جريدة الرؤية العمانية:
2025-02-07@16:55:01 GMT

أبو الفنون

تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT

أبو الفنون

 

وداد الإسطنبولي

بدايةً أُحاول أنْ أهدأَ وأتأنَّى في كِتابتي لهذا المقال الذي هو رؤيتي الخاصة ونقدي النافع فيما أصغيتُ إليه وخَبَرته من تلك المشاهد المرئية.

أقول: إنَّنا في مسرح الحياة الكبير الذي لا يخلو من العقبات والمطبات والأعمال والانشغالات، وتطوفُ حولنا أمورٌ كثيرة تُنسينا ابتساماتنا وضحكاتنا لهذا نجدُ أنَّ هذا المسرح الكبير الواسع أُخِذَ منه ذلك الفن العظيم ولُقِّبَ بأبي الفنون؛ لأن الحركة على خشبة أرضه تقتربُ من أرض الواقع في حياتنا، مُعلنًا بذلك عن ميزات هذا الفن وما يتضمنه من مهارات فنية وعملية وإيحاءات، إضافةً إلى اتصاله بالمجتمع مُباشرة؛ لأن مهمته العظيمة أولا تقديم تلك الرسائل الهادفة التي تُرسلُ إلينا بواقع فُكاهي، وحل القضايا الاجتماعية في إطار كوميدي، وإزاحة الهم عن كاهل الناس، وإخراجهم من رتابة الأحداث اليومية والروتين المبتذل إلى جو يسوده الضحك والابتسامة التي توسع الصدر، وكل هذا من خلال ذلك الجسد الذي يبذل جهدًا للوصول إلى ذلك القابع على كراسي المدرجات، يُحاول رسمَ قهقهة مُدوِّية على ملامحه، وأخرى تُثير معها دموع الابتسام.

هذا الفن الأصيل" المسرح" الذي شهدناه خلال فعاليات مهرجان خريف صلالة لعام 2023 في مسرحيتين هُما: "البمبي في الغربة" للكاتب القدير نعيم، والأخرى "عيال الرزة" للكاتب شامس. وكان هناك تفاعلٌ حركيٌّ بين فرقة طاقة الأهلية وفرقة السلطنة، وتقارب بينهما من حيث الرسالة الموصلة للمجتمع بعمل بديع. ولأبتعد عن الفرق لأنني لستُ بمحللة ولكنني أضعُ النقط على السطور كوني من المشاهدين فلي أنْ أُبدي رأيي فيها.

 يبدأ هذا العمل تفاعله عندما يرتفع ذلك الستار كاستيقاظ الشمس من سباتها مُشرقةً لتدخلَ السرور في القلوب، فيُقَدِّر ويحترم الطرفان المشاهد، نحن والعاملون على الخشبة بما تقتضيه عاداتنا وتقاليدنا، ثم الإيمان بالمواهب العائمة داخل النفس؛ فهي تؤدي ما لديها من فن للعلن دون تقييد؛ لأن المسرح لا يعرف القيد، فأجنحته تحتاج إلى الطيران بتحكمٍ واحترامٍ لسربها دون خدش.

التوافق واحترام الذات للذات أسس مهمة، والقصد ألا يتمادى أحد الأطرف في حركة ما وتكرارها مرارًا على حِساب زميله فقط لأنها أضحكت الجمهور فلربما تضر صاحبها في التمادي وأنت لا تدري.

الجموحُ في الكتابة هو ما يُظهر فن الكاتب بين السطور ويتفوق به، والمسرح كذلك على الممثل أن يكون جامحًا وجريئًا ليخرج بغزارة ذلك الفن الذي بداخله، وأذكر أن أعمال المشاهير من الفنانين العمالقة قد أبدعوا في كلِّ شيء، وتقمصوا التمثيل بكل أنواعه كغوار الطوشي، وناصر القصبي، وحسين عبد الرضا وغيرهم الكثير، وأسماؤهم بارزة وعظيمة بأعمالهم التي عُرِضَتْ بجدارة وبكل واقعية دون أن يخل هذا بالعادات.

التزين بالفن يتركُ أثرًا أنيقًا وعظيمًا، فافتحوا الآفاق أمام بعض المُمثلين فلربما لديهم مهارات أخرى، فهُم كنزٌ لقادمٍ أفضل يليقُ بعملٍ فني أصيل آخر.

الأعمال تحمل مواصفات النجاح والتميز، والشكر أبثه إلى الكاتب والمخرج اللذين بالفعل كانا بداية هذا الحراك.

ونرجو الاهتمام من المعنيين بهذه الفرق المسرحية التي تجسد واجهة للثقافة بشكل عام والمسرح بشكل خاص للارتقاء والتطوير والنهوض بمكانة الوطن.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الشريك الأدبي بالباحة ينظّم أمسية عن تحولات المشهد المسرحي السعودي

المناطق_واس

نظّم الشريك الأدبي لهيئة الأدب والنشر والترجمة “المقهى الثقافي” بمنطقة الباحة اليوم، أمسية ثقافية بعنوان ” تحولات المشهد المسرحي السعودي ” بمشاركة المسرحي والقاص ناصر بن محمد العُمري، وبحضور عدد من المهتمين والمهتمات بشأن المسرح والإعلاميين بالمنطقة.

وقدّم العُمري نبذة عن مسيرة المسرح السعودي وتطوراتها في قطاع المسرح وأبعادها المستقبلية، مستعرضًا أبرز التحديات التي تواجه المسرح وأهمية تمكين القيادات المسرحية ورفع كفاءتها والحاجة لإنشاء معاهد متخصصة تبدأ باكتشاف المواهب المسرحية بأعمار صغيرة وتنمية مهاراتها.

أخبار قد تهمك “مركز الأرصاد” يصدر تنبيهًا من أمطار متوسطة ورياح شديدة على منطقة الباحة 26 يناير 2025 - 8:08 صباحًا مركز الأرصاد يصدر تنبيهًا من أمطار متوسطة ورياح شديدة على منطقة الباحة 12 يناير 2025 - 11:58 صباحًا

وأفاد بأن المشهد المسرحي السعودي شهد نقلة نوعية مؤخرًا عبر مبادرات متميزة ومتنوعة، تخلق أملًا في تحسين هذا الواقع من خلال تفعيل دور المؤسسات لإحياء المسرح وصياغته بما يجذب جمهورًا أوسع.

مقالات مشابهة

  • لينين الرملي ..صانع البهجة الذي اضحك الملايين
  • إطلاق 11 إصدارا مسرحيا متنوعا في الدورة التاسعة لمهرجان شباب الجنوب المسرحي الدولي
  • السيمفوني يعزف أعظم المؤلفات بقيادة الصعيدي على المسرح الكبير
  • جورج كلوني يعترف: التمثيل على المسرح مرعب!
  • المسرح الكبير يتجمل بأعمال تشايكوفسكى وبراعة عباسى ويسى
  • في هذا الموعد.. انتهاء عرض الموسم الثاني لمسرحية «مش روميو وجوليت»
  • الشريك الأدبي بالباحة ينظّم أمسية عن تحولات المشهد المسرحي السعودي
  • اليوم..ذكرى ميلاد المسرحي المصري يسري الجندي
  • في ذكرى ميلاده.. ما الكلمة التي جعلت فارق الفيشاوي يتخلى عن حلمه؟
  • تغريبة القافر بين الهنائي والقاسمي