اضطر علي بونغو إلى القتال أكثر من مرة لترسيخ سلطته التي ورثها عن والده، وهو يواجه حاليا انقلاباً يهدف إلى إنهاء حكم عائلته المستمر منذ 55 عاماً.

كتب الانقلاب العسكري الذي أزاح الرئيس على بونغو من السلطة في الغابون نهاية لحكم عائلة بونغو والذي امتد منذ عام 1967.

اعلان

وبدأ نفوذ العائلة بعمل عمر بونغو، والد علي والرئيس القوي السابق للغابون، نائباً لأول رئيس حكم البلاد عقب الاستقلال عن فرنسا عام 1960، وهو الرئيس ليون مبا.

وشغل عمر بونغو، الذي عرف باسم ألبير برنار بونغو قبل اعتناقه الإسلام عام 1973، منصب النائب لمدة سبع سنوات، تخللها محاولة انقلاب ضد حكم مبا عام 1964 عقب حلّه البرلمان وإقراره مبدأ الحزب الحاكم الواحد.

تدخلت آنذاك القوات الفرنسية لإفشال الانقلاب وهو ما تم بالفعل ورسخ من سلطة مبا حتى وفاته عام 1967.

تولى عمر بونغو السلطة خلفاً لمبا في ديسمبر - كانون الأول 1967 وأنشأ الحزب الديمقراطي الغابوني كحزب واحد حاكم للبلاد والغى منصب نائب الرئيس واستبدله برئيس للوزراء لا يحق له تولي الرئاسة في حال وفاة الرئيس.

استمر بونغو على نهج مبا في توطيد علاقته بباريس مما وفر له ضمانة كبيرة ضد أي انقلابات محتملة وحكم بقبضة من حديد مستفيداً من عائدات النفط التي لم تنعكس على تحسين مستوى معيشة المواطنين.

كان عمر بونغو المرشح الأوحد للرئاسة في أعوام 1973 و1979 و1986.

الرئيس الفرنسي اجاك شيراك ونظيره الغابوني عمر بونغو 28/10/2004REMY DE LA MAUVINIERE/AP

وفي عام 1990، واجه عمر بونغو مظاهرات واحتجاجات واسعة ضد انخفاض الرواتب وارتفاع تكاليف المعيشة في الغابون واجهها ببعض من التنازلات مثل إنشاء مجلس شيوخ وطني، وتحقيق اللامركزية في عملية إعداد الميزانية، وإطلاق حرية التجمع والصحافة، وإلغاء متطلبات تأشيرة الخروج من البلاد.

وفاز علي بونغو بالانتخابات الرئاسية أعوام 1993 و1998 و2005 ضد مرشحين من المعارضة التي قسمها أحياناً أو حشدها لصالح قضيته في أحيان أخرى واستمر حكمه حتى وفاته في يونيو - حزيران عام 2009.

عمر بونغو والرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزيGERARD CERLES/AFPبونغو الابن

لم يكن علي بونغو شغوفا بالسياسة في شبابه، فقد كان مسافرًا محبا للموسيقى، وأراد أن يكون "جيمس براون الغابوني" وسجّل شريطا بعنوان "سول، ديسكو، فانك" عام 1978.

ثم غيّر اسمه من آلان برنار بونغو إلى علي بونغو تماشيا مع اعتناق والده الإسلام .

وفي عام 1989، عرض عليه عمر بونغو، وهو في سنّ التاسعة والعشرين، وظيفة رفيعة في الشؤون الخارجية، ثم بعد عشر سنوات حقيبة الدفاع الاستراتيجية التي شغلها حتى عام 2009.

اعلان

انتُخب علي بونغو رئيسا في أغسطس – آب عام 2009 في انتخابات شهد إعلان نتائجها اتهامات بالتزوير من المعارضة ونشبت أعمال عنف نتج عنها مقتل عدة أشخاص.

شاهد: انقلاب الغابون أحد القضايا الساخنة في اجتماع وزراء دفاع الاتحاد الأوروبي في طليطلة خمسة أمور يجب معرفتها عن الغابونانقلاب الغابون العسكري هو السابع في إفريقيا خلال 3 سنوات

خلال فترة ولايته الأولى، كان علي بونغو نقيض والده: ففي غياب كاريزما وثقة "البطريرك" الذي حكم دون منازع لمدة 41 عاما الدولة الصغيرة الغنية بالنفط في وسط إفريقيا، واجه الابن صعوبة في ترسيخ سلطته، لا سيما في مواجهة القادة الناقدين في حزبه الديمقراطي الغابوني العتيد.

الرئيس الغابوني علي بونغو وزوجته سيلفيا 05/02/2012Francois Mori/AP

شنّ الرئيس الذي انتُخب عام 2009 بعد وفاة والده عمر بونغو حملة ضد "الخونة" و"المنتفعين".

بعيد انتخابه، نأى علي بونغو بنفسه ظاهرياً عن باريس، مخالفاً سياسات والده، إلى درجة أنه هجر منازل العائلة الفاخرة في فرنسا.

بسبب تلك العقارات، وُجهت لائحة اتهام إلى تسعة آخرين من أبناء عمر في باريس، لا سيما إخفاء اختلاس أموال عامة، في ما يسمى بقضية "المكاسب غير المشروعة".

اعلان

وعند إعادة انتخابه عام 2016 واجه منافسة شديدة من المعارضة وفاز رسميا بفارق 5500 صوت فقط. مثّل ذلك صدمة لحكمه، تبعتها صدمة ثانية - الجلطة الدماغية في عام 2018 - عجلت بتآكل سلطته.

توارى بونغو حينها عشرة أشهر في الخارج خضع خلالها إلى علاج مكثّف، وقد أضعف غيابه سلطته.

تخللت فترة نقاهته محاولة انقلاب فاشلة وغامضة نفّذتها حفنة من العسكريين في 7 كانون الثاني/يناير 2019، ومحاولة لتهميشه من مدير مكتبه النافذ بريس لاكروش أليهانغا.

منح بونغو مدير مكتبه صلاحيات واسعة بثقة عمياء، ولاكروش يقبع في السجن منذ أكثر من ثلاث سنوات، مع العديد من الوزراء وكبار المسؤولين، وجميعهم مستهدفون بحملة "مكافحة فساد".

علي بونغو وساركوزيPHILIPPE WOJAZER/AP2010

يشكّك معارضوه مذاك في قدراته العقلية والبدنية على قيادة البلاد، حتى أن البعض ادعى أن شبيها له عوّضه... لكن رغم التصلب في ساقه وذراعه اليمنى الذي يمنعه من التحرك بسهولة، حرص على بونغو على طمأنة زواره المنتظمين من دبلوماسيين وغيرهم.

اعلان

تبنّى علي بونغو منذ الحملة نهجا "صارما" تجاه الوزراء والمستشارين الذين أخضعهم لعمليات تدقيق وأقال بعضهم في ظلّ استشراء الفساد منذ حقبة "فرانس أفريك" التي كان والده عمر بونغو أحد ركائزها.

من جهتها، اعتبرت المعارضة أن تصريحات بونغو جوفاء، وأنه لم يف بوعوده في ظلّ اتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء في واحدة من أغنى دول إفريقيا من ناحية نصيب الفرد من الناتج المحلي الخام، لكنها تواجه صعوبات في تنويع اقتصادها المعتمد بشكل مفرط على النفط، فيما واحد من كل ثلاثة غابونيين تحت خط الفقر.

ورث علي بونغو جزءا من ثروة والده الهائلة، وقد انتقدت المعارضة خلال ولايته الأولى ابتعاده عن هموم شعبه، وانعزاله في عقاراته الفاخرة في الغابون وخارجها، أو خلف مقاود سياراته الفخمة.

شارك في هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية شاهد: ضمن مهرجان ثقافي.. السعودية تقيم أول سباق نسائي لقيادة الجمال شاهد: صور أولى بعد الانقلاب.. رئيس الغابون المخلوع يدعو "الأصدقاء" لرفع الصوت عاليا بعد الانقلاب خمسة أمور يجب معرفتها عن الغابون الغابون - سياسة الغابون فرنسا انقلاب استعمار- احتلال اعلاناعلاناعلاناعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليوم فلاديمير بوتين الغابون روسيا سوريا الغابون - سياسة بشار الأسد فرنسا العراق إيطاليا الحرب الروسية الأوكرانية محكمة Themes My Europeالعالممال وأعمالرياضةGreenNextسفرثقافةفيديوبرامج Servicesمباشرنشرة الأخبارالطقسجدول زمنيتابعوناAppsMessaging appsWidgets & ServicesAfricanews Games Job offers from Jobbio عرض المزيد About EuronewsCommercial Servicesتقارير أوروبيةTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress OfficeWork at Euronewsتابعونا النشرة الإخبارية Copyright © euronews 2023 - العربية EnglishFrançaisDeutschItalianoEspañolPortuguêsРусскийTürkçeΕλληνικάMagyarفارسیالعربيةShqipRomânăქართულიбългарскиSrpskiLoaderSearch أهم الأخبار فلاديمير بوتين الغابون روسيا سوريا الغابون - سياسة بشار الأسد My Europe العالم مال وأعمال رياضة Green Next سفر ثقافة فيديو كل البرامج Here we grow: Spain Discover Türkiye Algeria Tomorrow From Qatar أزمة المناخ Destination Dubai Angola 360 Explore Azerbaijan مباشرالنشرة الإخباريةAll viewsنشرة الأخبارجدول زمني الطقسGames English Français Deutsch Italiano Español Português Русский Türkçe Ελληνικά Magyar فارسی العربية Shqip Română ქართული български Srpski

المصدر: euronews

كلمات دلالية: الغابون فرنسا انقلاب فلاديمير بوتين الغابون روسيا سوريا بشار الأسد فرنسا العراق إيطاليا الحرب الروسية الأوكرانية محكمة فلاديمير بوتين الغابون روسيا سوريا بشار الأسد علی بونغو عام 2009

إقرأ أيضاً:

أربعة أحكام بالسجن لعشرين عاما على متهمين في قضية مرتبطة بالإخوان المسلمين في الأردن

أصدرت محكمة أمن الدولة الأردنية، الأربعاء، أحكاما بالسجن لمدة عشرين عاما على متهمين بالتخطيط لعمليات « تهدف للمساس بالأمن الوطني » بعد إدانتهم بحيازة مواد متفجرة وأسلحة وذخائر، في قضية مرتبطة بالإخوان المسلمين.

وأعلنت دائرة المخابرات العامة الأردنية في 15 أبريل إحباط مخططات « تهدف للمساس بالأمن الوطني » شملت « تصنيع صواريخ وحيازة مواد متفجرة »، مؤكدة توقيف 16 شخصا متورطين فيها. وبعد أيام، حظرت الحكومة جميع نشاطات جماعة الإخوان المسلمين في المملكة وأغلقت مقارها، مشيرة إلى ارتباط عناصر فيها بالمخططات.

وقال بيان صدر عن المحكمة، الأربعاء، « أصدرت محكمة أمن الدولة في جلسة علنية عقدتها، الأربعاء، أحكاما بالأشغال المؤقتة لمدة 20 سنة بحق أربعة متهمين من 16 متهما وتغريمهم الرسوم، بعد أن تم تجريمهم بالتهم المسندة إليهم ».

وأضاف أن المتهمين أدينوا « بقضايا حيازة مواد مفرقعة وأسلحة وذخائر بقصد استخدامها على وجه غير مشروع، والقيام بأعمال من شأنها الإخلال بالنظام العام وتعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر خلافا لأحكام قانون منع الإرهاب ».

ولم يوضح البيان إن كان من بين المحكوم عليهم أعضاء في جماعة الإخوان المسلمين.

وكان التلفزيون الأردني بث ما قال إنها اعترافات ثلاثة من المتهمين الـ16 الذين قالوا إنهم ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين.

وقالت الجماعة إن هؤلاء تصرفوا بدوافع فردية.

وأعلن وزير الداخلية الأردني مازن الفراية في 23 أبريل حظر نشاطات جماعة الإخوان المسلمين في المملكة، وإغلاق مقارها ومصادرة ممتلكاتها.

وقال « ثبت قيام عناصر ما يسمى بجماعة الإخوان المسلمين المنحلة (…) بالعمل في الظلام والقيام بنشاطات من شأنها زعزعة الاستقرار والعبث بالأمن والوحدة الوطنية، والإخلال بمنظومة الأمن والنظام العام ».

وصدر قرار قضائي بحل جماعة الإخوان المسلمين في الأردن منذ العام 2020، إلا أن السلطات كانت تغض النظر عن أنشطتها. واحتفظ حزب جبهة العمل الإسلامي الذي يعتبر الواجهة السياسية للجماعة، وهو أبرز أحزاب المعارضة في البلاد، بوضعه القانوني كحزب سياسي. وهو يشغل حاليا 31 مقعدا من أصل 138 في مجلس النواب.

مقالات مشابهة

  • مصرع شخص وإصابة ثلاثة آخرين بينهم طفلين فى حادث انقلاب ملاكى بالدقهلية
  • أربعة أحكام بالسجن لعشرين عاما على متهمين في قضية مرتبطة بالإخوان المسلمين في الأردن
  • مشروع تاريخي مقاوم للزلازل في تركيا
  • المجد للبندقية التي حرست المواطن ليعود الى بيته الذي كانت قحت تبرر للجنجويد احتلاله
  • 50 عاما على نهاية حرب فيتنام التي غيّرت أميركا والعالم
  • هل جامعتك ضمنها؟.. تعرف على الجامعات التي عطلت الدراسة اليوم بسبب العاصفة
  • الماضي الذي يأسرنا والبحار التي فرقتنا تجربة مُزنة المسافر السينمائية
  • ماذا تعرف عن صاروخ بار الذي استخدمه الاحتلال لأول مرة بغزة؟
  • نهاية أم مخرج سياسي.. ماذا حول صفقة "إقرار بالذنب" التي اقترحها الرئيس الإسرائيلي بشان نتنياهو؟ "تفاصيل"
  • 6 منتخبات عربية تعرف مصيرها في قرعة تصفيات كأس آسيا للشابات تحت 20 عاما