يعد الرئيس الغابوني علي بونغو، ثالث حاكم لبلاده منذ استقلالها عن فرنسا عام 1960، حيث خلف والده، عمر بونغو، الذي حكم طيلة 41 سنة.  

اسمه الأصلي، ألان بيرنارد بونغو، ولد في فبراير 1959، في كونغو برازافيل.

كان ألان طفلا في الثامنة من عمره، يدرس بالمدرسة الابتدائية، عندما صعد والده لرئاسة البلاد في عام 1967، ما جعله يزاول دراسته بأرقى المدارس في ليبرفيل، عاصمة البلاد، ومركزها الاقتصادي.

يعيب عليه الغابونيون جهله باللغات المحلية، وإتقانه فقط للغات الحية مثل الإنكليزية والفرنسية.

في سن التاسعة، أرسله والده إلى مدرسة خاصة في نويي، إحدى ضواحي باريس، ثم إلى جامعة السوربون حيث درس القانون.

ولعه بالموسيقى.. واعتناقه الإسلام 

تغير اسمه من ألان إلى علي عندما اعتنق الإسلام في 1973 رفقة والده، بينما بقي أفراد العائلة الآخرين على المسيحية.

اعتبر المعارضون لحكم والده أن إعلان إسلامه لم يكن إلا "حركة منه" لجذب استثمارات الدول الخليجية الغنية.
 
بالموازاة مع دراسته، كان علي بونغو شغوفا بالموسيقى، حيث أصدر ألبومه الأول "براند نيو مان" في عام 1977، وهو من إنتاج تشارلز بوبيت، مدير أسطورة الفانك الأميركي، جيمس براون.

وإلى جانب حبه الشديد لموسيقى الفانك، التي اشتهر بها الأميركيون الأفارقة، عُرف بنغو بحبه للجاز والموسيقى الكلاسيكية.

En 1977, Ali Bongo, le fils du président Omar Bongo du Gabon, donnait au Palais des congrès de l'Hotel Ivoire d'Abidjan, le dernier concert de sa carrière d'artiste. Après ce concert,Houphouet-Boigny l'invite à séjourner à Yamoussoukro où il le convainc d'arrêter la musique. pic.twitter.com/up2oGnSzbY

— KIPRE NALY THIERRY SAMUEL (@NalyKipre) August 7, 2022 دخوله عالم السياسة

بينما كان والده يحكم قبضته على البلاد، لم يُبد علي بونغو اهتماما بالسياسية، لكنه ورغم ذلك، تقلد منصب وزير الخارجية في حكومة والده، عام 1989 وعمره 30 سنة.

بعد ثلاثة أعوام (1991) تمت إقالته إثر تغيير دستوري يفرض سن الـ35 عاما لتولي حقيبة الخارجية، بينما لم يكن هو قد تعدى بعد 32 عاما.

في عام 1999، أوكلت إليه وزارة الدفاع، والتي ظل على رأسها مدة عشرة أعوام كاملة إلى غاية 2009.

وكانت إعادته لهيكلة وزارة الدفاع على مر عقد من الزمن، وتحديثه للجيش، علامة فارقة في مسيرته السياسية، حيث بدأ المواطنون يغيرون نظرتهم له، بعدما كانوا يرون فيه لعقود ذلك الشاب المحب للموسيقى والذي تربى في كنف والده، على أسس غربية بعيدة عن التقاليد الأفريقية. 

فوزه بالرئاسة

مستفيدا من تغير نظرة مواطنيه له، أعلن ترشحه لانتخابات الرئاسة في عام 2009، والتي نظمت إثر وفاة والده، بعد 41 عاما من الحكم.

ورغم شبهات التزوير التي شابت الانتخابات الرئاسية التي نظمت في 30 أغسطس 2009، إلا أن علي بونغو استطاع إحكام قبضته على القصر الرئاسي، بل تمكن من البقاء على كرسي الرئاسة بمناسبة انتخابات 2016 أيضا.

وشابت تلك الانتخابات، اتهامات بعدم النزاهة، حيث اتهم علي بونغو بالتلاعب بنتائجها بعدما أظهرت إحدى المقاطعات فوزه بنسبة 99 في المائة، بينما لم يكن الفارق بينه وبين خصمه جان بينغ، إلا  نحو 6 آلاف صوت على المستوى الوطني.

مرضه ثم الانقلاب عليه

بدأت متاعبه الصحية تظهر للعلن، مباشرة بعد إعادة انتخابه في 2016، حيث تم الإعلان عن إصابته بسكتة دماغية العام 2018. 

وبمناسبة الانتخابات الرئاسية التي أُجريت في 26 أغسطس الجاري،  بدا علي بنغو وكأنه يفسح المجال لابنه، نور الدين بونغو فالنتين، الذي تمت ترقيته إلى منصب مستشار استراتيجي ورئيس الحملة الانتخابية لوالده.

وبمناسبة الإعلان عن فوزه بولاية ثالثة، السبت، ردد خصومه نفس الاتهامات بخصوص نزاهة الانتخابات، ما عجل بانقلاب عسكريين عليه ووضعه قيد الإقامة الجبرية.

وفي أول تصريح له، قال علي بونغو، الأربعاء، موجها كلامه لمن وصفهم بـ"جميع الأصدقاء عبر العالم"، من مقر إقامته الجبرية عبر تسجيل فيديو "أنا أرسل هذه الرسالة لأطلب منكم أن تتحركوا".

وأشار إلى أنه لا يعرف مكان وجود ابنه، ولا حتى زوجته بينما أجبر على البقاء في المنزل حيث وضعه العسكريون قائلا "لا أعرف مالذي يجري".

#Gabon: Ali Bongo depuis sa résidence pic.twitter.com/NMmvIbsbwe

— Stanis Bujakera Tshiamala (@StanysBujakera) August 30, 2023

ولم تتأخر ردود الفعل الدولية على هذا الانقلاب الجديد في الدولة الناطقة بالفرنسية.

ودعت الصين إلى "ضمان أمن" الرئيس علي بونغو فيما دانت فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة، "الانقلاب العسكري" وأعربت روسيا عن "قلقها العميق"، بينما اعتبرت دول الكومنولث الوضع في الغابون "مثيرا للقلق" مذكّرة البلاد بالتزاماتها في ما يتعلق باحترام الديمقراطية.

ويعيب الغابونيون على رئيسهم، عدم قدرته على النهوض باقتصاد البلاد المتهالك، رغم الثروات التي تزخر بها.

الغابون هو أحد الدول الأفريقية الأكثر ثراء لناحية الناتج الإجمالي المحلي للفرد الواحد (8,820 دولارًا عام 2022)، بفضل خصوصا النفط والخشب والمنغنيز، وعدد سكانه المنخفض (2,3 مليون نسمة).

وهو من أول منتجي الذهب الأسود في إفريقيا جنوب الصحراء. 

ففي عام 2020، شكّل النفط 38,5% من ناتجه المحلي الإجمالي و70.5% من مجموع صادراته، بحسب البنك الدولي.

إلا أنّ الاقتصاد الذي تعجز السلطات عن تنويعه بشكل كافٍ، لا يزال يعتمد إلى حدّ بعيد على المحروقات ويعيش فرد واحد من أصل كل ثلاثة تحت خط الفقر بحسب أرقام أُعلنت أواخر عام 2022، وفق البنك الدولي.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: علی بونغو فی عام

إقرأ أيضاً:

بينما نعيش عصر التكنولوجيا المتطورة يبقى الإنسان سيد هذا العالم بفضل روحه وعقله وإبداعه.

بقلم : اللواء الدكتور سعد معن الموسوي ..

لكن هل يمكن أن يأتي يوم يتفوق فيه الذكاء الاصطناعي على الإنسان

إذا كان الروبوت يستطيع محاكاة المشاعر، فهل يعني ذلك أنه يمتلك وعيًا حقيقيًا؟ أم أنها مجرد خوارزميات متطورة؟

هل نحن في خطر من الاعتماد المتزايد على الروبوتات في حياتنا اليومية؟ وكيف يمكن أن نضمن أن يبقى الإنسان هو السيد وليس الخادم للتكنولوجيا؟

هل تعتقد أن الروبوتات يمكن أن تصل إلى مستوى اتخاذ قرارات أخلاقية مثل البشر؟ لماذا؟

في أحد التقارير العسكرية، تم تسجيل موقف مثير للجدل: روبوت قتالي توقف عن إطلاق النار عندما رأى مدنيين. هذا يطرح تساؤلات عميقة حول طبيعة الروبوتات: هل كانت برمجة ذكية هي التي أوقفت هذا الروبوت، أم أنه امتلك شيئًا يشبه “المشاعر”؟

لو كنت أنت المبرمج، ماذا كنت ستضيف لضمان قرار صحيح؟

شاركونا آرائكم ودعونا نفتح باب النقاش!”

مع تقديري واحترامي لكم

اللواء الدكتور
سعد معن الموسوي

د. سعد معن

مقالات مشابهة

  • الصحافة اليونانية: بينما تركيا تصنع طائرات مقاتلة؛ نحن لا نستطيع صنع المسامير
  • نائب محافظ الأقصر يشارك في الاحتفال باليوم العالمي لذوى الإعاقة.. وتوزيع نحو ٧ كراسي كهربائية و١٤ كرسي متحرك
  • بينما تصنع تركيا طائرات حربية٬ نحن لا نستطيع صناعة برغي.. ما علاقة السعودية
  • الرئيس الموريتاني يغير كبار الضباط و قادة الجيش و الإستخبارات
  • عمليات بغداد تصدر تعليمات وتحذيرات للمواطنين بعد العواصف التي داهمت البلاد
  • رجل يعثر على دب في غرفته بينما تبحث الحكومة اليابانية على ترخيص لقتله
  • جلس على كرسي الرئيس.. تيكتوكر سوري يثير الجدل بصورة له في القصر الرئاسي بدمشق
  • "أس 100"... كرسي مكتبي متطور يتفاعل مع متطلبات جسدك
  • التركي تريم مدرباً للشباب السعودي خلفاً لبيريرا
  • بينما نعيش عصر التكنولوجيا المتطورة يبقى الإنسان سيد هذا العالم بفضل روحه وعقله وإبداعه.