ارتفعت أسهم شركة "إنفيديا" Nvidia بنسبة 4.2% يوم الثلاثاء لتغلق عند مستوى قياسي جديد، وذلك عقب أن أعلنت شركة صناعة الشرائح الذكية وأشباه الموصلات عن شراكة مع عملاق التكنولوجيا "جوجل"، للتوسع في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي.

استمر سهم "إنفيديا" في الارتفاع السريع عقب إعلان الشراكة، ليستمر في اتجاهه التصاعدي، وليقفز بنسبة 234٪ في عام 2023 فقط، مما يجعله السهم الأفضل أداءً على الإطلاق في مؤشر S&P 500، بينما نجد  في المركز الثاني للأفضل أداءً سهم "ميتا" الشركة الأم لتطبيق "فيسبوك" و "واتس آب" بارتفاع المؤشر 148%.

أسهم Nvidia تحقق أرقام قياسية وتقفز 234٪ في عام 2023

ويأتي الإغلاق القياسي بعد أقل من أسبوع من إعلان "إنفيديا" أن الإيرادات الفصلية تضاعفت عن العام السابق وتوقعت أن المبيعات في هذه الفترة قد ترتفع بنسبة 170٪ على أساس سنوي. في اليوم التالي لتقرير الأرباح الذي جاء أفضل بكثير من توقعات محللي وول ستريت، قفز السهم إلى مستوى قياسي خلال اليوم عند 502.66 دولارًا قبل أن يتراجع في فترة ما بعد الظهر.

ازدهرت أعمال Nvidia خلال الفترة القليلة الماضية لأن وحدات معالجة الرسومات الخاصة بها عليها طلب سحب كبير من قبل الشركات السحابية وشركات التكنولوجيا العملاقة والوكالات الحكومية والشركات الناشئة لتدريب ونشر نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية مثل التكنولوجيا التي تدعم ChatGPT من OpenAI.

يوم الثلاثاء، ظهر الرئيس التنفيذي لشركة Nvidia إنفيديا، Jensen Huang في مؤتمر "جوجل" للترويج لاتفاقية التعاون في مجال الذكاء الاصطناعي بين الشركتين. ومن خلال هذه الشراكة، سوف يتمتع عملاء التخزين السحابي من جوجل بإمكانية وصول أكبر إلى التكنولوجيا التي تدعمها وحدات معالجة الرسوميات القوية H100 من Nvidia.

أسهم Nvidia تحقق أرقام قياسية وتقفز 234٪ في عام 2023

وقال هوانغ في منشور بالمدونة الخاصة بالشركة: "إن تعاوننا الموسع مع الخدمات السحابية لجوجل Google Cloud سيساعد المطورين على تسريع عملهم في مجال البنية التحتية والبرامج المختلفة والخدمات التي تزيد من كفاءة الطاقة وتخفض التكاليف".

تتوفر وحدات معالجة الرسومات من Nvidia أيضًا على منصات سحابية منافسة لجوجل ومن أشهرها خدمات أمازون Amazon  ومايكروسوفت.

وجاء على مدونة شركة "إنفيديا" الرسمي البيان التالي: "مع استمرار الذكاء الاصطناعي التوليدي ونماذج اللغة الكبيرة (LLMs) في الدفع بمزيد من الابتكارات على الساحة، نمت أيضا متطلبات الحوسبة للتدريب والاستدلال بوتيرة مذهلة.

تغطي 150 دولة.. جوجل تقدم خدمة المراسلة بالأقمار الصناعية مع Google messages لمستخدمي أندرويد وiOS.. جوجل تضيف الترجمة الفورية لـ Gmail

ولتلبية هذه الحاجة، أعلنت الخدمات السحابية لـ جوجل اليوم عن توفر وحدة معالجة A3 الجديدة، المدعومة بوحدات معالجة الرسوميات NVIDIA H100 Tensor Core. توفر وحدات معالجة الرسوميات هذه أداءً مذهل وغير مسبوق لجميع أنواع تطبيقات الذكاء الاصطناعي من خلال محرك Transformer Engine، المصمم خصيصًا لتسريع دورات LLM.

يأتي توفر A3 في أعقاب حصول NVIDIA على لقب أفضل شريك للذكاء الاصطناعي العام في Google Cloud - وهي جائزة تعترف بالتعاون العميق والمستمر بين الشركات لتسريع الذكاء الاصطناعي التوليدي على Google Cloud.

ويتخذ العمل المشترك بين الكيانين أشكالًا متعددة، بدءًا من تصميم البنية التحتية وصولا إلى تمكين البرمجيات المختلفة على نطاق واسع، لتسهيل إنشاء تطبيقات الذكاء الاصطناعي ونشرها على منصات "جوجل كلاود".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: جوجل إنفيديا فيسبوك واتس اب ميتا الذکاء الاصطناعی وحدات معالجة

إقرأ أيضاً:

يساعدك في اتخاذ القرار.. كيف يغيّر الذكاء الاصطناعي صورة الإنسان عن نفسه؟

يشهد العالم المعاصر تحوّلًا غير مسبوق في تاريخ الوجود البشري، تقوده التكنولوجيا بصفتها القوة الأكثر تأثيرًا في تشكيل ملامح الحياة الحديثة.

لم تعد التكنولوجيا مجرد أدوات أو منصات مساعدة، بل أصبحت بحد ذاتها بيئةً كلية نعيش فيها، وعاملًا حيويًا يُعيد صياغة مفاهيم الإنسان عن ذاته، وعن العالم، وعن الآخرين من حوله. وفي قلب هذا التحول تقف الأجيال الجديدة لا كمتلقٍّ سلبي، بل كنتاجٍ حيّ لهذا العصر الرقمي بكل تعقيداته وتناقضاته.

نتحدث هنا تحديدًا عن جيل Z (المولود بين 1997 و2012)، وجيل ألفا (المولود بعد 2013)، وهما جيلان نشآ في ظل تحوّل تكنولوجي عميق بدأ مع الثورة الرقمية في نهاية القرن العشرين، وتفاقم مع دخول الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز والميتافيرس والبيانات الضخمة إلى صلب الحياة اليومية.

جيل Z يمثل الجسر بين عالمين: عالم ما قبل الثورة الرقمية، وعالم أصبحت فيه الخوارزميات هي "العقل الجمعي" الجديد.

لقد عاش هذا الجيل مراحل الانتقال الكبرى: من الكتب الورقية إلى الشاشات، من الاتصالات الهاتفية إلى الرسائل الفورية، من الصفوف المدرسية إلى التعليم عن بُعد. أما جيل ألفا، فهو الجيل الذي لم يعرف سوى الرقمية منذ لحظة الميلاد، إذ تفتحت حواسه الأولى على شاشة، وتكوّنت مهاراته اللغوية من خلال مساعد صوتي، وتعلّم المفاهيم الأولى عن طريق تطبيقات ذكية وخوارزميات دقيقة تستجيب لسلوك المستخدم لحظيًا.

إعلان

إننا لا نتحدث عن تغيّر في أنماط الحياة فقط، بل عن إعادة تشكيل حقيقية للذات الإنسانية. ففي السابق، كانت الهوية تُبنى عبر التفاعل مع الأسرة، والمدرسة، والثقافة المحلية، وكانت تنشأ ضمن سياق اجتماعي واضح المعالم.

أما اليوم، فالأجيال الرقمية تبني صورها الذاتية في فضاءات افتراضية عالمية، تتخطى الحواجز اللغوية والثقافية والجغرافية. إنها هوية "مُفلترة"، تُنتجها الصور والمنشورات والتفاعلات المرسومة وفق خوارزميات منصات التواصل الاجتماعي، وتُقاس بكمية "الإعجابات" والمشاهدات، لا بتجربة الذات العميقة.

هذا التحول لا يخلو من مفارقات. فعلى الرغم من الكمّ الهائل من التواصل الرقمي، تشير دراسات عديدة إلى تصاعد مشاعر الوحدة والعزلة، خصوصًا بين المراهقين والشباب.

وقد ربطت تقارير صحية بين الإفراط في استخدام التكنولوجيا وبين ارتفاع معدلات القلق، واضطرابات النوم، وضعف التركيز، وتراجع المهارات الاجتماعية.

جيل Z، برغم إتقانه المذهل للتكنولوجيا، يواجه صعوبة متزايدة في بناء علاقات واقعية مستقرة. أما جيل ألفا، فيُظهر مبكرًا قدرة رقمية خارقة، لكنها تقترن أحيانًا بضعف في التطور اللغوي والعاطفي، وكأن المهارات الإنسانية الكلاسيكية باتت تُستبدل تدريجيًا بكفاءات رقمية جديدة.

هذا لا يعني أن الأجيال الرقمية "أقل إنسانية"، بل إنها مختلفة في تركيبها المعرفي والعاطفي والاجتماعي. إنها أجيال تعيش فيما يمكن تسميته "الواقع الموسّع"، حيث تتداخل فيه الذات البيولوجية بالذات الرقمية، ويذوب فيه الخط الفاصل بين ما هو واقعي وما هو افتراضي.

وهذه الحالة تطرح سؤالًا وجوديًا جوهريًا: من أنا في عالم يُعاد فيه تشكيل الذات بواسطة أدوات لا أتحكم بها بالكامل؟ من يوجّهني فعلًا: أنا، أم البرمجية التي تختار لي ما أقرأ وأشاهد وأرغب؟

في هذا السياق، تتزايد الحاجة إلى تفكيك العلاقة بين الإنسان والتكنولوجيا من جديد. فنحن لم نعد فقط نستخدم التكنولوجيا، بل يُعاد تشكيلنا من خلالها، وقد أصبح الذكاء الاصطناعي شريكًا خفيًا في اتخاذ القرارات، وتوجيه السلوك، وحتى في تكوين القيم وتصورات العالم. منصات مثل تيك توك ويوتيوب وإنستغرام لم تعد وسائط ترفيهية فحسب، بل منصات لإنتاج الثقافة والهوية والسلوك الاستهلاكي.

إعلان

ولعل المفارقة الكبرى تكمن في أن هذه التكنولوجيا التي وُعدنا بها كوسيلة لتحرير الإنسان، باتت تخلق أشكالًا جديدة من التبعية. فمن جهة، تسهّل الحياة وتختصر الوقت، لكنها من جهة أخرى تُعيد تشكي إدراكنا بطريقة غير مرئية. إنها "القوة الناعمة" الأشد تأثيرًا في تاريخ البشرية.

في ظل هذا الواقع، لا يكفي أن نُحمّل الأفراد مسؤولية التكيف. المطلوب هو تفكير جماعي لإعادة توجيه العلاقة بين الإنسان والتكنولوجيا. المؤسسات التعليمية مطالبة بأن تراجع مناهجها، لا فقط لتُدخل التقنية، بل لتُعيد التوازن بين ما هو رقمي وما هو إنساني.

الأسرة، بدورها، لم تعد فقط مصدرًا للقيم، بل أصبحت "ساحة مقاومة" للحفاظ على الحميمية في وجه التمدد الرقمي. أما صانعو السياسات، فعليهم مسؤولية أخلاقية وتشريعية للحدّ من تغوّل التكنولوجيا في تفاصيل الحياة اليومية، ووضع ضوابط تحمي الأجيال من فقدان الجوهر الإنساني.

ينبغي ألا يكون السؤال: كيف نُقلل من استخدام التكنولوجيا؟ بل: كيف نستخدمها بطريقة تحافظ على إنسانيتنا؟ كيف نُدرّب أبناءنا على التفكير النقدي، والقدرة على التأمل، والانفتاح العاطفي، لا فقط على البرمجة والتصميم؟

نحن نعيش لحظة مفصلية، لحظة يُعاد فيها تعريف الإنسان، لا بالمعنى البيولوجي، بل بالمعنى الوجودي. وإذا لم نُحسن إدارة هذا التحوّل، فإننا قد نخسر القدرة على أن نكون ذاتًا فاعلة حرة في عالم تتزايد فيه السيطرة غير المرئية للأنظمة الذكية.

المستقبل لا تصنعه الآلات، بل الإنسان الذي يعرف كيف يتعامل معها. ولهذا، فإن المعركة الأهم ليست بين الأجيال والتكنولوجيا، بل بين الإنسان وإنسانيته.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • أخيرًا .. جوجل تتحرك لإتاحة غلق شاشة بيكسل بنقرتين فقط
  • مبادرة أمريكية جديدة لتعزيز تعليم الذكاء الاصطناعي بين الشباب
  • المملكة تحقق مستهدف رؤية 2030 بتسجيل 8 مواقع سعوديةباليونسكو (فيديو)
  • الرئيس الصيني: الذكاء الاصطناعي سيغير أسلوب الحياة البشرية بشكل جذري
  • شراكة بين «محمد بن راشد للإسكان» و«بيوند ليميتس» للذكاء الاصطناعي
  • جوجل: مساعد Gemini قادم قريبا إلى ساعات Wear OS وسيارات Android Auto
  • حمدان بن محمد: أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي سيصبح محطة سنوية تستضيف صناع مستقبل التكنولوجيا من حول العالم
  • حمدان بن محمد: أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي سيصبح محطة سنوية تستضيف صناع مستقبل التكنولوجيا من حول العالم بدبي
  • لطافتك تكلف الذكاء الاصطناعي الملايين!
  • يساعدك في اتخاذ القرار.. كيف يغيّر الذكاء الاصطناعي صورة الإنسان عن نفسه؟