مهينة جدا.. صور جنسية مفبركة لسياسيات في أفريقيا ضمن حملات تشهير إلكتروني
تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT
بعد أسابيع قليلة من تعيينها في مجلس مقاطعة كوالي في جنوب شرق كينيا، وجدت جودي كينغو نفسها في عين العاصفة، إذ انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي صورة معدّلة قيل إنّها تظهر فيها وهي تقبل امرأة أخرى.
تقول كينغو (35 عاما) إن الهدف من الصورة المضللة هو إجبارها على ترك منصبها في المقاطعة المحافظة، الواقعة في الساحل الجنوبي لكينيا.
وبعدما انتشرت الصورة على الإنترنت، قال أحد المستخدمين، حسبما تذكر كينغو، "كما ترون، هذه هي قائدتكم. أي نوع من القدوة تشكل لفتياتنا؟".
وقضية كينغو ليست حالة معزولة، إذ يؤكد خبراء ازدياد الدلائل على أن النساء في جميع أنحاء أفريقيا يواجهن حملات تضليل عبر الإنترنت تهدف إلى تشويه سمعتهن والتقليل من شأن طموحاتهن وإبعادهن عن السياسة.
وتعتبر كينغو أن على النساء في المناصب العامة أن يتجاهلن الضغوط الناجمة عن الهجمات الإلكترونية وألا يتأثرن بها.
ورفضت كينغو الخضوع، وكلفت منذ بدء الحملات ضدها مدونين للرد على حملات التشهير بحقها على شبكات التواصل الاجتماعي.
وتقول لوكالة فرانس برس "لطالما كان الذكور يهيمنون على مجال السياسة، ولكي تتمكني كامرأة من اختراقه عليك أن تكوني عدوانية جدا". غير أن تحقيق التوازن صعب.
وتوضح "عندما تكونين عدوانية في الطريقة التي تتناولين بها القضايا، سيقول الناس إنك تتصرفين بطريقة زائدة عن اللزوم أو إنك ثرثارة. الأمر ليس كذلك بالنسبة لنظرائنا الذكور".
"هجمات مهينة ذات طابع جنسي"وتنسق هذه الهجمات، التي تميل إلى التزايد خلال موسم الانتخابات، بشكل استراتيجي لإسكات النساء، وفق كريستينا ويلفور وهي المؤسسة المشاركة لمنظمة "شي برسيستد" العالمية غير الربحية التي تحارب التضليل الجندري والإساءة عبر الانترنت.
وتقول ويلفور لفرانس برس إن "الهجمات ذات الطابع الجنسي مهينة جدا، وتهدف بالتأكيد إلى تقويض فكرة أن النساء لديهن مؤهلات".
وتشير إلى أن دراسة شاركت فيها المنظمة التي ترأسها خلال انتخابات 2022 الوطنية في كينيا خلصت إلى أن شبكات التواصل الاجتماعي سمحت "بازدهار الخطاب المعادي للنساء".
وحتى مع التدقيق بالمعلومات وتصحيحها، "يبقى شعور بأن النساء لا ينتمين إلى بعض الفضاءات العامة"، وفق ويلفور.
وتشعر أيضا المشرعات في كينيا بهذا التأثير.
وتقول النائبة المعارضة ميلي أوديامبو لفرانس برس إن "الكثير من النساء يخشين الدخول إلى الفضاءات العامة، خصوصا السياسية منها بسبب المشاكل المحيطة بهذه الفضاءات".
ولطالما عجزت كينيا عن الالتزام بنظام الحصص البرلمانية الذي يتطلب أن تشغل النساء ما لا يقل عن ثلث المقاعد في الجمعية الوطنية.
وتشغل النساء في القارة الإفريقية بأكملها 24% فقط من المناصب البرلمانية البالغ عددها 12100 تقريبًا، بحسب دراسة أجرتها في 2021 مجموعة "وومن إن بوليتيكال بارتيسيبيشن" (النساء في المشاركة السياسية).
"تحقير النساء"خلال الحملة الانتخابية في العام 2017 في رواندا، انتشرت على الإنترنت صور لامرأة عارية قيل إنها تعود لسيدة الأعمال والناشطة ديان رويغارا وذلك بعيد أيام من إعلانها ترشحها للانتخابات الرئاسية.
وكانت رويغارا المرأة الوحيدة التي ترشحت للتنافس ضد رئيس رواندا بول كاغامي.
وقالت حينها لشبكة "سي إن إن" إن الصور تم تعديلها باستخدام برنامج فوتوشوب لتدمير فرصها الانتخابية.
وفي وقت لاحق، منعت من الترشح على أساس أنها زورت توقيعات مؤيديها لتقديم طلب ترشحها. لكن محكمة برأتها في العام 2018، معتبرة أن "لا أساس" للتهم الموجهة إليها.
وفي إبريل هذا العام، تلقت السناتورة الكينية السابقة، ميليسينت أومانغا، دعوات للاستقالة من منصبها كوزيرة دولة بعدما انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو جنسية قيل إنها لها.
وتوصل تحقيق أجرته وكالة فرانس برس إلى أن مقطعا واحدا على الأقل من هذه المقاطع كانت بطلته ممثلة إباحية هاوية.
لكن مستخدمين كثر على الانترنت اقتنعوا بأنها أومانغا التي لم تعلق على المسألة علنا ولم ترد على اتصالات وكالة فرانس برس بهذا الصدد.
وتقول المحللة السياسية الكينية نيريما واكو-اوجيوا إن هذه الظاهرة واحدة من الظواهر الهادفة إلى "تحقير النساء".
وتضيف لفرانس برس، "بسبب ذلك، تتفادى النساء (القيادة السياسية) تماما، أو يتفادين أن تكون لهن بصمة رقمية أو التواصل عبر الانترنت".
مخاطر الذكاء الاصطناعيويخشى خبراء من أن تفاقم التكنولوجيا الجديدة والذكاء الاصطناعي تضييق الخناق على النساء.
وهناك حوالى 96% من مقاطع الفيديو المزيفة تزييفا عميقا، أي عبر تقنية "ديب فايك"، تتضمن إباحية غير توافقية، ومعظمها تصور نساء، وفق دراسة أجرتها في العام 2019 شركة "سينسيتي" Sensity الهولندية للذكاء الاصطناعي.
وفي العام نفسه، أُغلق تطبيق "ديبنيود" DeepNude، الذي يعرّي النساء افتراضيا، بعد ضجة حول إساءة استخدامه المحتملة. غير أن الوصول إلى أدوات أخرى مماثلة ظل ممكنا عن طريق المراسلة المشفرة.
ومع التطور السريع لتقنيات الذكاء الاصطناعي، يقول خبراء إن على شركات شبكات التواصل الاجتماعي بذل جهود إضافية لخلق مساحات رقمية آمنة.
والوضع في إفريقيا قاتم بشكل خاص إذ تستغل المنصات ضعف القوانين وضعف تطبيقها، بحسب ما تقول ليا كيماثي، وهي مؤسسة المجلس الكيني لوسائل التواصل الاجتماعي المسؤولة.
وتضيف لفرانس برس "تتحمل المنصات المسؤولية الأساسية لضمان عدم استخدام المساحات الرقمية من قبل شخصيات مجرمة لإدامة الضرر".
وتوضح أن "نماذج أعمالها التي تعمل من خلال الخوارزميات تضخم المعلومات المضللة عبر الإنترنت، ما يجعلها تنتشر على نطاق واسع لتحقيق الربح".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: شبکات التواصل الاجتماعی النساء فی فی العام
إقرأ أيضاً:
أستراليا تقر تشريعًا لمنع الأطفال دون 16 عامًا من الوصول لوسائل التواصل الاجتماعي
أعلنت الحكومة الأسترالية عن تشريع جديد يهدف إلى حظر وصول الأطفال دون سن 16 إلى وسائل التواصل الاجتماعي، في خطوة رائدة تسعى من خلالها إلى حماية الجيل الجديد من التأثيرات السلبية المتزايدة للتواجد الرقمي المستمر على صحتهم النفسية والجسدية.
اعلانوأفاد رئيس الوزراء الأسترالي، أنتوني ألبانيزي، بأن القانون المرتقب، الذي قد يدخل حيز التنفيذ في أواخر العام المقبل، يمثل واحدة من أكثر السياسات صرامة على مستوى العالم في مواجهة التأثيرات الضارة للمنصات الرقمية على فئة الشباب.
أعلن أنتوني ألبانيزي للتو أن الحكومة ستسعى لحظر دخول المراهقين دون سن 16 إلى وسائل التواصل الاجتماعي.وأشار ألبانيزي في مؤتمر صحفي إلى المخاطر التي يواجهها الأطفال والمراهقون، بما في ذلك التأثيرات السلبية على الفتيات من جراء الصور المثالية غير الواقعية للجسد، والمحتوى المسيء الذي يُعرض الفتيان لأفكار مسيئة في مرحلة حرجة من النمو. وأوضح قائلاً: "وسائل التواصل الاجتماعي تؤذي أبناءنا، وقد حان الوقت لإيقاف هذا التأثير السلبي".
قرار حجب التطبيقات التواصل الاجتماعي لمن هم دون 16 عاماً قد يصبح قيد التنفيذ مطلع العام المقبلJenny Kane/APتتضمن الحزمة التشريعية إجراءات غير مسبوقة تشمل تطوير نظام للتحقق من العمر، يُستخدم فيه تقنيات متقدمة مثل القياسات الحيوية وبطاقات الهوية الرسمية لضمان عدم وصول الأطفال إلى المنصات الرقمية دون السن القانوني. وسيتحمل مزودو الخدمات الرقمية مسؤولية منع الوصول، دون استثناءات، بما في ذلك موافقة الوالدين أو الحسابات المسبقة.
Relatedشركة ميتا: بدأنا بالتخلي عن خدمات موظفينا في بعض الفرق داخل الشركة بهدف إعادة تخصيص المواردزوكربيرغ يكشف: مسؤولون كبار في إدارة بايدن ضغطوا على ميتا لفرض رقابة على محتوى كوفيد-19فضيحة كلمات المرور المكشوفة تكلف ميتا 91 مليون يورو في أيرلنداوأشارت وزيرة الاتصالات، ميشيل رولاند، إلى أن هذه الخطوات تضع أستراليا في طليعة الدول التي تتخذ تدابير حقيقية لحماية الشباب على الإنترنت، حيث قالت: "إننا نقدم حلاً عالمياً لحماية أبنائنا، وهي خطوة تهدف للحد من تأثيرات وسائل التواصل الاجتماعي الضارة على حياة الشباب".
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية كيف نهزم إدمان وسائل التواصل الاجتماعي ونتوقف عن مقارنة حياتنا بالآخرين؟ دراسة أميركية : شركات وسائل التواصل الاجتماعي تجني المليارات كعائدات إعلانات من القاصرين تشريع أوروبي جديد يحمي البيانات الشخصية لمستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي..تعرّف عليه تطبيقات الهاتف المحمول وسائل التواصل الاجتماعي حماية الأطفال أستراليا اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. قصف مكثف على غزة ولبنان وإسرائيل تعزز أسطولها الحربي بصفقة ضخمة مع بوينغ بقيمة 5.2 مليار دولار يعرض الآن Next شولتس يطيح بوزير المالية ويفكك الائتلاف الحاكم في ألمانيا يعرض الآن Next ترامب بعد فوزه.. محادثات مع قادة العالم حول الحرب في أوكرانيا وغزة ودعم إسرائيل وتهديدات إيران يعرض الآن Next بتمويل أمريكي.. إسرائيل توقع صفقة مع بوينغ لشراء 25 طائرة حربية من طراز F15 بـ 5.2 مليار دولار يعرض الآن Next كامالا هاريس في خطاب الهزيمة: النتيجة لم تأت كما أردناها لكننا سنواصل الكفاح اعلانالاكثر قراءة من الاعتراف بها عاصمة لإسرائيل.. إلى موضوع المواليد.. ماذا حل بالقدس في ولاية ترامب الرئاسية الأولى؟ هل تحسم بنسلفانيا السباق الرئاسي بين هاريس وترامب؟ "لم يأت أحد".. شعور بالخذلان من السلطات في إسبانيا إثر الفيضانات.. ومتطوعون يقدمون الدواء والغذاء حملة اعتقالات واسعة في صفوف اليمين المتطرف في ألمانيا بتهمة التخطيط لانقلاب على نظام الحكم متى سيتم الإعلان عن الفائز في الانتخابات الأمريكية؟ اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومالانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024دونالد ترامبإسرائيلالصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزةكامالا هاريسأوروباحزب اللهلبنانحلف شمال الأطلسي- الناتوفيضانات - سيولإسبانياالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesJob offers from AmplyAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024