قدمت مساء أمس، في إطار موسم خريف صلالة الذي تنظمه وزارة الثقافة والشباب والرياضة في سلطنة عمان، مسرحية “سدرة الشيخ”، المستلهمة من رواية “الشيخ الأبيض” التي كتبها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.

وقدّمت المسرحية على مسرح “أوبار” تحت رعاية وحضور السيد مروان بن تركي آل سعيد، محافظ محافظة ظفار، وبحضور سعادة عبدالله بن محمد العويس، رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، وأحمد بورحيمه، مدير إدارة المسرح في الدائرة، وعدد من المسؤولين في محافظة ظفار وجمهور كبير.

والمسرحية من إعداد وإخراج الفنان عماد الشنفري، وقد قدّمتها فرقة صلالة للفنون بمزيج من الحلول الأدائية والبصرية.

وتعيد المسرحية العمانية سرد رواية “الشيخ الأبيض” التي بنى صاحب السمو حاكم الشارقة حبكتها على واقعة حقيقية جرت أحداثها في بداية القرن التاسع عشر وتتعلق بصبي أمريكي يدعى جوهانس بول جاء بصفته واحداً من طاقم سفينة تجارية تدعى «إيسيكس» إلى الجزيرة العربية ونجا من معركة ضارية راح ضحيتها ربان السفينة وبحارتها وحظي بالأمان والرعاية في بيت محمد بن عقيل في ظفار حيث تشرب ثقافة المنطقة وصار شخصاً بارزاً يحمل اسم «عبدالله بن محمد».

وفازت مسرحية «سدرة الشيخ» بجائزتين في التمثيل والمؤثرات الصوتية حين قدمت في فبراير الماضي في إطار الدورة الرابعة من مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي، ومساء أمس بعد أن أجرى مخرجها بعض الإضافات تفاعلاً مع ملاحظات صاحب السمو حاكم الشارقة على العرض السابق، حيث بدت النسخة الجديدة أكثر كثافة في مادتها الحوارية وأقرب إلى جماليات وفنون البيئة البحرية والشعبية مما أضاف إليها الفرجة المسرحية وإلى السياق التاريخي الذي شكله صاحب السمو حاكم الشارقة للحكاية، مستنداً إلى مجموعة واسعة من المصادر ومن خلال معاينته لجغرافية الأحداث التي جرت، حيث زار سموه بلدة سالم “بطل القصة الحقيقية” في الولايات المتحدة واطلع على ما تضمه متاحفها ومراكزها التوثيقية قبل أن ينتقل إلى الشرق باحثاً عن أحفاد جوهانس في ظفار.

وفي ختام العرض، أشاد السيد مروان بن تركي آل سعيد، بجهود صاحب حاكم الشارقة في دعم الثقافة العربية وقال: “سعدنا بالعرض المسرحي المقتبس من رواية الشيخ الأبيض، وبحرص صاحب السمو حاكم الشارقة على عرضه في سلطنة عمان وبالتزامن مع خريف صلالة، بعد أن عرض للمرة الأولى في الشارقة، مشيداً بالعلاقات الأخوية بين دولة الإمارات وسلطنة عمان”.

وعبر عماد الشنفري عن اعتزازه بتقديم المسرحية مشيدا بالإضافات الفنية والإخراجية التي وجه بها صاحب السمو حاكم الشارقة، وقال إن المسرح العربي يشهد نهضة لافتة وحراكا مسرحيا واسعا على المستوى المحلي في الإمارات والخليجي والعربي بفضل الرعاية والدعم الذي يوليهما سموه للمسرح.

وأَضاف: “لقد كان لإمارة الشارقة دور بارز في دعم الحركة المسرحية في الوطن العربي ومنطقة الخليج، فهي تمد يد العطاء لكل أبنائها الفنانين وتقف خلفهم، ولم يكن المسرحي العماني إلا توأما لأخيه الإمارتي في أخذ فرصته على خشبة المسرح في شارقة الخير”.وام

 

 


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

الدكتور سلطان القاسمي يكتب: ميدان الرولة... شاهد على التاريخ

في عام 1803م، تولى الشيخ سلطان بن صقر بن راشد القاسمي حكم رأس الخيمة، ولم يكن متصوفاً مثل جده، الشيخ راشد بن مطر القاسمي، ولم يكن كذلك سلفياً مثل أبناء عمه رحمة بن محمد بن رحمة بن مطر القاسمي، والذين جمعوا حولهم جميع سكان مدن القواسم على منهج السلفية، وقاموا بتصرفات دون علمه من الاعتداءات على السفن في الخليج.
ما كان من الشيخ سلطان بن صقر القاسمي إلّا أن وقّع اتفاقية مع مندوب شركة الهند الشرقية «ديفيد سيتون» «David Seton»، في شهر فبراير عام 1806م، الأمر الذي أغاظ جماعة الدعوة السلفية، والأمير سعود بن عبد العزيز آل سعود في الدرعية، فقام أبناء عمه، رحمة بن محمد القاسمي، بتدبير مكيدة، باتهامه بمقتل عمه الشيخ عبد الله بن راشد القاسمي، حاكم رأس الخيمة، لدى الأمير سعود بن عبد العزيز آل سعود، حيث طلب منه الوصول إلى الدرعية للتفاهم حول بعض الأمور، فما كان منه إلّا أن توجه براً إلى الدرعية في شهر مارس عام 1809م.
في الدرعية، تم احتجاز الشيخ سلطان بن صقر بن راشد القاسمي، وتمّ تنصيب حسن بن رحمة بن محمد القاسمي، حاكماً على رأس الخيمة وما تبعها من بلدان القواسم.
كانت بلدة الشارقة إحدى البلدات التابعة للقواسم، وكانت تمتد على طول خور الشارقة، بعرض لا يزيد عن ثلاثمائة متر فقط، وبرّها صحراء مستوية إلّا من تلة رملية مرتفعة، تشرف على الطرق البرية المتجهة إلى الشارقة.
في عام 1810م، وصل القائد السعودي مطلق المطيري إلى الشارقة، ونصبت خيام جيشه على تلك البقعة المستوية قبالة بلدة الشارقة، وقد نصبت خيمة قائد تلك الحشود، مطلق المطيري، على التلة الرملية المرتفعة المشرفة على الطرق المؤدية إلى بلدة الشارقة، وسميت تلك التلة بند المطيري.
في تلك البقعة، قبالة بلدة الشارقة تجمّع آلاف الناس، منهم من أتى لتسليم الزكاة من الشارقة والبلدات المجاورة، ومنهم من جاء لتقديم الولاء والطاعة، والناس بين تكبير وتهليل.
أما أهل نجد، في تلك القوات، فقد قاموا بأداء العرضة النجدية، رافعين الأعلام الخضراء التي كتب عليها: «لا إله إلّا الله، محمد رسول الله»، لقد أخذت تلك الاحتفالات أياماً وليالي.
في بداية عام 1813م، وصل الشيخ سلطان بن صقر بن راشد القاسمي إلى مسقط هارباً من سجنه في الدرعية عاصمة الأمير سعود بن عبد العزيز آل سعود، حيث اتخذ طريقه من خلال وادي الدواسر حتى وصل إلى ذمار في اليمن، ومنها إلى ميناء المخا في اليمن كذلك، وأبحر منها إلى صور في عُمان.

شجرة الرولة


أرسل الإمام سعيد بن سلطان سفينة إلى الشيخ سلطان بن صقر القاسمي، بعد أن وضع عليها قوات، وأرسلها إلى لنجة، حيث وصلت بسلام، وحملت على ظهرها كتيبة من ثلاثمائة رجل من جماعة الشيخ سلطان بن صقر القاسمي، وأبحرت إلى ميناء الشارقة، واحتلت مدينة الشارقة، حيث قام الشيخ سلطان بن صقر القاسمي، ببناء قلعة تكون مقرّاً له ولقواته.
جرت عملية وحشية في الشارقة، حيث وصلت إلى الشارقة، قوة عسكرية قادمة من رأس الخيمة، فقتل ما لا يقل عن سبعمائة رجل من كلا الطرفين، ونجحت جماعة رأس الخيمة في الاستيلاء على سفينة الإمام سعيد بن سلطان، وأخذوها معهم إلى رأس الخيمة، لكن الشيخ سلطان بن صقر بن راشد القاسمي، نجح في استقلال الشارقة عن رأس الخيمة وتخليصها من السلفية.
في تلك البقعة التي أقام مطلق المطيري القائد السعودي معسكره، حوّلها الشيخ سلطان بن صقر القاسمي، إلى مزرعة زرعها بالنخيل، وكان الفحل للنخيل قد أطلق عليه «غالب» تشبهاً بالشيخ سلطان بن صقر القاسمي، وحفر بركة ماؤها من الماء الأرضي، ومطوية بالصخور، وبجانبها شجرة رول جلبها من بلدة لنجة على ساحل فارس.
أما ند المطيري، فقد حوّله الشيخ سلطان بن صقر القاسمي إلى مسكن صيفي له مبني من سعف النخيل.
يمر الزمن على الشارقة، حتى جاء زماننا، فقد كنت ابن ست سنوات أدرس القرآن الكريم عند الشيخ فارس بن عبد الرحمن، حتى إذا ما جاء الصيف، انتقل هو وأهل بيته إلى ند المطيري بالقرب من فحل النخيل «غالب»، وقد استطال إلى عنان السماء، وبالقرب منه بني عريش؛ ليكون فصلاً للدراسة عند الشيخ فارس بن عبد الرحمن.
وإذا قرب الظهر نرجع إلى بلدة الشارقة بعد أن نمر ببركة الماء لنشرب منها، حيث كانت لها درجات تصل إلى مستوى الماء، وقد وضع هنالك علبة صفيح يغرف بها الماء للشرب.
بقيت شجرة الرولة، مكاناً يلتقي به أهالي الشارقة والمدن المجاورة، مساء كل عيد يتوافد إلى شجرة الرولة، الوارفة الظل، الرجال والفتية والفتيات والأطفال. وتُعلّق الحبال على الأغصان الكبيرة من شجرة الرولة، وتجلس الفتيات في صفين على الحبال، وتشبك كل فتاة أصابع رجليها بالحبال التي تجلس عليها الفتاة التي تقابلها، فتتكون المرجيحة من ثماني فتيات. أما الفتيان فيقومون بشط المرجيحة، أي إبعادها إلى أعلى بكل عفة. تُباع تحت شجرة الرولة الحلويات والمكسرات.
في فترة الستينيات، بنيت مدرسة العروبة في بقعة الرولة، وكانت بها البعثة الكويتية حيث كانت المدارس تحت إدارتها، وبها البعثة المصرية والبعثة القطرية والبعثة البحرينية.
في عام 1978م، جفت أغصان شجرة الرولة، حيث بلغ عمرها مائة وخمساً وستين سنة، وحيث إنني قد استوعبت التاريخ، فقمت في الخامس والعشرين من شهر يناير عام 1979م، بافتتاح ميدان الرولة، حيث وضعت في وسطه نصباً رسمته بيدي حيث كان توقيعي، وفي قلبه الرولة التي كانت شاهدة على كل تلك الأحداث.

الدكتور سلطان بن محمد القاسمي صورة ميدان الرولة

مقالات مشابهة

  • الدكتور سلطان القاسمي يكتب: ميدان الرولة... شاهد على التاريخ
  • مهرجان محمد بن زايد للهجن ومزاينة الإبل “اللبسة” ينطلق الأربعاء المقبل
  • أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة “حفظه الله”، عن تمديد مبادرة “عام الاستدامة” لتشمل عام 2024
  • “زلزال 25” يفوز بلقب سباق أبو الأبيض للمحامل الشراعية
  • حاكم أم القيوين يهنئ أمير الكويت بالذكرى الأولى لتوليه مقاليد الحكم
  • حكام الشارقة ورأس الخيمة يهنئون أمير الكويت بالذكرى الأولى لتوليه مقاليد الحكم
  • حاكما الشارقة ورأس الخيمة يهنئان أمير الكويت بالذكرى الأولى لتوليه مقاليد الحكم
  • حاكم الشارقة يهنئ أمير دولة الكويت بالذكرى الأولى لتوليه مقاليد الحكم
  • حاكم عجمان يفتتح «مسجد عائشة» في مدينة عين عودة بالمغرب
  • مستشفى القاسمي بالشارقة ينظّم ورشة عمل بعنوان “جراحة ومعالجة إصابات اليد”