استمرار الاحتجاجات في السويداء والنظام السوري يخلي ثكنات وحواجز عسكرية
تاريخ النشر: 31st, August 2023 GMT
تتواصل الاحتجاجات في السويداء (جنوب) سوريا منذ نحو أسبوعين، في حين أخلت قوات نظام الرئيس بشار الأسد ثكنات وحواجز عسكرية شرق وجنوب المحافظة.
وأظهرت مشاهد بثها نشطاء على مواقع التواصل تجمع عشرات المتظاهرين اليوم الأربعاء في ساحة الكرامة وسط السويداء، مطالبين بإسقاط نظام الأسد.
#شاهد: "ارحل يا بشار مع إيران وروسيا".
— السويداء 24 (@suwayda24) August 30, 2023
وتأتي هذه المظاهرات استكمالا لحراك مستمر احتجاجا على تدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية.
واندلعت الاحتجاجات الأخيرة عقب قرار سلطات النظام منتصف أغسطس/آب الحالي رفع الدعم عن الوقود، في خضم أزمة اقتصادية تخنق السوريين بعد أكثر من 12 عاما من حرب مدمرة أعقبت قمعا عنيفا لمظاهرات تطالب برحيل نظام الأسد، مما تسبب في دمار هائل بالبنى التحتية وتشريد أكثر من نصف السكان وخسائر بشرية تقدر بأكثر من نصف مليون قتيل، وفق بيانات حقوقية وأممية.
وقد انطلقت الاحتجاجات الأخيرة بمحافظتي درعا والسويداء الجنوبيتين، لكن زخمها تواصل في الأخيرة ذات الغالبية الدرزية والتي تشهد منذ سنوات تحركات متقطعة احتجاجا على سوء الأوضاع المعيشية.
وخلال الأيام الماضية، رفع المتظاهرون شعارات مطالبة بـ "إسقاط النظام" مما أعاد إلى الأذهان المظاهرات غير المسبوقة التي شهدتها البلاد منتصف مارس/آذار 2011 قبل أن تتحول إلى نزاع دام مستمر حتى اليوم.
إخلاء أمنيوفي سياق متصل، أظهر مقطع فيديو بثه محتجون في السويداء إخلاء نظام الأسد حواجز وثكنات عسكرية في المحافظة.
وقال شهود إن إخلاء قوات النظام شمل حواجز في قرية الرحى شرقي المحافظة، وثكنات على طريق السويداء صلخد جنوب المحافظة، ولم تعرف حتى اللحظة الأسباب التي تقف وراء هذا الإخلاء.
منذ اليوم الأول لاحتجاجات السويداء، التي تحوّلت إلى حالة عصيان مدني؛ انكفأت السلطات الأمنية داخل مراكزها، وسحبت عناصرها من بعض النقاط والحواجز الصغيرة، إلى ثكناتهم الرئيسية. كما غابت المظاهر الأمنية..https://t.co/zRbv4eXogs pic.twitter.com/YnF68AieHG
— السويداء 24 (@suwayda24) August 30, 2023
وقالت مصادر محلية لمراسل الجزيرة إن هذا الإخلاء قد يكون في سياق التهديد الذي أطلقه النظام السوري -على لسان بعض مؤيديه الصحفيين- بهجمات تحضر لها خلايا تابعة لتنظيم الدولة للهجوم على السويداء.
وسبق أن نفذ تنظيم الدولة هجوما على السويداء في يونيو/تموز 2018.
ومنذ اليوم الأول لاحتجاجات السويداء، التي تحوّلت لحالة عصيان مدني، انكفأت السلطات الأمنية داخل مراكزها، وسحبت عناصرها من بعض النقاط والحواجز الصغيرة، إلى ثكناتهم الرئيسية. كما غابت المظاهر الأمنية بحسب صور بثها ناشطون.
خصوصية السويداءوللسويداء خصوصيتها، إذ إنه طيلة سنوات النزاع تمكّن دروز سوريا، الذين يشكلون نحو 3% من السكان، إلى حد كبير من تحييد أنفسهم عن تداعياته. فلم يحملوا إجمالا السلاح ضد نظام الأسد، ولا انخرطوا في المعارضة باستثناء قلة.
وتخلّف عشرات آلاف الشبان عن التجنيد الإجباري، مستعيضين عن ذلك بحمل السلاح دفاعا عن مناطقهم فقط، في وقت غض فيه النظام الطرف عنهم.
ويوجد النظام السوري في السويداء عبر المؤسسات الرسمية، وينتشر جيشه حاليا على حواجز في محيط المحافظة، ولذلك يرى ناشطون أن نظام الأسد لن يتمكن من تحريك عناصره لقمع المحتجين في السويداء.
وقال ناشط بالمحافظة لوكالة الصحافة الفرنسية عبر الهاتف "خصوصية السويداء، وبالذات من ناحية الأقلية الدرزية وعدم وجود مراكز أمنية للنظام وعدم الالتزام بالخدمة الإلزامية، منحتها مجالا أوسع لحرية التعبير".
وأشار إلى أن نظام الأسد بعث وسطاء سياسيين للبحث مع وجهاء السويداء في كيفية تهدئة الأمور.
ويدعم المحتجين مجموعات مسلحة محلية، بينها مجموعة تسمى "رجال الكرامة" التي تعد الأكبر في المحافظة.
وقال المتحدث باسم المجموعة أبو تيمور "نقف خلف مطالب أهلنا المحقة" مشيرا إلى مشاركة عناصر غير مسلحة من المجموعة فيها. وأضاف "لن نسمح بأي اعتداء على المظاهرات".
وبعد أكثر من 12 عاما من الحرب تشهد سوريا أزمة اقتصادية خانقة، فاقمها زلزال مدمر في فبراير/شباط الماضي وعقوبات اقتصادية فرضتها الدول الغربية، خسرت معها العملة المحلية أكثر من 99% من قيمتها. وكثيرا ما اعتبرت دمشق هذه العقوبات سببا أساسيا للتدهور المستمر في اقتصادها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی السویداء نظام الأسد أکثر من
إقرأ أيضاً:
نائب رئيس النظام السوري المخلوع يصدر أول بيان عقب سقوط الأسد.. ماذا قال؟
أصدر فيصل المقداد، النائب السابق لبشار الأسد قبل سقوط نظامه، الأحد بيانا بشأن التطورات الأخيرة في سوريا.
وفي بيان نشرته صحيفة "الوطن" السورية، قال فيصل المقداد: "شهدت سوريا خلال الأسبوعين الماضيين أحداثا وتطورات أثارت اهتمام شعوب المنطقة والعالم، وتوقع الكثير أن تترافق هذه التحولات مع الكثير من الدماء والدمار، إلا أننا رأينا أن الشعب السوري، وخاصة فئاته الشابة ممن قادوا هذا الحراك، قد وعوا جيدا أن العنف لا يبني أوطاناً ولا يزرع أملا بمستقبل واعد".
وأضاف المقداد: "من هنا نؤكد على حتمية الحفاظ على وحدة أرض وشعب سوريا واستقلالها وسيادتها، وذلك من خلال تكاتف أبنائها جميعاً مهما تعددت انتماءاتهم وثقافاتهم، وأنه لا يمكن لسوريا أن تبني حاضرها ومستقبلها إلا من خلال الحفاظ على دورها الحضاري والإنساني في المنطقة والعالم".
وتابع: "نتمنى لجميع الجهود المبذولة الآن من قبل الشباب السوري، بما في ذلك مؤتمر الحوار الوطني المقترح، التوصل إلى ما يلبي تطلعات الشعب السوري، وإبراز الوجه الحضاري لبلدهم من خلال التوافق على رسم الخطوط الأساسية بوعي بحيث تصل بنا جميعاً إلى المستقبل المنشود".
وفي 8 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، سيطرت فصائل سورية على العاصمة دمشق وقبلها مدن أخرى، مع انسحاب قوات النظام من المؤسسات العامة والشوارع، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاما من حكم نظام حزب البعث، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
وبعد ذلك، تم تعيين محمد البشير رئيسا للحكومة الانتقالية في البلاد، فيما يتولى أحمد الشرع، القيادة العامة للإدارة السورية الجديدة.
وشغل المقداد منصب نائب رئيس الجمهورية العربية السورية منذ 23 أيلول/ سبتمبر 2024 حتى سقوط النظام في 8 كانون الأول/ ديسمبر 2024.
كما شغل قبل ذلك منصب وزير الخارجية والمغتربين في حكومتي حسين عرنوس الأولى والثانية من 22 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020 إلى 23 أيلول/ سبتمبر 2024، ومنصب نائب وزير الخارجية والمغتربين من 1 آب/ أغسطس 2006 إلى 22 تشرين الثاني/ نوفمبر 2020، ومنصب مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة من 18 أيلول/ سبتمبر 2003 إلى 31 تموز/ حزيران 2006.
وظل المقداد، الذي ينحدر من محافظة درعا مهد الثورة، ينفي الاتهامات المتعلقة بقمع النظام المخلوع للمحتجين بعد اندلاع الثورة السورية. وفي مقابلات مع وسائل إعلام غربية وعربية حول الثورة، تحدث داعمًا لبشار الأسد.
كما أيد المقداد المزاعم الحكومية بأن حكومته كانت تُقاتل ضد متمردين مسلحين إرهابيين.
في كانون الثاني/ يناير 2021، أضاف الاتحاد الأوروبي المقداد إلى قائمة العقوبات بسبب دوره خلال الثورة السورية. وتبعته بريطانيا بعد شهرين، قائلة إنه "إنه يتحمل مسؤولية مشتركة عن القمع العنيف الذي يمارسه النظام السوري ضد السكان المدنيين".