الشباب.. و«متلازمة القلب الحزين»
تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT
من أكثر من ألف وأربعمائة سنة قال نبينا -صلى الله وعليه وسلم-: «إن من أمارات الساعة أن يظهر موت الفجأة».. هذا ما نراه فى يومنا هذا، فلم يعد الموت كما كان، بحادث أو مرض أو كبر سن، ولكن تخطى الموت الآن هذه الأسباب التقليدية له، وأضحت أرواح الشباب على أكف قلوبهم.. وأصبح يسمى الموت الفجأة.. وأسميه الموت الفجعة؛ لشدة تأثيره على أهل الموتى، فى فجعهم لعدم سابق إنذار، وأصبح موت الشباب المفاجئ ظاهرة لافتة للنظر، حيث تعددت حالات الشباب الذين توفوا بسببها خلال الفترة الماضية، فبالأمس القريب، بل الوقت القريب كان بصحة وقوة، فهو ابن الثلاثين من عمره، لا يشكو من تعب ألمّ به، أو مرض عاناه يومًا أو بعض يوم.
** إذن نحن أمام غول جديد يدخل مضمار السباق لينافس أسماء تهتز لها النفس البشرية، فهذا سرطان وذاك فيروس سى، بل ينهى حياة الشباب من أول جولة بالضربة القاضية، ألا وهو الهبوط الحاد فى الدورة الدموية أدى لتوقف عضلة القلب ما أدى لإنهاء حياة الشاب.
وذهب الأطباء لرحلة تشخيصه، فأكد خبراؤهم أن أمراض القلب المجهولة لها النصيب الأكبر فى حدوثه، لمَ لا وقد أظهر تقرير رسمى صادر عن منظمة الصحة العالمية فى ديسمبر 2020، عن أن أمراض القلب كانت هى السبب الرئيسى للوفاة فى العالم خلال العشرين سنة الماضية، إذ ارتفع عدد الوفيات الناجمة عنها إلى تسعة ملايين حالة فى عام 2019، مقارنة بمليونين فى عام 2000.
وأرجع الأطباء المؤرخون بداية أعراض الموت المفاجئ لعام 1977 عند مجموعة من اللاجئين من دول شرق آسيا بالولايات المتحدة.
** ومع أننا ندرك جميعًا أن الأعمار بيد الله، إلا أن هناك تساؤلًا يتبادر إلى أذهاننا جميعًا: لماذا كثر الموت المفاجئ بين الشباب؟ وهل يمكن تفاديه؟
الجواب يكمن فى الحزن.. وما أدراك ما الحزن، فكما أن الأسباب تتعدد والموت واحد، تتعدد أسباب الموت الفجأة والحزن فى المقدمة.. هكذا أكد الخبراء والأطباء، وننصح بالبعد عنه، وعدم التوتر والقلق والخوف من المستقبل لأنه يتسبب فى إصابة الإنسان بمتلازمة القلب الحزين التى تعمل على اعتلال عضلة القلب وحدوث الوفاة بشكل مفاجئ.. ومن عجب أن مواقع التواصل الاجتماعى «آفة المجتمع اليوم» أصبحت سببًا فى حدوث اضطرابات نفسية ناتجة من المقارنة مع الآخرين مما ينشرونه عبر هذه المنصات من نشر صور أولاد ومناصب ومصايف وسيارات وغيرها من النعم التي إذا وجدت عند زيد حرم منها عبيد، وبالتالى الشعور بانعدام الثقة بالنفس والدونية، ويصاب الشباب خاصة والإنسان عامة بعدم الرضا فيمرض فى غفلة.. ولو اتجه هؤلاء وهؤلاء إلى قول الله تعالى (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ).. ولو اطمأن قلبه بأن رزقه لن يأخذه غيره وتمعن فى قوله «إِنّ رَبّكَ يَبْسُطُ الرّزْقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقْدِرُ إِنّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا»؛ لارتاحت نفسه وارتاح من حوله.
حفظ الله مصر.. ورفع قدرها
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
"الحب عضلة" يشارك في فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يصدر قريبا عن دار مسار للنشر والتوزيع، كتاب "الحب عضلة"، للكاتب محمد سعيد.
الكتاب، الذي يشارك به خلال فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب
يتألف الكتاب من مجموعة من المقالات، التي تقع في قرابة 194 صفحة من القطع المتوسط، ويعد محاولة لتبسيط نظريات علم النفس المعقدة ومواضيعها المتشعبة بأسلوب سلس وبسيط بالعامية المصرية، حتى تناسب القاريء العادي، وتساعده على فهم نفسه وغيره والحياة، انطلاقا من رؤية تتعرَّض لعلم النفس باعتباره علم يخص كل إنسان على حد سواء ، وليس علما نخبويا ينحصر تداوله في الأكاديميات وبين فئة محددة من المختصّين.