لجريدة عمان:
2024-07-06@03:13:45 GMT

الترياق

تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT

«الترياق: ما يستعمل لدفع السم من الأدوية والمعاجين» كما في لسان العرب. والسموم التي يواجهها الإنسان وتصيبه عديدة متنوعة، فمنها الجسدي ومنها الروحي ومنها النفسي. ولحسن حظنا اليوم ونحن نعيش في عصر الثورة الصناعية الخامسة، أننا نقف على قمة جبل ضخم من المعرفة المتنوعة في شتى مجالات الحياة اليومية العملية لما نحتاج إليه في المعيشة الأرضية، والروحية السماوية التي تشبع ذلك النقص والتوق إلى الكمال.

لكل خريطة مفتاح، وخرائط اليوم متاحة للجميع وقد انتشر التعليم وقضى على شطر كبير من الأمية وجهل القراءة؛ وأعني بهذه الخرائط الكتب.

«كيف استطاع خمسون كتابا عظيما إنقاذ حياتي»، عنوان فرعي جذاب لكتاب وجدته قبل 8 سنوات فتحفزت لقراءته حينها. أمسكت الكتاب، وبدأت بتقليبه وقراءة ما كتب في ظهره، «كم هي الكتب التي طالما أردت قراءتها؟ شعرت أنك يجب أن تقرأها؟ تظاهرت بأنك قرأتها؟. كان آندي ميلر يملك وظيفته التي أعجبته وعائلته التي أحبها. ولكن شيئا ما كان مفقودا: الكتب. لذلك قرر بداية سنة كاملة من القراءة، غيرت حياته تماما». زادتني هذه الكلمات حماسا ورغبة، فحتى الذي يواظب على القراءة باستمرار، يراوده ذلك السؤال «لماذا؟؟» لماذا أقرأ؟، ماذا أريد من هذه القراءة؟ هل من الأولى أن أقرأ أم أن أخصص جُلَّ وقتي لطلب الرزق وما يقربني منه؟.

أسئلة كثيرة، كثيرة جدا في الحقيقة. فمن يقرأ بدايةً ليعرف جواب سؤال يؤرقه، تتولد عنده أسئلة أخرى غير التي بدأ البحث عنها حين شرع في رحلته، فتنبثق جرّاء بحثه سؤالات أعمق لا تغدو للسؤالات الأولى قيمة أمامها، أعني أمام هذه السؤالات الجديدة.

يبدو الأمر مخيفا لوهلة، هل يعني فعل القراءة البحث الدائم في دوامة مفرغة؟ هل يجعلنا البحث الدؤوب أشبه بالمجانين؟. في الحقيقة تبرز هذه الأفكار الشعبية عن القراءة، فلطالما اعتبر الناس القراء أشبه بالمجانين، ولطالما كانت القراءة أشبه بالتهمة. فحين يعتنق القارئ مبدأ يخالف المجتمع، وفي حقيقته مبدأ صحيح لا يعارض خلقا مجتمعيا ولا دينيا؛ ينظر الناس إليه بعين الريبة والشك، فقط لأنهم لم يعتادوا عليه إنما يعدُّونه دخيلا. وتتردد عبارات مثل «جننت به الكتب» أي جعلته مخبولا لا يفقه شيئا في الحياة. أو «دوّر لك شغلة بدل هذي الكتب» أي ابحث عن عمل نافع -يقاس نفع العمل في هذا السياق بالمردود المادي- بدلا من إنفاق الوقت في القراءة.

في الشطر الآخر الموازي من الحياة في المجتمع نفسه؛ ينظر الناس إلى الناجحين في محيط المجتمع الكبير «الدولة» أو «الإقليم» نظرة إكبار وإجلال. فهذا غازي القصيبي القارئ النهم يتقلد المناصب العليا والوزارة تلو الوزارة والتي لا يمت إليها بصلة علمية ولا عملية من قبل. ثم ينظرون إلى الناجحين - ماليا - في العالم كالراحل ستيف جوبز أو منافسه اللدود بيل جيتس أو عملاق البورصة والأسهم وارين بافيت، ويعزون الشطر الأكبر من نجاحهم إلى عادة القراءة!.

قبل قرابة السنتين من اليوم، التقيت رجلا أراد أن تنفذ له الشركة التي أعمل بها بعض الأعمال، أخذتنا الأحاديث المشتركة في مجالات شتى منها القراءة. صادف أن هذا الرجل كان المدير التنفيذي لإحدى كبريات الشركات في سلطنة عمان، وأخبرني كيف أن القراءة غيرته وكيف أن مساره الأول في العمل كان مختلفا عن مساره الحالي، ثم اتخذ قراره بترك عمله آنذاك وبدأ في تجربة أخرى مختلفة تماما عن المسار السابق، وأخبرني بأن جدوله اليومي يبدأ في الرابعة فجرا ويقضيه في القراءة حتى السابعة صباحا - تتخللها صلاة الفجر -. الشاهد في القصة أن هذا الرجل مثال على ما تفعله القراءة بنا وما يملكه فعل القراءة من تغيير لمصائر الناس ومساراتهم، وكيف أنه يجدد تطوره ومعارفه التي تتمثل واقعا في تعامله مع الناس وإدارته لتلك الشركة بسبب فعل القراءة وأثرها المستمر عليه.

نعود إلى كتابنا الأول، وعنوانه الرئيس «سنة القراءة الخطرة» للمؤلف البريطاني آندي ميلر. مما يميز هذا الكتاب الروح العفوية التي يبثها المؤلف فيه، فهو لا يعطي القارئ خلاصة جامدة عما قرأ؛ بل يأخذه معه في رحلته السنوية الرائعة التي قرأ فيها خمسين كتابا ووضعها في قائمة سماها بـ«قائمة الإصلاح» ووضعها ضمن ملاحق الكتاب الثلاثة. الملحق الثاني منها «مائة كتاب كان لها تأثير كبير علي»، والملحق الثالث «كتب ما زلت أنوي قراتها».

ما أثارني أثناء قراءتي للكتاب في تلك الفترة، أنه اختار كثيرا من الكلاسيكيات الغربية؛ فهو حداثي يقرأ الكلاسيكيات ويتحدث عن دهشته وما وجده فيها. بل إن المرء لتجتاحه رغبة عارمة في قراءة واقتناء كثير مما أورده المؤلف من هذه الكتب التي قرأها وذكرها في كتابه آنف الذكر. وهي دعوة لأن نعود لقراءة تراثنا العظيم ونعيد اكتشافه. فمن يقرأ كتب أعمدة الأدب العربي القديم؛ أضمن له متعة وفائدة لا يجدها في بقية الكتب؛ بل إنها الأساس وما تبعها فإنما يحذو حذوها أو يحاول. ككتب الجاحظ والتوحيدي والمبرد وغيرهم ممن سنذكرهم في الحلقة الثانية من هذه المقالة. فهل سنبدأ «سنة القراءة الخطرة» الخاصة بنا اليوم وحالا؟ وهل سنتخذ القراءة ترياقا للروح والجسد في آن؟ فلنجرب ذلك!.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

اليوم.. علاء مرسي ضيف برنامج "كلام الناس" مع الإعلامية ياسمين عز

يحل الفنان علاء مرسي، اليوم ضيفًا مع الإعلامية ياسمين عز، في برنامجها "كلام الناس"، المذاع عبر شبكة قنوات MBC.


تفاصيل الحلقة


ونشرت الصفحة الرسمية لـ MBC masr صورة معلنة من خلالها عن ضيف الحلقة معلقة: "الفنان الكبير علاء مرسي في ضيافة كلام الناس مع ياسمين عز الليلة الساعة 6 مساءً على MBC masr".


آخر أعمال علاء مرسي


وفي سياق آخر، شارك علاء مرسي في مسلسل "عتبات البهجة" في رمضان الماضي، والمسلسل بطولة يحيى الفخراني، جومانا مراد، صلاح عبد الله، عنبة، خالد شباط، صفاء الطوخي، سما إبراهيم، هشام إسماعيل، وفاء صادق، حازم إيهاب، يوسف عثمان، ليلى عز العرب، علاء مرسي، عن رواية للأديب إبراهيم عبد المجيد، معالجة درامية لمدحت العدل، وإخراج مجدي أبو عميرة، إنتاج جمال العدل، ودارت أحداث مسلسل عتبات البهجة، عن رجلين من كبار السن، هما "أحمد" يحيى الفخراني، و"حسن" صلاح عبد الله،وهما صديقان مقربان للغاية، لكنهما يختلفان عن بعضهما، فـ "حسن" محب للحياة، و"أحمد "يعاني من الوحدة بعد وفاة زوجته، ويستعرض علاقته بأحفاده الذي يتولى تربيتهم، وفرق الأجيال والثقافات في إطار اجتماعي إنساني.

مسلسل كوبرا 

 

وأيضًا شارك في مسلسل "كوبرا"، بطولة محمد إمام، مجدى كامل، محمد ثروت، أحمد فتحي، محمود عبد المغنى، محمود البزاوى، أحمد عبد الحميد، أيمن عزب، صفاء الطوخى، دنيا ماهر، ألحان المهدى، منة فضالى، معتز هشام، علاء مرسي، هشام إسماعيل، محسن منصور، وعدد من ضيوف الشرف، وتأليف أحمد محمود أبو زيد، وإخراج أحمد شفيق، حيث يخوض رحلة هروب طويلة خلال شخصية شاب يدعى على صالح المعداوي الشهير بـ«كوبرا» الذي يخرج من السجن ويأمل في بداية حياة جديدة ولكنه يجد مُعلمه السابق في عالم الجريمة «شيخون» يورطة في جريمة قتل ويفقد أمه وأخته ويضطر للتنقل بين عده مُدن للإختباء برفقة أصدقائه القُدامى أملًا في إثبات براءته.

مسلسل فراولة 

 

كما شارك في بطولة مسلسل “فراولة”، مع عدد كبير من نجوم الفن، والعمل من تأليف محمد سليمان عبد المالك، وإخراج محمد علي، وإنتاج شركة sky limit للمنتج أحمد دسوقي، وبطولة نيللي كريم، شيماء سيف، صدقي صخر، أحمد فهيم، علا رشدي، جيلان علاء، تونى ماهر، حجاج عبد العظيم، دنيا سامي، وعدد من ضيوف الشرف، ودارت أحداثه في إطار كوميدي لايت، حول فتاة تدعى فراولة «نيللي كريم»، وهى من أسرة فقيرة حيث يعمل والدها حارس عقار بالزمالك، وكنها تسعى إلى تغيير وضعها الاجتماعي، وتعمل فراولة شركة عالمية متخصصة في بيع إكسسوارات لجلب الطاقة الإيجابية، المال، السعادة.

مقالات مشابهة

  • هيباتيا
  • «تجنب الاقتراب منه».. سر انتشار العقارب داخل الكتب القديمة
  • اليوم.. علاء مرسي ضيف برنامج "كلام الناس" مع الإعلامية ياسمين عز
  • قانون العشوائيات في أروقة الحكومة والبرلمان ينتظر وصوله.. نائب يتحدث للسومرية
  • دار الكتب والوثائق تحتفل بذكرى «30 يونيو» (صور)
  • «الحياة اليوم» يعرض تقريرا يرصد تفاصيل يوم 3 يوليو 2013
  • «الحياة اليوم» يعرض تقريرًا يرصد تفاصيل يوم 3 يوليو 2013
  • لا تحلموا بالعودة للدولة القديمة
  • افتتاح معرض لبيع الكتب بمكتبة المستقبل.. صور
  • افتتاح معرض لبيع الكتب فى مكتبة المستقبل