"مفعول السُم".. كيف تؤثر العقوبات على الاقتصاد الروسي؟
تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT
كشف تذبذب قيمة الروبل الروسي عن صدع في الاقتصاد الروسي المحصن، وهي نقطة ضعف سرعان ما تغلب عليها الفريق الاقتصادي في الكرملين، في خطوة سمحت للعملة باستعادة مكانتها، على الأقل في الوقت الحالي.
ومع ذلك، فإن التصحيح، لا يمكن أن يخفي المعضلة الكامنة في قلب الاقتصاد الروسي، في كيفية تمويل المؤسسة العسكرية مع استمرار الحرب في أوكرانيا، مع عدم تقويض العملة الوطنية، وزيادة أعباء الاقتصاد بتضخم محرج سياسياً.وبحسب وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، تسير الحياة في موسكو بشكل طبيعي، على الرغم من العقوبات الشاملة المرتبطة بالحرب في أوكرانيا، ورحيل مئات الشركات الغربية ذات العلامات التجارية الشهيرة.
الاقتصاد الروسي لا يزال ينمو.. رغم أقسى العقوبات
https://t.co/XTk0KEGl5b
لكن الروس قلقين من تأثيرات بعيدة المدى على اقتصادهم، وهو ما حدث بعد انهيار الاتحاد السوفييتي حيث عانى الاقتصاد لفترة طويلة بأثر رجعي من مؤشرات سلبية.
وتضيف الوكالة الأمريكية "بعض الضربات التي يتعرض لها الاقتصاد واضحة، وخاصة صناعة السيارات، بعد أن تخلى المصنعون الغربيون عن أعمالهم الروسية، لكن واردات السيارات الصينية تزداد". ضغط على الروبل وتابعت "عندما يتعلق الأمر بالضغط على الروبل، فإن روسيا، وهي واحدة من أكبر موردي النفط في العالم، تكسب أقل من بيع نفطها بسبب العقوبات الغربية، وهذا يؤدي إلى تضييق الفائض التجاري للبلاد مع بقية العالم، لأن الشعب الروسي والشركات الروسية يشترون أيضاً المزيد من المنتجات من الخارج".
وقالت إن "كسب المزيد من الصادرات مقارنة بما يتم إنفاقه على الواردات يدعم الروبل عادة، وفي حين أدى تقلص الفائض التجاري إلى انخفاض العملة بشكل مطرد، فقد استفادت موسكو لأن سعر الصرف الأضعف يساعد الحكومة في الواقع على دفع فواتيرها، وذلك لأن الدولارات المكتسبة من النفط يمكن استبدالها بكمية أكبر من الروبلات لإنفاقها على الوكالات الحكومية وأجور العمال ومعاشات التقاعد".
هل يستطيع المصرف المركزي الروسي لجم تدهور الروبل؟ https://t.co/3W2IVi6ZI4 pic.twitter.com/00OgaS6p3q
— 24.ae (@20fourMedia) August 17, 2023 وأضافت "لكن العملة الروسية انخفضت إلى حد كبير لم يرضِ الكرملين (أقل من 100 روبل مقابل الدولار) في 14 أغسطس (آب)، وهو مستوى مهم من الناحية النفسية. ودفع ذلك البنك المركزي إلى إجراء زيادة طارئة كبيرة في أسعار الفائدة، بنسبة 3.5 نقطة مئوية، بهدف تهدئة الطلب المحلي على الواردات.وارتفعت العملة إلى 92 مقابل الدولار، في الأيام التي أعقبت رفع سعر الفائدة، لكنها تراجعت بشكل مطرد منذ ذلك الحين.
وأشارت إلى أنه رغم أن سعر الصرف أضعف من مستويات العام الماضي التي بلغت حوالي 60 روبلاً للدولار، إلا أن انخفاض سعر الصرف لا يمثل أزمة حتى الآن، إذا كان من الممكن تجنب السقوط الحر.
وأضافت "عمل الكرملين على حماية الاقتصاد من العقوبات، بعد ضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية في عام 2014، كما حوّل إنتاج الغذاء إلى الشركات المحلية من خلال حظر واردات الاتحاد الأوروبي، ودفع الشركات المصنعة إلى الحصول على المواد الخام محلياً".
وتابعت "بفضل عائدات النفط، أصبح لدى الحكومة ديون لا تذكر واحتياطيات قوية، على الرغم من أن حوالي نصف هذا المخزون تم تجميده بسبب العقوبات".
هل دمّرت الحرب الأوكرانية الاقتصاد الروسي أم عززته؟https://t.co/oOPzD79On6 pic.twitter.com/HK9ztpSQQc
— 24.ae (@20fourMedia) April 11, 2023 احتراق بطيء وقال كبير الاقتصاديين في معهد التمويل الدولي روبن بروكس، إنه "على المدى الطويل، يواجه الاقتصاد الروسي احتراقاً بطيئاً تحت ضغط العقوبات وإنفاق بوتين على الحرب".وقال بروكس: "المعضلة تكمن، من ناحية في أنه يتعين عليه إنفاق الكثير من المال، فخوض حرب أمر مكلف للغاية، فكيف يمكنك التوفيق بين الحاجة إلى النقد ورفع أسعار الفائدة لمنع الصورة من الخروج عن نطاق السيطرة؟ من وجهة نظري لا يوجد حل جيد".
ويواجه النفط الروسي حظراً غربياً وسقفاً للسعر فرضته مجموعة الدول السبع على مبيعاته إلى دول أخرى.
وقال بروكس إن "مجموعة السبع يمكن أن تجعل هذه المقايضة أكثر صعوبة بالنسبة لبوتين، من خلال خفض سقف الأسعار من 60 دولاراً إلى 50 دولاراً، مما يقلل من عائدات روسيا من النفط".
وأضاف ذلك "سيضع ذلك المزيد من الضغوط على الروبل، والمزيد من الضغوط على البنك المركزي الروسي لرفع أسعار الفائدة، وسيجعل هذه المقايضة أكثر صعوبة".
وقال الرئيس التنفيذي ومحلل الاقتصاد الروسي في شركة ماكرو الاستشارية بارتنرز الاستشارية كريس ويفر،: "على المدى القصير، فإن انخفاض الروبل ليس علامة على أن روسيا على وشك الدخول في أزمة مالية كبرى".
وأضاف "مع عدم وجود استثمارات أجنبية في العملة، يمكن للكرملين التأثير على سعر الصرف ببساطة، عن طريق إبلاغ المصدرين الذين تسيطر عليهم الدولة متى يبيعون العملات الأجنبية مقابل الروبل".
#الروبل_الرقمي.. أداة روسية جديدة للالتفاف على العقوبات
https://t.co/AW6XY5XEqE
وأضافت "الحرب أولوية واضحة للحكومة الروسية على حساب رفاهية الأسر، وخيارات بوتين على المدى الطويل ستؤدي إلى تآكل النمو الاقتصادي، وتضع المزيد من الضغط على الروبل، على المدى الطويل. وبدون الاستثمار الأجنبي اللازم لتصنيع السلع المعقدة، فإن روسيا ستنتج أقل مما تحتاجه بمفردها، وستستورد المزيد".
وتابع "وهذا يعني أنه في المستقبل، لن يتمكن المواطنون الروس من تحمل نفس المستوى، ونفس أسلوب الحياة الذي كانوا عليه في السنوات الماضية".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني الحرب الأوكرانية روسيا الاقتصاد الروسی أسعار الفائدة على الروبل المزید من سعر الصرف على المدى
إقرأ أيضاً:
أوكرانيا: ارتفاع عدد قتلى الجيش الروسي إلى 837 ألف جندي منذ بدء الحرب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعلن الجيش الأوكراني، اليوم الجمعة، ارتفاع عدد قتلى الجنود الروس إلى 837 ألفا و610 جنود، وذلك منذ بدء العملية العسكرية الروسية.
وذكرت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، أن الجيش الروسي خسر خلال الساعات الـ24 الماضية، 1670 جنديا ما بين قتيلا وجريح.. حسبما ذكرت وكالة أنباء /يوكرين فورم/ الأوكرانية.
وبحسب الهيئة، فقدت روسيا أيضا منذ بدء العملية العسكرية "9 آلاف و893 دبابة و20 ألفا و631 مركبة مدرعة و22 ألفا و445 من النظم المدفعية و1265 من أنظمة راجمات الصواريخ متعددة الإطلاق و1050 من أنظمة الدفاع الجوي و354 من صواريخ كروز و369 طائرة مقاتلة و331 مروحية و28 سفينة حربية، فضلًا عن 3 آلاف و726 من المعدات الخاصة وغواصة واحدة و35 ألفا و552 من المركبات وخزانات الوقود و23 ألفا و573 طائرة بدون طيار".