صحيفة التغيير السودانية:
2024-09-19@03:32:39 GMT

الإنتقال نسخة البرهان

تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT

الإنتقال نسخة البرهان

 

الإنتقال نسخة البرهان

خالد فضل

 

يبدو أنّ السيد قائد الجيش السوداني الفريق عبدالفتاح البرهان قد إلتقط الإشارات التي بعثتها الحكومة المصرية برئاسة الفريق عبدالفتاح السيسي،  ولا ندري إن كانت شارات أم تعليمات ، أو الوصفة التي جربها عبدفتاح مصر ويريد أن يكررها  عبد فتاح السودان وكل ذلك في إطار العلاقات الأزلية والتطابق في الحالات بين شعبي وادي النيل وكلو عند الشعبين (ثورة)! المهم أنّ السيد برهان السودان وفي أول زيارة خارجية له منذ تمكنه من الخروج من مقر قيادة جيشه في الخرطوم، وبعد 4أشهر على الحرب بين طرفي المكون العسكري السوداني (الجيش/الدعم السريع) ، صرّح من مصر بأنّه يسعى لإنهاء الحرب ، ويسعى لإستكمال الإنتقال الحقيقي وبناء الديمقراطية التي يرتضيها الشعب ، وأنّ جيشه زاهد في الحكم أو الإستمرار فيه .

استوقفتني صفة (الحقيقي) الملحقة بالإنتقال ، تذكّرت أننا في السودان  وأنّ كل شئ عندنا أصلي وتقليد ، رغم أنّ أحد المغنيين يبث الشجن ( والأصل ما ببقى صورة) نرقص ونبشّر ونتأوه مع الأصل الما ببقى صورة ! الآن يبشرنا قائد الجيش بالإنتقال الحقيقي ، ويا لها من بشارة، وسنسرح بخيالنا قليلا نحاول أن نرسم صورة حقيقية لإنتقال حقيقي أو كما قال ،

بسم الله نبدأ ، وشعار الثورة الباذخ هادينا حرية سلام وعدالة ، هل سمعتم البرهان في حديثه يذكر الثورة والراصتات الواقفين قنا والشفاتة والكنداكات ؟ ربما يكون دوي المدافع وأزيز المغيرات صبحا وليلا من ذوات الأجنحة وبعضها مسيرات بالريموت قد صك أذنيه فلم يعد يسمع صوت الثورة والثوار وهم يهتفون في طرقات الخرطوم العسكر للثكنات والجنجويد للحل.

ربما كانت مجنزرات الشرطة ورصاصات وبمبان (الطرف الثالث) التي أودت بحياة أكثر من 130 شهيد/ة منذ إنقلابه وخدنه السابق حميدتي على الإنتقال الديمقراطي ( المزيّف) بحسب منطوق البرهان عن سعيه للإنتقال الحقيقي ربما كان في أذن الرجل وقر فلم يسمع صوت الثوار يومذاك، لكنه الآن ومنذ 15أبريل يسمع دوي الحرب المرعب . ويذوق ويلات الزنقة الممضية !!ويصغى لهمهمة كتائب البراء وصحبه وهم يهرفون بأنّ سقوط المدرعات هو بالضبط سقوط للإسلام في أرض السودان ، ولا شئ عجيب في سودان العجائب التي لا تُحصى أو تُعد .

ولنا عودة قادمة للركن السادس في الإسلام ذلك الركن اسمه مقر سلاح الدرعات في الخرطوم ، ويا لويلات أهل السودان من عودة هذه الفئة من المهووسين للحكم والسيطرة تحت غطاء المدافع والطائرات المقاتلة والصواريخ المميتة ، نعود لثورتنا المؤؤدة بفعل إنقلاب المكون العسكري في 25أكتوبر 2021م ، ونتأمل في شعارها الخالد حرية سلام وعدالة ونقول جملة واحدة إنّ الإنتقال الحقيقي يكمن في تحقيق هذا الشعار النبيل ، فإذا كان البرهان سيسعى للإنتقال الحقيقي فالأمر ليس معجزا ، حرية تعني إخلاء سبيل جميع المعتقلين من جانب أمنه واستخباراته لرفضهم للحرب وقولهم لا للحرب ، والتهمة أن كل من قال لا للحرب هو بالضرورة مؤيد للمتمردين الجنجويد !.

شخصياً أقول لا للحرب ولست مؤيدا للجنجويد والمليشيات المقابلة ، مثلما لست مؤيدا لحكم العسكر أو تغولهم على ما ليس من اختصاصهم المهني وأعني به (الحكم) ، الحرية وهي قيمة أساسية وركن ركين للانتقال نحو الديمقراطية هي التميمة الأولى فما موقف قائد الجيش منها ، حرية التنظيم والتعبير والضمير والمعتقد وغيرها من حريات عامة وخاصة لا تخضع إلا لقانون ديمقراطي مستمد من دستور ديمقراطي لمجتمع ديمقراطي .

السلام   تلك القيمة التي باتت  نادرة في سودان الحرب والنهب والتدمير والسلب والقتل في المنازل بالقنابل الطائشة والطائرات الضهبانة , هو الآخر أساس متين للإنتقال الديمقراطي الحقيقي ، أمّا العدالة ؛ فتاريخ الظلم قديم لكن طلب العدالة أقدم ، إنّ القيمة الحقيقية للانتقال الحقيقي هي تحقيق العدالة ، وهذا بند يمتد ليشمل المحاسبة لمدبري انقلاب 30يونيو1989م وصولا لمدبري ومنفذي انقلاب 25اكتوبر2021م إلى مشعلي الحرب الضروس بين عسكر السودان 15 أبريل 2023م  وما تبع ذلك من جرائم لم تخطر على بال إنسان سوي مستقيم أخلاقيا ، تشمل العدالة انفاذ الحكم على قاتلي الثوار الذين أدانتهم المحاكم، ولم تنفذ فيهم الأحكام حتى هربوا من السجون رفقة رموز العهد المباد الذين أعلنتهم النيابة العامة متهمين فارين، وتطلب بعضهم المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي كمتهمين بجرائم حرب في دارفور .

ولا تقف العدالة عند الجرائم الجنائية ، فهي رافعة للانتقال الحقيقي وتعني العدالة في التنمية والخدمات والتوظيف وغيرها من أوجه الحياة البشرية وهذا لن يتحقق إلا بانتقال ديمقراطي حقيقي يزيل التمكين لفلول العهد الفاسد المباد ، وتشمل إزالة التمكين كل مؤسسات الدولة بما في ذلك المكون العسكري بشقيه .

في هذا الانتقال الحقيقي المستند على أهداف الثورة وشعاراتها نتفق مع السيد البرهان ، فهل هو يعني ذلك أم لديه نسخة جاهزة أو توصية من دولة شقيقة لانتقال حقيقي من أعمدته التوم هجو وأحمد هرون !!

الوسومالإنتقال نسخة البرهان البرهان المليشيا جيش خالد فضل لا للحرب

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: البرهان المليشيا جيش لا للحرب

إقرأ أيضاً:

السودان يحترق والقوى الأجنبية تستفيد.. ما المكاسب التي تجنيها الإمارات من الأزمة؟

نشر موقع "ذا كونفرسيشن"  تقريرًا بيّن فيه أن تدخّل جهات أجنبية لإطالة أمد الحرب في السودان يجعل من الصعب على البلاد إيجاد السلام.

وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن هذا الصراع قد اتخذ بعدًا إقليميًا ودوليًا حيث تدعم العديد من الجهات الفاعلة الخارجية الطرفين المتحاربين بالأسلحة والذخيرة والمال. وتبرز الإمارات كواحدة من أكثر الجهات الأجنبية استثمارًا في الحرب.

واستعرض الموقع رؤية مي درويش، التي درست التحالفات التي تشكلها دول الشرق الأوسط في القرن الأفريقي، حول الوضع في السودان.

وفي سؤالها عن سبب بُعد تحقيق السلام في السودان، أوضحت مي أن السودان، خلال سنة واحد فقط من اندلاع الحرب الأهلية، تحوّل إلى مسرح لإحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم. فالدولة، التي كانت تعد أكبر منتج زراعي في إفريقيا وكان يُنظر إليها على أنها "سلة خبز" محتملة للمنطقة، أصبحت الآن على حافة مواجهة أسوأ مجاعة يشهدها العالم.


وحسب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، نزح أكثر من 7 ملايين شخص داخليًا وفرّ ما يقارب مليونا شخص إلى البلدان المجاورة بينما يحتاج 25 مليونًا بشدة إلى المساعدة الإنسانية. وتشير التقديرات إلى مقتل أكثر من 20 ألف شخص منذ بدء الحرب في نيسان/ أبريل 2023.

مع ذلك، تظل احتمالات السلام قاتمة حيث لا تظهر أي علامات على تراجع القتال، وفشلت الجهود الرامية إلى عقد محادثات السلام، ويؤدي تورط الجهات الفاعلة الأجنبية إلى إطالة أمد العنف. وذكرت مي أن القوى الإقليمية والجيران قد اصطفوا خلف أحد الجنرالين في قلب الصراع: عبد الفتاح البرهان من القوات المسلحة السودانية ومحمد "حميدتي" دقلو من قوات الدعم السريع شبه العسكرية. وقد اتهمت الأمم المتحدة كلا الطرفين المتحاربين منذ ذلك الحين بارتكاب جرائم حرب وتطهير عرقي وجرائم ضد الإنسانية.

وأضافت مي أن السودان محاط بمراكز رئيسية لتهريب الأسلحة عبر دول مثل ليبيا وتشاد وجمهورية إفريقيا الوسطى. كما تموّل دول مثل الإمارات وإيران الحرب عبر هذه الدول في انتهاك لحظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة على السودان.

وبسؤالها عن أكبر الجهات الأجنبية، أشارت مي إلى أن هناك العديد من الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية التي لها مصالح في استمرار الصراع. فعلى سبيل المثال، تدعم مصر والسعودية الجيش السوداني. وتدعم الإمارات وليبيا وروسيا (من خلال مجموعة فاغنر) قوات الدعم السريع شبه العسكرية.

وأوضحت مي أن الإمارات برزت باعتبارها اللاعب الأجنبي الأكثر استثمارًا في الحرب. وهي تنظر إلى السودان الغني بالموارد وموقعه الاستراتيجي كفرصة لتوسيع نفوذها وسيطرتها في الشرق الأوسط وشرق إفريقيا.

منذ سنة 2018، استثمرت الإمارات أكثر من 6 مليارات دولار أمريكي في البلاد. ويشمل ذلك الاحتياطيات الأجنبية في البنك المركزي السوداني ومشاريع الزراعة وميناء البحر الأحمر. كما جندت الإمارات مقاتلين من السودان ودفعت رواتبهم، معظمهم من قوات الدعم السريع، للانضمام إلى صراعها في اليمن.


منذ سنة 2019، قوّضت الإمارات عملية الانتقال الديمقراطي في السودان في أعقاب الإطاحة بالرئيس عمر البشير الذي حكم البلاد لفترة طويلة. وقامت أبو ظبي بتمكين كل من الجيش والقوات شبه العسكرية ضد الجناح المدني للحكومة.

ومع اندلاع الحرب الأهلية، ركزت الإمارات على قوات الدعم السريع. وقد نفت أبو ظبي مرارًا وتكرارًا تورطها في تسليح القوة شبه العسكرية أو دعم زعيمها حميدتي. لكن تشير الأدلة إلى خلاف ذلك وأصبح الدور المظلم للإمارات في الحرب "سرًا مكشوفًا".

كان مغني الراب الأمريكي ماكليمور قد أعلن إلغاء حفل تشرين الأول/ أكتوبر 2024 في دبي بسبب دور الإمارات العربية المتحدة "في الإبادة الجماعية والأزمة الإنسانية المستمرة"، ما أدى إلى إشعال الاهتمام الدولي بدور أبو ظبي في الحرب.

وبينت مي أن تورط الإمارات في السودان يسلط الضوء على نمط أوسع في السياسة الخارجية لهذه الإمارة في العقد الماضي: التحالف مع القوى المحلية لتأمين المصالح الجيوسياسية والاقتصادية في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشرق إفريقيا.

وأفادت مي بأن الإمارات قد انضمت إلى روسيا لدعم قوات الدعم السريع في السودان من خلال مجموعة فاغنر. وكانت مجموعة فاغنر نشطة في السودان منذ سنة 2017، في المقام الأول فيما يتعلق بمشاريع استخراج الموارد في مناطق مثل دارفور، حيث كانت قوات حميدتي نشطة وأصبحت حليفًا مركزيًا في هذه المساعي.

وحسب خبراء الأمم المتحدة، أنشأت الإمارات عمليات لوجستية لإرسال الأسلحة إلى قوات الدعم السريع من خلال شبكاتها في ليبيا وتشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى وجنوب السودان وأوغندا. وتم إخفاء الأسلحة والإمدادات تحت غطاء المساعدات الإنسانية.


‌الإمارات وسرقة الذهب
وفيما يتعلق بالفائدة التي تعود على الإمارات، ذكرت مي أن التفاعلات والتحالفات التي تشمل الإمارات وقوات الدعم السريع تعكس الطبيعة المعقدة وغير الشفافة غالبًا للمناورة الجيوسياسية الحديثة في السودان حيث تشير التقارير إلى أن حميدتي يعمل كوصي على المصالح الإماراتية في السودان، التي تشمل الذهب والمنتجات الزراعية.

وتابعت مي أن الذهب كان أحد المحركات الرئيسية للصراع في السودان فهو يسمح لكلا الطرفين بتغذية آلات الحرب الخاصة بهما. وتعتبر الإمارات المستفيد الرئيسي من هذه التجارة ذلك أنها تتلقى كل الذهب المهرب من السودان تقريبًا وأصبحت مركزًا لغسل الذهب المهرب إلى السوق العالمية. وتُظهر أحدث الإحصاءات المتاحة أن الإمارات استوردت رسميًا معادن ثمينة من السودان بقيمة حوالي 2.3 مليار دولار أمريكي في سنة 2022.

وأضافت مي أن الإمارات تستورد 90 بالمائة من إمداداتها الغذائية. ومنذ أزمة الغذاء العالمية في سنة 2007، جعلت الإمارات الأمن الغذائي أحد أهم أولوياتها وبدأت الاستثمار في الأراضي الزراعية في الخارج.

وذكرت مي أن هناك شركتان إماراتيتان تقومان بزراعة أكثر من 50 ألف هكتار في شمال السودان، مع خطط للتوسع، ثم يتم شحن المنتجات الزراعية عبر البحر الأحمر. ولتجاوز ميناء السودان، الذي كانت تديره الحكومة السودانية، وقّعت الإمارات صفقة جديدة في سنة 2022 لبناء ميناء جديد على ساحل السودان تديره مجموعة موانئ أبو ظبي. كما استخدمت الإمارات قوات الدعم السريع لتأمين مصالحها وطموحاتها في تحقيق الأمن الغذائي.


وبسؤالها عمن يستطيع كسر الجمود في السودان، قالت مي إن الوضع الإنساني في السودان يتدهور، لكن المجتمع الدولي لم يفعل الكثير لمعالجته. وبالإضافة إلى عدم قدرته على جمع المساعدات الكافية للسودان، لم يمارس المجتمع الدولي أي ضغوط على الإمارات وفشل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في معالجة الادعاءات الموثوقة التي قدمتها لجنة الخبراء الخاصة به بشأن تورط أبو ظبي في السودان.

وأشارت مي إلى الاتهام الذي وجهته منظمة هيومن رايتس ووتش لقوات الدعم السريع بارتكاب جرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية وتطهير عرقي في الحرب الدائرة. مع ذلك، لا توجد احتمالات لمحاسبة الإمارات على دورها مع القوة شبه العسكرية حتى الآن. وتستمر البلاد في الاستفادة من تحالفاتها مع الغرب. وما لم يكن المجتمع الدولي على استعداد لمنع الجهات الفاعلة الأجنبية من تأجيج الصراع، فإن السودان يخاطر بالانزلاق إلى أزمة إنسانية كارثية ستطارد العالم لعقود قادمة.

وأشارت مي إلى الاتهامات التي وجهتها منظمة هيومن رايتس ووتش لقوات الدعم السريع بارتكاب جرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية وتطهير عرقي خلال الحرب الدائرة. ومع ذلك، لم تُتخذ أي خطوات حتى الآن لمحاسبة الإمارات على دعمها لتلك القوة شبه العسكرية، بل تستمر الإمارات في الاستفادة من تحالفاتها مع الدول الغربية. وإذا لم يتخذ المجتمع الدولي خطوات جادة لمنع التدخلات الأجنبية التي تغذي هذا الصراع، فإن السودان يواجه خطر الغرق في أزمة إنسانية مدمرة قد تستمر في التأثير على العالم لعقود قادمة.

مقالات مشابهة

  • في أعقاب زيارة البرهان لجوبا: هل يتدفق نفط جنوب السودان من جديد؟
  • البرهان يرد برسائل على بايدن بشأن الحرب والوضع في السودان
  • قلق وتخوف!!
  • البرهان: تجاوز السودان مرحلة الحرب يمثل إختبارًا حقيقيًا لفعالية التعاون الدولي
  • السودان يحترق والقوى الأجنبية تستفيد.. ما المكاسب التي تجنيها الإمارات من الأزمة؟
  • البرهان يوافق على مبادرة من سلفاكير بشأن الحرب مع الدعم السريع
  • قمة رئاسية ثلاثية تجمع البرهان مع رئيسي جنوب السودان وإريتريا في جوبا
  • ???? هل سيحمل البرهان العالم لتصنيف الدعم السريع منظمة إرهابية؟
  • كبسولات في عين العاصفة : رسالة رقم [93]
  • البرهان إلى جوبا لحضور قمة ثلاثية حول تداعيات الحرب بالسودان