جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-10@21:58:25 GMT

أبو الفنون

تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT

أبو الفنون

 

وداد الإسطنبولي

بدايةً أُحاول أنْ أهدأَ وأتأنَّى في كِتابتي لهذا المقال الذي هو رؤيتي الخاصة ونقدي النافع فيما أصغيتُ إليه وخَبَرته من تلك المشاهد المرئية.

أقول: إنَّنا في مسرح الحياة الكبير الذي لا يخلو من العقبات والمطبات والأعمال والانشغالات، وتطوفُ حولنا أمورٌ كثيرة تُنسينا ابتساماتنا وضحكاتنا لهذا نجدُ أنَّ هذا المسرح الكبير الواسع أُخِذَ منه ذلك الفن العظيم ولُقِّبَ بأبي الفنون؛ لأن الحركة على خشبة أرضه تقتربُ من أرض الواقع في حياتنا، مُعلنًا بذلك عن ميزات هذا الفن وما يتضمنه من مهارات فنية وعملية وإيحاءات، إضافةً إلى اتصاله بالمجتمع مُباشرة؛ لأن مهمته العظيمة أولا تقديم تلك الرسائل الهادفة التي تُرسلُ إلينا بواقع فُكاهي، وحل القضايا الاجتماعية في إطار كوميدي، وإزاحة الهم عن كاهل الناس، وإخراجهم من رتابة الأحداث اليومية والروتين المبتذل إلى جو يسوده الضحك والابتسامة التي توسع الصدر، وكل هذا من خلال ذلك الجسد الذي يبذل جهدًا للوصول إلى ذلك القابع على كراسي المدرجات، يُحاول رسمَ قهقهة مُدوِّية على ملامحه، وأخرى تُثير معها دموع الابتسام.

هذا الفن الأصيل" المسرح" الذي شهدناه خلال فعاليات مهرجان خريف صلالة لعام 2023 في مسرحيتين هُما: "البمبي في الغربة" للكاتب القدير نعيم، والأخرى "عيال الرزة" للكاتب شامس. وكان هناك تفاعلٌ حركيٌّ بين فرقة طاقة الأهلية وفرقة السلطنة، وتقارب بينهما من حيث الرسالة الموصلة للمجتمع بعمل بديع. ولأبتعد عن الفرق لأنني لستُ بمحللة ولكنني أضعُ النقط على السطور كوني من المشاهدين فلي أنْ أُبدي رأيي فيها.

 يبدأ هذا العمل تفاعله عندما يرتفع ذلك الستار كاستيقاظ الشمس من سباتها مُشرقةً لتدخلَ السرور في القلوب، فيُقَدِّر ويحترم الطرفان المشاهد، نحن والعاملون على الخشبة بما تقتضيه عاداتنا وتقاليدنا، ثم الإيمان بالمواهب العائمة داخل النفس؛ فهي تؤدي ما لديها من فن للعلن دون تقييد؛ لأن المسرح لا يعرف القيد، فأجنحته تحتاج إلى الطيران بتحكمٍ واحترامٍ لسربها دون خدش.

التوافق واحترام الذات للذات أسس مهمة، والقصد ألا يتمادى أحد الأطرف في حركة ما وتكرارها مرارًا على حِساب زميله فقط لأنها أضحكت الجمهور فلربما تضر صاحبها في التمادي وأنت لا تدري.

الجموحُ في الكتابة هو ما يُظهر فن الكاتب بين السطور ويتفوق به، والمسرح كذلك على الممثل أن يكون جامحًا وجريئًا ليخرج بغزارة ذلك الفن الذي بداخله، وأذكر أن أعمال المشاهير من الفنانين العمالقة قد أبدعوا في كلِّ شيء، وتقمصوا التمثيل بكل أنواعه كغوار الطوشي، وناصر القصبي، وحسين عبد الرضا وغيرهم الكثير، وأسماؤهم بارزة وعظيمة بأعمالهم التي عُرِضَتْ بجدارة وبكل واقعية دون أن يخل هذا بالعادات.

التزين بالفن يتركُ أثرًا أنيقًا وعظيمًا، فافتحوا الآفاق أمام بعض المُمثلين فلربما لديهم مهارات أخرى، فهُم كنزٌ لقادمٍ أفضل يليقُ بعملٍ فني أصيل آخر.

الأعمال تحمل مواصفات النجاح والتميز، والشكر أبثه إلى الكاتب والمخرج اللذين بالفعل كانا بداية هذا الحراك.

ونرجو الاهتمام من المعنيين بهذه الفرق المسرحية التي تجسد واجهة للثقافة بشكل عام والمسرح بشكل خاص للارتقاء والتطوير والنهوض بمكانة الوطن.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

300 عمل فني يجسد الإبداع الطلابي في معرض "واحة فن 2" بالبريمي

البريمي- ناصر العبري

انطلقت فعاليات المعرض الفني "واحة فن 2" والذي أقيم في أجواء طبيعية وتراثية مميزة بفلج الصعراني بولاية البريمي، بتنسيق وإشراف من وحدة الفنون التشكيلية بدائرة الإشراف التربوي بتعليمية البريمي، وتحت رعاية سعادة الشيخ راشد بن سعيد الكلباني والي ولاية البريمي، وبحضور سيف بن حمد العبدلي المدير العام للمديرية العامة للتربية والتعليم لمحافظة البريمي، وعدد من أعضاء مجلس الشورى والبلدي والخبراء التربويين ومديري الدوائر ورؤساء الأقسام ومديري مدارس المحافظة والفنانين والمهتمين بالفن التشكيلي.

تضمن حفل الافتتاح إلقاء قصيدة شعرية وفعالية فنية من تقديم طلبة مدرسة الفاروق للتعليم الأساسي، وكلمة من اللجنة المنظمة احتوت على أهداف إقامة المعرض ورسائله التربوية، بعدها قام راعي الحفل والحضور بجولة في أركان المعرض الذي شهد مشاركة واسعة النطاق، حيث ضم أكثر من 300 عمل فني متنوع، يمثل نتاج أعمال طلبة 36 مدرسة حكومية وخاصة بالمحافظة في مادة الفنون التشكيلية بمختلف المراحل الدراسية بالإضافة إلى مجموعة من الأعمال الفنية المتميزة لمعلمي ومعلمات الفنون التشكيلية والبصرية بالمحافظة.

ويتطلع المنظمون لمعرض "واحة فن" في نسخته الثانية إلى تحويله إلى منصة سنوية مفتوحة تحتضن الإبداع الطلابي وتُجسّد تفاعل الفنون التشكيلية مع البيئة والتراث الغني للمحافظة لبناء جيل مُبدع وواعٍ ومُرتبط بعمق بهويته الثقافية، كما يسعى إلى تمكين الطلبة من التعبير عن ذواتهم من خلال الفنون التشكيلية، وتنمية مهاراتهم عبر سلسلة من الورش الفنية التفاعلية المصاحبة مثل ورشة الخط العربي وورشة الألوان المائية، بالإضافة إلى فعاليات مسائية تُقام خلال أيام المعرض، مما يثري تجربة الزوار وإتاحة الفرصة للاطلاع على تجارب فنية طلابية تعكس الهوية الوطنية وتنوع البيئة العُمانية.

وقالت عايشة بنت عبيد المزاحمية مشرفة مادة الفنون التشكيلية: "هذه المعارض تحفز روح المشاركة والتفاعل الإيجابي بين الطلبة والمعلمين والمجتمع المحلي من خلال العمل التعاوني داخل الورش والمشاركة الجماعية في تنظيم المعرض وتهيئة فضاء إبداعي يُظهر قدراتهم الفنية ويحتفي بتنوع أساليبهم التعبيرية كما يعد فرصة للتعبير عن أهمية الفنون في الحياة الثقافية والمجتمعية، وفي الختام قام راعي المناسبة بتكريم المدارس المشاركة والجهات المنظمة".







 

مقالات مشابهة

  • أول طالب ذكاء اصطناعي في مقاعد الدراسة الجامعية
  • وزير الثقافة يشارك في مناقشة علمية متميزة بمجمع الفنون والثقافة
  • 300 عمل فني تُجسِّد الإبداع الطلابي في معرض "واحة فن 2" بالبريمي
  • 300 عمل فني يجسد الإبداع الطلابي في معرض "واحة فن 2" بالبريمي
  • افتتاح معرض فني في حصن جبرين بولاية بهلاء
  • خالد جلال ولقاء سويدان وعايدة فهمي.. نجوم الفن يدعمون كارمن في أول أسابيع عرضه
  • ندوة صلاح أبو سيف بمحبي الفنون الجميلة.. غدا
  • «يو إف سي».. «حياكم في أبوظبي» 26 يوليو
  • وزير الثقافة يشارك في مناقشة علمية بمجمع الفنون والثقافة
  • وفاة الفنانة الأردنية رناد ثلجي