روسيا تقول إنها تبحث كل الفرضيات.. فمن وراء مقتل بريغوجين؟
تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT
أكّد الكرملين أنّ المحقّقين الروس يدرسون كل الفرضيات، بما في ذلك "الجريمة المدبّرة" في تحقيقاتهم بخصوص مقتل بريغوجين.
لم يقدّم المحققون أيّ تفسير أو أدلّة، بعد أسبوع على مقتل رئيس مجموعة "فاغنر" يفغيني بريغوجين ومساعديه في حادث تحطم طائرته الخاصة خلال رحلة من موسكو إلى سانت بطرسبرغ، بينما ترى دول غربية أنّ الكرملين يقف وراء الكارثة الجوية.
الإعلان عن مقتل يغفيني بريغوجين، "طباخ بوتين" وصديقه المقرب، بعد شهرين من قيادته تمرد على سيد الكرملين طرح أسئلة وجيهة أكثر مما قدم من إجابات شافية.
مقطع فيديو قديم يثير تكهنات حول مصير رئيس مجموعة فاغنرأعاد نشر حوار قديم في مقطع فيديو لرئيس مجموعة فاغنر الراحل يفغيني بريغوجين، إحياء نظريات حول أوضاع الجيش الروسي، أوضح فيها أن روسيا توجد على شفا الانهيار بسبب تكميم المؤسسة العسكرية للأفواه التي تبوح بالحقيقة.
لجنة تحقيق روسية: فحوص جينية تؤكد مصرع بريغوجينأكدت السلطات الروسية رسميا مصرع رئيس مجموعة فاغنر الروسية الخاصة يفغيني بريغوجين خلال حادث تحطم طائرة وقع شمال موسكو في الثالث والعشرين من الشهر الجاري. مؤكدة تحديد هوية جميع الضحايا العشرة الذين لقوا حتفهم في الحادث.
وردّاً على سؤال، أكّد المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أنّلجنة التحقيق الروسية تدرس كلّ الاحتمالات.
وقال خلال إحاطته الصحافية اليومية عبر الهاتف "نظراً لعدم توصل التحقيق إلى نتائج، لا أستطيع التحدّث عن الأمور بدقة، لكن من الواضح أنّ هناك روايات مختلفة، من بينها (...) الجريمة المدبّرة". وأضاف "لذا، دعونا ننتظر نتائج تحقيقنا الروسي".
وفي نهاية الأسبوع الماضي، وصف بيسكوف التلميحات ولا سيّما تلك الصادرة من دول غربية إلى أن الكرملين أمر باغتيال رئيس مجموعة فاغنر بأنّه "كذب محض" و"تكهنات". وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وصف بريغوجين بأنه "خائن" في خطاب وجّهه إلى الروس خلال تمرّد فاغنر يومي 23 و24 يونيو/حزيران.
لكن بعد مقتل بريغوجين قال بوتين في تصريح عبر التلفزيون "عرفت بريغوجين لفترة طويلة جدا، منذ مطلع التسعينيات. (...) ارتكب أخطاء جسيمة في حياته، لكنه حقّق النتائج المرجوة". ودُفن بريغوجين الثلاثاء في مراسم مغلقة أقيمت في مدينته سان بطرسبرغ.
لكنّ أنصاره تمكّنوا اليوم الأربعاء (30 آب/ أغسطس 2023) من القدوم والصلاة عند قبره الذي يعلوه صليب خشبي وتحيط به الزهور. وارتدى بعضهم ملابس تحمل شعار المجموعة المسلّحة.
وقالت أيغول (38 عاما) التي جاءت إلى مقبرة بوروخوفسكوي حيث دُفن بريغوجين "أعتقد أنه كان مدافعاً عن بلادنا، فماذا يمكن أن يكون غير ذلك في حين أعطاه رئيسنا أوسمة؟ لقد مُنح أوسمة لأنه دافع عن بلادنا"، مؤكدةً ثقتها بالرئيس فلاديمير بوتين.
وأطلق بريغوجين تمرّده للإطاحة بوزير الدفاع ورئيس الأركان اللذين اتّهمهما بعدم الكفاءة وبمنع تزويد مقاتليه في أوكرانيا بالذخيرة.
وانتهى التمرّد بعد زهاء 24 ساعة بوساطة قادتها بيلاروسيا بين الكرملين وقادة فاغنر، وبدا أن بريغوجين تمكّن من الإفلات من غضب الكرملين بالموافقة على الذهاب إلى المنفى في بيلاروسيا ومواصلة أنشطته في إفريقيا.
ع.ش/أ.ح (أ ف ب)
المصدر: DW عربية
كلمات دلالية: الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رئيس مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين دويتشه فيله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رئيس مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين دويتشه فيله رئیس مجموعة فاغنر
إقرأ أيضاً:
نيويورك تايمز: هكذا انهارت في مالي صورة فاغنر القوية
يقول تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إن صورة مرتزقة فاغنر الروسية، التي طالما عُرفت بسمعتها القوية، تداعت في أفريقيا بعد أن تعرضت لهزيمة كبيرة في مالي يوليو/تموز الماضي على يد المسلحين هناك.
وأوضحت الصحيفة في التقرير، الذي كتبه 4 من مراسليها، أن تلك الهزيمة التي تعرضت لها فاغنر لم تكن متوقعة وتكبّدت خلالها خسائر جسيمة في شمالي البلاد خلال معركة شرسة ضد جماعات أزوادية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2أويل برايس: بغداد تسعى لإنهاء شبه استقلال إقليم كردستانlist 2 of 2جندي بريطاني بالجيش الإسرائيلي: مقاتلو حزب الله هم الأفضلend of listوأشار التقرير إلى سقوط 46 مقاتلا، على الأقل، من مرتزقة فاغنر، إضافة إلى مقتل 24 جنديا من الجيش المالي المتحالف مع فاغنر، وهو ما يُعد أحد أكبر الإخفاقات التي تعرضت لها المجموعة في أفريقيا.
إحدى أهم المحطاتوأضاف التقرير أن هذه المعركة، تُعد إحدى أهم المحطات التي كشفت عن التحديات التي تواجهها فاغنر في التعامل مع التضاريس الوعرة لمالي، حيث أظهرت قدرتها المحدودة في مواجهة المسلحين المحليين الذين يقاتلون بأساليب حرب العصابات.
وبيّن التقرير أن مسلحي الأزواد كانوا على معرفة جيدة بطبيعة المنطقة واستخدموا هذا التفوق لصالحهم، مما جعلهم قادرين على إلحاق خسائر جسيمة بمرتزقة فاغنر والجيش المالي المتحالف معهم.
وحسب نيويورك تايمز، فإن فاغنر، التي تعتبر ذراعا عسكريا لروسيا في أفريقيا، كانت تسعى لبسط نفوذها في مالي وملء الفراغ الأمني الذي خلفه انسحاب القوات الفرنسية. ومع ذلك، فإن هذه الانتكاسات بدأت تطرح أسئلة حول مدى قدرة فاغنر على تحقيق الاستقرار في المناطق المضطربة.
ليست حادثة معزولة
ولم تكن معركة يوليو/تموز مجرد حادثة معزولة، بل هي جزء من سلسلة معارك طاحنة بين فاغنر والمسلحين المعارضين لوجود فاغنر بشمال مالي. وتشكل هذه الاشتباكات العنيفة بين الطرفين تهديدا لوجود فاغنر، التي لم تتمكن بعد من فرض سيطرتها المطلقة على المنطقة.
وأفاد المراسلون بأن هذه المعركة أسفرت عن نشر مقاطع فيديو صادمة عبر الإنترنت تُظهر جثث مقاتلي فاغنر بعد تعرضهم لهزيمة كبيرة، وقد انتشرت هذه المشاهد بسرعة على وسائل التواصل الاجتماعي، مما تسبب في زعزعة صورة فاغنر القوية وأثارت تساؤلات حول كفاءتها القتالية في مالي.
وصورت هذه الفيديوهات -التي تداولها المسلحون- جثث مرتزقة فاغنر على الأرض، وعرّضت -بشكل غير مباشر- الصورة التي حاولت المجموعة أن تروّج لها باعتبارها قوة لا تُهزم، لهزة قوية، إذ تجد فاغنر صعوبة في مواجهة هذه الحملات الإعلامية، خاصة أن خسائرها الموثقة بالصوت والصورة جعلت من الصعب عليها إنكار حجم الهزيمة التي تعرضت لها.
إضعاف عملية التجنيدوأفاد التقرير بأن هذه الخسائر لم تؤثر فقط على صورة فاغنر العسكرية، بل تجاوزت ذلك لتؤثر على جهودها في تجنيد العناصر الجدد، إذ كانت تعتمد سابقا على سمعتها بأنها قوة عسكرية لتحقيق الأمان النسبي لمجنديها، ولكن عديدا من المرشحين المحتملين للانضمام إليها بدؤوا يترددون بعد مشاهدتهم مقاطع الفيديو التي تكشف عن ظروف القتال القاسية والخسائر الفادحة.
وبدأت فاغنر تواجه تحديات كبيرة في الاحتفاظ بقوتها البشرية، خصوصا بعد مقتل شخصيات بارزة كان لها دور كبير في استقطاب المجندين، وقد تؤدي هذه الخسائر إلى تقليص عدد المجندين الجدد وتعرقل قدرتها على العمل بكفاءة في مالي وبقية المناطق.
قد يُعاد النظر في دعمهاوأشارت نيويورك تايمز إلى أن القيادة الروسية، التي دعمت فاغنر بشكل كبير في أفريقيا، بدأت تعيد النظر في دعمها المستمر بعد أن أظهرت المجموعة عجزا عن بسط سيطرتها التامة في مالي، وقد تدفع هذه الخسائر روسيا إلى إعادة تقييم إستراتيجيتها العسكرية في القارة، خاصة إذا ما استمرت فاغنر في تكبّد مثل هذه الخسائر المتلاحقة.
وكانت فاغنر تُعد إحدى الأدوات المهمة لتعزيز نفوذ روسيا في أفريقيا، إلا أن هذه الانتكاسات أثّرت بشكل واضح على هذا التوجه، وقد تدفع بموسكو إلى اتخاذ إجراءات تصحيحية لتجنب مزيد من الأزمات.
وقد اعتمدت فاغنر سابقا على إستراتيجيات متعددة في أفريقيا لتعزيز وجودها، بما في ذلك تقديم دعم عسكري للقوات المحلية مقابل استخراج الموارد. ومع ذلك، فإن تراجع قوة هذه المجموعة قد يضعف من قدرتها على استخدام هذه الإستراتيجيات بشكل فعّال؛ إذ إن المجندين الجدد لم يعودوا يرون في فاغنر فرصة آمنة، مما أدى إلى تراجع الطلب على خدماتها العسكرية في المناطق المضطربة.
"ربما يستبدلونها"وذكر كتّاب التقرير بالصحيفة الأميركية أن تزايد الضغوطات على فاغنر نتيجة لهذه الخسائر قد يؤدي إلى توترات جديدة بين روسيا والدول الأفريقية التي تعتمد على الدعم العسكري الروسي، فعديد من الحكومات في المنطقة قد تبدأ في البحث عن شركاء بديلين لتأمين مصالحها، وهو ما قد يؤثر بشكل كبير على إستراتيجية موسكو في القارة الأفريقية.
ولفتوا إلى أن مصير فاغنر في مالي ومناطق أخرى من أفريقيا ما زال غير مؤكد، خاصة في ظل الاستياء المتزايد من فشل المجموعة في تحقيق الأهداف المعلنة، وهو ما يعني أنه على فاغنر اتخاذ خطوات جادة لإعادة بناء سمعتها بوصفها قوة عسكرية فعالة، بما في ذلك تحسين كفاءتها في المعارك والتكيف مع الأساليب القتالية الجديدة للمسلحين.
وختم الكتاب التقرير بالقول إن ردود الفعل الدولية على فشل فاغنر في مالي كانت متباينة، إذ استغل بعض المراقبين هذه الفرصة لتسليط الضوء على المخاطر المرتبطة بالتدخل العسكري الروسي في أفريقيا، كما أن ازدياد الانتقادات قد يؤدي إلى ضغوط على الحكومات التي تواصل التعامل مع المجموعة.