تثقيف الناخبين بداية من المدرسة
تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT
سئُلت عن الانتخابات فقلت...
الانتخابات ركيزة أساسية لنظام الحكم الديمقراطى، باعتبارها من أهم وسائل المشاركة فى الحياة السياسية وفى تكوين حكومة ديمقراطية تستند إلى الإرادة الشعبية، وتعتبر الانتخابات التنظيم القانونى لمبدأ مشروعية ممارسة السلطة باسم الشعب الذى يعتبر أعلى سلطة فى الدولة.
ويفرض الانتماء الوطنى على كل مواطن مصرى أن يقف أمام صندوق الانتخابات ليدلى بصوته، وأن يحافظ على استقرار بلده، لتمضى فى إقامة مشروعاتها العملاقة، والحفاظ على أمنها واستقرارها من المتربصين بها من أهل الشر.
سئل الشيخ محمد بن عثيمين عن حكم الانتخابات، فأجاب: «الانتخابات واجبة، يجب أن تعين من ترى أن فيه خيراً، لأنه إذا تقاعس أهل الخير، فمن يحل محلهم؟ سيحل محلهم أهل الشر، أو الناس السلبيون الذين ما عندهم خير ولا شر أتباع كل ناعق، فلابد أن أن تختار من تراه صالحاً».
فالعملية الانتخابية مظهر من مظاهر الديمقراطية وتتطلب مشاركة سياسية تعبر عن إيجابية الشعب، وتحقق مصالح الوطن، وتنبع هذه المشاركة من الوعى السياسى لدى المواطن، كما أن المشاركة السياسية ركن مهم من أركان المواطنة، فإذا كان للمواطن حق المساواة فإن عليه حق المشاركة، وإذا كان يتمتع بالخدمات التى تقدمها الدولة، فعليه الإسهام والمشاركة فى بناء الوطن وقيامه على أسس سليمة.
أهمية المشاركة الانتخابية تكمن فى أهمية شعور الناخب بمدى تأثير صوته الانتخابى، وكلما كان لصوت الناخب فى العملية الانتخابية تأثير قوى أكد هذا التأثير أن المسيرة الديمقراطية تسير على نهج سليم، فالمشاركة الانتخابية تعد واجباً وطنياً واستحقاقاً دستورياً يتطلب مشاركة الجميع، تأكيداً على الالتزام بالنهج الديمقراطى والحرص على إتاحة الفرصة أمام المشاركة الشعبية فى صنع القرار.
المشاركة بكثافة من الناخبين فى الإدلاء بأصواتهم فى الانتخابات فى حاجة إلى تثقيف، إن تثقيف الناخبين له أثر كبير فى دعم وتعزيز نزاهة الانتخابات، كما أن برامج تثقيف الناخبين تعمل على نشر معلومات متوازنة وموضوعية بشأن كل ما يحتاج المواطنون لمعرفته من أجل ممارسة حقهم فى التصويت. وتعمل برامج تثقيف الناخبين على توفير المعلومات المتعلقة بحقوق الناخبين وواجباتهم فى العملية الانتخابية، كما توضح أهمية المشاركة فى التصويت.
إن بناء ثقافة ديمقراطية يلعب دوراً رئيسياً فى تعزيز وحماية انتخابات حرة نزيهة. وهذا هو السبب فى كثير من الديمقراطيات للتوجه فى تثقيف الناخبين ابتداءً من مرحلة الدراسة الابتدائية حتى الجامعة كسمة أساسية من برامج التربية المدنية وهذا من شأنه إعداد الطلاب لفهم الدور الذى يمكن القيام به فى الديمقراطية عندما يصبحون مؤهلين للتصويت، كما أنها تمكنهم من توصيل المعلومات إلى آبائهم وذويهم فى منازلهم.
يحتاج الناخبون إلى فهم حقوقهم وواجباتهم وفقاً للدستور وقانون الانتخابات لكى يتمكنوا من الوفاء بالتزاماتهم بطريقة مسئولة، ويعمل الناخبون المطلعون والمسئولون على المساعدة فى حماية النزاهة الانتخابية، إنهم لا يدلون ببيانات كاذبة قد تؤدى إلى تعطيل أو منع الانتخابات، كما أنهم لا يتصرفون بطريقة غير مشروعة مثل ترهيب الناخبين الآخرين أو محاولة التلاعب بنتائج الانتخابات، فهم يصوتون فى الانتخابات لأنهم يدركون أهمية المشاركة فيها.
وبدون تعليم مناسب، فإن من الصعب منع شراء الأصوات أو العبث بالأصوات ويعمل برنامج التعليم الجيد على إعلام الناخبين عن حقوقهم وكيفية ممارستها، كما قد يفسر أيضاً آثار الفساد والحاجة إلى النزاهة فى الخدمة العامة والعملية الانتخابية.
يجب أن يعمل تثقيف الناخبين على توفير معلومات واقعية بحيث يمكن الناخبين من المشاركة وهم على دراية واطلاع، كما ينبغى أن تعمل البرامج بطريقة محايدة على شرح وتوضيح متى وأين وكيف يتم التسجيل والتصويت، وكيفية وضع علامات الاقتراع بحيث تضمن صلاحيتها واحتسابها.
هذا الدور فى تثقيف الناخبين واجب على الأحزاب السياسية ومؤسسات المجتمع المدنى، والمؤسسات التعليمية من الابتدائى حتى الجامعة، ومن المؤسسات الدينية والأسرة. بناء الوطن يحتاج إلى تضافر الجميع فى المسئولية حتى نحقق ما نهدف إليه من جمهورية جديدة لنا ولأبنائنا وأحفادنا من بعدنا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المدرسة الحياة السياسية کما أن
إقرأ أيضاً:
عبدالقيوم: اقتراحنا بنقل الحكومة والمصرف المركزي وإدارات الأمن لسرت يحتاج إلى قرار شجاع
أكد الكاتب والمحلل السياسي عيسى عبد القيوم، أن “اقتراحنا بنقل الحكومة والمصرف المركزي وإدارات الأمن لسرت يحتاج إلى قرار شجاع”.
وقال عبدالقيوم، في منشور على فيسبوك، إن “من الأمور التي كان لنا فيها رأي مبكر جداً «الثلاثية» المعرقلة للحل.. حيث طرحناها آخر مرة (مركز السلام) ضمن ورقة بحثية عرضت على مكتب الأمم المتحدة وستيفاني وليمز خلاصتها تؤكد بأن من أبزر معرقلات الحل الدائم ثلاثية:
– اختطاف مسمى العاصمة السياسي والمقامرة به.
– وقوع مصرف ليبيا المركزي ضمن قبضة أمراء الحرب وقادة التشكيلات المسلحة .
– تنامي سطوة المليشيات وتسييسها”.
وأضاف، “ولعلكم اليوم تتابعون فصول ما يجري غرب ليبيا وتأثير الثلاثية على الاستقرار السياسي والإجتماعي والإقتصادي بشكل سلبي ، الذي تمظهر في فشل كافة الحكومات في ممارسة مهامها بشكل مستقل من داخل طريق السكة”، مردفًا “وكذلك في فصول مأساة مصرف ليبيا المركزي وآخرها “يوم البراويط” في مشهد يشي بحجم المعضلة ويؤكد للجميع صحة فرضية وقوع البنك في قبضة أمراء الحرب وأثرياء حاويات فبراير وتسببه في فشل أي إصلاحات مالية”.
وأخيرا في مشاهد الاحتراب والاغتيالات والاشتباكات شبه اليومية الناتجة عن فوضى السلاح.
وعقب موضحًا أنه “مازال الحل كما اقترحناه يومها يكمن في العمل على افقاد هذه الثلاثية أي قدرة على التأثير المباشر وذلك بقرار شجاع يقضي بنقل الثلاثية (الحكومة، والمصرف المركزي، وإدارات الأمن) إلى مدينة سرت بشكل مؤقت لإنجاح المرحلة الإنتقالية ، وجعلها تحت حماية مشتركة (5+5) ومراقبة دولية”.
وأشار إلى أن “ذلك إلى حين إقرار مبادرة الحل الشامل المستهدف لشكل ونقل السلطة، وكتابة الدستور الجديد الذي له وحده حق تحديد العاصمة السياسية، ومقر مصرف ليبيا المركزي ، وملكية الدولة فقط للقوة والسلاح”.
وختم موضحًا؛ “عدا ذلك مازلنا نتصور ان هذه الثلاثية لن تنتج لنا سوى سياسة «الباب الدوار» التي تستقوي فيها الأجسام منتهية الولاية، وتنتعش فيها المليشيات، ويرتع فيها الفساد «بالبرويطة»”.
الوسومعبدالقيوم