مدينة الدواء في «الخانكة».. لصناعة أدوية «الضغط والسكر» وتضم 20 خط إنتاج
تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT
على مساحة 180 ألف متر فى مدينة الخانكة بالقليوبية، تقع «مدينة الدواء Gypto pharma»، راعت فى كل تفاصيلها المعايير العالمية بداية من التصنيع وصولاً إلى المنتج النهائى، لذلك قُسمت إلى مصنعين ضخمين يضمان 20 خط إنتاج لتصنيع كل الأشكال الصيدلية من أقراص وكبسولات وفوارات، عبر تكنولوجيا تُصنف على اعتبارها الأعلى فى العالم لتصبح إحدى أذرع الدولة لتوفير دواء آمن، وفعال، وفى متناول يد شرائح المجتمع المختلفة.
فى أحد جوانب المشروع يوجد مشروع على 15 خط إنتاج فى منطقة تبلغ طاقتها الإنتاجية 150 مليون عبوة سنوياً، ومنطقة أخرى تضم 5 خطوط إنتاج تعمل على تصنيع الأمبولات، والفيال، والمحاليل، وأدوية العيون، وأدوية البنج، مما يجعل كلتا المنطقتين تغطيان كل الأشكال الصيدلية المطلوبة فى الدولة، لذلك راعت الدولة المصرية فى تنفيذ المشروع أن يتم بماكينات تعتبر الأحدث فى العالم؛ وتعمل بشكل إلكترونى بالكامل، ويقتصر دور الكوادر البشرية على وضع بيانات ومعلومات التشغيل على الماكينات الحديثة فقط.
«صلاح»: تطبيق سياسات التصنيع الجيد يضمن الإنتاج بكفاءة عاليةمشروع «مدينة الدواء» مزود بماكينات مجهزة بكاميرات تفرز أى نوع من الأقراص غير المطابقة للمواصفات من ناحية الوزن أو اللون أو أى شىء بشكل «أوتوماتيكى»، كما تعمل الماكينات الموجودة فى المشروع على تنظيف نفسها بشكل ذاتى إلكترونى، بدلاً من الفك والتنظيف باليد.
تقوم فلسفة المدينة على العديد من المحاور، التى وضح مزاياها أساتذة الصيدلة فى الجامعات المصرية، تتكاتف مع بعضها البعض لتنتج دواءً آمناً، وفعَّالاً، وبجودة عالية، إلى أن تصبح مركزاً إقليمياً للتصنيع، خاصة أنها تعتبر أكبر مدينة لتصنيع الأدوية فى الشرق الأوسط.
الدواء المصرى يتم تصديره منذ سنوات إلى دول الشرق الأوسط وأفريقيا، فيرى الدكتور محمد صلاح، مدرس بقسم الصيدلانيات بجامعة حلوان، أن مدينة الدواء خطوة من التطوير المستمر للدولة فى الصناعة خاصة أن مصر تمتلك شركات عديدة منذ زمن طويل تقوم على تصنيع الدواء وتوفيره للسوق المحلية والإقليمية، موضحاً أن الهدف هو التطوير المستمر لصناعة الدواء ومواكبة التطورات العالمية فى هذا المجال.
«سياسات التصنيع الجيد للدواء».. شعار رفعته المدينة، مفاده حسب حديث «صلاح» لـ«الوطن»، أن التصنيع الجيد أساس صناعة الدواء فى مصر والمقصود بهذا الشعار هو الاهتمام بجودة المنتج المُصنّع بداية من التصميم الهندسى للمصنع المتخصص مروراً بمراحل إنتاج الدواء وفق المواصفات العالمية ثم عمليات المراقبة والاختبارات حتى طرحه فى الأسواق. يؤكد «صلاح» أن تطبيق سياسات التصنيع الجيد للدواء فى المدينة يضمن إنتاج أدوية بكفاءة عالية خاصة أن المدينة مزودة بكافة التقنيات الحديثة فى التخصص وتطبيق أحدث ما توصلت إليه الشركات العالمية.
تستهدف المدينة تصنيع أدوية فعالة لخدمة أصحاب الأمراض المزمنة كالسكر والقلب، فيرى «صلاح» أن الدواء المصرى «سمعته سبقاه»، والمدينة تعمل على تطبيق التكنولوجيا الحديثة فى تصنيع الأدوية للوصول إلى دواء أكثر فاعلية ومأمونية. أيضاً تساعد المدينة فى جعل المرض «صديقاً» للإنسان، وذلك بجعل حالته تحت مستوى معين من الأعراض التى يمكن السيطرة عليها ويتحقق ذلك بإنتاجها أنواعاً شتى من الأدوية لمختلف الأمراض، وفق مدرس الصيدلانيات.
«حسام»: فرصة لخريجي الصيدلةتحقق المدينة كل ما يتعلق بمفهوم اقتصاديات صناعة الدواء، بحسب وصف الدكتورة هبة حسام، مدرس الأدوية والسموم بكلية الصيدلة بجامعة أكتوبر للعلوم الحديثة والآداب، موضحة أنه من العلوم التى انتبهت لها مصر بقوة فى الفترة الأخيرة وله مردود إيجابى على المريض وسيغير قرارات المنظومة الطبية للأفضل، ويساعد فى هذا التغيير مدينة الدواء بكل الاختيارات التى تمنحها للسوق المصرية من الأدوية الفعالة. ترى «هبة» أن مدينة الدواء توفر فرصة لخريجى كليات الصيدلة فى تطبيق كل ما درسوه عملياً، لأنها تشمل مجموعة من المصانع الضخمة والمهمة.
«الدواء الغالى هو الأفضل».. ثقافة ترسخت فى أذهان المصريين لسنوات طويلة، وبحسب «هبة» هى ثقافة مغلوطة، وحالياً يتم تصحيحها بفضل مدينة الدواء لأنها ترسخ لثقافة الاستخدام الصحيح للأدوية لأنها تنتج مختلف الأدوية الفعالة ذات التأثير الإيجابى والآمن بالسعر المناسب للمريض المصرى. لإنتاج الأدوية قواعد حددتها الدكتورة هبة حسام، أبرزها أن يكون حسب احتياج المريض من ناحية، وقدرته الشرائية من ناحية أخرى، بشرط ألا تقلل القدرة الشرائية من فاعلية الدواء، وهو ما تراعيه المدينة لذلك تعمل على توفير الأدوية الآمنة بما يناسب المجتمع، وهو هدف أساسى من اقتصاديات الدواء وسيسهم فى تغيير مفهوم القطاع الطبى بشكل كامل من أطباء وصيادلة فى اختيار الدواء المناسب والتركيز على فاعليته وليس سعره. لم يقتصر الإنتاج الفعلى للمدينة على دواء معين، فترى مدرس الأدوية والسموم أن رؤية المدينة مستقبلاً هى إنتاج الأمصال، بجانب توفيرها لأدوية معروفة بفاعليتها بديل المنتج الأجنبى، خاصة الأدوية الخاصة بالمخ والأعصاب ومعظمها من شركات أجنبية وأدوية السكر عالية السعر.
حددت الدكتورة هبة حسام، مراحل تصنيع الدواء بالتفصيل، التى تبدأ بالمواد الخام والتى يتم تحليلها عن طريق وحدة ضمان الجودة داخل المصنع والتأكد من فاعليتها، بعد التأكد من تطابقها للمعايير المطلوبة تدخل فى خطوات التصنيع والتشغيل حتى تصل لصورة الدواء النهائية، ثم يتم عمل تحليل للدواء فى صورته النهائية داخل المصنع قبل الوصول للمريض ويتم ذلك تحت رقابة إدارة الصيدلة والتفتيش الصيدلى على المصانع.
تلخص الدكتورة هبة فاروق، عميدة كلية الصيدلة بجامعة بنى سويف، الأهمية القصوى لمدينة الدواء فى منع الاحتكار وتعزيز وجود المكون المصرى فى مختلف الشركات الوطنية وأن يكون لدينا منتجات جاهزة فى أوقات الأزمات.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: المدينة الطبية مدينة الدواء معهد ناصر المدن الطبية الدکتورة هبة
إقرأ أيضاً:
إستثمار.. عودة الشركات الكورية لصناعة السيارات بالجزائر
أعرب سفير جمهورية كوريا في الجزائر، يو كي جون، عن تفاؤل بلاده بتعزيز علاقاتها الإقتصادية والتجارية مع الجزائر من خلال استكشاف فرص إستثمارية جديدة بين البلدين.
وفي مداخلة له خلال ندوة حول تطور الإقتصاد الكوري وآفاق الشراكة الإقتصادية المعززة مع الجزائر. المنظمة من طرف المدرسة العليا الجزائرية للأعمال. أشار السفير إلى أن المستقبل بين الجزائر وجمهورية كوريا “يبشر بآفاق واعدة للغاية”. مذكّرا بأن الجزائر هي البلد الوحيد في إفريقيا الذي أقامت معه كوريا الجنوبية “شراكة إستراتيجية”.
وأكد السفير على جودة المبادلات الإقتصادية بين البلدين، مسلطا الضوء على أهم القطاعات ضمن هذا التعاون. من بينها الطاقة والتكنولوجيا والمنشآت القاعدية. كما دعا إلى “استكشاف الفوائد المتبادلة” لاقتصادي البلدين من أجل تعزيز التعاون فيما بينهما.
وحسب السفير، فقد بلغ حجم المبادلات التجارية مع الجزائر 3,4 مليار دولار سنة 2023. مع فائض في الميزان التجاري لصالح الجزائر.
وبخصوص إمكانية عودة الشركات الكورية الجنوبية العاملة في صناعة السيارات إلى الجزائر، قال الديبلوماسي الكوري أن هذه الشركات ستعود بلا شك إلى الجزائر.