«صناعة الأصباغ».. مهنة نسائية قديمة في محافظة فيفاء
تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT
اشتهرت منطقة جازان ومحافظاتها كافة؛ بالعديد من المهن والحرف اليدوية التقليدية، التي ارتبطت بحياة الأهالي واستخداماتهم اليومية في معيشتهم منذ سنوات طويلة، واستطاع الحرفيون المحافظة على كثير من المهن والحرف التقليدية تلك ، ونقلها للأجيال، فظلت صامدةً رغم تطور الحياة، وأصبحت شاهدًا لأسلوب الحياة الذي كان سائدًا في فترات زمنية ماضية.
ورغم جهود الحرفيين والحرفيات إلا أن بعضًا من تلك المهن اندثر مع الأيام وتطورات الحياة وتغير أنماطها، ومن تلك المهن المندثرة مهنة "صناعة الأصباغ" قديمًا، ومنها صناعة "النيلة" التي كانت تمتهنها نساء محافظة فيفاء في حقب زمنية ماضية.
واشتهرت صناعة "النيلة" كمنتج اقتصادي يُباع ويُقايض به في الأسواق والمحال التجارية حيث يمنح صبغة طبيعية بلونه الأزرق الذي يُستخرج من بعض الأشجار المحلية المنتشرة في جبال فيفاء.
وأوضح علي العبدلي من أهالي محافظة فيفاء، أن النساء سواء في محافظة فيفاء والمحافظات الجبلية الأخرى بالمنطقة، استخدمن قديمًا نوع من الأشجار المحلية التي تسمى محليًا "الخَدِيش"، حيث يتم قطف أوراق تلك الأشجار ومن ثمّ تجفيفها، ووضعها في عود منحوت من الخشب يُعرف محليًا بـ"اميْحَز"، ثم تبدأ الحرفيات بإضافة الماء الحار وهرسها وتقليبها بعصا خاصة لها رؤوس مدببة تم صنعها بطريقة هندسية لضمان إتقان العمل.
وتواصل الحرفيات عملهن بين هرس الأوراق وتقليبها لتكوين عجينة ناعمة جدًا، ليتم وضعها في قطعة قماشٍ، ويتم تعليقها ليتسرب الماء وتبقى العصارة وبعد أن تجف يتم تقسيمها إلى قطع صغيرة تكون جاهزة للتسويق.
وإلى جانب صناعة "النيلة" هناك الكثير من الألوان التي اشتهرت نساء فيفاء بصناعتها قديمًا، حيث كانت الحرفيات يصنعن الصبغة "الصفراء" التي كانت تُصبغ بها ملابس الرجال خاصة؛ بعد استخراجها من لحاء شجرة القَاع، إلى جانب صناعة صبغة اللون "البني" بعد استخراجها من خشب السدر المسمى "سِلب" لصباغة ملابس النساء قديمًا.
المصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: قدیم ا
إقرأ أيضاً:
"فخ العسل والموت".. حكايات نسائية فى بلاط صاحبة الجلالة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
صدر حديثا عن مركز إنسان للنشر والتوزيع كتاب “فخ العسل والموت فى بلاط صاحبة الجلالة”؛ للكاتبة حنان أبو الضياء، والذي يتناول تجارب صحفيات من نوع خاص، تقول عنهن الكاتبة: “إنهن متفردات اخترن الشكل الأكثر ذكورية للصحافة مثل تقارير الحرب. وتغطية الأوبئة. امتلكن الهدوء الغريب لشخص محاط بطلقات القناصة، فقدمن صحافة متفردة، ولا يمكن إنكارتأثيرهن فيها”.
وتضمن حكايات الكتاب مارثا جيلهورن التى لم تتظاهر في تغطيتها الصحفية أبدًا بالحياد “كانت تكتب غالبًا بدافع الغضب كشاهدة لا كمحللة. وماري كاثرين كولفين.. عاشقة الحياة وسط الخطر، كانت دومًا في قلب الحدث، لتنقل لنا بكل شفافية قصص الضحايا في قلب صراعات العالم” .
وهناك لي ميلر، مصورة الأزياء والفنون التي أصبحت مصورة الحرب الرسمية لمجلة "فوج" Vogue في لندن، حيث قامت بتغطية الحرب، وتحرير باريس، وحركة اللاجئين عبر أوروبا. صورتها أقنعة النار، هامبشتيد، لندن 1941، واحدة من أشهر اللقطات الحربية لميلر.
أماندا ليندهاوت. صحفية كندية، التى عاشت تجربة مريرة مع الاختطاف والاغتصاب والاقتراب من الموت.
وهناك تجربة ليندهاوت في جنوب الصومال، التي صارت رهينةً للمسلحين المراهقين من جماعة حزب الإسلام الأصولية .
وميليسا فونج، مراسلة منذ فترة طويلة في قناة سي بي سي ذا ناشيونال، التى كانت تغادر مخيمًا للاجئين خارج كابول، وفجأة، اختطفها رجال مسلحون زعموا أنهم من طالبان، وطعنوها.
لوري جاريت.. الحائزة على جائزة بوليتزر لعام 1996؛ لتقريرها الشجاع من زائير حول تفشِّي فيروس الإيبولا هناك.
أيضًا إيمي هارموني، التى غطَّت تأثير الثورة الجينية على الحياة الأمريكية. تكشَّفت من خلال سلسلتها المستمرة، "عصر الحمض النووي"، فوائدُ وأعباء المعلومات الجينية بعد خروجها من المختبرات العلمية إلى الحياة اليومية.
يقول الناشر : “هن نماذج من النساء اللاتي وصلن إلى قمة مهنتهن بشكل واضح وباهر. إنهن الصحفيات القويات والناجحات والطموحات اللاتي يمكن التطلع إليهن؛ ليصبحن جزءا من تفرد عالم الصحافة” .
يضيف: "الكتاب يؤكد إن المرأة التي تملك قدرات خارقة للعمل تحت ضغط، ربما لا يتوقعه الناس، هي بمثابة أنثى ترفرف رموشها لخياطتها ليصبح لديها معدل نجاح أعلى. تملك الجرأة في المغامرة، ممزوجة بغريزة عشق معرفة التفاصيل.
إنهن صحفيات يشتركن في القدرة على التحليل الكتابي والتعبير، وطرح التفاصيل الدقيقة بالحساسية التي جعلت منهن نساء استثنائيات؛ لذلك أردت أن أقترب من عالم بعض أيقوناتنا الصحفية... صحفيات عاشقي عالم الصحافة بكل مخاطرها، فأصبحن نسخة متقدة من فخ العسل والموت".