تشيلسي يفوز بصعوبة على ويمبلدون “المتواضع” في كأس الرابطة
تاريخ النشر: 31st, August 2023 GMT
انتظر تشيلسي حتى الربع ساعة الأخيرة من مباراته أمام ويمبلدون، لتحقيق الفوز بنتيجة 1/2 في اللقاء الذي أقيم على ملعب ستامفورد بريدج غرب لندن، ضمن مباريات اليوم الاربعاء 30 أغسطس في ختام الدور الثاني من بطولة كأس الرابطة الإنجليزية المحترفة.
ويدين المدير الفني لتشيلسي، ماوريسيو بوتشيتينو، بالفضل لمواطنه إينزو فيرنانديز بعدما تكفل بتسجيل الهدف الثاني في الدقيقة 74، لينقذه من سيناريو مجهول في ركلات الجزاء الترجيحية.
ينافس نادي ويمبلدون في دوري الدرجة الثالثة الإنجليزي والمسمى بدوري الليغ تو.
لكن رغم تواضع الخصم، تلقت شباك تشيلسي لهدف مُباغت في الدقيقة 19 من ركلة جزاء، نفذها اللاعب الإنجليزي جيمس تيلي، الذي تخرج في أكاديمية برايتون عام 2014.
ونجح تشيلسي في إدراك هدف التعادل 1/1 عند الدقيقة 1+45 من علامة الجزاء، وحمل توقيع اللاعب الإنجليزي الشاب نوني مادويكي القادم في الميركاتو الشتوي الماضي من ايندهوفن الهولندي مقابل 35 مليون يورو.
في بداية الشوط الثاني قرر بوتشيتينو إجراء ثلاث تغييرات لتحسين اداء الفريق وتجنب “فضيحة الخروج” على ستامفورد بريدج أمام الفريق القادم من دوري الدرجة الرابعة.
وقام بوتشيتينو بإشراك كل من نيكولاس جاكسون ومالو جوستو وإينزو فيرنانديز بدلاً من الثلاثي حديث العهد دييغو موريرا وليفي كولويل وماسون بورستو.
بعد أقل من 10 دقائق من مشاركته كبديل، نجح بطل كأس العالم 2022، إينزو فيرنانديز، في تسجيل هدف التقدم عند الدقيقة 72 بفضل هفوة مزدوجة بين حارس المرمى أليكس باس وخط الدفاع في تشتيت كرة طولية أثناء هجمة مرتدة للبلوز.
وتسلم إينزو فيرنانديز الكرة بكل هدوء أعصاب بعد تشتيت خاطىء من الحارس، ليفتح لنفسه مساحة مناسبة للتسديد من حوالي 22 ياردة، لتسكن كرته الزاوية اليسرى للمرمى الخالي.
نتائج المرحلة الثانية من كأس الرابطةشهدت المرحلة الثانية من بطولة كأس الرابطة الإنجليزية المحترفة موسم 2024/2023، تأهل ولفرهامبتون بخماسية على حساب بلاكبول، وفوز ميدلسبره على بولتون واندرز في ملعب ريبوك.
وتأهل برادفورد سيتي من ملعب ريكسهام، وصعد ليستر سيتي على حساب ترانمير، وسوتون على حساب ويكومبي.
كما اكتسح نادي بلاكبيرن روفرز مضيفه هاروجيت بنتيجة 8-0، وخرج ليدز يونايتد على ملعب نادي سالفورد 1-2 لتتواصل احزانه بعد الهبوط من البريميرلييغ.
وودع شيفيلد يونايتد على ملعبه أمام مانسفيلد، وسجل ستوك سيتي 6 أهداف مقابل هدف أمام روثيرهام، وعبر بورت فال خصمه كرو ألكسندرا.
وفاز نوريتش سيتي على ملعب بريستول سيتي، وفي لقاء مثير انتهى 2/3 فاز ايبسويتش تاون على ريدينغ.
وكانت أبرز مفاجأة وداع توتنهام أمام فولهام بفارق ركلات الجزاء الترجيحية على ملعب كرافن كوتيدج بعد التعادل في الوقت الأصلي 1/1.
وعبر بورنموث عقبة سوانسي سيتي في ويلز بثلاثية لهدفين، وتجنب كريستال بالاس مفاجآت بليموث وهزمه 4-2.
وأخيراً تجاوز لوتون تاون عقبة غيلينغهام بنتيجة 2/3، وفاز بيتربرو في ملعب فراتون بارك أمام بورتسموث بهدفين لهدف.
المصدر الشرق الوسومتشيلسي كأس الرابطة ويمبلدونالمصدر: كويت نيوز
كلمات دلالية: تشيلسي كأس الرابطة ويمبلدون کأس الرابطة على ملعب
إقرأ أيضاً:
قرار “تقدم” بفك الارتباط مع دعاة الحكومة الموازية: صراع المبادئ في مشهد سياسي ممزق
في صيف سياسي مشحون، وتحت ظلال حرب أهلية تعصف بالسودان منذ أبريل 2023، جاء قرار تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تقدم"، بقيادة الدكتور عبد الله حمدوك، بفك الارتباط مع الأطراف المؤيدة لتشكيل حكومة موازية في مناطق سيطرة ميليشيا الدعم السريع. القرار، الذي هزّ أروقة السياسة السودانية، لم يكن مفاجئًا بقدر ما كان انعكاسًا لتناقضات عميقة تضرب جذور التحالفات المدنية التي تتصارع مع شبح الانهيار الوطني.
كانت دوافع القرار متعددة، تتشابك فيها هواجس الانقسام الوطني، الضغوط الدولية، والانقسامات الداخلية التي لم تستطع تنسيقية "تقدم" السيطرة عليها. في قلب هذه الخطوة، برزت مخاوف كبيرة من أن تشكيل حكومة موازية قد يُحول السودان إلى نسخة جديدة من دول مُفككة مثل ليبيا واليمن. خشية أن يتحول الصراع إلى معادلة جديدة تعيد رسم خريطة البلد، حيث يصبح كل طرف جزيرة معزولة، جعلت القيادات المدنية تتردد أمام الخيارات المتاحة.
في الاجتماعات التي عُقدت في عنتيبي، بأوغندا، ظهرت الانقسامات إلى السطح. داخل التنسيقية، كانت هناك رؤيتان متعارضتان: الأولى بقيادة شخصيات مثل الهادي إدريس والطاهر حجر، اللذين رأيا في الحكومة الموازية فرصة لانتزاع الشرعية من حكومة بورتسودان، ومحاولة لاستثمار الوضع القائم لخدمة المناطق المُهمَّشة. الرؤية الأخرى، بقيادة حزب الأمة والمؤتمر السوداني، كانت تحذر من العواقب الوخيمة التي قد تُفضي إليها هذه الخطوة، باعتبارها طريقًا نحو تقسيم السودان جغرافيًا وسياسيًا.
عبد الله حمدوك، المعروف بحذره السياسي وتفضيله الحلول الوسط، وجد نفسه أمام تحدٍ وجودي لتنسيقية "تقدم". كان يعلم أن أي قرار بدعم الحكومة الموازية يعني تفكيك التحالف المدني نفسه، وربما فقدان مصداقية "تقدم" أمام المجتمع الدولي. لهذا السبب، جاء القرار بقطع الصلة مع المؤيدين لهذه الخطوة، كنوع من الحفاظ على ما تبقى من وحدة الصف.
إقليمياً ودولياً، لم تكن الظروف مهيأة لتأييد فكرة الحكومة الموازية. التصريحات المتكررة من مبعوثين دوليين حذّرت من تداعياتها. حتى الولايات المتحدة، التي تراقب الوضع عن كثب، عبّرت عبر مسؤولين مثل كاميرون هدسون عن نية معاقبة أي طرف يدعم مثل هذه المشاريع التي تؤدي إلى تصعيد الصراع. كانت الرسالة واضحة: لا شرعية لأي حكومة موازية تُقام على أسس دعم ميليشيا متهمة بارتكاب انتهاكات جسيمة.
على الأرض، لم يكن الدعم السريع في وضع يسمح له بأن يكون شريكًا موثوقًا في مشروع حكومي. تجاربه السابقة، مثل إدارته لشؤون ولاية الجزيرة، كشفت عن عجز كبير في توفير الخدمات الأساسية. السكان الذين عاشوا في ظل هذه الإدارة وجدوا أنفسهم أمام أزمات إنسانية وأمنية خانقة، مما زاد من الشكوك حول جدوى أي حكومة جديدة تقوم بدعمه.
لكن ربما كان العامل الأبرز في دفع "تقدم" لاتخاذ هذا القرار، هو مخاوفها من الوقوع تحت تأثير أجندات خارجية. الدعم الإقليمي للدعم السريع، الذي يشتبه في ارتباطه بمصالح دولية تسعى لإطالة أمد الحرب، كان سببًا رئيسيًا لاعتبار الحكومة الموازية مشروعًا محفوفًا بالمخاطر. لم يكن حمدوك مستعدًا ليكون طرفًا في لعبة إقليمية قد تُفاقم مأساة السودان.
القرار لم يأتِ بلا ثمن. فك الارتباط ترك ندوبًا داخل "تقدم"، حيث بدت بعض الفصائل، مثل حركة العدل والمساواة، ميالة إلى الانضمام لمعسكر المؤيدين للدعم السريع. في المقابل، تعهدت القيادات المعارضة للحكومة الموازية بتكثيف الجهود لإيجاد حلول سلمية، حتى لو كان ذلك يعني مزيدًا من العزلة السياسية.
على الصعيد الشعبي، تزايدت معاناة المدنيين الذين يدفعون ثمن الحرب بشكل يومي. المناطق المحرومة من التعليم والخدمات الصحية باتت مسرحًا لمعركة خفية بين القوى المتصارعة، حيث يُستخدم المدنيون كأوراق ضغط في لعبة سياسية معقدة.
وسط كل هذه الفوضى، يبدو أن قرار "تقدم" بفك الارتباط كان بمثابة محاولة يائسة للحفاظ على بقايا وحدة وطنية في بلد تتلاشى ملامحه. لكن الطريق أمام السودان لا يزال طويلاً وشاقًا. دون توافق حقيقي بين القوى السياسية والمدنية، ودون إرادة دولية حاسمة لإنهاء الحرب، سيظل المشهد السياسي محاصرًا بالتناقضات، وستبقى آمال السلام مجرد شعارات معلقة في الهواء.
zuhair.osman@aol.com