمع كل الوزراء واسند لهم مهام.. حسب افرازات الحرب.
مفاجأة خروج البرهان
كان المخطط يمضي علي ابقاء الحكومة مشلولة وغير قادرة علي سد الفراغ الخدمي للمواطنين وجعل المواطن يحس بالعجز و الاحباط تجاه الحكومة.. مما يجعله يبحث عن المخلص حتي لو كان مليشيا الدعم السريع.. التي بدأت بالفعل في محاولات تجميل وجهها ورسم صورة ذهنية إيجابية.. عبر تقديم الخدمات في بعض مناطق سيطرتها وقد توج ذلك بالإعلان عن منظمة انسانية لمساعدة المواطنيين وقد صرح احد قادتهم انهم بصدد تعين أجهزة إدارية في مناطق سيطرتهم..وكان يجري تنسيق مع جهة خارجية عرفت برعايتها ودعمها للمليشيا بتوفير خدمات انسانية بجانب مصاريف عينية لاستمالة المواطنيين وجعلهم يشعرون بالأمان..
كل هذا المخطط وغيره تم افشاله بين ليلة وضحاها في لحظة قرار الأجهزة الامنية أهمية خروج قائد الجيش راس الدولة للقيام بواجباته التنفيذية في تسير العمل المدني.. بعد حدث استقرار في العمل العسكري ِ. حيث كان ذلك الخروج مفاجأة لعدد من الذين كانوا يخططون لملء الفراغ.. حيث كان من المتوقع ان يخرج اجتماع أديس أبابا الذي دعا له الاتحاد الافريقي في 25 أغسطس .. والذي اجل الي 7 سبتمبر ثم علق لوقت غير معلوم كان متوقع له ان يعمل علي إعلان حكومة برئاسة عبد الله حمدوك.
لماذا اتخذت هيئة قيادة الجيش قرار مغادرة البرهان
في ظل ماذكرنا من معطيات كانت قيادة الجيش مع الأجهزة الامنية تتابع كل حلقات المؤامرة التي تحاك في الخفاء.. وشهدت الفترة هجوم كثيف متجدد بصورة يوميه على عدد من المواقع العسكرية سلاح المهندسين سلاح الذخيرة سلاح الإشارة سلاح المدرعات وغيرها من الأهداف الاخري.. حتي يتم شغل القيادة واستيعابها في تكتيكات الدفاع عن هذه المواقع الاستراتيجية والحديث بصورة مستمرة عن سقوطها و السيطرة عليها الذي ربما يعني انتهاء الحرب وبالتالي سقوط الدولة السودانية وهذا يجعل الجميع مشدودون تجاه مايجري من تهديد عسكري ..
بينما يمضي في اتجاه اخر تنامي الشعور العام لدي المواطن بغياب الجهاز التنفيذي للدولة بجانب تكثيف الحديث عن عزلة دولية وانسداد أفق الحل ووقف القتال بالاضافة للحديث عن المعاناة الانسانية هذا كله لخلق شعور عام بالياس، والضياع وهو ما تقوم بصناعته بعض الفضائيات المجاورة المشاركة في أجندة اندلاع الحرب.
وسط كل هذا المخطط الخبيث تتخذ هيئة قيادة الجيش قرار بأهمية خروج قائد الجيش الي إدارة الشأن التنفيذي والسياسي وقطع الطريق امام مخطط تشكيل حكومة الجناح السياسي للتمرد الذي كما نعلم تمثله قوي الحرية والتغيير وان أنكرت ذلك فهي تعيش الان حالة من الذهول والاحباط حتي اللحظة جراء قرار خروج البرهان المدروس لمباشرة عمل رئيس البلاد .. نواصل.

عادل عسوم

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الأجهزة الامنیة خروج البرهان قیادة الجیش

إقرأ أيضاً:

أميركيون عرب في ميشغان.. لماذا صوتوا لترامب؟

في مدينة ديربورن بولاية ميشغان الأميركية، يمثل الناخبون من أصول عربية نحو نصف عدد المسجلين للاقتراع في هذه المدينة، حيث يغلب طابع عربي بامتياز، وتعلو في طرقاتها لافتات كتبت باللغة العربية، ومطاعم ومقاهٍ أقرب إلى شوارع الدول العربية.

ومع ظهور المؤشرات الأولية لنتائج الانتخابات، تشير التقديرات إلى تحقيق نسبة مشاركة قياسية في هذه الولاية، التي تضم أكبر تكتل للأميركيين من أصول عربية في الولايات المتحدة.

وشارك نحو خمسة ملايين و600 ألف ناخب في الاقتراع، وهي الأعلى في تاريخ ميشغان، التي أجرت التصويت المبكر للمرة الأولى هذا العام بعد تعديل قوانينها عام 2022، ما ساهم في إقبال كبير من الناخبين، حيث أدلى 3.3 ملايين ناخب في التصويت المبكر الشخصي، وعبر البريد.

أشارت النتائج الأولية إلى فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب بالرئاسة، بعدما خسر الديمقراطيون أصواتاً كانت مضمونة بالنسبة لهم في السابق، وربما كان لها القول الفصل في إهداء مقاعد ميشغان الخمسة عشر في المجمع الانتخابي لترامب.

يقول حسن، وهو من أصول لبنانية، ويعيش في مدينة ديربورن منذ أكثر من 20 عاماً، إنه صوّت لترامب الذي وعد بإنهاء الحرب في الشرق الأوسط، لافتاً إلى سعادته بفوزه بالانتخابات.

ولم يكن ذلك هو السبب الوحيد الذي دفع حسن للتصويت لترامب، موضحاً للحرة "عشنا 4 سنوات في حالة اقتصادية صعبة بسبب سياسات إدارة بايدن، مضيفاً "جيراني وأصدقائي من أصول عربية مختلفة صوتوا أيضاً لترامب، نريد أن يعرف الديمقراطيون أن صوتنا محسوب، ولولا هذا الصوت لما فزتم في الانتخابات السابقة".

وتتفق ليلى، وهي من أصول فلسطينية، قائلة "كان يتعين التصويت لترامب في هذه الانتخابات، ليعرف الديمقراطيون أن سياساتهم تجاه الحرب، وأفراد عائلاتنا الذين يعيشون تحت القصف في الشرق الأوسط، ستفقدهم أصواتنا هنا، لماذا لا نجرب الجمهوريين الآن، ونرى إصلاح ما فسد في السنوات الأربع الماضية".

وتشير التقديرات إلى أن ترامب حصل على 47% من أصوات مدينة ديربورن، مقابل 28% لصالح المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، بينما ذهب 22% من الأصوات إلى زعيمة حزب الخضر جيل ستاين، ويبدو أن شعبية الأخيرة بدأت في التزايد في هذه الولاية.

وبالمقارنة بنتائج انتخابات عام 2020، فاز بايدن بنحو 75% من أصوات ديربورن، ولم يتمكن ترامب من حصد أكثر من 25% تقريبًا.

وتعد ديربورن أكبر مدن مقاطعة واين المهمة في ميشغان، ويمثل العرب تكتلًا انتخابياً كبيراً فيها، وهنا كذلك تشير التقديرات إلى أن الديمقراطيين خسروا أكثر من 60 ألف صوت في هذه المقاطعة، بالإضافة إلى خسارتهم أصواتاً في معقلهم في منطقة ديترويت، التي اعتادوا الفوز فيها بسهولة على مدار سنوات.

ويبدو أن سياسة الإدارة الأميركية الحالية إزاء الحرب في الشرق الأوسط، كانت المحرك الرئيسي للناخبين من أصول عربية، وعبّر كثير منهم عن استيائه الشديد من استمرار دعم الولايات المتحدة اللامحدود لإسرائيل، على حد قولهم، ومن بينهم المؤسس المشترك لحملة "غير ملتزم" عباس علوية، الذي قال في تصريحات تلفزيونية، إنه سيرشح هاريس بشكل شخصي على الرغم من خلافه مع الإدارة الحالية.

علوية أضاف "ترامب لن يفعل شيئاً مختلفاً، نعرف ما سيفعله، سيرسل مزيداً من الأسلحة، والدعم غير المحدود لإسرائيل، تماماً كما يفعل بايدن".

وكانت "غير ملتزم" جمعت أكثر من 100 ألف صوت في الانتخابات التمهيدية للديمقراطيين، وانطلقت احتجاجاً على دعم الإدارة الأميركية والديمقراطيين لإسرائيل في الحرب في غزة.

حركة "غير ملتزم" انطلقت في ميشغان احتجاجاً على دعم إدارة بايدن لإسرائيل خلال الحرب في غزة.(AFP)

أما سامر، الذي ولد في ميشغان ويتحدث اللغة العربية بصعوبة، قال للحرة "انتخبت ترامب لأنني أعتقد أنه يستطيع التفاهم مع إسرائيل لوقف الحرب، يتعين أن تتوقف هذه الحرب، وأنا أثق أن ترامب يستطيع وقفها، ويستطيع كذلك إصلاح الاقتصاد الأميركي، بدلاً من إثقالنا بمزيد من الأعباء لصالح دول أخرى".

وخسر الديمقراطيون كذلك أغلبية مجلس نواب الولاية، ومقاعد في مجلس إدارة جامعة ميشغان بما في ذلك حاكم الجامعة الديمقراطي، وكذلك في جامعة واين، بالإضافة إلى سيطرة الجمهوريين على مجلس إدارة التعليم والمدارس، وهنا كان كثير من الأميركيين من أصول عربية يدعمونهم بشكل واضح.

يقول شاهين من أصول يمنية "انتخبت ترامب والجمهوريين لأنهم ضد تغيير المناهج الدراسية، وإدخال مفاهيم تتعلق بالميول الجنسية للأطفال، وأمور لا تتلاءم معنا كمجتمع عربي مسلم، أطفالي في المدارس، ولا أريد أن يتأثروا بأفكار هدامة تصطدم بفطرتهم".

شاهين أضاف أن انتخابه للجمهوريين رغبة في تغيير الوضع الحالي، قائلًا "ترامب وعدنا بإيقاف الحروب في الشرق الأوسط، وكلنا ضد الحرب، هناك أسباب كثيرة دفعتني لانتخابهم، لديهم خطة اقتصادية جيدة، فلماذا لا نتقرب من الجمهوريين، وندعمهم ليروا أننا بالفعل لسنا أعداء، لنعكس صورة صحيحة عن العرب لديهم، ويجب على الديمقراطيين أن يروا ذلك، ويدركوا أن خسارتهم الكبيرة نتيجة أنهم أخلفوا وعودهم لنا".

وفي السباق نحو مقعد مجلس الشيوخ الأميركي، فازت المرشحة الديمقراطية، إليسا سلوتكين، بالكاد على منافسها الجمهوري المخضرم مايك روجرز، بفارق 0.3% من الأصوات، وفي المقابل فاز الجمهوريون بسبعة مقاعد في مجلس النواب الأميركي، مقابل 6 للديمقراطيين، وهنا كان السباق سهلًا بالنسبة للمرشحة الديمقراطية رشيدة طليب التي فازت بمقعدها على الدائرة 12 بنحو 70% من الأصوات.

مقالات مشابهة

  • أميركيون عرب في ميشغان.. لماذا صوتوا لترامب؟
  • لماذا أصبحت الأجهزة الإلكترونية باهظة؟ خبراء يفسرون أسباب ارتفاع الأسعار
  • وزير الخارجية السوداني: الحرب ستنتهي خلال شهرين أو ثلاثة بانتصار الجيش
  • شاهد بالصورة.. لاعب ميلان الإيطالي يحتفل بتسجيله هدف في مرمى ريال مدريد على طريقة قائد الجيش السوداني “البرهان”
  • وفاة قائد الجيش النيجيري الذي خاض حربا من أطول الصراعات في أفريقيا.. عن عمر يناهز 56 عاما
  • أطراف الحرب السودانية ترحّب بفوز «ترامب» بالانتخابات الأمريكية
  • جيل زد السوري الذي دفع الثمن مبكرا
  • بين هاريس وترامب.. من الرئيس الذي يتمناه نتنياهو؟
  • وزير الشئون النيابية: القيادة السياسية معنية بتحويل مصر إلى مركز لوجستي
  • لماذا يستمر الجيش الإسرائيلي في تخفيض أعداد قتلى حماس؟