علينا مواصلة المسيرة نحو حُلم مارتن لوثر
تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT
ترجمة ـ قاسم مكي
قبل ستين عاما خرج القس مارتن لوثر كينج ومئات الآلاف من المواطنين الأمريكيين في مسيرة بواشنطن للمطالبة بالوظائف والحرية. في وصفه لِحُلمِه (ما كان يحلم به) لنا جميعا تحدث الدكتور كينج عن استرداد "سَنَد الدَّين الذي لَزَم أن يَرِثَه كل أمريكي" والمُستمدّ من فكرة أمريكا نفسها وهي أننا كلنا خُلِقنا سواسية ونستحق أن نُعَامَل على قدم المساواة طوال مسيرة حياتنا.
وفي حين أننا لم نَفِ تماما بذلك الوعد كبلد إلا أننا لم نتخل عنه تماما أيضا. ففي كل يوم من أيام إدارة بايدن – هاريس نواصل المسيرة إلى الأمام. ذلك يشمل تخليا تاما عن اقتصاديات تساقط المنافع الاقتصادية من أعلى إلى أسفل (اقتصاديات جانب العرض) التي وعدت بالازدهار لكنها خذلت أمريكا وخصوصا الأمريكيين السود خلال العقود العديدة الماضية. اقتصاديات التساقط إلى أسفل تعني خفض الضرائب المفروضة على أغنى الأمريكيين وأكبر الشركات وأن الاستثمارات العامة في الأولويات كالتعليم والبنية التحتية والرعاية الصحية يجب تقليصها وأن الوظائف الجيدة يجب تصديرها إلى الخارج. لقد فاقمت اللامساواة والحواجز الهيكلية التي تزيد من صعوبة تأسيس الأمريكيين السود لمشروع تجاري وامتلاك المسكن وإرسال أطفالهم إلى المدارس والتقاعد بكرامة.
نائبة الرئيس هاريس وأنا جئنا إلى البيت الأبيض ونحن عازمان على تغيير الوجهة الاقتصادية للبلاد وتنمية الاقتصاد من الوسط إلى الأطراف ومن أسفل إلى أعلى وليس من أعلى إلى أسفل. خطتنا "سياسة بايدن الاقتصادية" تنجح. وبفضل القوانين والأوامر التنفيذية الكبرى التي صادقتُ عليها، بدءا من خطة الإنقاذ الأمريكية وإلى قانون البنية التحتية الذي حظي بإجماع الحزبين وقانون الشرائح الإلكترونية والعلم وقانون خفض التضخم وأوامري التنفيذية حول المساواة العرقية وغير ذلك، نحن ندفع إلى الأمام بالمساواة في كل شيء نفعله ونحقق استثمارات غير مسبوقة في كل أمريكا ويشمل ذلك الأمريكيين السود.
لقد تراجعت بطالة السُّود إلى مستوى منخفض تاريخيا هذا الربيع وظلت عند ذلك المستوى. وأنشأ السود المزيد من الشركات الصغيرة وبأكثر مما شهدنا خلال ربع القرن الماضي. ولدى المزيد من العائلات السوداء تأمين صحي. لقد قلصنا فقر الأطفال السود إلى النصف حول أمريكا في أول سنة من رئاستي. ونحن نوصل المياه النظيفة والإنترنت فائق السرعة إلى المساكن حول أمريكا. ونحن نضغط على شركات الأدوية الكبيرة لخفض تكاليف عقاقير الوصفات الطبية كأن نجعل تكلفة الإنسولين للمسنِّين 35 دولارا في الشهر. ونحن نتخذ الإجراء الأكثر أهمية على الإطلاق في حماية المناخ وهو خفض التلوث وإيجاد وظائف للأمريكيين السود في مستقبل الطاقة النظيفة.
ستستمر هذه الإدارة في تكريس الأولوية للتوسع في إمكانية الحصول على العقود والقروض الحكومية. لقد منحنا عقودا فيدرالية بقيمة 69.9 بليون دولار (وهذا رقم قياسي) للشركات الصغيرة المحرومة في العام المالي 2022. نحن نتخذ إجراء في مواجهة التمييز في الإسكان ونزيد من ملكية السود للمساكن.
وحتى الآن استثمرنا أكثر من 7 بلايين دولار في الكليات والجامعات السوداء تاريخيا لإعداد الطلاب للالتحاق بصناعات عالية النمو. لقد وافقنا على إلغاء ديون طلابية بأكثر من 116 بليون دولار لحوالي 3.4 مليون أمريكي حتى يحصل المقترضون على الإعفاء الذي يستحقونه. وتساعد خطة جديدة لسداد الديون الطلابَ السود وعائلاتِهم على خفض إجمالي مدفوعاتهم طوال الحياة إلى النصف مقابل كل دولار مُقترض. نحن نفعل كل هذا بالتحقق من أن كبرى الشركات تشرع في سداد نصيبها العادل وبالحفاظ على تعهدي بأن الأمريكيين الذين يكسبون أقل من 400 ألف دولار في العام لا يدفعون سنتا واحدا إضافيا في الضرائب الفيدرالية.
للمساعدة في توجيه هذه السياسات جعلتُ من بين أولوياتي تعيين قادة سود في وزارتي وفي البيت الأبيض وفي القضاء والمناصب الرئيسية في الأجهزة مثل بنك الاحتياط الفدرالي لضمان أن يمثِّل واضعو السياسات تجاربَ كل الأمريكيين في الاقتصاد.
لكننا نعلم أن الحكومة لا يمكنها أن تفعل ذلك لوحدها. لقد عمل قادة القطاع الخاص عن حق على ضمان أن تكون شركاتهم أكثر تمثيلا لأمريكا وفي الغالب استجابة لموظفيهم وزبائنهم وضمائرهم.
في الوقت الحالي نفس رعاة اقتصاديات تساقط المنافع إلى أسفل الذين هاجموا السياسات الاقتصادية لإدارتنا يهاجمون أيضا القطاع الخاص وآراء الشعب الأمريكي. يُظهِر استطلاعُ حديث من مؤسسة التحالف الاقتصادي الأسود غير الحزبية دعما كاسحا من الحزبين لتعزيز التنوع نظرا لدوره المركزي في أن تكون الشركات أكثر ابتكارا وربحية ولمركزيته في الوفاء بأن يكون بلدنا لكل الأمريكيين.
على الرغم من الهجمات (التي نتعرض لها) علينا كلنا الاستمرار في السعي لإيجاد قوة عاملة تعكس (واقع) أمريكا.
على مدى أجيال لم يُدمج الأمريكيون السود دائما وتماما في ديموقراطيتنا أو اقتصادنا. لكنهم بعزم وبسالة لا تعرف التردد لم يتخلوا أبدا عن السعي وراء الحلم الأمريكي.
لقد شهدنا في جاكسونفيل بولاية فلادلفيا مجتمعا محلِّيا آخر أصابته جراحات حادثةِ عنف مسلَّح غَذَّاها، حسبما ذُكِر،عداءٌ مشحون بالكراهية.
يجب أن نرفض العيش في بلد تعيش فيه العائلات السوداء وهي تخشى من تعرضها لإطلاق النار عند ذهابها إلى المتجر أو الطلاب السود وهم في طريقهم إلى المدرسة بسبب لون بشرتهم.
في يوم هذه الذكرى (الذكرى الستين لخطاب زعيم الحقوق المدنية مارتن لوثر كنج "لَدَي حلم" في 28 أغسطس 1963- المترجم) دعونا نمضي قُدُما في إظهار أن المساواة العرقية ليست فقط طموحا. دعونا نرفض ضيق الأفق الذي يرى أن أمريكا لعبة مجموع صفري تعنى أن أحدهم لكي ينجح يجب أن يفشل آخَر.
دعونا نتذكر أن أمريكا كبيرة بما يكفي لأي أحد لكي يتقدم ويحقق قدراته التي حباه الله بها. هذه هي الطريقة التي نستردُّ بها "سَنَد دَين" بلدنا.
جو بايدن رئيس الولايات المتحدة
ترجمة لـ "عمان" عن واشنطن بوست
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: إلى أسفل
إقرأ أيضاً:
مصرع شخص دهسا أسفل عجلات ملاكى بالخليفة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
لقى شخص مصرعه دهسا أسفل عجلات سيارة ملاكى بمنطقة الخليفة وتم القبض على السائق.
تلقى قسم شرطة الخليفة بلاغا بوفاة أحد الأشخاص متأثرًا بإصابته إثر اصطدام سيارة مجهولة به ولاذ قائدها بالفرار.
وبإجراء التحريات وجمع المعلومات أمكن تحديد وضبط السيارة وقائدها عامل- مقيم بدائرة قسم شرطة المقطم.
وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة على النحو المشار إليه، وعلل هروبه خشية تعرضه للمسائلة القانونية، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية .