بوابة الوفد:
2024-09-19@16:19:27 GMT

الدكتور أحمد الجزار.. إلى اللقاء

تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT

رحل الصديق والأخ الأكبر، العالم الفيلسوف الصوفى الإنسان الأستاذ الدكتور أحمد الجزار أستاذ الفلسفة الإسلامية والتصوف وعميد آداب المنيا الأسبق، ومقرر لجنة الفلسفة لترقية الأساتذة والأساتذة المساعدين بالمجلس الأعلى للجامعات، يوم الخميس الموافق 17 أغسطس 2023م، رحل عن عالمنا الفانى إلى العالم الباقى، حيث سعادة الروح ورضا الرحمن.

وترك تراثًا علميًا هائلًا من المعارف الفكرية والصوفية والفلسفية، أسفرت بدورها عن كتاب تذكارى ضخم تجاوز الألف صفحة، درس أعماله، وشارك فيه عديد من أساتذة الجامعات المصريّة وصدر فى العام 2021م، بتصدير د. محمد عثمان الخشت أستاذ فلسفة الدين ورئيس جامعة القاهرة، ومقدمة عصمت نصار ومجدى إبراهيم.

تميزت كتابات الجزار بالمنهجية العلمية الدقيقة، والاعتدال فى الأحكام، والتنوع فى تناول الموضوعات الفلسفية والشخصيات الصوفية بين القديم والحديث والمعاصر. درس نظرية الكشف عند صوفية الإسلام دراسة منهجية فى الماجستير، والفناء والحب الإلهى عند ابن عربى فى الدكتوراة، وتوالت أعماله تباعًا عن المعرفة عند أبى سعيد بن أبى الخير، والولاية بين الجيلانى وابن تيمية، والله والإنسان عند الأمير عبدالقادر الجزائرى، وفخر الدين الرازى والتصوف، والإمام ابن باديس والتصوف، والفكر العربى الإسلامى الحديث والمعاصر، وقضايا وشخصيات صوفيّة، ودراسات فى التصوف الإسلامى، والفكر المصرى المعاصر والتصوف، وغيرها من المصنفات والبحوث والدراسات الإسلامية.

واجتمعت فى الجزار قيمة الأستاذية شاخصة بميراث الفكر وميراث الحب، حتى إذا رأيته للوهلة الأولى لا تملك سوى أن تحبّه وتحترمه: لطيف المعشر عف اللسان، شجاعته فى الحق رصينة، وصوته فى الإدارة مسموع، وكلامه فى العلم موزون. فلئن كان رحل عنا بجسده؛ فروحه الطاهرة باقية فينا فيما ترك من أعمال فكرية وصوفية نافعة، ومن ميراث المحبة الصافى، ومن أصدقاء يذكرون القيمة الباقية فيذكرونه بكل خير، وتلاميذ يدرسون آثاره ويسيرون على دربه. العَالِم الذى جسده «الجزار» فى فكره وعمله لا يموت؛ بل يبقى شعاع ضوء ما دمت فى الناس قيمٌ علويّة.

أعلم أن لفُرقة الأحبّة غصَّة، أنا شخصيًا لا يزال قلبى معها ينفطر حزنًا على لوعة الفراق. ولكن هذه الدنيا رحلة قصيرة ولا يبقى فيها إلا العمل الصالح والذكر الحسن والمعنى الطيب. فإلى اللقاء وكلنا عابرون. وما الحياة سوى رحلة سفر، طالت أم قصرت. كلنا ينتظر المحطة التى ينزل فيها. وما أشد كدح السفر وما أقساه. غير أننا نسافر شئنا أم أبينا. ولو جعلنا من رحلتنا رفقاء لا أعداء لأصبحت الحياة عابرة فينا ومن خلالنا إلى مستقر محمود، ولكننا فى الغالب لا ندرك موعد نهاية الرحلة إلا بعد فوات الأوان، بعد أن نتساقط مع الغفلة فى لحظة حاسمة. 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الدكتور أحمد الجزار إلى اللقاء

إقرأ أيضاً:

بدء اجتماع مجلس الوزراء برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي

بدأ اجتماع مجلس الوزراء برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، لمناقشة العديد من الملفات واتخاذ القرارات المهمة، وسنوافيكم بالتفاصيل..

مقالات مشابهة

  • النائبة سميرة الجزار: تصريحات وزير السياحة الصادمة دليل على فشل سياسات الوزراء السابقين
  • بدء اجتماع مجلس الوزراء برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي
  • هنالك من لا يرى في النجوم إلا أضواء ضئيلة وهنالك من يرى طريقه فيها
  • أحمد صبور: مبادرة "بداية" خطوة مهمة لتعزيز جودة الحياة
  • رئيس جامعة المنوفية يكلف الدكتور أحمد الخولي بالعمل عميدًا لكلية الزراعة
  • الدكتور أحمد درويش يكشف لـ "البوابة نيوز" كيفية الارتقاء بالذوق العام
  • جامعة أسيوط تشهد انطلاق اللقاء التعريفي المؤهل لمسابقة ناسا لإيجاد حلول ابتكارية لتحديات كوكب الأرض  
  • ما لا يعرفه الإخوان عن أنفسهم!
  • قبّل السيسي رأسه في حفل المولد النبوي.. من هو الدكتور أحمد عمر هاشم؟
  • نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام أحمد علي عبدالله صالح يُعزّي في وفاة الدكتور علي الميري