دواء محتمل يظهر نتائج واعدة لعلاج سرطان "البنكرياس العدواني"
تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT
أعلن باحثون في أستراليا، أن دواء جديدا محتملا أظهر نتائج واعدة في علاج أحد أكثر أشكال سرطان البنكرياس عدوانية، وهو سرطان البنكرياس /الغدي القنوي/.
وأوضح الباحثون، في دراستهم المنشورة يوم أمس في دورية /Nature Cancer/، أن الدواء الذي يسمى /PXS - 5505/ يعمل عن طريق استهداف الأنسجة الليفية الشبيهة بالندبة داخل الأورام، وذلك من خلال منع إنزيم /أوكسيديز الليسيل/، الذي يلعب دورا حاسما في ترسيب الكولاجين في الأنسجة حول الأورام.
وأظهرت نتائج التجارب التي أُجريت على الفئران، أنه عند إعطائها الدواء بالتزامن مع العلاج الكيميائي، فإنه يزيد من معدل البقاء على قيد الحياة بأكثر من 35 في المائة، مقارنة بالعلاج الكيميائي وحده.
وغالبا، يتم تشخيص سرطان البنكرياس في مرحلة متقدمة ما يعني أن العلاج الكيميائي يكون خيار العلاج الوحيد المتاح.
وتتطور لدى العديد من سرطانات البنكرياس مقاومة للعلاج الكيميائي بعد وقت قصير من بدء العلاج ما يساهم في ضعف فرص بقاء المرضى على قيد الحياة، ويعود جزء من هذه المقاومة إلى تليف الورم (تشكيل شبكة من الكولاجين الشبيه بالأنسجة الندبية) داخل أورام البنكرياس وحولها، ما يؤدي بدوره لتقليل فاعلية أدوية العلاج الكيميائي.
وفي الدراسة التي أُجريت بالتعاون مع شركة /فارماكسيس/ للأبحاث الصيدلانية المطورة للدواء ومقرها مدينة سيدني الأسترالية، وجد الباحثون أن هذا الدواء قلل بشكل كبير من التليف في أورام البنكرياس عند نماذج الفئران، كما أدى العلاج المركب لتقليل انتشار السرطان إلى الأعضاء الأخرى بشكل كبير، مثل الكبد، بنسبة 45 في المائة.
وقال البروفسور توماس كوكس كبير معدي الدراسة في /معهد غارفان للأبحاث الطبية/ في أستراليا، إن سرطان البنكرياس يعرف بمقاومته الملحوظة لعدد من العلاجات، بما في ذلك العلاج الكيميائي والإشعاعي والمناعي، ويرتبط ذلك غالبا بالبيئة الدقيقة للورم التي تتسم بالطبيعة العدوانية التي تزيد من التليف.
وأضاف أن الدراسة أثبتت فاعلية الدواء في إعادة البيئة الدقيقة للورم إلى حالة أكثر "طبيعية" عن طريق تقليل التليف وتقليل تصلب الورم، وهذا التحسن سمح للعلاج الكيميائي باختراق الأورام بسهولة أكبر وتدمير المزيد من الخلايا السرطانية.
وأوضح البروفسور بأن العلاج ذاته وصل إلى المرحلة الثانية من التجربة السريرية على مرضى يعانون من التليف النقوي لسرطان النخاع العظمي، وأثبت نتائج واعدة، وتقدم الدراسة الجديدة دليلا إضافيا على إمكانية أن يلعب العلاج أيضا دورا في تحسين تأثير أدوية العلاج الكيميائي على الأورام الصلبة مثل البنكرياس.
وقال كوكس إن "هذا الدواء المضاد للتليف الأول من نوعه يمثل علامة فارقة رئيسية في سعي العلماء للتغلب على التحديات الكبيرة في علاج سرطان البنكرياس، ويجلب الأمل للمرضى وأسرهم"، لكن الفريق يتطلع لإجراء تجارب سريرية، لاكتشاف مدى تأثيره على تحسين فاعلية العلاج الكيميائي وإطالة عمر مرضى سرطان البنكرياس.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: سرطان البنكرياس العلاج الکیمیائی سرطان البنکریاس
إقرأ أيضاً:
ميكروبات الأمعاء تلعب دورًا رئيسيًا في تطور سرطان القولون
الجديد برس|
كشفت دراسة جديدة أجرتها جامعة ويسكونسن ماديسون عن دور محوري تلعبه ميكروبات الأمعاء في التأثير على خطر الإصابة بسرطان القولون، من خلال تعديلها للأحماض الصفراوية التي ينتجها الكبد لتكسير الدهون.
وأظهرت الدراسة أن نوعين محددين من الأحماض الصفراوية المعدلة بواسطة الميكروبات يمتلكان تأثيرات متناقضة على خطر الإصابة بالسرطان. إذ يعمل أحدهما على دعم وظيفة بروتين “مستقبل إكس فارنسويد” (FXR)، ما يؤدي إلى إبطاء نمو الأورام، بينما يعارض الآخر هذا البروتين، مما يسهم في تعزيز نمو الأورام.
ويلعب بروتين “FXR” دورًا أساسيًا في الحفاظ على صحة الأمعاء، حيث ينظم إنتاج الأحماض الصفراوية في الكبد ويتفاعل معها للحفاظ على التوازن. ووفقًا لتينغ فو، الأستاذة المساعدة بكلية الصيدلة بجامعة ويسكونسن، فإن بعض الأحماض الصفراوية التي تُعدلها الميكروبات تدعم وظيفة البروتين، بينما تعمل أحماض أخرى على تثبيطه.
وتأكدت هذه النتائج من خلال نماذج اختبارية على الفئران، بالإضافة إلى دراسة العضويانيات (Organoids) – الأعضاء المصغرة المزروعة في المختبر – المأخوذة من مرضى سرطان القولون. وأظهرت الدراسة أن هذه الأحماض الصفراوية المحددة قد تكون مرتبطة إما بتطور سرطان القولون والمستقيم أو الحماية منه.
ونشرت نتائج الدراسة في دورية Proceedings of the National Academy of Sciences، حيث تقدم خارطة طريق جديدة للبحث في وسائل كشف مبكرة عن سرطان القولون وعلاجات مبتكرة تستهدف التفاعل بين ميكروبات الأمعاء والأحماض الصفراوية.
ويُعد هذا الاكتشاف خطوة مهمة نحو فهم أعمق للعلاقة بين ميكروبات الأمعاء وصحة الإنسان، مما قد يمهد الطريق لتطوير استراتيجيات وقائية وعلاجية فعّالة.