شفق نيوز/ تشهد محافظة الديوانية، جنوب العراق، "وضعاً كارثياً" نتيجة الجفاف الذي حوّل مناطقها الزراعية الى مناطق جرداء، وسط "إهمال حكومي" لا يرتقي لحجم ومستوى هذه الكارثة، ما اضطر السكان وخاصة المزارعين إلى ترك بساتينهم والهجرة إلى مناطق أخرى للعيش فيها.

وتعتبر الديوانية من المحافظات الزراعية نظراً لوفرة الأراضي الخصبة، إذ تمتاز بكونها رقعة جغرافية مهمة على نهر الفرات، وتضم مناطق زراعية كبيرة وبحيرات للأسماك وبساتين للنخيل، إضافة إلى الأهوار وخصائص فريدة أخرى.

ومع تراجع معدل هطول الأمطار الى 92.8 ملم سنوياً في عام 2019 والأعوام التالية، عانى المزارعون من خسائر فادحة حيث تقلصت مساحة الأراضي المزروعة خلال العام الحالي الى النصف، وتضرر العشرات من المزارعين (خارج الخطة الزراعية وداخلها) ما عرضهم الى خسارة مبالغ مالية كبيرة.

وتسبب شح الموارد المائية بإنهاء الموسم الزراعي الصيفي لمختلف المحاصيل الزراعية الاستراتيجية من بينها محصول (الشلب) وبمساحة بلغت (158) ألف دونم في عموم المساحات الزراعية.

وفي هذا السياق، يقول مدير زراعة الديوانية، حسن مطر الوائلي، إن "76 في المائة من سكان الديوانية يمتهنون الزراعة سواء كانت نباتية أو حيوانية، وكانت تقدر أعداد الثروة الحيوانية في المحافظة بالآلاف، من أبقار وأغنام وأبعرة، وخاصة الجاموس الذي كان تشتهر به المحافظة".

هجرة مزارعين

ويضيف الوائلي لوكالة شفق نيوز، "لكن نتيجة عدم توفر المياه والأعلاف الخضراء لتغذية هذه الحيوانات، بدأ المزارعون ببيع حيواناتهم ومن ثم الهجرة إلى مناطق أخرى تتوفر فيها المياه".

يذكر أنه حتى منتصف آذار/مارس، كانت هناك "12 ألفا و212 عائلة (73 ألفا و272 شخصاً) نازحة بسبب الجفاف في عشر محافظات عراقية" في وسط وجنوب العراق، بحسب تقرير نشرته مؤخراً منظمة الهجرة الدولية.

ومن بين المحافظات الأكثر تأثراً، محافظات ذي قار وميسان والديوانية، وفق المنظمة، مشيرة إلى أن 76 في المئة من العائلات النازحة تذهب إلى مناطق حضرية.

"وضع كارثي"

ويؤكد مدير زراعة الديوانية، أن "إجراءات الحكومة الاتحادية خجولة لا ترتقي لمستوى الكارثة التي تواجهها الزراعة والثروة الحيوانية، والذي تسبب تناقص أعدادها بارتفاع أسعار اللحوم سواء الحمراء أو البيضاء، وكذلك الأسماك بعد تجفيف بحيراتها".

ويوضح، أن "سعر الكيلوغرام الواحد من الأغنام وصل إلى 18 ألف دينار بعد أن كان لا يتجاوز 13 ألف دينار، وسعر كيلو غرام البقر كان يتراوح ما بين 8 و9 آلاف دينار، وحالياً وصل إلى 15 ألف دينار".

ثاني افقر محافظة

ويؤكد الوائلي، أن "محافظة الديوانية تعد من المدن الفقيرة، وهذا كان قبل تدهور الوضع الزراعي، فكيف الحال بعد الجفاف وتدهور الثروة الحيوانية، وهو ما اضطر مواطني المحافظة إلى الهجرة منها".

وتسبب الجفاف وتراجع نشاط الزراعة، بارتفاع نسب الفقر في جميع المحافظات إلى مستويات قياسية، فيما وصلت نسبة الفقر في الديوانية الى 47 ‎في المائة‎ والتي تعد ثاني أفقر محافظة بعد المثنى، بعدما كانت من بين أغنى المحافظات لما تمتاز به من إنتاج زراعي وصناعي.

يشار إلى أن الديوانية لا يوجد فيها مشاريع بترودولار أو منافذ سياحية أو دينية سوى القطاع الزراعي الذي يعاني الإهمال، كما ذُكر آنفاً.

وتصنف الأمم المتحدة العراق من بين الدول الخمس الأكثر تأثراً بالتغير المناخي، في حين يندد العراق بالسدود التي تبنيها تركيا وإيران المجاورتان والتي تسببت بنقص ملحوظ بمنسوب الأنهار الوافدة إلى أراضيه.

المصدر: شفق نيوز

كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير عاشوراء شهر تموز مندلي الديوانية جفاف حيوانات من بین

إقرأ أيضاً:

استرزاق سياسي.. مجالس المحافظات تنسى الدرس وتعود لممارسات ما قبل تشرين

بغداد اليوم - بغداد

لم تمضِ سوى أشهر أو اقل على ولادة مجالس المحافظات التي كانت تعد "العدو الأول" للمواطنين العراقيين، وكانت الخصم الأول لهم في "انتفاضة تشرين" عام 2019 حتى أن أول شيء تم اغلاقه ومن ثم تصويت البرلمان على حله وتعليقه، كانت مجالس المحافظات التي شكلت ذاكرة سيئة للمواطنين في المحافظات كافة.

وبعد 4 سنوات، تمت اعادة انتخاب مجالس المحافظات المحلية، وخلال الأشهر الاولى من عمرها فقط، والتي كان تشكيلها على حذر خوفا من الذاكرة السلبية المتشكلة ضدها في اذهان المواطنين، يبدو أن مجالس المحافظات "أمنت شر الجماهير"، أي انها تحررت من الضغوط والمخاوف من امكانية عودة التظاهر ضدها وابداء المواطنين لرفضهم الازلي ضد مجالس المحافظات، لتعود هذه المجالس لممارساتها السابقة التي كانت احد اسباب "اشتعال تشرين".

فهناك مجالس لا تزال لم تشكل حكوماتها المحلية مثل ديالى وكركوك بسبب صراعات سياسية على المناصب، في استخفاف واضح بسكان وناخبي ومواطني هذه المحافظات، ومحافظات أخرى بدأت تعمل "انقلابات سياسية" من خلال التحالفات ضد احزاب اخرى وتوزيع المناصب بينها، كما حصل في مجلس محافظة نينوى حيث شكل تحالف يضم الاقليات لتشكيل كتلة "مقربة من الاطار" مع بعض الاعضاء من احزاب اخرى، ليتم الالتفاف على الكتل السنية والكردية في نينوى وماتبعه من استفراد بتغيير وتنصيب 14 مسؤولا محليا في نينوى بعيدًا عن الكتل الرئيسية في المحافظة.

هذه الصراعات السياسية، وكذلك صراعات مشابهة حدثت في بعض مجالس المحافظات تتعلق بصلاحيات اعفاء او تغيير مدراء الصحة او التربية، وهي صلاحيات اصبحت ممنوحة للوزارات المركزية فقط بعد اعادة ربط دوائر الصحة والتربية في الوزارات المركزية، جميعها تشير الى مدى انشغال مجالس المحافظات بملفات بعيدة عن اهدافها الرئيسية، وتكشف مدى ارتباط نشاطاتها بقضايا تتعلق بالمصالح السياسية والحزبية والهيمنة على المناصب.

وليس بعيدًا ماحدث في السماوة، عندما حشد قائد لواء انصار المرجعية حميد الياسري، لتظاهرات حاشدة لطرد مجلس محافظة المثنى بعد ما لمسه من افتتاح مكاتب اقتصادية للاحزاب استعدادا لتقاسم حصة محافظة المثنى من الموازنة، في مؤشرات متراكمة عن عودة مجالس المحافظات "لعادتها القديمة".


يقول المحلل السياسي، ماهر عبد جودة في حديث لـ"بغداد اليوم"، ان "الحكومات المحلية غير المركزية المتمثلة بمجالس المحافظات هي ادارات ذاتية لكل المحافظات، واعطاها القانون مسؤولية ومهام واضحة لكل عضو مجلس محافظة"، مبينا ان "دور هذه المجالس هو دور خدمي وتنموي وليس سياسيا ولا علاقة له بالسياسة"، مشيرا الى ان "الفساد والتربح والصفقات على حساب المواطنين التي ملأت مجالس المحافظات في السنوات الماضية ادت الى تجميدها بعد تظاهرات تشرين".


واوضح أن "عضو مجلس المحافظة له صفة مدير عام من راتب عالٍ ونثرية وسيارتين حديثة وحماية ومؤخرًا بدأوا يطالبون بقطع اراضٍ سكنية، في توجه يكشف ان مجالس المحافظات بوابة للتربح والاثراء على حساب المواطنين الذين باتوا لايشعرون بوجود مجالس المحافظات التي ولدت ميتة ولم تقدم الخدمات واتضح للجميع انها ليست حيوية ولا خدمية".

واعتبر أنه "لدينا تجارب سابقة مع مجالس المحافظات في هدر المليارات بالفساد والمحاصصة"، مشيرا الى ان "ترشيحهم لمجالس المحافظات جاء كبوابة للتسلق من الحلقات المحلية والاستعداد الى الانتخابات النيابية ليتحولوا الى نواب".

وأكد أن "مجالس المحافظات اخفقت وفشلت في العراق حيث يستغل عضو المجلس المنصب والمال ليهيء نفسه للانتخابات البرلمانية"، مبينا ان "تعطيل الحكومة المحلية في كركوك وديالى، والشجار والاشتباك بالايدي في مجلس محافظة النجف يوم امس، جميعها تدل على ان مجالس المحافظات لم تأتِ لممارسة مهامها الخدمية".


مقالات مشابهة

  • حار رطب نهارًا.. تعرف على طقس اليوم السبت في البحيرة
  • النزاهة تستقدم رئيس وأعضاء لجنة في ديوان محافظة الديوانية
  • حالة طقس اليوم في البحيرة.. شديد الحرارة رطب نهارًا والعظمى تصل لـ 35
  • استرزاق سياسي.. مجالس المحافظات تنسى الدرس وتعود لممارسات ما قبل تشرين
  • حكومة البارزاني تقرر توحيد رواتب متقاعدي الإقليم مع أقرانهم في باقي المحافظات
  • حالة الطقس اليوم الخميس في البحيرة.. شديد الحرارة رطب نهارًا
  • محافظة جنونية تشهد معجزة خارقة للشيخ عبد المجيد الزنداني
  • السجن 15 سنة بحق مسؤولة في الديوانية لاستيلائها على 600 مليون دينار
  • وزارة الزراعة تعلن عن إصدار قانون جديد للاستثمارات الزراعية
  • النزاهة: الحكم على أمين صندوق في مديرية زراعة الديوانية بالسجن 15 سنة