ماذا تعرف عن لوكندة فيلادلفيا في قلب العاصمة عمان؟
تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT
"لوكندة فيلادلفيا" تم تشييدها عام 1928
أول فندق فخم في قاع المدينة، ظلّ مسرحا لأنشطتها الاجتماعية والاقتصادية ومخزن ذاكرتها السياسية منذ تشييده عام 1928 وحتى قرار هدمه عام 1986.
اقرأ أيضاً : الحاجة بستانة.. إحدى حارسات التراث بحياكة الصوف وغزله "فيديو"
وكان فندق فيلادلفيا محجّا للأردنيين وزوار المملكة لسبعة عقود وعلامة بارزة بين مدرج المدينة الروماني الضارب في التاريخ وسيلها الرقراق، قبل رصفه في منتصف القرن الماضي.
تزامنَ بناؤه مع ولادة إمارة شرق الأردن وتحوّلها تدريجيا إلى دولة مركزية في المنطقة.
دُشٍن رسميا عام 1928، بعد ثلاث سنوات على وضع حجر الأساس في "قرية" عمّان، التي تحولت بعد عقود إلى عاصمة كوزموبوليتانية تعجّ بالحياة، شُيّد قبالته في الفترة ذاتها مقر "مجلس النظّار"؛ أول حكومة أردنية عام 1921، كما استضاف مسابقات ملكة جمال الأردن بدءا من 1960، ونظّم معظم الحفلات الخاصّة والرسمية.
انفرد في استضافة كبار زوّار الأردن من زعماء ونجوم حتى سبعينيات القرن الماضي.
هدم بعد 6 عقودواستملكت أمانة عمان هذا الصرح عام 1986 ثم هدمته بدعوى تطوير محيط المدرج الروماني؛ بعد أن صمد لستة عقود شاهدا على تطور الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية لهذا البلد.
"صورة وحكاية"؛ سلسلة حلقات تختزل مائة عام من صيرورة الدولة وتسترجع مشاهد أمكنة متقادمة عبر إعادة رسم شكلها الحالي أو تزور أطلالها.
تتعانق بالمنطقة طرز معمارية مختلفة وتتداخل أنماط حياة، بعضها ظل شامخا يعاند الأزمان ومعاول النسيان، ومنها ما طواه تسارع الحداثة والهجران.
المصدر: رؤيا الأخباري
كلمات دلالية: عمان فندق امانة عمان امانة عمان الكبرى
إقرأ أيضاً:
مشهد العودة
بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، بدأ مئات الآلاف من الفلسطينيين النازحين بالعودة إلى ديارهم فى شمال قطاع غزة. وفقًا للمكتب الإعلامى الحكومى فى غزة، عاد حوالى 300 ألف نازح إلى محافظتى غزة والشمال عبر شارعى الرشيد وصلاح الدين.
تدفق العائدون سيرًا على الأقدام وعلى متن المركبات، حاملين أمتعتهم وأطفالهم، وسط مشاعر مختلطة من الفرح بالعودة والخوف مما سيجدونه من دمار فى منازلهم. العديد من العائدين وجدوا منازلهم مدمرة بالكامل، ما يضطرهم إلى الإقامة فى خيام أو ملاجئ مؤقتة. يُقدَّر أن العائدين بحاجة إلى ما لا يقل عن 135 ألف خيمة ومأوى لإعادة بناء حياتهم.
يأتى هذا التطور بعد اتفاق وقف إطلاق النار الذى تضمن تبادل الأسرى بين الجانبين. ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات كبيرة تواجه العائدين، بما فى ذلك نقص الخدمات الأساسية والدمار الواسع للبنية التحتية. تعمل المنظمات الإنسانية على تقديم المساعدات اللازمة، لكن حجم الدمار يجعل عملية إعادة الإعمار مهمة شاقة وطويلة الأمد.
فى الوقت نفسه، تستمر الجهود الدبلوماسية لضمان استقرار وقف إطلاق النار ومتابعة المفاوضات لتحقيق سلام دائم فى المنطقة. يأمل الفلسطينيون العائدون فى أن تكون هذه الخطوة بداية لإنهاء معاناتهم والعيش بسلام فى ديارهم.
القصص الإنسانية التى ظهرت مع عودة سكان غزة إلى ديارهم تعكس حالة الصمود بين الألم والأمل، مع بدء عودة سكان غزة إلى منازلهم بعد وقف إطلاق النار، برزت العديد من القصص الإنسانية التى تعكس معاناة الشعب الفلسطينى وقدرته على الصمود، رغم الدمار الذى خلفته الحرب.
أم لأربعة أطفال، عادت إلى حى الشجاعية الذى تعرض لدمار واسع، بعد أيام من النزوح، كانت تحمل حقيبة صغيرة بيد، وتجر طفلتها بيد أخرى. وجدت منزلها مدمرًا بالكامل، لكنها تفاجأت بوجود صور عائلية ملقاة بين الأنقاض. تقول تلك الأم:
«رأيت صورة زفافى بين الحطام، وكأنها تذكرنى بأننا سنعيد بناء كل شيء، كما بدأنا حياتنا من الصفر قبل عشرين عامًا».
محمود، طفل فى العاشرة من عمره، عاد مع عائلته إلى بيت لاهيا، وجد منزله مدمّرًا جزئيًا، لكنه بدأ يبحث بين الأنقاض حتى وجد دميته القديمة، كان يحملها بفخر، قائلًا:
«قد تكون لعبتى الصغيرة، لكنها تمثل لى أمل العودة والبدء من جديد».
رغم المآسى، تعكس هذه القصص الروح الإنسانية التى لا تنكسر، وحب الفلسطينيين لأرضهم وبيوتهم. العودة ليست فقط جسدية، بل هى شهادة على إصرار شعب غزة على الحياة والبناء من جديد، رغم كل الصعاب..
صمود أهالى غزة وإصرارهم على العودة إلى ديارهم ينسف الفكرة الشيطانية التى طرحها ترامب بنقلهم إلى مصر والأردن فى محاولة لإحياء ما يسمى بصفقة القرن التى حاول تطبيقها فى فترة ولايته الأولى وفشل
تصريحات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب حول نقل سكان غزة إلى مصر والأردن أثارت الكثير من الجدل والتحليلات، خاصة فى سياق الحديث عن إعادة إحياء خطة «صفقة القرن» التى طرحها جاريد كوشنر خلال ولاية ترامب الأولى. لنفهم أبعاد هذا الحديث وتأثيره، يمكن تحليل الأمر من عدة جوانب:
ترامب، المعروف بتصريحاته المثيرة، قد يكون أشار إلى فكرة نقل سكان غزة كجزء من خطابه السياسى أو لرسم رؤية استراتيجيات قديمة تُطرح فى دوائر معينة. هذه التصريحات تمثل
رؤية اليمين الإسرائيلى المتطرف الذى يروج لفكرة «الترانسفير» كحل لإنهاء الصراع مع الفلسطينيين.
محاولة لفتح ملف غزة كجزء من حل إقليمى أكبر، ما يعيد طرح أفكار صفقة القرن التى تسعى لإعادة رسم خارطة الصراع الفلسطيني
صفقة القرن التى طرحها كوشنر تضمنت:
تعزيز السيادة الإسرائيلية على أراضٍ واسعة فى الضفة الغربية.
مقترحات اقتصادية ضخمة تهدف إلى «إغراء» الفلسطينيين بالموافقة على التسويات.
محاولة تحويل الصراع من كفاح سياسى إلى مسألة اقتصادية وإنسانية.
حديث ترامب عن نقل السكان قد يكون جزءًا من هذه الأفكار، حيث تم تداول فى بعض التسريبات السابقة أن الخطة تضمنت مقترحات لإعادة توطين اللاجئين الفلسطينيين فى دول أخرى مقابل تعويضات مالية.
مصر: ترفض بشدة أى فكرة تتعلق بتوطين الفلسطينيين فى أراضيها، إذ ترى ذلك تهديدًا لسيادتها الوطنية وأمنها القومى.
الأردن: تعارض مثل هذه الأفكار أيضًا، خاصة فى ظل وجود عدد كبير من اللاجئين الفلسطينيين على أراضيها، إضافة إلى القلق من زعزعة استقرارها الداخلى.
صفقة القرن لم تختفِ كفكرة من ذهن ترامب، لكنها فقدت الزخم خاصة مع التحولات السياسية والاقتصادية فى ولاية ترامب الجديدة.
تصريحات ترامب قد تكون محاولة لإعادة طرح أفكار صفقة القرن بصورة معدلة، لكنها تواجه تحديات كبيرة بسبب:
المعارضة الفلسطينية والإقليمية بقيادة مصر، مع تغير أولويات المنطقة، حيث تركز دول الإقليم على قضايا التنمية والأمن الداخلى أكثر من مخططات إعادة التوطين.
يبقى الأمر فى إطار التصريحات السياسية، دون وجود خطة عملية واضحة أو قابلية حقيقية للتنفيذ.
وفى النهاية سوف تبقى الفكرة الحالية بلا تنفيذ كما كانت صفقة القرن نفسها لأنه ببساطة مصر لن تقبل بها ولا حتى الفلسطينيون.
[email protected]