من ذاكرة المعارك ٥
شجاعة سائق دبابة
قصة اخلاء
اقتحم العدو الناحية الشرقية للمدرعات تعامل حامل الكلاش بالضرب المنفرد مع التنشين جاء امر بالتراجع لان الطيران سيضرب نظر إلى الصيد أمامه و تذكر أن الطيران يضرب بأمر الله فواصل الضرب منفرد مع التنشين حتى تبقت له خزنة واحدة حينها توقف و تراجع و قبل أن يمضي بعيدا وجد خزنة أخرى ممتلئة فاخذها و عاد لموقعه في مقدمة حوش المدفعية يضرب من جديد حتى نفدت الخزنة تبقت خزنة للطواري حينها انسحب بشارع الزلط الجنوبي متجه غربا
رآه بعض الجنود في احد العمارات نادوه صعد إليهم و شون زخيرته و عندما بدأ بالتنشين طلبوا منه إلا يضرب عندها تركهم و اتجه للمدرعات عبر البوابة الجنوبية ليجد رجالا مدرسة في الصمود و الثبات يشقون وابل الرصاص و تتساقط المدفعية و الدانات و تحلق فوق رؤوسهم المسيرات و لسان حالهم من اي يوم من الموت افر يوم قدر ام يوم لا قدر
لعل المتنبي كان يقصدهم حين حين قال تجاوزت مقدار الشجاعة و النهى إلى قول قوم انت بالغيب عالم
يتقدمون لسان حالهم شأننا أن نصدق القوم القتال لا هوادة فظهور فوق الاعناق الرجال أو شهادة العدو داخل المدرعات لم يأخذ منهم واحد الساتر يضربون و يتقدمون و قد بدأ العدو يولي الدبر بعد أن زاغت الأبصار و بلغت القلوب الحناجر
و بالقرب من الناحية الشمالية فروا خارج السور و لكنهم كانوا في العمارات يوجهون رصاصهم لتأتي طلقة قناصة مع وركه يسقط حينها مع آلام شديدة فقد استقرت داخل العظم.
اما فارسنا الشجاع سائق الدبابة فقد نفدت زخيرته تماما و لكنه كان يتحرك شمالا و جنوبا يبث الرعب في قلوب الأعداء متعرضا للدانات دون وجل او خوف فله بعد فضل الله و منه نصيب في ذاك النصر
حاول صاحبنا بعد إصابته أن يزحف على ظهره و لكن حركته كانت بطيئة و صعبة حاول بعد الجنود أن يصلوا اليه و لكنه منعهم لكثرة الزخيرة
نظر إلى البنايات المجاورة و لاحظ وجود العدو في الطابق الأول في احد البنايات فوجه سلاحه بيد واحدة و اجتهد في التنشين فاختفوا يراقبهم كلما ظهر أحدهم ضربه كان هناك اتجاه اخر للذخيرة لم تكن هناك طريقة للتنشين فكان الضرب بالاجتهاد لقد كان تغيير الوضعية مصاحبة بكثير من الآلام و الاوجاع حينها اقترب منه عم كبير في السن يدعى حاج عبيد و قال له اركب على ظهري فرد عليه لن تستطيع حملى و المكان خطر احمل سلاحي و سألحق بك زحفا و على بعد مترين إصابته رصاصة سلاخية قرب عينه فسقط و قال انه لا يستطيع أن يرى قال له صاحبنا اعطني خزتك المليانة و كانت خزنتين ثم زحف نحوه و استلم سلاحه عندها ابصر شيخنا فطلب منه أن يزحف قليلا ليتعامل مع العدو و الحمد لله تمكن من الزحف و أصبح صاحبنا يوجه الذخيرة نحو العدو الدبابة التي كانت تسير جنوبا و شمالا وقفت بجوارهم و برجها يدور فقال صاحبنا للشيخ اركب في الدبابة الحمد لله بعد محاولة مضنية تمكن من الركوب و انطلقت الدبابة لتخليه لمكان آمن
ثم عادت من جديد و وقفت بجوار صاحبنا نظر إليها يبدو ركوبها مستحيلا حاول الزحف وجده اكثر استحالة أن يكون بينك و الإخلاء صعود الدبابة مستحيل في المتداول اخيرا قرر أن يحاول تحامل على نفسه و وقف حاول الصعود و لكنه عجز و داخ فسقط أرضا و بعد أن آفاق من دوخته لا تزال الدبابة في مكانها اي صبر هذا فحاول الكرة من جديد و تحامل و وقف و لكن للمرة الثانية يسقط أرضا عندها قمة التعب قمة الاذى قمة العجز حينها تراءت أمامه اية (ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ و لا نصب و لا مخمصة و لا يطؤن موطئا يغيظ الكفار و لا ينالون من عدو نيلا الا كتب لهم به عمل صالح) فاشرق القلب بالرضا و النفس بالانشراح فكلها أجور عند الله.
فحاول من جديد و نهض تفقد سلاحه فوجده على ظهر الدبابة حاول أن يدنيه حتى إذا عجز هذه المرة أن يكون معه و لكنه كان بعيدا ثم كانت المحالة و الصعود اشبه بالمعجزة طرق الدبابة ليتحرك السائق فاخرج رأسه بعد عدة طرقات و طلب منه أن يتقدم قليلا في ذاك الوقت قصير لاحظ دانتين قد اخطأته يا له من رجل شجاع قل أن يجود بنفسه
عندها انطلقت الدبابة نحو البوابة الجنوبية لقد كان منظر الجيش الذي أتى عظيما يسارعون نحو الفداء
حمله الجنود من الدبابة نحو بكسي الإخلاء في تلك اللحظة لم يكن لصاحبنا الا أن يقول له جزاك الله خيرا بكل ما تحمل الكلمة معاني الخير في الدنيا و الآخرة و حفظه الله في الدارين
#معركة_الكرامة
#ذاكرة_المعارك
#اخلاء_وشجاعة_سائق_دبابة
محمد يوسف
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: من جدید
إقرأ أيضاً:
“انتصار الدم على السيف” في أجواء وداع شهيد الإسلام والإنسانية
يمانيون../
ودعت الأمة وأحرار العالم، الأحد، شهيد الإسلام والإنسانية سماحة السيد حسن نصر الله، وخليفته الأمين العام لحزب الله السيد هاشم صفي الدين، في يوم تأريخي اختلطت فيه مظاهر العزاء بعهود مواصلة المشوار، جهادا، وتضحية.
وبذلا، في معركة أغلق فيها الشهيد العظيم زمن الهزائم، وفتح زمن الانتصارات، بما في ذلك انتصار الدم على السيف، والذي تجسد بوضوح من خلال مشهد الغارات العدوانية على لبنان ومحاولات الترهيب الاسرائيلية التي تزامنت مع فعالية التشييع بغرض إعاقتها، خوفا من صورة ذلك الانتصار
المشاركة الواسعة في التشييع، من جانب الجماهير اللبنانية والوفود الإقليمية والدولية الرسمية وغير الرسمية، رسمت صورة جديدة من صور معادلة “انتصار الدم على السيف” وهي المعادلة التي مثلت عنوانا رئيسيا لخط المقاومة الذي أسسه سماحة السيد حسن نصر الله ورفاقه في قيادة حزب الله، على مدى عقود من العمل الجهادي، والذي أصبح عنوانا لمنهج المقاومة في المنطقة بأكملها، ويعتبر “عقدة” استراتيجية كبرى لا تستطيع جبهة العدو تجاوزها أبدا، ذلك أن هذه المعادلة تنسف فاعلية كل الوسائل والأدوات المادية والمفاهيم التي يستند إليها الأعداء والتي تتمحور بشكل أساسي حول القتل والوحشية والتدمير كطريق للردع والانتصار والهيمنة، وهو ما يتبخر تماما في مواجهة خط تشكل فيه التضحية عاملا أساسيا من عوامل النصر، فتصبح كل وسائل العدو ومفاهيمه عبارة عن أسباب لهزيمته.
هذا ما عكسه الاحتشاد اللبناني والمشاركة الإقليمية والعالمية الواسعة في التشييع الذي تحول من مناسبة “عزاء” كان يتوقع العدو أن يشعر إزاءها بالشماتة والنشوة إلى ما وصفته وسائل الإعلام العبرية بـ”عرض قوة” أكد من جهة تماسك حزب الله والتفاف الجماهير اللبنانية حوله وحول مشروع السيد الشهيد، وبالتالي سقوط كل الآمال التي علقها العدو على الاستفادة من جريمة اغتيال قيادة المقاومة في حصار الحزب وتفكيكه وتهميش حضور بيئته في الساحة اللبنانية.
ومن جهة أخرى، عكس الاحتشاد أيضا استمرار حضور حزب الله وتأثير سماحة السيد حسن نصر الله على الساحة الإقليمية والعالمية، ليس فقط كرمز قومي وإنساني لمرحلة انتهت، وإنما كقائد مشروع عملي مستمر يتضمن تنسيقا فعالا بين جبهات عسكرية وأمنية وتعبوية وثقافية عابرة للحدود، هدفها الأسمى الموحد هو هزيمة الكيان الصهيوني وتدمير كل أساسات نظام الهيمنة والاستكبار الذي يقوم عليه.
هستيريا العدو الصهيوني قبل وأثناء التشييع عكست هي أيضا تحقق معادلة “انتصار الدم”، حيث شن جيش الاحتلال عدة غارات على جنوب لبنان وأرسل مقاتلاته للتحليق فوق منطقة التشييع، وحاولت وسائل الإعلام العبرية ترهيب الحشود المشاركة في التشييع من خلال نشر أخبار عن مراقبة المراسم، وعدم السماح بتحولها إلى استعراض للقوة، وهو ما أثبت بوضوح خشية العدو من دلالات الصورة الاستثنائية للتشييع، والتي على عكس كل حسابات العدو، لم تجسد “الخسارة” المتمثلة بفقدان سماحة السيد بقدر ما جسدت انسجام تضحيته العظيمة مع استمرارية التهديد الاستراتيجي لجبهة المقاومة والذي كان يفترض أن ينتهي باغتياله وفقا لحسابات العدو.
ولم تقتصر خشية العدو المعبرة بوضوح عن هزيمته على حدود الإطار العام لصورة التشييع، بل كانت حاضرة حتى في تفاصيل الصورة، حيث عبر الإعلام العبري عن مخاوف واضحة من مشاركة الوفود الإقليمية والعالمية في التشييع، بما في ذلك الوفود الإيرانية واليمنية، باعتبار أن تلك المشاركة تترجم استمرار التنسيق بين جبهات استراتيجية كانت حسابات العدو تعول على انهيار التنسيق والتلاحم بينها بعد اغتيال سماحة السيد حسن نصر الله الذي كان “محور” تكوين وتطور هذا التنسيق المشترك.
وبالتالي فإن محاولات العدو لإعاقة مراسم التشييع ومخاوفه الواضح من المشاركة الواسعة فيه، تترجم سقوط كل “المكاسب” التي كان يأمل حصدها من خلال اغتيال سماحة السيد الشهيد ورفاقه في قيادة حزب الله، بل تترجم تحول تلك “المكاسب” إلى نتائج عكسية، فالتحدي الذي عبر عنه الاحتشاد الجماهيري والمشاركة الخارجية الواسعة في مراسم التشييع، برغم التهديدات ومحاولات الترهيب، يعني أن شهادة السيد حسن نصر الله قد تحولت إلى محرك إضافي لتعزيز قوة جبهة المقاومة في لبنان والمنطقة على كل المستويات، وهو ما يعتبر ضربة قاتلة للهدف الأساسي من وراء جريمة اغتيال السيد.
وفيما تسيطر دلائل وشواهد انتصار المقاومة وهزيمة العدو، على أجواء وداع القائد الذي يعترف الجميع بأنه لا يُعوض، فإن جميع حسابات مستقبل الصراع لا زالت تشير إلى أن زمن الانتصارات الذي فتحه سماحة السيد حسن نصر الله لن ينتهي برحيله، وأن الفراغ الذي تركه في موقع القيادة سواء على مستوى حزب الله أو على مستوى محور القدس، سيمتلئ بامتداد ونتائج عمله المبارك والذي بات الجميع يحملونه على عاتقهم كأمانة مقدسة.
ومثلما كانت التضحيات الكبيرة محطات أساسية في تطوير خط ومسار العمل الجهادي والمقاومة على امتداد عقود مضت في مختلف جبهات المقاومة، فإن شهاد السيد حسن نصر الله لا تحمل في طياتها فقط دلالات استمرار وتماسك مسار المقاومة، بل تحمل أيضا دلالات تحولات كبيرة ستصنعها الرغبة المشترك لدى الجميع في الوفاء لدماء وعهد السيد الشهيد، وأيضا الدروس المستفادة من المعركة الكبرى التي قُدمت فيها هذه التضحية الاستثنائية على كل المستويات، بما في ذلك المستوى الأمني والعسكري والسياسي، فهذه التضحية بقدر ما مثلت “صدمة” لا يمكن إنكارها فقد وضعت الجميع أمام ضرورات كبرى وحساسة لتطوير أداء جبهة المقاومة وسد ثغرات مهمة والحاجة إلى تأمين مكاسب المراحل الماضية بمعادلات جديدة تدفع العدو باستمرار نحو هزيمته النهائية الموعودة.