أدى الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا في 6 فبراير الماضي والهزات الارتدادية الكبرى التي تبعته إلى وفاة حوالي 50 ألف شخص، ونزوح ما يقرب من 3 ملايين شخص، بحاجة الآن إلى مأوى.

كانت أديامان ذات الأغلبية الكردية أكبر الولايات تضررا، حيث كان عدد سكانها قبل الزلزال أكثر من 632 ألف نسمة، لكن العديد ممن نجوا فروا من المنطقة.

لم يتغير الكثير، عند عودة المتضررين الذين تركوا أديامان، رغم مرور أكثر من ستة أشهر على الزلزال، وفق ما نقلت الإذاعة الأميركية "إن بي آر" عن بعضهم.

منكوبون ممن بقوا في المدينة، يصطفون كل صباح بحثا عن رغيف خبز تقدمه مخبزة مؤقتة أقيمت لغرض التكفل بهم.

وقالت إحدى النساء، للإذاعة الأميركية إنها تأتي "إلى هنا" كل صباح، لأن هذا المخبز يقدم الخبز للعائلات المنكوبة.

تقول خديجة البالغة من العمر 34 عاما: "كل يوم ننتظر دورنا، ثم ندخل في الطابور".

وتقيم خديجة وأطفالها في شقة مؤقتة بعد أن فقدت منزلها في الزلزال، لكنها تقدمت بطلب للانتقال إلى سكن مؤقت آخر ليكون مسكنها التالي.

ووافقت خديجة وآخرون في أديامان على التحدث إلى مراسلي القناة الإذاعية الأميركية شريطة عدم الكشف عن هويتهم. 

ويشعر المنكوبون بالخوف من "الانتقام الرسمي" وفق وصف الإذاعة، في حال انتقاد استجابة الحكومة للزلزال.

مقابل هذا الوضع، يتحدث مسؤولون في العاصمة أنقرة عن حزمة مساعدات لإعادة البناء الخاص وهي مساعدات مباشرة للمتضررين للتكفل بترميم منازلهم، "لكنها ليست جاهزة بعد" ما أجج تكهنات وعدم يقين بشأن ما يمكن أن تقدمه فعلا، حكومة الرئيس رجب طيب إردوغان، الذي وعد بالتكفل بهم سريعا خلال الحملة الانتخابية التي قادته لقصر الرئاسة، لولاية ثانية، بُعيد الزلزال بوقت قصير.

فبعد عشرين عاما في السلطة، وعشية الانتخابات الرئاسية زار إردوغان جنوب تركيا وأطلق حملته الرسمية لإعادة انتخابه، مطلقا في الوقت نفسه وعودا بإعادة إسكان المتضررين في وقت قياسي "إذا أعيد انتخابه".

وقبل ستة أسابيع من انتخابات 14 مايو، كثّف الرجل وعود بإعادة الإعمار وذلك خلال زيارات خيام الناجين من الزلزال، بينما انتشرت صوره وهو يعانق نساء مسنات وأطفالا. 

وإردوغان الذي خاض حملته في 2003 على أنقاض زلزال 1999 في إزميت (شمال غرب، 17 ألف قتيل) من خلال إدانته لضعف النظام، فاز بولاية أخرى بناء على وعوده التي لم تطبق حتى الآن، وفق الشهادات التي استقتها الإذاعة الأميركية.

وفي مقابل الشكاوى التي تتعلق ببطء مشاريع إعادة إسكان المنكوبين، يؤكد إردوغان إحراز تقدم. 

وخلال مؤتمر عقد الشهر الماضي في برلين، أعلن أن جميع الحطام الناجم عن الزلزال قد أزيل وأن إعادة الإعمار جارية.

"لكن في أديامان، من الواضح أنه لم تتم إزالة جميع الأنقاض" تقول "أن بي آر".

أمينة، التي فرت من أديامان مع كثيرين في فبراير، تقول إنها وعائلتها تحاول الآن فهم كيفية إعادة بناء وترميم منزلهم المتهالك.

تقول: "لقد تعرض منزلي لعدة أضرار، وبما أنه يقع في الطابق الأرضي، فقد تضررت جدرانه الداخلية بشدة.. عدت للتو بعد خمسة أشهر، لم أتمكن من البقاء هنا، لم يكن هناك مكان نقيم فيه" ثم تابعت "الآن، عدنا مع أطفالنا، لكننا بقينا على سطح المنزل".

تقول أيضا إنها سعيدة بالعودة إلى أديامان، لكنها مثل كثير من الناس في هذا الجزء من تركيا، لا تستطيع أن تقول إن الحياة الطبيعية قد عادت إلى مدينتها.

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

عاجل: جماعة الحوثي تقول إنها قصفت أهداف عسكرية في ”تل أبيب” و ”عسقلان” بطائرات مسيرة

عاجل: جماعة الحوثي تقول إنها قصفت أهداف عسكرية في ”تل أبيب” و ”عسقلان” بطائرات مسيرة

مقالات مشابهة

  • أكشن مع وليد : هل المعطيات تقول أن الحمدان أفضل من البريكان
  • خليل: لبنان وحزب الله وافقا على المسودة الأميركية مع بعض التعليقات على المحتوى
  • التليغراف: إخفاقات مجموعة فاغنر تهزّ ثقة أفريقيا في وعود بوتين
  • إفلاس شركة الخطوط الجوية الأميركية سبيريت إيرلاينز: هل تنقذها إعادة الهيكلة أم تسقط إلى الأبد؟
  • ما هي الأهداف التي يمكن لأوكرانيا ضربها في روسيا بعد قرار بايدن؟
  • دريان استقبل وفوداً من عشائر العرب والجمعية الكردية
  • إعلام إسرائيلي: الإدارة الأمريكية لا تزال تضع العراقيل أمام تزويد تل أبيب بمزيد من السلاح
  • عاجل: جماعة الحوثي تقول إنها قصفت أهداف عسكرية في ”تل أبيب” و ”عسقلان” بطائرات مسيرة
  • تضرر العشرات من مواقع النزوح.. الهجرة الدولية: ''مأرب التي أصبحت ملاذاً للعائلات تواجه الآن تحديات جديدة''
  • من خزائن القصور إلى مزادات جنيف.. قلادة ماري أنطوانيت التي أشعلت الثورة تباع لشخص غامض!