مهيار خضور لـ «الراي»: الشكل انتصر في الدراما
تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT
بموهبة استثنائية فرض الممثل مهيار خضور نفسه كنجم بارز من نجوم الدراما السورية الذين تمكّنوا من الوصول الى كل العالم العربي عبر سلسلة من الأعمال المميزة التي حظيت بنسب مشاهدة عالية جداً.
خضور يتحدث لـ «الراي» عن رأيه بالدراما التي تُقدم حالياً وعن رؤيته الخاصة للفن ومشواره:
هل تختلف سبل الوقاية في آخر الصيف عن أوله؟ منذ 23 ساعة شيخة العسلاوي لـ «الراي»: ما راح أهد الغناء لو مهما يصير منذ 23 ساعة
* هل يمكن القول إن الممثل المحظوظ هذه الأيام هو الذي تتاح له الفرصة للمشاركة في أعمال مشترَكة وخصوصاً أنها متابَعة ومنتشرة على مستوى العالم العربي؟
- لا أعرف إذا يمكن أن نقول إنه محظوظ أم أنه يشارك في الأعمال المطلوبة حالياً لأنها تحظى بنسبةٍ عالية من التسويق أكثر بكثير من غيرها من الأعمال، ولا شك أن هذا الأمر يصبّ في مصلحته.
* هل يمكن أن نصنّف هذه الأعمال في خانة الموضة أم أنها ستستمر خلال الفترة المقبلة؟
- لا أعرف إذا كانت تصح عليها تسمية موضة، ولكن الدراما المشترَكة هي شكل جديد من الدراما ومع الوقت لا بد أن يولد نوع جديد ويحلّ محلها. في الأعوام الماضية كنا نقوم بدبلجة الأعمال التركية أما اليوم فصرنا نصنعها ونصوّر نسخة عربية منها.
* وما الفارق بين الدراما المشتركة التي يتحدث عنها الممثلون المخضرمون التي كانت تُصور في اليونان والدراما المشتركة التي تُقدم حالياً؟
- التغييراتُ لها علاقة بأماكن التصوير والاستديوهات وتجهيزات التصوير وهي كانت متوافرة أكثر في تلك الدول في تلك المرحلة، واليوم صار الاستهلاك أكبر وذاكرة المشروع أصبحت قصيرة عند المُشاهِد في ما خص الأعمال الجديدة مقارنةً مع الأعمال القديمة التي لا يزال الناس يتحدّثون عنها حتى اليوم. صحيح أن هناك أعمالاً تضرب وتتصدر الترند وتحظى بنسب مشاهدة عالية ولكنها تُنسى بعد فترة قصيرة من انتهاء المسلسل.
* وهذا يعني أن الاهميةَ الوحيدة للأعمال المشتركة بالنسبة للممثل هي أنها تؤمن له الانتشار؟
- هذا صحيح.
* وهل الممثل الذي يبرز في هذه الأعمال لا يكون بالضرورة ممثلاً جيداً؟
- الشكل هو الذي انتصر خلال الأعوام الماضية وسينتصر خلال السنوات اللاحقة.
* وهل تحاول كممثل الاستفادة من هذه الأعمال مع أنها تحقق نجاحاً آنيا كي تصبح معروفاً ويشاهدك الناس في أعمال أخرى مهمة؟
- ليس بهذه الدقة، بل الأمر له علاقة بمشروعي وبرحلتي مع المهنة. أنا ممثل محترف، ومشواري مع المهنة طويل وتطلعاتي بعيدة المدى. وهناك مرحلة ضرورية لا بد أن أمرّ فيها لخدمة شيء في مكان ما. هي عملية بناء وتَراكُم لرحلة فنية طويلة.
* تملك رصيداً كبيراً ومتنوعاً ولكن هل تعتبر أنك أصبحتَ من النجوم السوريين الأكثر طلباً في هذه المرحلة تحديداً؟
- يصحّ هذا الكلام على نوعية الأعمال التي تُقدم في هذه المرحلة. ولكنني تخرجت من المعهد العالي للفنون المسرحية عام 2007 وبدأتُ العمل في التلفزيون في العام نفسه وقدمتُ أشكالاً وأنواعاً مختلفة من الأعمال التي تراكمت مع الوقت. ونجاحي اليوم هو حصاد لما بنيته خلال الأعوام السابقة وله علاقة بانتقائي للدور وفهمي للمشروع، مع أنني يمكن أن أخطئ أحيانا وليس بالضرورة أن أصيب دائماً.
أي مشروع هو ظرف مقفَل ويمكن أن أستقرىء 60 في المئة منه والـ 40 الباقية يكون الحُكْم فيها للجمهور وللأعمال التي يرغب بمتابعتها في مرحلة ما. وإذا دققنا جيداً نجد أن كل الأعمال تقلّد بعضها البعض حتى أنها تكاد تتشابه، سواء الأعمال المقتبسة أو أفكار المسلسلات القصيرة المستنسخة عن مشاريع لأعمال عالمية. ولكن عندما يتوافر مخرج ذكي يعرف كيف ينتقي الأفكار وممثلون أكفاء يتعبون ويقدمون أفضل ما عندهم، تكون النتيجة أعمالاً متميزة وتحظى بنِسب مشاهدة عالية.
* وكيف يحقق الممثل المعادلة بين إرضاء نفسه وبين إرضاء متطلبات السوق وإرضاء المشاهد؟
- من خلال التوازن الذي يمكّن الممثل من تقديم الجديد في كل مشروع.
* وهل يقبل الممثل بالأعمال التي ترضيه دائماً؟
- ليس دائماً. الظروف أو المرحلة تحكم أحياناً وتفرض نفسها على الممثل.
* وهل يمكن القول إن المال والنجومية والانتشار هي أولويات الممثل اليوم؟
- العنصر المادي أساسي بالنسبة للممثل وهو المقابل الذي يتقاضاه لقاء تعبه. ولكن نجاح العمل يشكل النسبة الأكبر في سلّم أولوياته، لأنه هو الذي يبقى ويرسخ ويشكل له عائداً معنوياً يخدمه في مشاريعه اللاحقة.
* هل ترى أن لدى الجمهور العربي الوعي الكافي في اختيار الأعمال والحكم على الفنان بشكل صحيح وخصوصاً أن رصيدك يضم أعمالاً مهمة أكثر من تلك التي قدّمتَها في الفترة الأخيرة؟
- المُشاهد يعتاد ما نقدمه له. هو يبحث بين القنوات، والمحطة هي التي تجعل المشروع مهماً من طريقة تسويقه وتجذب الجمهور إليه لا شعورياً فيشعر بالرغبة في مشاهدته.
بوجود المنصات والفضائيات والانترنت والمسلسلات القصيرة والأفلام القصيرة يبحث المُشاهد عن الوجبة السهلة، ولا يوجد دائما جمهور انتقائي نخافه كصنّاع دراما بالدرجة الأولى، لأن مهمّتنا إرضاء ذائقة المُشاهد ككلّ. المشروع الدرامي كبير جداً وليس بإمكان الممثل أو المخرج أن يصنعه بمفرده بل هو توجُّه يرتبط بسياسة المحطة وبولادة المشروع كوننا نتوجه إلى جمهور عربي كبير جداً، ولا شك أن دور الدراما كبير جداً من خلال المواضيع التي تطرحها والمفاهيم التي تناقشها، وبقدر ما نقوم بمشاريع مدروسة على مستوى كل هذه التفاصيل تكون النتيجة جيدة.
* في رأيك، هل المواضيع التي تطرحها الدراما العربية تشبه مجتمعها وخصوصاً في ظل تعريب الدراما التركية؟
- هي تشبه المجتمع العربي في بعض التفاصيل. الهَمّ الإنساني هو واحد، بعيداً عن اللغة. ونحن لا نتطرق الى عمق المجتمع العربي بل نركّز على الأفكار البسيطة، ولذلك تصلح المواضيع التركية لأن تتحوّل مسلسلات عربية تتناول الحب والخيانة والزواج والطلاق، وهي أمور موجودة في كل المجتمعات.
* هناك مَن يعتبر ان الهموم والضغوط التي يعيشها المواطن العربي تكفيه وأن الأعمال الخفيفة مناسبة تماماً ولا تشكل هَمّاً إضافياً على عاتقه؟
- هذا صحيح لكن هل مهمة صناعة الفن الترفيه فقط؟ المسألة تحتاج إلى توازن، والدراما عبارة عن خلطة والمضمون ضروري. وأنا لا أتحدث عن رسالة لأنني لم أعد أؤمن برسالة الفن لأنها أصبحت كلمة فضفاضة جداً، والمضمون الذي تقدّمه الدراما يجب أن يكون عميقاً يناسب مجتمعاً متنوراً فيه تاريخ وحضارة وهو ليس مجتمعاً سطحياً بل مجتمع مركّب وإشكالي.
المصدر: الراي
إقرأ أيضاً:
مخرجة «نوار عشية»: قصة الفيلم مستلهمة من معاناة الشباب
قالت خديجة لمكشر، مخرجة تونسية، ومؤلفة فيلم «نوار عشية» المشارك ضمن المسابقة الدولية في فعاليات الدورة الـ45 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، إن بداية عملها في المجال الفني كانت مخرجة للأفلام القصيرة، موضحة أن هناك الكثير من العقبات والتحديات التي واجهتها، إذ أنها لم تُخرج أي أفلام طويلة قبل ذلك.
وأضافت خلال مداخلة هاتفية عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، أن بداية الفيلم كانت عن طريق الإحساس بالمشكلات التي يواجهها الشباب من خلال متابعتها لمواقع التواصل الاجتماعي، مشيرة إلى أن قصة الفيلم كانت من وحي الخيال، ولكنها مستلهمة من الأحداث التي يعيشون الشباب بها، ف
فيلم «نوار عشية»وأشارت إلى أن فيلم «نوار عشية» دعم بعض الرياضات المختلفة، وكان له سبب رئيسي في انتشار «الملاكمة»، المهارة التي لا زالت حية في كل أرجاء تونس، إذ أنها بها نوعية من أنواع الدفاع عن النفس، وتمثل رياضة الأحياء الشعبية.