السينما.. صناعة أم «ملاهى»؟!
تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT
عشنا سنوات طويلة نتحسّر على السينما المصرية التى كانت ثانى مصدر للدخل القومى من العملة الصعبة بعد القطن.. وكنا نبكى على أطلال هذه المعلومة عقودًا، وكذلك على تراجع الإنتاج السينمائى نوعًا وكمًا.. ووصل الحال بنا أننا بدأنا نفقد أرشيفنا السينمائى وبيعه علنًا للفضائيات.. يعنى ضياع الماضى والحاضر السينمائي!
ولأن السينما المصرية مثل أى شيء فى مصر.
وفى السنوات القليلة الماضية نستطيع أن نقول إن السينما المصرية استعادت رونقها وتألقها بحجم من الإنتاج، من حيث العدد والشكل والمضمون.. صحيح ليس هو كل الطموح، ولكنه أفضل بكثير مما سبق ويعطى أملًا يدعو للتفاؤل أن تعود قبل مرحلة البكاء على أطلالها، وأن تستعيد السينما مكانتها كصناعة!
ولاحظنا أن عددًا من الأفلام التى تم عرضها فى الخارج حققت إيرادات كبيرة، وكانت مداخيلها من العملة الصعبة تزيد بكثير من إيراداتها بالداخل.. وهذا هو سبب التفاؤل بعودة صناعة السينما كمصدر للدخل القومى الخارجى ينافس مداخيل سلع صناعية وزراعية وغذائية أخرى يتم تصديرها.. مع الاختلاف أن السينما كمنتج حضارى وثقافى يظل باقيًا حتى بعد استهلاكه لأنه ناعم وممتع يتسلل إلى العقل والقلب ولا يفارقهما!
ومن المؤكد هناك حقائق كثيرة ساعدت على ذلك.. الحقيقة الأولى أن حالة الانفتاح الثقافى التى تشهدها دول الخليج وخصوصًا المملكة العربية السعودية بافتتاح عدد كبير من دور العرض السينمائية الحديثة بكل الإمكانيات المتطورة، ولأن المشاهد العربى ما زال فى قلبه بهجة السينما المصرية القديمة، وكذلك إنتاج السبعينيات والثمانينيات فإن الإقبال على الفيلم المصرى ينافس الإقبال على الفيلم الأمريكى والهندى.. الحقيقة الثانية أن الإنتاج السينمائى قوى من حيث التمويل والموضوعات وتقنيات التصوير والتمثيل بالطبع بنجوم استطاعوا خلال السنوات الماضية تثبيت حضورهم بالخبرة وبتطوير الأداء والتنوع فى الأدوار.. والحقيقة الثالثة الإخراج.. فلا شك هناك عدد من المخرجين الشباب الموهوب الذى علم نفسه بنفسه مع تطور تقنيات العمل السينمائى فى العالم كله، من حيث كاميرات التصوير والإضاءة والصوت ودخول تكنولوجيا البرمجيات فى تنفيذ فنيات جعلت من الفرجة السينمائية أكثر متعة وتشويقًا!
ولكن.. هذه بداية الطريق وليس آخره، وصناعة السينما عمل ضخم يحتاج إلى كيانات ضخمة.. إنتاجية وتعليمية فنية وكذلك تشريعية.. وإذا كانت الدولة تعمل بجدية فى تحفيز الاستثمار والإنتاج والتصدير فى الصناعة والزراعة والتجارة الخارجية، وتقديم إعفاءات ومساعدات للمستثمرين والمصدرين فى المنتجات والسلع الأخرى، وقد أسهم ذلك فى زيادة الصادرات فى السنوات الأخيرة.. فإن صناعة السينما وإنتاجها فى حاجة كذلك إلى الدعم والمساندة والإعفاءات الضريبية والجمركية لتشجيع الاستثمار فى السينما وفى تطوير مستلزمات الإنتاج من معدات وتقنيات حديثة.. ولا بد من التعامل معها على أنها صناعة لا ملاهٍ!
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: السينما صناعة ملاهي السينما المصرية العملة الصعبة السینما المصریة
إقرأ أيضاً:
عمرو الليثى يصل للسجادة الحمراء لفعاليات مهرجان القاهرة السينمائى الدولى
انطلقت منذ قليل فعاليات ختام مهرجان القاهرة السينمائى للدورة ٤٥ برئاسة الفنان القدير حسين فهمى والتى تقام الآن بدار الأوبرا المصرية.
ووصل الآن الإعلامى عمرو الليثى إلى السجادة الحمراء لختام مهرجان القاهرة السينمائى الدولى للدورة ٤٥ ومن المقرر أن تنطلق بعد قليل الحفل الخاص بالختام بحضور وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو ورئيسة دار الأوبرا المصرية الدكتورة لمياء زايد والفنان القدير حسين فهمى رئيس المهرجان.
تتواصل فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي حتى 22 نوفمبر الجاري، حيث يشارك فيه 190 فيلمًا من 72 دولة، إلى جانب حلقتين تلفزيونيتين.
يتضمن المهرجان 16 عرضًا على السجادة الحمراء، و37 عرضًا عالميًا أول، و8 عروض دولية أولى، بالإضافة إلى 119 عرضًا مخصصًا لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا.
ويُعد مهرجان القاهرة السينمائي الدولي واحدًا من أقدم المهرجانات في العالم العربي وإفريقيا، ويمتاز بكونه المهرجان الوحيد في المنطقة المُدرج ضمن الفئة "A" من قِبل الاتحاد الدولي لجمعيات منتجي الأفلام (FIAPF) في باريس.
حفل ختام مهرجان القاهرة السينمائيسيُختتم المهرجان بحفل كبير يُعلن فيه عن الجوائز الممنوحة للأفلام المشاركة، بحضور عدد كبير من الفنانين والفنانات المصريين والعرب والدوليين، مما يجعل من الحفل حدثًا استثنائيًا في المشهد الفني.