جريدة الرؤية العمانية:
2024-09-07@17:54:37 GMT

انتبهوا.. أبناؤنا في خطر

تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT

انتبهوا.. أبناؤنا في خطر

 

خليفة بن عبيد المشايخي

halifaalmashayiki@gmail.com

 

يتجه العالم اليوم وغداً وبعده إلى التغلغل في ثورة رقمية هائلة وإلى ظهور تقنيات عالية ستحدثها كبرى الشركات العالمية المتخصصة في ذلك والمصنعة لها وللرقميات والأجهزة اللوحية والحواسيب والإنترنت والتكنولوجيا والجوّالات، وبرامج البث والإرسال والاستقبال والتواصل الاجتماعي، مما سيخلق تنافسا محموما بينهن في غزو جديد بكل ما هو ضار ونافع، هذا الكوكب الذي أصبح قرية كونية مصغرة، يعلم ما في أولها آخرها والعكس، فالعالم سيكون أمام ومع كل جديد وحديث في عالم الرقميات والتقنية، سيجعل البشر في حال ذهول وانشغال مستمر، وسيكون ذلك حتى على مستوى الكبار من الجنسين والناشئة والصغار والأطفال.

وإذا كانت برامج التواصل الاجتماعي والتطبيقات والمنصات الإلكترونية والرقمية كالواتس اب والسناب شات والانستجرام والتوك توك وتويتر والفيسبوك واليوتيوب وغيرها الكثير من هذه البرامج عطلت الكثير واشغلت الكثير عن الأهداف السامية العلمية منها والعملية والإنسانية والأخلاقية بما تقدمه وتروج له ويحدث فيها ويعرض؛ سواء بسرية تامة أو بشكل علني، نتج عنه تغير في عادات البشر وأخلاقهم وتعاملهم وسلوكهم، وانغماس بعضهم في أمور سيئة كإقامة علاقات محرمة وتواصل مخل بالأدب والشرف، يتيح للطرفين ارتكاب أخطاء تضر بالأسرة وبمكوناتها يكون نتيجتها حدوث طلاق وضياع الأطفال وتشردهم، ما جعل المؤسسات الحكومية والأمنية والقضائية تواجه ضغطًا كبيرا في تلقي أعداد كبيرة من الشكاوى والمشاكل والقضايا والبلاغات التي تسجل وتأتي إليهم وتحدث وينظر فيها بشكل يومي.

مع تلك المعطيات والأحداث المؤسفة اليومية، فإنَّ المؤشرات تقول إن القادم سيكون أكثر خطورة وسوءًا ودمارًا ومشاكلَ، خاصة إذا علمنا أن نسبة ما يعرض في وسائل التواصل الاجتماعي ويحدث في المجتمع من دروس دينية وإصلاحية قليل جدًا، مقارنة مع ما يُنشر ويعرض من فساد وتفسخ وانحلال في القيم والآداب والأخلاق والقيم الإسلامية الحميدة، والترويج لذلك وللفساد بشكل كبير.

الأمر الذي أشاع الفساد وأوجد ظاهرة سيئة أتت بها تلك الممارسات والأدوات والسبل والطرق والبرامج على نحو يشكل خطرًا وتهديدًا على استقرار وحياة الفرد والأسرة والمجتمع، التي انكوت بنيران تلك الممارسات والأفعال والبرامج المضللة التي استغلها البعض في التعري وقلة الأدب والتفسخ، وإعطاء صورة سيئة عن المجتمعات المحافظة أنها لم تعد محافظة، وإعطاء صورة أكثر فداحة عن سوء تربية الأشخاص؛ سواء رجالا أو نساء، وانعدام الأدب فيهم وكذلك انعدام الغيرة على الزوجة والبنت والأم والأخت، وإلا ماذا نسمي أعداد النساء اللاتي يعرضن أنفسهن بشكل يومي في تطبيقات مثل سنابشات وإنستجرام وفي السوشال ميديا بملابس خليعة كاشفة لأجسادهن، وهن متبرجات مبديات زينتهن لغير أزواجهن ومحارمهن.

إن كل ذلك يوحي باختفاء الحياء وانعدامه من وعن الكثيرين، وعدم وجود رادع أخلاقي ووازع ديني، وبات اللهث وراء الشهرة وطلب المال وحب الظهور وكل ذلك، على حساب الأدب وتربية الأجيال القادمة تربية حسنة أحد الأسباب الرئيسية المشجعة والمساعدة على انتشار الفساد.

كمية ما يعرض ويتداول اليوم يدل على كثرة القبيح والسيئ وانتشاره كانتشار النار في الهشيم، فمتى سنعي ذلك وسننتبه ونتصدى له؛ فالنار من مستصغر الشرر، وعدوى إصابة الشخص الصالح بما يعرض من فساد، حتمًا ستكون واقعة وحادثة لا محالة، لأن كثرة الطرق يبطل اللحام.

إن انطلاق العام الدراسي يوم الثلاثاء الماضي وتوجه أعداد كبيرة من طلابنا وأبنائنا إلى مدارسهم في ظل استخدام الكثير من طلابنا لهذه التطبيقات الإلكترونية، يُضاعف المسؤولية على الجهات الحكومية والإصلاحية والدعوية، لأن يكون التعليم والنهج العام للبلد انطلاقًا من هذا العام مختلفا تماما، من حيث التفكير في أنه كيف سنجعل استفادة طلابنا من التعليم والمواد التعليمية والمقررات الدراسية مفيدًا، في ظل ظروف تنهش الكثير من الأسر.

إعداد الكتب للطلاب في مختلف مراحلهم الدراسية، وصل أول أمس إلى أعداد كبيرة تجاوز بعضها إلى 18 كتابًا، فالسؤال الذي يطرح نفسه، متى سيجد الطالب وقتاً لقراءة وفهم كل تلك الكتب والمقررات، خاصة في الأسر والبيوت التي لا يتواجد فيها الأب والأم إلا بعد المغرب، لتواجدهم وارتباطهم بالعمل والوظيفة.

ففي ظل هذه الأوضاع ألن تكون برامج التواصل الاجتماعي وبقيتها وغيرها من وسائل الانحراف والفساد وإضاعة الوقت، هي الحاضنة لوقت أؤلئك الطلاب والناشئة والأبناء، في وقت أصبحت المرأة الأم كل وقتها في السوشال ميديا، تارة تصور نفسها وهي متبرجة منحلة من الأخلاق والأدب والعفة والشرف، وتارة تصور أكلها، وتارات أخرى مع مراسلة من يتغزل فيها ويبعث لها ممتدحا جمالها وحسنها، وهي تعيش الدور والتمثيلية والمصخرة وقلة الأدب، ومضحية بأولادها وزوجها وبيتها الذي لا تجده إلا قذرا ووصخا، بسبب عدم اهتمامها وعدم قدرتها على التنظيف والترتيب والمذاكرة لأولادها.

القادم بهذه الصورة والكيفية سيجعل المشاكل متفاقمة في البيوت، وسنرى أعدادًا كبيرة من القضايا والبلاغات عن حدوث مشاكل في البيوت بين الزوج وزوجته، وبين أولياء الأمور وأولادهم، في وقت يفترض أن يكون هنالك زيادة وعي وفهم وثقافة وتدين وهداية وصلاح في المجتمع، فتلك المؤسسات والجهات التي ذكرتها صلاحياتها ومسؤولياتها معروفة ومحدودة، وليس بإمكانها حل كل تلك المشكلات في كل بيت وفي كل أسرة.

الحل في زيادة الوعي وترسيخ الوازع الديني في نفوس النشء، لأنهم المستقبل المشرق الذي ينتظر وطننا في قادم السنوات.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

موانئ: ارتفاع طَنّيات المناولة بالموانئ بنسبة 26.57% خلال أغسطس 2024

 


حققت الموانئ التي تشرف عليها الهيئة العامة للموانئ "موانئ" خلال شهر أغسطس لعام 2024م ارتفاعًا في حجم الطنّيات المُناولة بنسبة 26.57% لتصل إلى 30،527،279 طنًّا، مقارنة بـ 24،118،698 طنًّا في الشهر نفسه من عام 2023م.
وسجلت أعداد الحاويات الصادرة ارتفاعًا بنسبة 18.76%، لتصل إلى 258،955 حاوية، مقارنة بـ 218،051 حاوية بالفترة المماثلة من العام 2023م، كما ارتفعت أعداد الحاويات الواردة بنسبة بلغت 15.24%، لتصل إلى 261،288 حاوية، مقارنة بـ 226،738 حاوية العام الماضي.
وبلغ إجمالي البضائع العامة 711،111 طنًّا، والبضائع السائبة الصلبة 4،832،305 أطنان، والبضائع السائبة السائلة 17،525،862 طنًّا، فيما استقبلت الموانئ 422،449 رأس ماشية، بانخفاض قدره 24.27%، مقارنة بـ 557،849 رأس ماشية في ذات الفترة لعام 2023م.
كما بلغ إجمالي أعداد الحاويات المناولة 685،647 حاوية، بانخفاض قدره 5.01%، مقارنة بـ 721،819 حاوية العام الماضي، كما انخفضت حاويات المسافنة بنسبة 40.29% لتصل إلى 165،404 حاويات، مقارنة بـ 277،030 حاوية خلال عام 2023م.
وانخفضت الحركة الملاحية بنسبة 4،18%، لتصل إلى 986 سفينة، مقارنة بـ 1،028 سفينة عام 2023م، كما سجلت أعداد الركاب انخفاضًا بنسبة 32.51%، لتصل إلى 50،345 راكبًا، مقارنة بـ 74،591 راكبًا العام الماضي، فيما شهدت أعداد السيارات زيادة بنسبة 24.51%، لتصل إلى 103،416 سيارة، مقارنة بـ 83،057 سيارة العام الماضي.
يُذكر أن الموانئ التي تشرف عليها "موانئ" حققت خلال شهر يوليو لعام 2024م ارتفاعًا في حجم الطنيات المُناولة بنسبة 9.11% لتصل إلى 27،382،403 أطنان، مقارنة بـ 25،096،888 طنًّا في الشهر نفسه من عام 2023م، كما سجلت أعداد الحاويات الواردة ارتفاعا بنسبة بلغت 15.72%، لتصل إلى 271،465 حاوية، مقارنة بـ 234،592 حاوية العام الماضي، بما يتماشى مع مستهدفات الإستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية بترسيخ مكانة المملكة مركزًا لوجستيًّا عالميًّا، ومحور ربط القارات الثلاث

مقالات مشابهة

  • عجز أعداد المعلمين.. مشكلة تبحث عن حل
  • الفلسفة والأدب بين إدراك الحقيقة ونسج الخيال 1
  • نجيب محفوظ.. ذلك المقاوم الأكبر
  • دراسة: تراجع أعداد الخفافيش تكلفته مميتة على البشر
  • الناتو: أوكرانيا حققت الكثير بمهاجمة كورسك الروسية
  • موانئ: ارتفاع طَنّيات المناولة بالموانئ بنسبة 26.57% خلال أغسطس 2024
  • ارتفاع طَنّيات المناولة بالموانئ بنسبة 26.57% خلال أغسطس
  • وقال كيربي: “حماس مسؤولة عن مقتلهم”، وكما قال الرئيس جو بايدن: قادة حماس سيدفعون ثمن ذلك. التقى الرئيس بالأمس مع فريق التفاوض لمناقشة الخطوات التالية. إن عمليات الإعدام التي جرت نهاية هذا الأسبوع تؤكد مدى إلحاح الأمر أكثر.” وأضاف كيربي:
  • رايتس ووتش: الكثير من الانتهاكات في فيلم حياة الماعز لا تزال موجودة.. نظام الكفالة عنصري
  • انتبهوا.. زخات مطرية رعدية مصحوبة بحبات برد متوقعة اليوم بعدة مناطق مغربية