مهاجر سوري يتحدثُ لوكالتنا عن رحلة هجرته المحفوفة بالمخاطر.. ويحذر الشباب منها
تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT
أخبار ليبيا 24 – خـاص
تستمر معاناة السوريين من كل حدب وصوب، فالحرب منذ بدءها مازالت مستعرة متلهفة للمزيد من أرواح المواطنين الأبرياء العزل، آخذة في حرمانهم ابسط حقوقهم، مجبرة إياهم التعايش وسط انعدام الأمن وصعوبة المعيشة،يضاف اليوم أيضا طريق وعر آخر لسلكه نحو حياة واعدة بعيدة عن بلادهم، حتى أصبحت الهجرة غير الشرعية اشبه براية بيضاء واهية تلوح في الأفق، وتطرأ كحل راديكالي في رؤس شبابها.
قصتنا اليوم يرويها صديقنا محمد- سوري الجنسية من مدينة حلب، والذي بالكاد يبلغ سن الثامنة عشرة- كضحية وجاني على نفسه.
عاش محمد كلاجيء سوري في الأراضي اللبنانية، محاولاً إيجاد عملا لإعالة نفسه وعائلته، إلا أن كل محاولاته لم يكن لها لتفلح، لم يكن ليمانع ويعارض محمد حظه التعيس إلا أن شرعت السلطات اللبنانية في ترحيل اللاجئين السوريين لبلادهم بغض النظر عن ماهية ظروفهم آنذاك، يذكر محمد أيضا أنه مطلوب للجيش السوري التابع لحكم نظام الأسد، ذلك بعد تعاونه معهم لبضعة سنين، فما كان له إلا أن يلوذ بالفرار حيث وصل ليبيا ناوياً الهجرة غير القانونية ونحو أوروبا، وذلك بتوصية من أقاربه الذين تمكنوا بدورهم من الوصول لإيطاليا، إلا أن ماهو مقدرٌ لصديقنا محمد أمر مختلف، حيث يذكر أنه وصل ليمكث يوما واحدا في احد المخازن التابعة للمتورطين في شبكات تهريب المهاجرين، إلا أنه قضى العشرون يوما كاملة، حتى تمكنت السطات الأمنية التابعة لأمن الداخلية الليبية من محاصرتهم والقبض عليهم، وربما إنقاذهم نظراً لما قد عايشوه من سوء معاملة تكاد تكون لا إنسانية وانعدام لسبل النظافة والتغذية.
محمد الآن محتجز في مراكز الاعتقال الليبية حتى يتم النظر في شأنه وإما ترحيله قريباً.
يرى صديقنا محمد نفسه كمعيل ثانٍ لأسرته، وأنه كان ليتمكن من تحسين جودة معيشتهم في حال تمكنه من عبور المتوسط بسلام ووصولاً لشواطئ إيطاليا كما رغب، أما عن خطته بعد اليوم فستكون مجهولة حتى وقت ما.
رغم الظروف الصعبة التي عايشها محمد إلا أن إدراكه لمكامن الخطورة لم يكن رادعاً حقيقيا ليحول بينه واتخاذه لهكذا قرار كاد أن ينهي حياته قبل أن تبدأ.
في عمر الثامنة عشرة يفكر اللاجيء محمد سيء الحظ بالهجرة وإن كانت بمجابهة أمواج المتوسط العاتية، غير مبال بضراوة البحر وغدره، متمسكاً فقط وبيد مرتعشة يائسة ومرتبكة، بأرض واعدة تنبت فيها الفرص التي يستحق، وتحترم فيها انسانيته التي اعتاد على أن تهمش وتمحى، كان محمد اثناء سرده لتفاصيل رحلته الفاشلة، يبدو كمتحدث غير مدرك لما كاد أن يقترف، أو ربما فقط لأنه يؤمن وفي داخله أن ما من شيء ثمين ليخسره، وأنه إما أن يصل أوروبا ويبدأ حياته أو ليبقى وليستمر في تخبطاته اللامنتهية وتقبله لحقيقة واقعة الذي لا يقبل بإنكار ما فرض، متخليا تماما عن كل حقوقه الانسانية كسوري، ولاجيء، وحتى كإنسان.
المصدر: أخبار ليبيا 24
إقرأ أيضاً:
رحلة الملحن محمد رحيم في عالم الموسيقى.. بدأت مع عمرو دياب وعمره 16 عاما
ربما تسللت إلى أذنيك أغنية بالصدفة يومًا ما واستمتعت بألحانها، وأصبحت عالقة في ذاكرتك، تُدندنها بين الحين والآخر ولا تعرف من البطل المجهول ورائها، وحين تكتشفه تجد أنّه ملحن مميز تعاون مع كبار نجوم الفن والغناء، وأصبح له بصمة لا تُنسى في العديد من الأغنيات الشهيرة، وهو الملحن محمد رحيم الذي رحل عن عالمنا خلال الساعات القليلة الماضية إثر تعرضه لأزمة قلبية مفاجئة داخل منزله.
من هو الملحن محمد رحيم؟الملحن محمد رحيم الذي وافته المنية عن عمر 45 عامًا، كشف في لقاء سابق مع الإعلامية منى الشاذلي، عن بداياته الفنية في عمر الـ16 عامًا عندما كان يدرس في المرحلة التمهيدية لكلية التربية الموسيقية، والتي كانت مع الفنان عمرو دياب من خلال أغنية «وغلاوتك»، وعلى الرغم من صِغر سنه إلا أنّه كان يشعر أنّه قد تأخر كثيرًا ليضع قدمه على بوابة الشهرة والنجومية: «كنت حاسس إني اتأخرت جدًا على البداية، لأنّ بعمل الألحان دي وبعزف على الآلات من سن 6 سنين، ففي سن 17 سنة كان عندي كم كبير جدًا وحاجات شرقي وغربي وعلى الجيتار والعود والبيانو، فكنت شايف إني اتأخرت، وخلاص بقى كفاية عايزين نحترف».
مقابلة بالصدفة للملحن محمد رحيم مع الفنان حميد الشاعري في ندوة بكلية التربية الموسيقية، كانت سببًا في أن يذهب معه للأستوديو حيث أسمعه ألحانه بحضور الفنان عمرو دياب ليطلق أولى أغنياته وهي أغنية «غلاوتك»، يحكي محمد رحيم: «الكابو إداني معاد في نفس اليوم عنده في الأستوديو الساعة 12 بليل، وبالصدفة كان السيشن ده بتاع عمرو دياب وكانو شغالين في ألبوم عودوني، وقالي هتسمعني إيه بقى؟، ووقتها بدأت أسمعهم لحن أغنية وغلاوتك، وفجأة لقيت عمرو دياب داخل، ولقيت حميد بيطلب مني ألحن الأغنية تاني، فأول ما عمرو سمعها قاله الأغنية دي بتاعتي».
إصدار أول ألبوم في 2008كانت نشأة الملحن محمد رحيم في أسرة موسيقية سببًا في احترافه الألحان والغناء في عمر صغير، فهو ابن الشاعرة الراحلة إكرام العاصي، أما والده فكان مُستمعًا جيدًا للموسيقى وهو ما جعله يتطرق إلى عالم الغناء والموسيقى في سن السادسة، وعلى الرغم من معاناته في صعوبة حفظ الأناشيد التي كان يدرسها داخل المدرسة، إلا أنّه أجاد تقديم ألحان غنائية للنصوص الشعرية والمحفوظات ما ساعده في إتقان المحفوظات والأناشيد الشعرية والنثرية في المدرسة.
وتعاون الملحن محمد رحيم مع العديد من الفنانين أبرزهم نانسي عجرم، محمد منير، إليسا، وفي عام 2008 اتجه إلى الغناء حيث أصدر أول ألبوماته بعنوان «كام سنة»، ومن أبرز أغنياته «عارفة»، و«إرجع يلا»، وشارك بالغناء والتلحين في عدد من الأعمال الدرامية منها «حكاية حياة» و«سيرة حب».