عادل عسوم: رسالتي الثانية إلى الدكتور أماني الطويل
تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT
للمرة الثانية أجد نفسي مضطرا لتناول (كلام) للدكتور أماني الطويل، مديرة البرنامج الأفريقي في مركز الاهرام للدراسات وقد كانت مسؤلة عن (ملف السودان) في المركز، في لقاء بالأمس مع مذيعة فضائية الحدث، رددت الدكتورة ذات الذي قاله اللواء فضل الله برمة ناصر رئيس حزب الأمة القومي السوداني، حدث ذلك بعيد الزيارة السريعة لرئيس المجلس السيادي وقائد الجيش السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان إلى جمهورية مصر العربية، والتي لم تتعد الساعتين في زمنها.
قالت الدكتور أماني بأن البرهان، وقد اعتادت دوما على ايراد الاسم- حاف- على الرغم من (حرصها) الشديد على ايفاء كل من يوازيه حقهم في التسميات!، ودون ذلك ولعها بإلحاق مسمى (القيادة السياسية) للرئيس عبدالفتاح السيسي، واضافت بأن طائرة الرئيس البرهان ماكان لها أن تطير من مدينة بورتسودان إلى مطار العلمين ثم العودة دون التوافق مع دول مشاطئة للسودان لديها قدرات جوية، أي باختصار أن قائد الجيش ورئيس المجلس السيادي السوداني بيد آخرين، ولاقدرة له على أيما تحرك إلا من خلال استئذانات لاتعدو إلا أن تكون مؤامرة قبل بها!
ومن المعلوم أن الدكتور أماني ومعها الأستاذ أشرف العشري رئيس تحرير صحيفة الاهرام يمثلان رأي مركز الاهرام للدراسات، وهو رأي يتماهى مع التوجه الصهيوغربي لرفض تواجد الاسلاميين في الحكم في الدول العربية والاسلامية.
الدكتور أماني تعلم بأن اتهامها لقائد الجيش السوداني الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان تم الرد عليه بالنفي (المؤكد) منه قبل سفره إلى مصر، بل إنه اتهم من قال به ب(الخرف) دون ذكر اسمه تأدبا، ومعلوم أن الدكتور أماني الطويل -أطال الله عمرها- تجاوزت الستين وشارفت أو تجاوزت السبعين، والتقدم في العمر -إن لم يبلغ المرء الخرف- ينبغي أن يضفي على صاحبه المزيد من الحصافة، والنضج، والتؤدة.
ولكن بحمد الله يبدو جليا أن طرح الدكتور أماني ومركز الأهرام، يوازيه طرح آخر من فريق آخر لمستشارين ومساعدين للرئيس السيسي؛ يجعل من مصلحة مصر همهم الأكبر، ودون أي تماه أو استصحاب لتأثيرات خارجية، هذا الفريق ينظر إلى المشهد والواقع السوداني نظرة بعيدة سابرة لغور المآلات التي يمكن أن يفضي إليها انتصار الدعم السريع المتمرد، وقد علموا عن الذي أصبح يعرف جليا عن عزم حميدتي واخوته تكوين دولة عابرة للسودان، هذه الدولة ان قدر لها النجاح والتمكين فإنها ستضر ضررا بليغا بمصالح مصر (مع وفي) السودان، علما بأن مصر تتخللها بعض الهشاشة في أجزاء من أطرافها شرقا وغربا وجنوبا، ولعل هذا الفريق رجح لديهم ذلك، ولعلهم أيضا اقتنعوا بالذي ظل يردده قائد الجيش السوداني البرهان بكونه جيش وطني لاسلطة لأي جماعة أو حزب عليه وهي الحقيقة التي تبينها العديد من السياسيين في العالم، منهم مساعدون لوزراء أمريكان وسواهم كثر استمع الناس لأحاديثهم في الفضائيات، والمتابع يتبين أن هذا الفريق كان له التأثير الأكبر في تشكيل الموقف المصري الايجابي منذ اشتعال هذه الحرب في السودان، فقد (توازنت) مصر مابين ضغوطات أماراتية، وحيثيات أمريكية، واستعداءات لفظية وتوصيفية من بعض دول الشرق الأفريقي على الحكومة السودانية وجيشه، وأسهمت مشكورة على عقد مؤتمر دول الجوار السوداني، الذي كانت له حزمة من النتائج والآثار الموجبة على المشهد السوداني خارجيا وداخليا.
نصيحتي للدكتور أماني الطويل أن تكون أكثر حصافة، وأن تحرص على مصلحة شعبي وادي النيل، إذ في ذلك تغليب للكثيف مما ينفع الناس في البلدين المحتاجين لبعضيهما، وطالما تدعي الدكتور أنها تعرف السودان حق المعرفة، وهي التي اشتغلت بتدريس تأريخه من قبل في الجامعات المصرية؛ عليها ان تنزل -بأدواتها- إلى الشارع السوداني لتتبين رأي الغالبية فيه وعراجين مراداتهم السياسية، فذلك يعينها على حديثها عن السودان وأهله خلال ظهورها -المتكرر- في الفضائيات العربية.
عادل عسوم
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
الاتحاد الأفريقي يحذر من خطورة الوضع في السودان ويدعو لتحرك عاجل
شدد مسؤول في الاتحاد الأفريقي على إيلاء أهمية كبيرة لقيادة السودانيين أنفسهم لعملية الحوار الشامل لحل الأزمة.
التغيير: وكالات
أكد مفوض الاتحاد الأفريقي للسلم والأمن بانكولي أديوي، أن السودان يحتل المرتبة الأولى في خارطة الطريق التي وضعها الاتحاد لحل النزاعات في أفريقيا.
وأشار إلى أن الاتحاد الأفريقي يمارس ضغوطا على جميع الأطراف المتنازعة في السودان، من أجل وقف إطلاق النار، وأوضح أن الوضع الإنساني في السودان بات خطيرا، مما يستدعي تحركاً عاجلاً من جميع الأطراف المعنية.
إشراك الجميعوأوضح بانكول في مؤتمر صحفي عقده الأربعاء حول الصراعات في أفريقيا بحسب (الجزيرة)، أن الدول المجاورة للسودان تعاني من تداعيات الصراع، حيث تستقبل أعدادا كبيرة من اللاجئين، داعيا إلى تعزيز التعاون الإقليمي لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، مؤكدا أن وقف إطلاق النار سيسهم في تخفيف هذه الأعباء.
وشدد مفوض السلم والأمن الأفريقي، على أهمية إشراك جميع الأطراف السودانية، بما في ذلك المدنيين والطبقة السياسية، في عملية الحل الشامل للأزمة السودانية، مشيرا إلى أن الحل العسكري للنزاع ليس كافيا، بل يجب أن يقترن بحوار سياسي شامل، يهدف إلى استعادة الديمقراطية الدستورية في السودان.
وأضاف أن الاتحاد الأفريقي يولي أهمية كبيرة لقيادة السودانيين أنفسهم لعملية الحوار، مؤكدا على الدور المحوري للشعب السوداني في تحديد مستقبله.
وأكد مفوض السلم والأمن الأفريقي أهمية معالجة القضايا الجذرية التي أدت إلى الأزمة في السودان، مشيرا إلى أن جهود الاتحاد الأفريقي تركز على سد الفجوة بين المركز والأطراف، وتمكين الفئات المهمشة، وضمان عدم وقوع تطهير عرقي، مشددا على ضرورة بناء الثقة بين الأطراف السودانية المختلفة وأن هذا الأمر يعد شرطا أساسيا لتحقيق المصالحة الوطنية وإرساء دعائم السلام والاستقرار في البلاد.
وحذر من التدخلات الخارجية في الأزمة السودانية، مؤكدا أنها تعقد الجهود المبذولة لحل الأزمة، داعيا إلى ضرورة إعطاء الأولوية للحلول الأفريقية، معربا عن أمله في أن تسهم الجهود المشتركة مع منظمة إيغاد في تحقيق تقدم ملموس.
شرط البرهانوكشف المفوض أنه خلال زيارته لبورتسودان الشهر الماضي رفقة وفد مجلس السلم والأمن الأفريقي، وضع رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان شرطًا أساسيًا لوقف إطلاق النار فورًا، وهو أن تقوم قوات الدعم السريع بإخلاء جميع الممتلكات المدنية في الخرطوم وخارجها.
وأشار إلى أن البرهان شدد على أهمية الاتفاق الذي وقع في السعودية معتبرا أنه يمكن أن يلعب دورًا حاسمًا في تحقيق وقف دائم لإطلاق النار إذا تم تفعيله.
وحول الانتقال السياسي، أشار المفوض إلى أن البرهان أكد لهم أنه عند وقف إطلاق النار الشامل والمراقب بفعالية، سيكون ذلك بمثابة بداية لإعادة عملية الانتقال السياسي إلى النظام الدستوري، وأكد المسؤول الأفريقي أن الاتحاد يعمل جاهدًا لضمان التزام الطرفين وحلفائهما بوقف القتال، مشيرا إلى أنه إذا تحقق ذلك، فسيتولى مجلس السلام والأمن الأفريقي نشر بعثة لمراقبة لتنفيذ هذه الخطوات.
الوسومأديس أبابا الاتحاد الأفريقي الحوار الشامل السودان العملية التعليمية العملية السياسية بانكولي أديوي عبد الفتاح البرهان