الهكرز «أنونيموس سودان» يلمح لدوره في الانقطاع الكلي للتيار الكهربائي بكينيا
تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT
ألمحت مجموعة «أنونيموس سودان»، وهي مجموعة قرصنة سيبرانية أنها استهدفت مواقع الحكومة الكينية في 27 يوليو 2023، و و تسببها في الانقطاع الكامل للتيار الكهربائي الذي ضرب كينيا مؤخرا.
ترجمة ـ التغيير
وأدلت المجموعة ببيان غامض على صفحتها على تطبيق «تيليجرام»، ألمحت فيه إلى وجود صلة لها بانقطاع التيار الكهربائي في كينيا وقالت «نحن لا نختفي بلا سبب … افهم كيفما شئت”.
وزعمت المجموعة أن دافعهم كان للانتقام من تدخل كينيا في شؤون السودان، فيما أكد المركز القومي للمعلومات التابع لوزارة الاتصالات في السودان، عدم صحة ما تداولته بعض شبكات التواصل الاجتماعي عن تعرض البنية التحتية للاتصالات وتقانة المعلومات في كينيا لهجمات سيبرانية من مجموعة ادعى تقرير مصور أنها تتبع للجيش السوداني.
وكان قد أعلنت الحكومة السودانية رفضها لرئاسة كينيا للجنة دول الإيقاد الخاصة بمعالجة الأزمة الراهنة في السودان، وبررت الحكومة السودانية رفضها رئاسة كينيا لاتهامها بعدم الحياد بشأن النزاع في السودان.
وشهدت كينيا، يوم الجمعة 25 أغسطس 2023، انقطاعًا للتيار الكهربائي على مستوى البلاد، و لم تفلح جهود استعادته بعد عشر ساعات من حدوثه.
وأعلنت شركة كينيا للكهرباء والإنارة عن «اضطرابات في النظام أدت إلى انقطاع معظم إمدادات الطاقة لمختلف أنحاء البلاد» اعتبارا من ليل الجمعة.
وإضافة إلى العاصمة التي تعد خمسة ملايين نسمة، شمل انقطاع الكهرباء في الدولة الواقعة بشرق إفريقيا مدن مومباسا وكيسومو وناكورو وإلدوريت.
وحدث الانقطاع الكهربائي بعد يوم واحد فقط من إعلان مجموعة «أنونيموس سودان” أنها ستؤثر أيضًا على شبكة التعليم في كينيا.
وفي بيان نُشر على صفحتها في «تيليجرام، قالت المجموعة الغامضة إنها ستواصل مهاجمة البنية التحتية الحيوية في كينيا «نحن نهاجم حاليًا البنية التحتية الحيوية في كينيا. ستلاحظون حدوث خلل في شبكة التعليم الكينية».
وعلى الرغم من تهديدات المجموعة ظلت جميع المواقع الإلكترونية الخاصة بقطاع التعليم في كينا تعمل حتى موعد صدور هذا العدد من الصحيفة.
وتصدرت مجموعة الهكرز «أنونيموس سودان» عناوين الأخبار في نهاية شهر يوليو عندما اخترقت معظم المواقع الإلكترونية الحكومية الكينية.
وتستهدف المجموعة المواقع الحكومية في بلدان أخرى، بما في ذلك إسرائيل والإمارات العربية المتحدة وفرنسا وأستراليا. وكانت هذه هي المرة الأولى التي تهاجم فيها كينيا.
وأثر ذلك الهجوم على معظم المواقع الحكومية، بما في ذلك موقع المواطن الإلكتروني، والخدمات المصرفية عبر الهاتف المحمول والموقع الإلكتروني للهيئة الوطنية للنقل والسلامة.
واعترف وزير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، إليود أوالو، بأن الخدمات الحكومية عبر الإنترنت قد تم اختراقها بالفعل. غير أنه لم يتم فقدان أي بيانات أثناء الهجوم، حسب قوله، وأن الحكومة تعمل على مدار الساعة لحل المشكلة وتأمين المنصة.
بحلول ظهر السبت الماضي قالت الشركة أن الكهرباء عادت إلى معظم المناطق، لكن الكثير من مناطق العاصمة ومومباسا، ثاني أكبر المدن الكينية، كانت لا تزال من دون كهرباء.
في مطار جومو كينياتا بنيروبي، أحد أكثر المطارات الإفريقية ازدحاما، قالت سلطة مطارات كينيا إن مولدا يخدم المباني الرئيسية لم يعمل بعد انقطاع الكهرباء.
الوسوم«أنونيموس سودان» بنيروبي مطار جومو كينياتا هجمات سيبرانية هكرزالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: بنيروبي هجمات سيبرانية هكرز
إقرأ أيضاً:
بريكس تتحدى أنظمة الدفع الغربية- هل تنجح ؟
د. عمر محجوب محمد الحسين
لا شك أن اتجاه إيجاد أنظمة دفع وتسويات مالية بديلة للأنظمة المعمول بها عالميا، اتجاه صحيح ومطلوب -على الأقل- لمنع استمرار اتخاذ الأنظمة السائدة حاليا وسيلة للضغط السياسي والاقتصادي ضد دول معينة مستقلة سياسيا، ولا تريد نظاما عالميا أحادي القطب تهيمن عليه دولة واحدة، لذلك برزت منظمة شنغهاي للتعاون ومجموعة بريكس كمتحد للهيمنة الأمريكية والغربية عموما، على اعتبار أن منظمات واتحادات التكامل الإقليمية يمكن أن تعزز التعددية القطبية وتكسر حاجز الهيمنة. تضمنت أول قمة بين رؤساء الدول الأربعة (البرازيل، روسيا، الهند والصين) المؤسسة لبريكس في مدينة يكاترينبورغ بروسيا في يونيو 2009م الإعلان عن تأسيس نظام عالمي ثنائي القطبية.
قادت روسيا جهود إنشاء نظام دفع (BRICS payment system) اعتبارا من قمة بريكس 2015م في روسيا، وأجريت مشاورات حول النظام بين دول البريكس الذي سوف يكون بديلاً لنظام سويفت، كما بدأ البنك المركزي الروسي (CBR) مشاورات مع دول بريكس تتعلق بنظام الدفع المقترح في ذلك الوقت. صحيح كان هدف تحسين النظام المالي العالمي على جدول أعمال المجموعة منذ اجتماعها الأول، لكن أصبح من أكثر المواضيع مناقشة في ظل رئاسة روسيا للمجموعة، باعتبارها أكبر المتضررين من الهيمنة الامريكية. مثلت روسيا القوة الدافعة لفكرة نظام الدفع والتسويات الموحد للمجموعة، بالإضافة إلى خبرة روسيا في مجال استحداث شبكات دفع منفصلة عن سويفت، ففي عام 2014م وعلى خلفية العقوبات الغربية بسبب انضمام شبه جزيرة القرم إلى روسيا، لجأت موسكو إلى استحداث نظام تحويل الرسائل المالية الخاص بها (SBFC)، ليكون بديلا عن نظام سويفت (SWIFT) الدولي لتحويل الأموال. نفذت عبر النظام أول معاملة ناجحة في عام 2017م، وانضم لشبكة النظام أكثر من 400 مؤسسة مالية، وتسعى روسيا لضم حلفائها لهذا النظام، ووفقاً للبنك المركزي الروسي، يتم حالياً 20 % من التحويلات المحلية من خلال (SPFS). منذ عام 2019م، تم توقيع عدد من الاتفاقيات لربط نظام (SPFS) بأنظمة الدفع في بلدان أخرى مثل الصين والهند وإيران، في نهاية عام 2020م كان هناك 23 بنكًا أجنبيًا مرتبطًا بنظام (SPFS)، من جانب آخر تم ربط نظام SPFS بنظام التحويلات الصيني (CIPS) في عام 2019، علما بأن الصين أطلقت نظامها للتحويلات المالية في عام 2015م، ويعيب هذا النظام أنه يعمل داخل روسيا فقط بمعنى أنها مبادرة كانت على الصعيد المحلي.
لقد أصدرت منظمة البريكس الموجهة نحو الجنوب العالمي خططاً لتحويل النظام النقدي والمالي الدولي وتحدي هيمنة الدولار الأمريكي. بصفتها رئيسة مجموعة البريكس لعام 2024م، اقترحت روسيا إنشاء مبادرة الدفع عبر الحدود لمجموعة البريكس (BCBPI)، حيث يستخدم أعضاء المنظمة عملاتهم الوطنية للتجارة. أعدت مجموعة العمل الخاصة بالتسويات المالية التابعة لبريكس مذكرة تحليلية حول مبادرة المدفوعات عبر الحدود للمجموعة (BCBPI)، وهي مبادرة طوعية وغير ملزمة، وأشار الإعلان عن المذكرة إلى المبادرة الروسية لإنشاء بنية تحتية مستقلة للتسويات والايداع عبر الحدود، وإلى مؤسسة (BRICS Clear) ومؤسسة (BRICS Re) للتأمين؛ كل هذه الأنظمة تم تصميمها لتقليل المخاطر والعقبات عند سداد المدفوعات بالعملات الوطنية. قال خبراء صينيون إن هذه المبادرة ستوفر لدول البريكس خيارات دفع موسعة لتسوية السلع والخدمات، مما يعزز علاقاتها الاقتصادية بشكل أكبر، بالإضافة إلى ذلك، قد يساعد هذا النهج في تقليل الاعتماد المفرط على الدولار الأمريكي، وموازنة هيمنة الدولار، وتعزيز التنوع المالي، وتعزيز الاستقلال الاقتصادي بين أعضاء البريكس وخارجها. لم يتم تفعيل هذه الأدوات لأنها تحتاج إلى المزيد من النقاش خلال الفترات القادمة، تتوج بإنشاء المجموعة لبنية أساسية بديلة للمراسلة للالتفاف على نظام سويفت للاتصالات بين البنوك.
سيتضمن نظام العملات المتعددة "الوطنية" آليات جديدة ليس فقط الاستغناء الدولار في العمليات التجارية، ولكن أيضًا لتشجيع الاستثمار بين أعضاء مجموعة البريكس وغيرها من الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية، بما في ذلك منصة (BRICS Clear)، ونظام جديد للمحاسبة والتسوية للأوراق المالية، والذي سيكون بديلاً للبنى الأساسية الغربية مثل DTCC) , Euroclear ,Clearstream)؛ بالإضافة إلى الأدوات المالية المقومة بالعملات الوطنية.
يذكر أنه في الآونة الأخيرة، كان التركيز الرئيس على ما يعرف بجسر البريكس القائم على تقنية دفاتر الحسابات الموزعة كوسيلة لتمكين اجراء المعاملات بالعملة المحلية، وربما مع البنوك المركزية الرقمية. استخدام كلمة جسر يشير إلى (mBridge) نظام الدفع عبر الحدود الذي طوره بعض أعضاء البريكس، والذي وصل إلى مرحلة المنتج النهائي القابل للتطبيق. الجدير بالذكر أن المجموعة في صدد إتاحة كود (mBridge) مفتوح المصدر، مما قد يسهل على أعضاء البريكس تبنيه واعتماده، وعلى النقيض من (BRICS Pay)، فإن (mBridge) عبارة عن بنية أساسية للدفع ترتبط بأنظمة مصرفية قائمة.
بيان مجموعة بريكس الصادر عن قمة قازان الأخيرة الذي احتوى على 136 صفحة جاء فيه جزء يسير عن نظم المدفوعات، وجاء في البيان تأكيد التزم تعزيز التعاون المالي بين دول مجموعة البريكس. وادراك أن نظام الدفع عبر الحدود السريع والمنخفض التكلفة والفعال والشفاف والآمن والشامل القائم على مبدأ تقليل الحواجز التجارية والوصول غير التمييزي له فوائد واسعة النطاق، كما تم تفويض وزراء مالية مجموعة البريكس ومحافظي البنوك المركزية بمواصلة دراستهم للتعاون بالعملة المحلية وأدوات الدفع والمنصات حسب الاقتضاء وتقديم تقرير خلال رئاسة مجموعة البريكس القادمة، وتمت الإشارة إلى ادراك بلدان المجموعة أهمية استكشاف جدوى ربط البنية الأساسية للأسواق المالية في بلدان مجموعة البريكس، ونتفق على مناقشة ودراسة جدوى إنشاء "بنية أساسية لإيداع وتسوية الأوراق المالية في بلدان المجموعة"، على أساس طوعي لتكملة البنية الأساسية القائمة للأسواق المالية.
إن تناغم المجموعة هو تناغم اقتصادي في المقام الأول، كما أن ما يشغل روسيا حول سلاح العقوبات ليس بالضرورة أنه يشغل كل دول المجموعة بنفس الدرجة، ويبقى سؤال مهم جدا هل ما عجزت عنه روسيا صاحبة القوة الدافعة نحو التحول المالي بعيدا عن سويفت وهي ترأس دول المجموعة خلال الفترة الماضية، يمكن تحقيقه تحت رئاسة دوله أخرى ربما أقل حماسا لتنفيذ طموحات روسيا، وإن اتفقت الدول الأربعة المؤسسة على تأسيس نظام عالمي ثنائي القطبية، لكن انضمام دول أخرى قد يكون لها رأي مخالف أو أقل حماسا لفكرة ثنائية القطبية. إن تطبيق نظام بديلا لسويفت لن يكون قريبا مع انضمام دول جديدة للمجموعة، ومع تعاظم قدرات روسيا في تخطى العقوبات المفروضة ضدها.
omarmahjoub@gmail.com