المارينز في وادي حضرموت يستعرض عضلاته وهذان الطرفان يتحملان المسؤولية
تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT
نحن أمام كارثة ما فوق الوطنية كارثة صنعها الحوثي بالإنقلاب وتوفير موطئ قدم لتمدد النفوذ الإيراني، إلى منطقة تقاطع المصالح الدولية، وبالتالي أدخل اليمن ضمن الإستراتيجية الإمريكية والصراعات الدولية، دفاعاً عن الممرات المائية شريان الإقتصاد العالمي، وللدفاع عن مناطق إنتاج الطاقة ، وإحتواء الخطر الإيراني الآخذ بالتوسع، ورسم خطوط حمراء أمام توغلات موسكو وبكين في المنطقة بعد توسعهما في إفريقيا .
إيران تحارب بالحوثي لتحسين مكاسبها ، ضمن خارطة تقاسم المصالح ، بتهديد الملاحة وضرب قلب إقتصاد الثروات في السعودية.
ليس الحوثي وحده من جلب الإمريكان، إخوان اليمن بدورهم هم أيضاً من وفروا مسوغ للتدخل الإمريكي، من خلال زراعة ورعاية الإرهاب، وتقوية شوكته وتوفير العون له والمدد العسكري التسليحي، والغطاء الرسمي عبر هيكلته ضمن قوام الجيش المختطف من مثل هكذا تيارات.
المارينز في وادي حضرموت ليس للنزهة، بل لمسح ميداني وإستعراض عضلات وبعث رسائل قوة والإعداد للنقلة التالية، التي مازالت أبعادها خلف حُجب من السرية وان كان عنوانها الأبرز إلى جانب مكافحة الإرهاب، مواجهة إيران في اليمن .
إثنان يتحملان وجود المارينز وتبعات التدخل الإمريكي المباشر :
الحوثي بتقديم نفسه علانية كذراع تابع لإيران بإقحام اليمن ضمن صراعات قوى الإقليم، والتنافس الدولي الإمريكي الروسي الصيني ، والإصلاح بتبني الحرب على الإنتقالي بذراع الإرهاب دون أن يعي مخاطر هذه المراهقة السياسية، في جنوب أهميته تتعدى جغرافيته من خلال إشرافه على أهم الممرات وعقد الاقتصاد الدولي.
المصدر: المشهد اليمني
إقرأ أيضاً:
شاهد.. أطفال غزة يتحملون المسؤولية ويركبون الصعاب
غزة- لا تتوقف مأساة أطفال قطاع غزة عند قتلهم وإصابتهم في الغارات الإسرائيلية المتواصلة منذ عام ونصف العام، ومعاناتهم من النزوح والتشرد مع أسرهم، بل يجدون أنفسهم مجبرين على تحمّل كثير من المسؤوليات الجسام.
وبعد أن هجروا مدارسهم التي تحولت إلى مراكز إيواء، أو خرائب بعد أن دمرها جيش الاحتلال، تحوّل كثير من الأطفال إلى "تجار صغار" يجوبون الشوارع، عارضين بضائعهم البسيطة، على أمل الحصول على بعض النقود لسد حاجات عائلاتهم.
كما يتحمّل الأطفال العبء الأكبر في توفير احتياجات الأسرة من الماء، الذي يصطفون طوابير طويلة في انتظار الحصول عليه، قبل حمله مسافات بعيدة، وكذلك الحطب اللازم لطهي الطعام.
ما أن يصحو الطفل فايق أبو عاصي (15 عاما) فجرا، حتى يتجهز لرحلة جلب الماء، بنوعيه، العذب للشرب، والمالح للتنظيف، وهو ما يتطلب الوقوف في طوابير طويلة، حاملا الجالونات الفارغة، وراكضا أحيانا خلف سيارات المياه.
وتعد هذه المهمة، هي الأهم، والأصعب، وتحتاج إلى سرعة وصبر، حتى لا يفوته موعد التعبئة اليومي، الذي يكون عادة في الصباح الباكر.
وبعد أن يتم هذه المهمة الشاقة، يستعد لعمله الثاني المتمثل في بيع بعض السلع على "بسطة" في شارع عمر المختار وسط مدينة غزة.
إعلانولأجل هذا، يضع فايق بضاعته في عربة يدوية صغيرة، وينقلها "على دفعتين" ويمشي بها مسافة طويلة على قدميه.
وبعد نحو ساعتين من وجوده على "البسطة"، يترك شقيقه مكانه ويأخذ العربة اليدوية ويلف في السوق، كي يحمل للناس أغراضهم مقابل أجرة بسيطة، قبل أن يعود للبسطة مساء ويلم البضاعة ويرجع بها إلى البيت.
وعندما يصل فايق إلى منزله ليلا، يكون الإرهاق قد نال منه، فينام فورا، كي يأخذ بعض الراحة قبل أن يبدأ في اليوم التالي تكرار المهمات الشاقة ذاتها.
يقول الطفل أبو عاصي للجزيرة نت، "نعاني بشدة من الحرب وما فعلته بنا، كان المفروض أن نكون في المدارس، نقضى يومنا في العمل والتعب، ونخشى أن نقتل في الغارات".
ويضيف "هذا العمل مرهق جدا، لكنه ضروري حتى نستطيع أن نعيش في هذه الحرب ونحصل على أكلنا وشربنا".
نزح الطفل محمد قاسم (9 سنوات)، وعائلته من بلدة بيت حانون أقصى شمال القطاع إلى مدينة غزة قبل نحو شهر، بعد استئناف إسرائيل العدوان.
وكي يساعد أسرته على تدبر أمورها اليومية، يجلس على حجر، قرب ساحة "السرايا" وسط المدينة، مناديا على بضاعة بسيطة أمامه، هي عبوات صغيرة من سائل الاستحمام "الشامبو"، وعلبة من "فلفل الشطة".
وطوال النهار، ينادي محمد على بضاعته بصوته الضعيف، على أمل أن يبيع بعضها كي يساعد أسرته.
يقول الطفل محمد للجزيرة نت، "حياتنا صعبة، كنا قبل الحرب نذهب إلى المدارس، الآن فقط نعمل طوال النهار، إذا لم نعمل لا نستطيع أن نعيش وأن نوفر الأكل والشرب".
ويكمل "إن شاء الله تنتهي الحرب قريبا".
لم يجد الطفل عبد الله عمارة، (15 عاما)، كرسيا أو حجرا يجلس عليه، أو طاولة يضع عليها بضاعته المكونة من سائل الكلور الخاص بالتنظيف، فجلس على الرصيف، وصفّ العبوات أمامه.
إعلانونزحت عائلة الطفل عبد الله إلى حي تل الهوى (غرب غزة)، قادمة من حي الشَعَف (شرق) قبل نحو شهر بعد أن اجتاحه جيش الاحتلال إثر استئنافه العدوان. كما هدم الاحتلال منزله وقتل عمه وزوجته.
ويقول عبد الله للجزيرة نت، إنه يصحو من الساعة 6 صباحا كي يحمل عبوات الكلور ويتوجه إلى بيعها في وسط شارع عمر المختار وسط غزة، الذي يبعد عن مكان إقامته نحو 3 كيلومترات.
ويضيف "أبيع الكلور حتى أحصل على لقمة العيش لي ولأسرتي، وكي أصرف على البيت مع أبي".
ويقول، إنه يتعب كثيرا خلال عمله، خاصة أنه يضطر إلى حمل العبوات في حقيبة والسير بها، والمكوث تحت الشمس الحارقة طوال النهار.
كما يعمل عبد الله في المنزل على جلب المياه وتعبئتها من بعيد، وخبز الطعام على النار. ويختم حديثه، "نتمنى أن تنتهي الحرب ونرجع إلى مدارسنا ومنازلنا وننهي هذا العذاب".
لم يجد الطفل محمد منيّة (15 عاما) رأس مال يشتري به بضاعة كي يتاجر بها، فلجأ إلى بيع الماء المثلج، وسط شارع عمر المختار.
وقصف الاحتلال منزل منيّة بحي الشجاعية شرقي المدينة، فجُرحت أمه وأشقاؤه في القصف، ونزحت الأسرة إلى غرب غزة.
وسبق أن عانت عائلته من النزوح إلى جنوبي القطاع ثم عادت أثناء وقف إطلاق النار، لكنها شُردت من جديد.
وتعاني أسرة محمد من صعوبات كثيرة في تلبية احتياجاتها اليومية من طعام وشراب، وهو ما دفعه إلى بيع الماء المثلج للمارة، حيث يشتري أكياس نايلون ويعبئها ماءً عذبا ثم يثلجها ويبيعها وسط الشارع.
وفي آخر النهار يكون محمد مرهقا جدا وقد بحّ صوته من المناداة لبيع الماء.
ويتمنى الطفل الغزي انتهاء الحرب، والعودة إلى المدرسة، خاصة أنه يقول، إن مستواه التعليمي ضعف جدا، وإذا استمر هذا الوضع فسوف ينسى القراءة والكتابة.
إعلانولم يدرس منية منذ بداية الحرب ولم يستطع أن يتعلم عبر الإنترنت من خلال المنصات التي أطلقتها وزارة التربية والتعليم لصعوبة الوصول إلى الإنترنت والتكلفة العالية لذلك.
دنيا معروف، طفلة عمرها 12 عاما، لم تجد أسرتها مأوى سوى خيمة بسيطة على رصيف شارع الوحدة، وسط مدينة غزة.
الخيمة بسيطة ومتواضعة وبُنيت على شكل هرم لتوفير الخشب والقماش، ولا تتسع للأسرة. وعلى باب الخيمة، تبيع دنيا بعض الأطعمة المنزلية التي تطهوها أمها.
وتبدأ عملها من الصباح الباكر وحتى آخر النهار مع أذان العشاء، مبررة ما تتعرض له من تعب، "أنا هنا طول النهار من أجل رزقتنا ورزقة إخوتي. نتمنى أن تنتهي الحرب قريبا حتى نعود لمنزلنا ولمدارسنا".
وتختتم "حياتنا صعبة جدا، ننتظر التكية من الصبح علشان نأكل ونشرب. ونعمل في البسطة حتى نستطيع أن نعيش".