عقد الجامع الأزهر الشريف اليوم الأربعاء، الندوة الثامنة عشرة من البرامج الموجه للمرأة الموجه، تحت عنوان "أثر وسائل التواصل الاجتماعي على الأسرة"، وحاضر فيها كلٌّ من د. خضرة سالم، أستاذ التربية بجامعة الأزهر وأمين سر اللجنة الدينية بمجلس الشيوخ، ود.رحاب الزناتي، أستاذ التربية بجامعة الأزهر، وأدارت الندوة د.

سناء السيد الباحثة بالجامع الأزهر.

إدمان المخدرات الرقمية

واستهلت د. خضرة سالم ، حديثها بذكر الفرق بين المواطَنة الرقمية والمخدرات الرقمية، كما أوضحت أنه يوجد إيجابيات كثيرة لمواقع التواصل، كتعزيز التواصل بين أفراد الأسرة خاصة الذين يعيشون في بلدان مختلفة، واكتساب معلومات وثقافات جديدة وخبرات مختلفة، والتسويق وغير ذلك، كما بينت أيضا مجموعة من السلبيات لهذه الوسائل، كإهمال الجانب الديني والانشغال عن ذكر الله.

وأكدت أمين سر اللجنة الدينية، أن كثرة استخدام مواقع التواصل بين الزوجين يؤدى الى الجفاء العاطفي، وانشغال الزوجة عن واجبات زوجها وبيتها وأولادها وإفشاء الأسرار الزوجية، وضعف الرقابة على الأبناء، واستنزاف الوقت الذي يجب أن نستغله فيما هو مفيد، ومنها الخيانات الزوجية وزيادة الكسل والخمول، وزيادة الأمراض الجسدية والنفسية، وانتشار الشائعات والأخبار الكاذبة، إضافة إلى زيادة الجرائم والاحتيال والنصب، وانتشار التنمر بين الناس، وانتشار إدمان المخدرات الرقمية والعزلة الاجتماعية.

وأوصت د. خضرة باتباع بعض الارشادات للحد من هذه السلبيات؛ منها حظر المواقع الإباحية، التوعية المستمرة، استشعار مراقبة الله، تقدير نعمة الوقت.

من جانبها ، قالت د. رحاب الزناتي، إن هناك آثار سلبية لوسائل التواصل الاجتماعي على الأسرة ، ومنها ضياع الحقوق وازدراء النعمة والتخبيب، مستشهدة بحديث رسول الله ﷺ : "ليس منَّا من خبب امرأة على زوجها أو عبدًا على سيده." فقد أصبَحت هذه الوسائل من أقصرَ الطرقِ إلى الطلاقِ والانفصالِ بين الزوجين وتشتتِ الأسر.

وأوصت د. رحاب بتجنب الآثار السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي موضحة آداب التعامل معها؛  كغض البصر وكف الأذى وغير ذلك، خاتمة حديثها بتقديم مجموعة من النصائح للتخلص من إدمان هذه الوسائل، مؤكدة على أهمية تنمية الرقابةِ الذاتيةِ والخوفِ من اللهِ تعالى داخلَ النفسِ، والالتجاء إلى اللهِ تعالى بالدعاءِ والذكرِ بأن يصرفَ عنّا بلاءَها ويكفينا شرِّها.

من جهتها ، قالت د. سناء السيد الباحثة بالجامع الأزهر: إن وسائلَ التواصلِ الاجتماعيِّ قد أحدثت ثورةً في حياةِ الناسِ، وكما انفتح بها أبوابٌ للخير لا تحصى، فإنها كذلك انفتح بها من أبواب الشر والفساد ما هو أكبر في ظل غياب الدين والانضباط الأخلاقي.

وتساءلت: هل مواقعُ التواصلِ الاجتماعيِّ التي غزت البيوتَ والأسرَ عززت التواصلَ وزادت الترابطَ بين أفرادِ الأسرةِ أو انقلبت إلى وسائلَ للتقاطع؟، مضيفة : لقد انتقلنا من الواقع إلى المواقع، وغابت إلى حد كبير جلساتُ الود، وسهراتُ الأنس، وأصبحت المشاعرُ باهتةً، والمودةُ خافتةً، حتى الأبناء والبنات لا يكاد الأبوان يعرفان عنهما شيئا، وأصبح كل فرد يعيش في عزلة عن أسرته وهو في أحضانها، وتحت رعايتها.

وبينت الباحثة بالجامع الأزهر، أن وسائل التواصل على الرغم ممَّا تتمتع به من مزايا وإيجابيَّات، فإنها للأسف قد سهلت الطريق إلى الخيانة الزوجية وإقامة العلاقات العاطفية المحرمة التي تنتهي بفضائح وخيانات وانتهاكات، تؤدي إلى تدمير الأسرة وتشتتِ أفرادِها، وهدم البيوتِ على رؤوسِ أصحابها.

وأضافت: إن مما يراه كلا الزوجين على هذه الوسائل يفسدُ الحياةَ الزوجيةَ، ويخرَّبُ الحياةَ الأسريةَ، لم يعد كلا الزوجين أو أحدهما يهتم بالآخر ولا يأنس به، فعنده ما يملأ به فراغَه، عنده عالمٌ آخرَ من الخيالِ والإثارةِ والمغامرات. 

هذه البرامج تعقد برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وبتوجيهات الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر، وبإشراف الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري، والدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الأزهر الجامع الازهر وسائل التواصل الإجتماعي اللجنة الدينية المخدرات الرقمية وسائل التواصل

إقرأ أيضاً:

أحمد عمر هاشم يكشف علامة نجاة الله للعبد من العذاب

أكد الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن  الله سبحانه وتعالى يفتح لعباده باب الأمل والنجاة، مشيرا إلى أن من رحمته أنه يستر العبد في الدنيا، ثم يغفر له في الآخرة، فيعطيه كتابه بيمينه، ليكون ذلك علامة على نجاته من العذاب.

أحمد عمر هاشم: زواج النبي من السيدة عائشة وهى صغيرة لحكمة إلهيةأحمد عمر هاشم: سيدنا محمد يشفع في جميع الخلائق يوم القيامة

وقال أحمد عمر هاشم، خلال تقديمه برنامج “كانك تراه”، عبر فضائية “صدى البلد”، ان النجوى هنا تعني حديثًا سريًا بين العبد وربه، بعيدًا عن أعين الخلائق، حيث يستر الله عبده، فلا يفضحه أمام الناس، بل يقرره بذنوبه بلطف ورحمة.

الله سبحانه تعالى يريد الخير لعباده

وتابع عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن الله سبحانه وتعالى، قال "ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون." فالله سبحانه تعالى يريد الخير لعباده، ويريد لهم النجاة والفوز برضوانه.

مقالات مشابهة

  • المكتب الوطني للإعلام يؤكد ضرورة التزام مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي بالقيم والسياسات الوطنية
  • بيان مهم من المكتب الوطني للإعلامي لمستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي
  • ملتقى القضايا المعاصرة: الأزهر يسلك سبل التفكير السليم .. وأمامه تعطلت مناهج الملحدين
  • بث مباشر.. صلاة التراويح من الجامع الأزهر ليلة 16 رمضان
  • ملتقى الأزهر: المذهب الأشعري وحده القادر على إنقاذ الأمة من نكباتها
  • جلسة رمضانية: الخلافات أمر طبيعي في بداية الحياة الزوجية
  • تصريحات لـ وزير النفط في حكومة عدن تشعل وسائل التواصل الاجتماعي
  • مفتي السعودية: تصوير وبث الصلوات على مواقع التواصل قد يتنافى مع الإخلاص
  • أحمد عمر هاشم يكشف علامة نجاة الله للعبد من العذاب
  • بالتعاون مع التضامن الاجتماعي.. أزهر مطروح ينظم لقاء توعويا حول حقوق المرأة