بيروت- يعود مصطلح "متلازمة الامبراطور" إلى "أطفال الأباطرة" الذين يعتمدون التسلط والعدوانية والغضب والدكتاتورية، ويلجؤون إلى الكذب والتمرد وحتى الاعتداء اللفظي ليفرضوا تلبية مطالبهم وأهوائهم، ولا يمتثلون لسلطة أولياء أمورهم، بل يضطر الأهل لتنفيذ رغباتهم.

وغالبا ما يقع اللوم في مثل هذه الحالات على الأسرة التي تعتمد الإفراط في التساهل مع سلوك أطفالها، إذ يجب على الآباء ممارسة السلطة بطريقة ذكية وصحية.

وينصح الخبراء بضرورة التكيف مع الاحتياجات التعليمية ودرجة النمو لدى كل طفل. فما ظاهرة "ملازمة الإمبراطور الصغير"؟ وما أعراضها؟ وكيف يمكن مواجهتها؟

كلما تزايد تسلط الصغير المصاب بـ"متلازمة الامبراطور" جهد والداه أكثر لإرضائه وتلبية رغباته (شترستوك) أسباب ظاهرة "الإمبراطور الصغير"

يتفاجأ الأهل أحيانا بسلوكيات أطفالهم التي تهدف إلى السيطرة وفرض الأوامر، ويسبب ذلك توترا في الأسرة، وقد يتجسد في غضب وصياح متكرر بين الوالدين والأطفال.

ويقع الأهل عادة في حيرة من أمرهم بعد محاولات عديدة للتفاهم مع طفلهم بالحوار، إلى أن ينفد صبرهم في النهاية، وخاصة في الأماكن العامة، ولا يجدون حلا لإيقاف صراخ ابنهم سوى الاستسلام لما يطلبه، وعادة تؤدي هذه السلوكيات إلى أسرة معزولة، تبتعد عن المشاركة الاجتماعية.

وقد يكون هذا السلوك جزءا أو مؤشرا على تطورِ ما يسمى في علم النفس السلوكي "متلازمة الطفل الطاغية" أو "الإمبراطور الصغير" والتي تتضمن أعراضا سلوكية أخرى تظهر مع تقدم الطفل في العمر.

ولتربية أطفال أقوياء يتمتعون بالصحة النفسية والعاطفية، يجب وضع حدود واضحة من البداية، ذلك أن غيابها يؤدي بهم إلى الاعتقاد بأن لهم الحق في فعل ما يريدون في الوقت الذي يريدون.

وضمن هذا "الحق" لا يدرك الأطفال أن المكافآت تتطلب بذل جهد مسبق، إذ من الضروري أن يعاني الأطفال من بعض الإحباط عند رفض طلباتهم، ليتمكنوا من فهم أن العالم يحتاج إلى جهد واحترام الآخرين.

من أهم الأعراض التي تظهر بشخصية الطفل "الطاغية" الأنانية والاهتمام بمصلحته فقط (شترستوك) أعراض ظاهرة "الإمبراطور الصغير"

تقول الأخصائية في علم النفس التربوي نتاليا غندور إن الأطفال بحاجة إلى ضوابط وقواعد حتى يدركوا أن ثمة حدودا في المنزل، كما في المدرسة والحياة عموما، وأن يتعلموا أنه لا يمكنهم دائما الحصول على كل ما يشتهون.

وتحذر -في حديث للجزيرة نت- الوالدين من الاجتهاد في إرضاء طفلهم والاستسلام له كلما تزايد تسلطه، لأن ذلك سيصبح مدخلا لابتزازهما والتحكم فيهما.

وبحسب أخصائية علم النفس التربوي، يمكن أن يتعرض الطفل لـ "متلازمة الإمبراطور الصغير" عندما يبالغ الوالدان في حبهما واهتمامهما بطفلهما، خاصة إذا كان وحيدهما، إذ يصبح مدللا ويتصرف مثل "إمبراطور صغير".

وتؤكد الأخصائية أن الأبوين ليسا السبب الوحيد، فهما جزء من المشكلة، لكن هناك عوامل أخرى كثيرة في المجتمع تؤثر أيضا، لأن أطفال اليوم يعيشون في مجتمع استهلاكي فردي، كما أن هذه المتلازمة قد تكون وراثية.

ما علاج "الطفل الطاغية"؟

من أهم الأعراض التي تظهر في شخصية "الطفل الطاغية" الأنانية والاهتمام بمصلحته الشخصية فقط، مع اللجوء إلى الغضب والانزعاج عندما يرى ما لا يعجبه، فيشعر بالإحباط ويرفض الاعتراف بالذنب أو الخطأ. وغالبا ما يكون "الطفل المستبد" مر بفترة كان فيها هو وحده محور اهتمام كل من بالبيت.

يجب على الوالدين أن يضعا حدودا للأبناء وأن يتعلما قول "لا" (شترستوك) العلاج السلوكي هو الحل

لذلك من الضروري اعتماد العلاج السلوكي فهو الحل الأنسب لهذه الأزمة النفسية، وفق الأخصائية التي تقترح التالي:

اتفاق الوالدين على المبادئ التوجيهية التي يجب اتباعها، حتى لا يستغل الطفل خلافهما للوصول إلى ما يريد. وضع قواعد وأنظمة واضحة للغاية داخل الأسرة، وفرض الانضباط في المنزل. وضع جدول يومي، يبدأ من وقت الاستيقاظ، ونشاطات اليوم، وتحديد مسؤوليات أفراد العائلة، حتى الذهاب إلى النوم. تجنب أسلوب التهديد أو الاستهزاء أو الإساءة تجاه الطفل. إشراك الصغير (حسب عمره) في تحمل المسؤوليات في المنزل. كن قويا حتى لا تتأثر عندما يلجأ طفلك إلى الابتزاز، وعليك تذكيره بالمسؤولية وبقواعد المنزل.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

الأمن يكشف غموض اختفاء طفل حدائق القبة

كشفت أجهزة الأمن بالقاهرة غموض اختفاء طفل حدائق القبة بعد تداول استغاثة على مواقع التواصل الاجتماعى.


تابعت أجهزة الأمن ما تم تداوله على موقع "فيس بوك" بشأن تغيب (طفل - مقيم بدائرة قسم شرطة حدائق القبة بالقاهرة). 

وتبين ورود بلاغ للأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة من والد الطفل بتغيب نجله عن منزلهما عقب خروجه من المنزل ولم يعد.

 وفي وقت لاحق حضر والد الطفل وبرفقته المتغيب وأفاد بأنه كان متواجدا خلال فترة غيابه طرف أحد أصدقائه، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية تجاه الواقعة.

مقالات مشابهة

  • الصغير لـ “الطرابلسي”: “ماقدرت على اغنيوة وكارة والزوبي بتسترجل على نساوين
  • حكم تنظيف عورة الطفل وأثره على الوضوء
  • لمنع التفكك الأسري.. خالد الجندي يطالب الوالدين بتوقيع عقود مع أبنائهم
  • سوريّون قطعوا الطريق في طرابلس... ما السبب؟
  • الأمن يكشف غموض اختفاء طفل حدائق القبة
  • أوباما عن فوز ترامب: هذه ليست النتيجة التي كنا نأملها
  • قدموا الصغير قربانا لفتح مقبرة أثرية..النيابة: المتهمون ألقوا بأسرة كانت آمنة إلى غيابات الحزن|شاهد
  • قصة الوادي الصغير 12
  • أحمد رأفت السيد يطرح متلازمة جديدة لاول مرة في الطب
  • الضمان الاجتماعي.. هل يجب إضافة بيانات الوالدين حتى في حال الوفاة؟