إمبراير ليغاسي.. كيف استخدم بريغوجين طائرته الخاصة للتخفي عبر مطارات العالم؟
تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT
كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" معلومات مثيرة بشأن الطائرة التي تحطمت الأسبوع الماضي قرب موسكو وعلى متنها زعيم مجموعة فاغنر الروسية يفغيني بريغوجين وكيف استخدمت من قبله للتهرب من الرقابة والسفر لأفريقيا من دون أن يتم تعقبه لسنوات.
تقول الصحيفة إن الطائرة، وهي من طراز "إمبراير ليغاسي 600"، كانت واحدة من عدة طائرات خاصة استخدمها بريغوجين، مجهزة بمعدات للكشف عن أجهزة المراقبة ومزودة بنوافذ ذكية تتعتم إلكترونيا ومقاعد جلدية بيضاء اللون.
وتنقل الصحيفة عن ضباط سابقين في القوات الجوية الروسية ومنشقين عن فاغنر ومسؤولين أفارقة وشرق أوسطيين وأشخاص آخرين مطلعين على روتين سفره القول إن بريغوجين سعى من خلال استخدام هذه الطائرة إلى التهرب من العقوبات الغربية ووضعه على قوائم المطلوبين في العديد من دول العالم.
وتضيف الصحيفة إن الطائرة كانت تنطلق في كثير من الأحيان من قاعدة تشكالوفسكي الجوية في موسكو أو من مطارات مدنية قريبة لزيارة حلفاء له في سوريا أو ليبيا أو دول الصحراء الأفريقية.
وتشير إلى أنه كان يجري غلق أجهزة الإرسال والاستقبال الخاصة بالطائرة بانتظام، كما أنها تختفي من شاشات التتبع.
كذلك كان أفراد الطاقم، المعروفون بحملهم جوازات سفر مزورة، يعمدون لمراجعة قوائم الركاب قبل الإقلاع مباشرة، ثم يقومون بمراقبة الحركة الجوية في منتصف الرحلة لإجراء تغيير مفاجئ في الوجهة النهائية.
وفقا للصحيفة فقد اتبع بريغوجين وطاقمه في السنوات الأخيرة إجراءات متقنة لإخفاء خطط رحلات زعيم فاغنر مما جعله يتحرك عبر عشرات المطارات الأجنبية دون أن يتم اكتشافه.
من بين الإجراءات التي اتبعها بريغوجين لمنع تعقب طائرته، وقيمتها نحو 10 ملايين دولار، تغيير أوراق تسجيلها وملكيتها عدة مرات.
في عام 2018 كانت الوثائق تشير إلى أنها مملوكة لشركة مرتبطة ببريغوجين مقرها جزر سيشيل قبل أن يتم تغيير ملكيتها لشركة مسجلة في جزيرة مان البريطانية، وفقا لوثائق استعرضتها الصحيفة.
وبالإضافة لذلك، تكشف الصحيفة أن بريغوجين كان يتنقل أحيانا بين طائرتين أو ثلاث طائرات مختلفة في رحلة واحدة في اتجاه واحد أثناء سفره لدول في أفريقيا.
وكثيرا ما كان يبريغوجين يعقد اجتماعات سرية أو على مدارج المطارات داخل طائرته لضمان الهرب في حالة تعرضه للتهديد بالاعتقال.
تقول الصحيفة إن الرجل هبط في أكتوبر الماضي في قاعدة جوية بشرق ليبيا للقاء خليفة حفتر، مرتديا زيا عسكريا ونظارات شمسية داكنة ولحية كثيفة مزيفة وكان محاطا بإجراءات أمنية مكثفة.
وفقا للصحيفة فقد عمد بريغوجين إلى تعزيز الإجراءات الأمنية بشكل أكبر بعد تمرده الفاشل في يونيو الماضي.
شملت هذه الإجراءات، التوقف عن استخدام قاعدة موسكو الجوية أو مهابط الطائرات العسكرية الروسية الأخرى عندما كان يحلق داخل روسيا.
ووتوقف أيضا عن استخدام الطائرات الحكومية الروسية، وفقا لأشخاص مطلعين على الوضع.
في رحلته الأخيرة التي أجراها لأفريقيا في وقت سابق من الشهر الجاري، استخدم بريغوجين مطارا تجاريا غير مزدحم جنوب شرقي موسكو، حيث أضاف نفسه إلى قائمة الركاب قبل وقت قصير من إقلاع الطائرة.
تقول الصحيفة إن الطائرة التي تحطمت الاربعاء الماضي كانت حاضرة في لحظات محورية خلال فترة ازدياد تأثير مجموعة فاغنر على الصعيد العالمي.
ففي السودان، وبعد أيام قليلة من الإطاحة بنظام عمر، هبطت الطائرة في الخرطوم وعلى متنها مسؤولون عسكريون روس رفيعو المستوى، وفقا لمسؤولين سودانيين.
اجتمع الوفد، الذي ضم إيغور أوسيبوف، قائد أسطول البحر الأسود الروسي، مع المجلس العسكري الحاكم لمناقشة كيف يمكن أن تقدم موسطو المساعدات العسكرية لمواجهة الاحتجاجات الشعبية على مستوى البلاد.
وبعد أسبوع، حلقت الطائرة من موسكو وعلى متنها مسؤولون سودانيون كبار، من بينهم الفريق محمد حمدان دقلو، قائد قوات الدعم السريع.
تقول الصحيفة إن بريغوجين كان حاضرا في العديد من الاجتماعات الرئيسية التي عقدت في الخرطوم في ذلك الوقت، لكنه غالبا ما كان يسافر تحت اسم مستعار، وفقا لمسؤولين سودانيين رأوه في القصر الجمهوري وتم إطلاعهم على تفاصيل الاجتماعات.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
بوتين: الولايات المتحدة دمرت نظام الأمن الدولي وتدفع نحو صراع شامل
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الخميس، أن الولايات المتحدة هي التي دمرت نظام الأمن الدولي وليس روسيا، كما أنها تدفع العالم بأكلمه نحو صراع شامل.
وقال في خطاب حول الأحداث في منطقة العملية العسكرية الخاصة: "أود أن أؤكد مرة أخرى أن روسيا ليست هي التي دمرت نظام الأمن الدولي، بل الولايات المتحدة".
وأضاف أن "الولايات المتحدة تدفع العالم بأكلمه نحو صراع شامل".
وشدد على أنه "في حالة تصعيد الأعمال العدوانية، سنرد بشكل حاسم وبطريقة مماثلة"، موصيا النخب الحاكمة في تلك الدول التي لديها خطط لاستخدام قواتها العسكرية ضد روسيا، بأن تفكر بجدية في هذا الأمر.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد خاطب اليوم الخميس، أفراد القوات المسلحة الروسية والروس لإبلاغهم بالأحداث في منطقة العملية العسكرية الخاصة.
وقال بوتين: "أود أن أتحدث لأفراد القوات المسلحة لروسيا الاتحادية، ومواطني بلدنا، وأصدقائنا في جميع أنحاء العالم، وكذلك أولئك الذين ما زالوا يتوهمون بإمكانية إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا، حول تلك الأحداث التي تجري اليوم في منطقة تنفيذ العملية الخاصة، وتحديدا بعد استخدام أسلحة بعيدة المدى غربية الصنع على أراضينا".