صندوق النقد الدولي: تغير المناخ يؤدي إلى تفاقم الصراعات وتزايد حدة الفقر داخل البلدان الهشة
تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT
نشر صندوق النقد الدولي تقرير مفصلا، اليوم الأربعاء، يتناول فيه التغيرات المناخية وأثرها على تفاقم الصراعات وتزايد حدة الفقر في العالم في بعض الدول المتضررة بالنزاعات.
وسلط التقرير، الذي نُشر على الموقع الرسمي لصندوق النقد الدولي، الضوء على بعض الإحصاءات الهامة، حيث أشار إلى أن نحو واحدة من كل خمسة بلدان في العالم تعتبر، بلدان هشة ومتضررة من النزاعات، وأن هذه البلدان تأوي مجتمعة ما يقرب من مليار شخص ونحو 43% من فقراء العالم.
وباستخدام نهج مبتكر، توصل التقرير إلى أن أوجه الهشاشة الكامنة في تلك البلدان؛ والمتمثلة في: الهشاشة المناخية، وجود صراعات، والاعتماد المتزايد على الزراعة المطرية، وكلها أمور تؤثر على بعضها البعض، مما يؤدي إلى تفاقم التأثير السلبي على الأشخاص والاقتصادات.
وأشار التقرير إلى أن البلدان الهشة والمتضررة من النزاعات سوف تعاني بشكل متزايد من آثار التغير المناخي؛ لأسباب منها: موقعها الجغرافي واعتمادها على الزراعة. فمنذ عام 1980، تواجه تلك البلدان ظواهر مناخية متطرفة مدمرة بمعدل سنة واحدة من كل أربع سنوات، مع وجود وقت قليل لديها للتعافي بشكل كامل قبل وقوع كارثة جديدة. كما تواجه هذا البلدان بالفعل درجات حرارة أكثر ارتفاعا من البلدان الأخرى، كما ستكون أكثر عرضة للحرارة الشديدة في المستقبل.
وتشير التوقعات إلى أن تغير المناخ سيؤدي إلى إطالة الفترات التي ترتفع فيها درجات الحرارة بشكل ملحوظ، الأمر الذي يعرض صحة الإنسان للخطر. وبحلول الأعوام 2040-2059، ستواجه هذه البلدان درجات حرارة مرتفعة تتخطى الـ35 درجة مئوية لمدة 61 يوما في السنة، وذلك مقارنة بـ 15 يوما فقط من أيام الحرارة المرتفعة التي تواجهها الدول الأخرى في ظل سيناريو الانبعاثات المرتفعة.
وسوف يؤثر تغير المناخ أيضا على البلدان الهشة والمتضررة بالنزاعات بسبب الاعتماد المفرط على القطاعات التي تعتمد على المناخ؛ لاسيما الزراعة، فضلا عن هشاشة البنية التحتية الحضرية؛ بسبب دفع السكان إلى مناطق عُرضة للفيضانات والانهيارات الأرضية، ناهيك عن الوصول المحدود إلى مياه الشرب الآمنة والصرف الصحي.
كما حذر التقرير من أن خسائر الناتج المحلي الإجمالي في البلدان الهئة والناجمة عن الصدمات هي أكثر حدة واستمرارية مقارنة بغيرها من البلدان، حيث من المقدر أن تصل الخسائر التراكمية في الناتج المحلي الإجمالي على المدى القريب بنحو 4% في تلك البلدان بعد مرور ثلاث سنوات من حدوث حدث مناخي متطرف ومدمر، وذلك بالمقارنة بنحو 1% في بلدان أخرى.
وعلى المدى الطويل، تبين أن ظروف الجفاف المتفاقمة لها تأثير أكبر وأكثر استمرارا في المناطق الهشة والمتضررة بالنزاعات مقارنة بالمناطق غير الهشة، مما يعني أن الدخل في تلك البلدان سوف يتراجع أكثر فأكثر عن البلدان الأخرى، كما من شأن تفاقم ظروف الجفاف في البلدان الهشة أن يؤدي إلى خفض نمو نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي كل عام بمقدار 0.2% في حال تطبيق سيناريو الانبعاثات المنخفضة، و0.4% في ظل سيناريو الانبعاثات المرتفعة. وبحلول عام 2060، سيكون نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي في البلدان الهشة أقل بنسبة 5% بموجب سيناريو الانبعاثات المرتفعة مقارنة بسيناريو الانبعاثات المنخفضة.
كما من شأن الجفاف أن يؤدي إلى زيادة الجوع في المناطق الهشة عن مستوياته المرتفعة بالفعل. وتبين أن إنتاج الأغذية في البلدان المتأثرة بالنزاعات أكثر حساسية لظروف الجفاف على المدى الطويل بمرتين مقارنة بالبلدان غير المتأثرة بالنزاعات. ويرتبط تدهور ظروف المناخ أيضا بالضغط المتصاعد والمستمر على التضخم في البلدان الهشة، حيث يمثل الغذاء حصة كبيرة من استهلاك هذه الدول.
وبالنظر إلى المستقبل، فإن انخفاض إنتاج الأغذية وارتفاع الأسعار في ظل سيناريو الانبعاثات المرتفعة من شأنه أن يدفع أكثر من 50 مليون شخص إلى الجوع بحلول عام 2060.
ومن اللافت للنظر أيضا أن ما يقرب من 95% من اللاجئين، و86% من النازحين داخليا، و20% من المهاجرين على مستوى العالم قد نشأوا في البلدان الهشة والمتضررة بالنزاعات، فعلى الرغم من أن النزوح القسري والهجرة لهما عدد من دوافعهما المعقدة، إلا أن تغير المناخ يشكل عاملا متزايد الأهمية، ضمن تلك الدوافع.
وخلص التقرير إلى تبيان كيف تؤدي مصادر الهشاشة المختلفة لدى البلدان الهشة والمتضررة من النزاعات؛ بما في ذلك هشاشة التأثر بالتغيرات المناخية والتضرر من النزاعات والاعتماد بشكل رئيسي على الزراعة في إنتاج الأغذية، على تضاعف تأثير الصدمات المناخية وتزايد معدلات الفقر.
وأخيرا نوه التقرير إلى أن صندوق النقد الدولي يعمل على تكثيف دعمه للبلدان الهشة والمتضررة بالنزاعات في التعامل مع التحديات المناخية من خلال تقديم المشورة المصممة بعناية بشأن السياسات والتمويل وتنمية القدرات. كما يقدم صندوق النقد الدولي المساعدة الفنية والتدريب التي من شأنها أن تساعد البلدان المتضررة من النزاعات والصراعات على تحسين المهارات لديها المتعلقة بالمناخ وإدارة المخاطر بشكل أفضل.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: صندوق النقد الدولي التغيرات المناخية الفقر الناتج المحلی الإجمالی صندوق النقد الدولی التقریر إلى تلک البلدان تغیر المناخ من النزاعات یؤدی إلى إلى أن
إقرأ أيضاً:
دراسة: تغير المناخ يرفع الحرارة خلال الشتاء ويهدد النظم البيئية والاقتصادات والتقاليد بأوروبا
ذكرت دراسة لمركز المناخ نشرت نتائجها، اليوم الثلاثاء، أن التغير المناخي أدى إلى ارتفاع درجات الحرارة خلال الشتاء في أوروبا مع تسجيل درجات حرارة أعلى من الصفر، مما يؤثر على السياحة والزراعة والصحة.
وذكرت صحيفة «24 ساعة» السويسرية أن معهد الأبحاث الأمريكي يرى أن أكثر من ثلث «44» من أصل 123 وما يقرب من النصف «393» من أصل 901 مدينة تم تحليلها فقدت على الأقل ما يعادل أسبوعا من أيام الصقيع كل عام بسبب ظاهرة الانحباس الحرارى الناجم عن النشاط البشري.
وركز التحليل على درجات الحرارة الصغرى خلال الفترة بين شهري ديسمبر وفبراير، التي تمثل فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالية، على مدى العقد 2014 ـ 2023، ويستند على معطيات تم رصدها ومقارنتها بمحاكاة مناخ لم يتعرض للاحترار جراء الاستخدام الجماعي للفحم والنفط والغاز.
توقعات التغيرات المناخية في الشتاءوتوصلت الدراسة إلى أن التغيير المناخي أسهم في زيادة عدد أيام الشتاء ذات درجات الحرارة «الإيجابية» في أوروبا، ومن بين الدول الأكثر تضررا: الدنمارك ودول البلطيق.
وقالت كريستينا دال، كبيرة العلماء في منظمة المناخ المركزية: «إن الثلوج والجليد والطقس البارد التي كانت رموزا لموسم الشتاء تختفي بسرعة في العديد من الأماكن، مما يهدد النظم البيئية والاقتصادات والتقاليد الثقافية»، مشيرة إلى أن أيام الشتاء الجليدية «مهمة» للغاية للعديد من القطاعات بدءا من رياضات الشتاء إلى إنتاج المياه الصالحة للشرب التي تعتمد على كمية الثلوج.
وأشار معدو الدراسة إلى تداعيات هذه التغييرات على الصحة، حيث إن البرد يتيح التحكم في أعداد الحشرات الحاملة للأمراض مثل البعوض والقراد، في حين تعمل فصول الشتاء الأقصر على تعزيز انتشار حبوب اللقاح، وبالتالي الحساسية.
ويمكن أن تتأثر الزراعة أيضا بهذه الظاهرة، خاصة بالنسبة لنمو بعض الفواكه مثل التفاح أو الخوخ، التي تتطلب فترات تبريد طويلة، وفقا للدراسة.
اقرأ أيضاًمرصد كوبرنيكوس لتغير المناخ: 2024 الأكثر سخونة بالتاريخ
رئيسة وزراء الدنمارك: مصر شريك استراتيجي في مجال تغير المناخ والانتقال للأخضر
الزراعة: حريصون على دعم مربي الدواجن في مواجهة تحديات المناخ وتكاليف الإنتاج