على مدى 14 عاماً من توليه الرئاسة، اضطر الرئيس الغابوني علي بونغو إلى القتال أكثر من مرة لترسيخ سلطته.

قال العسكريون الذين أعلنوا قبل ساعات حلّ مؤسسات الحكم في الغابون، إن الرئيس علي بونغو البالغ 64 عاما "قيد الإقامة الجبرية، محاطا بأسرته وأطبائه".

مختارات الاتحاد الأوروبي يتابع بقلق الانقلابات في الغابون ومنطقة الساحل لماذا تعاني المستعمرات الفرنسية السابقة بإفريقيا من الانقلابات؟

تواجه الدول الإفريقية التي استعمرتها فرنسا سابقا، اضطرابات وانقلابات على حكومات منتخبة ديمقراطيا وغالبا قريبة من فرنسا.

فهل يرجع ذلك إلى فشل تلك الحكومات في تحقيق التنمية؟ أم إلى النقمة من النفوذ الفرنسي؟ أم للأمرين معا؟

الاتحاد الإفريقي يعلّق عضوية النيجر بسبب الانقلاب

دعا الاتحاد الأفريقي كل دوله الأعضاء والمجتمع الدولي إلى الامتناع عن أي عمل قد يضفي الشرعية على المجلس العسكري في النيجر معلنا أنه علق عضوية النيجر بمنظمة الاتحاد الإفريقي.

وجاء ذلك بعيد إعلان فوز بونغو بولاية رئاسية ثالثة بحصوله على 64,27% من الأصوات، بحسب النتائج الرسمية "المنقوصة" بحسب الانقلابيين.

حملة ضد "الخونة"

شنّ الرئيس الذي انتُخب عام 2009 بعد وفاة والده عمر بونغو حملة ضد "الخونة" و"المنتفعين" الذين ظنوا أنه انتهى عام 2018 بعد إصابته بجلطة دماغية في السعودية. وتوارى بونغو حينها عشرة أشهر في الخارج خضع خلالها إلى علاج مكثّف، وقد أضعف غيابه سلطته.

ويشكّك معارضوه مذاك في قدراته العقلية والبدنية على قيادة البلاد، حتى أن البعض ادعى أن شبيها له عوّضه... لكن رغم التصلب في ساقه وذراعه اليمنى الذي يمنعه من التحرك بسهولة، حرص علي بونغو على طمأنة زواره المنتظمين من دبلوماسيين وغيرهم.

 

صعوبة في ترسيخ الحكم

خلال فترة ولايته الأولى، كان علي بونغو نقيض والده: ففي غياب كاريزما وثقة "البطريرك" الذي حكم دون منازع لمدة 41 عاما الدولة الصغيرة الغنية بالنفط في وسط إفريقيا، واجه الابن صعوبة في ترسيخ سلطته، لا سيما في مواجهة القادة الناقدين في حزبه الديموقراطي الغابوني العتيد.

وعند إعادة انتخابه عام 2016 واجه منافسة شديدة من المعارضة وفاز رسميا بفارق 5500 صوت فقط. مثّل ذلك صدمة لحكمه، تبعتها صدمة ثانية - الجلطة الدماغية - عجلت بتآكل سلطته. وتخللت فترة نقاهته محاولة انقلاب فاشلة وغامضة نفّذتها حفنة من العسكريين في 7 كانون الثاني/ يناير 2019، ومحاولة لتهميشه من مدير مكتبه النافذ بريس لاكروش أليهانغا.

صلاحيات واسعة لمدير مكتبه

منح بونغو مدير مكتبه صلاحيات واسعة بثقة عمياء، ولاكروش يقبع في السجن منذ أكثر من ثلاث سنوات، مع العديد من الوزراء وكبار المسؤولين، وجميعهم مستهدفون بحملة "مكافحة فساد". وتبنّى علي بونغو منذ الحملة نهجا "صارما" تجاه الوزراء والمستشارين الذين أخضعهم لعمليات تدقيق وأقال بعضهم في ظلّ استشراء الفساد منذ حقبة "فرانس أفريك" التي كان والده عمر بونغو أحد ركائزها.

من جهتها، اعتبرت المعارضة أن تصريحات بونغو جوفاء، وأنه لم يف بوعوده في ظلّ اتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء في واحدة من أغنى دول إفريقيا من ناحية نصيب الفرد من الناتج المحلي الخام، لكنها تواجه صعوبات في تنويع اقتصادها المعتمد بشكل مفرط على النفط، فيما واحد من كل ثلاثة غابونيين يعيشون تحت خط الفقر.

اتهامات بالابتعاد عن هموم الشعب

ورث علي بونغو جزءا من ثروة والده الهائلة، وقد انتقدت المعارضة خلال ولايته الأولى ابتعاده عن هموم شعبه، وانعزاله في عقاراته الفاخرة في الغابون وخارجها، أو خلف مقاود سياراته الفخمة.

وفي الآونة الأخيرة، حاول بونغو وضع استراتيجية سياسية مثل والده: فقد ضاعف الانتقادات لأركان حكمه، واستهدف المعارضة المنقسمة.

واعتبره أنصاره طائر فينيق نهض من الرماد، فيما اعتبر منتقدوه أنه يتعرض لضغوط من حاشيته غير الراغبة في التخلي عن السلطة بعد 55 عاما من حكم "سلالة بونغو". ولم يكن علي بونغو شغوفا بالسياسة في شبابه، فقد كان مسافرًا محبا للموسيقى، وأراد أن يكون "جيمس براون الغابوني" وسجّل شريطا بعنوان "سول، ديسكو، فانك" عام 1978.

النأي بالنفس عن باريس

ثم غيّر اسمه من آلان برنار بونغو إلى علي بونغو تماشيا مع قرار والده اعتناق الإسلام عام 1973. وفي عام 1989، عرض عليه عمر بونغو، وهو في سنّ التاسعة والعشرين، وظيفة رفيعة في الشؤون الخارجية، ثم بعد عشر سنوات حقيبة الدفاع الاستراتيجية التي شغلها حتى عام 2009.

بعيد انتخابه، نأى علي بونغو بنفسه ظاهرياً عن باريس، مخالفاً سياسات والده، إلى درجة أنه هجر منازل العائلة الفاخرة في فرنسا. وبسبب تلك العقارات، وُجهت لائحة اتهام إلى تسعة آخرين من أبناء عمر في باريس، لا سيما إخفاء اختلاس أموال عامة، في ما يسمى بقضية "المكاسب غير المشروعة".

ع.ش/ أ.ح (أ ف ب)

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: الانقلاب في الغابون الإقامة الجبرية الجيش الغابوني دويتشه فيله الانقلاب في الغابون الإقامة الجبرية الجيش الغابوني دويتشه فيله علی بونغو

إقرأ أيضاً:

البحرين تهدر نقطتين بـ «خطأ قاتل»!

المنامة (د ب أ)

أخبار ذات صلة الكويت والأردن.. «التعادل الخاسر» لاوتارو يعادل رقم مارادونا!


فرط المنتخب البحريني في الفوز، وانقاد إلى التعادل 2-2 مع ضيفه الأسترالي، ضمن منافسات الجولة السادسة بالمجموعة الثالثة بتصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 لكرة القدم في أميركا والمكسيك وكندا.
ورفع منتخب أستراليا رصيده إلى سبع نقاط في المركز الثاني بالمجموعة التي يتصدرها منتخب اليابان برصيد 16 نقطة. على الجانب الآخر، رفع منتخب البحرين رصيده إلى ست نقاط في المركز الخامس «قبل الأخير» بفارق الأهداف خلف منتخب السعودية صاحب المركز الرابع وإندونيسيا صاحب المركز الثالث، وبفارق الأهداف عن الصين في المركز السادس والأخير.
وتقدم منتخب أستراليا في الدقيقة الأولى عن طريق كوسيني ينجي، قبل أن يدرك مهدي عبد الجبار التعادل للبحرين في الدقيقة 75، وبعد ذلك بدقيقتين عاد عبد الجبار ليسجل الهدف الثاني له وللبحرين، فيما عاد كوسيني ينجي ليسجل هدف التعادل لأستراليا في الدقيقة السادسة من الوقت المحتسب بدلاً من الضائع للشوط الثاني.
وفرض المنتخب الأسترالي حضوره مبكراً ليفتتح التسجيل منذ الدقيقة الأولى في اللقاء، بعد أن استغل كوسيني ينجي خطأ المدافع البحريني سيد مهدي باقر في تمرير الكرة ليخطفها المهاجم الأسترالي ويراوغ الحارس إبراهيم لطف الله ويسكنها داخل الشباك.
حاول المنتخب البحريني بعد ذلك تهديد مرمى المنافس، لكن سيطرة المنتخب الضيف على الكرة في وسط الميدان وتحولاته السريعة حدت من تقدم وخطورة المنتخب المضيف. وضاعت فرصة خطيرة على المنتخب الأسترالي في الدقيقة 24، عندما توغل رايلي ماكجري من الجهة اليسرى قبل أن يمرر كرة عرضية أرضية أمام الخطير ينجي الذي سددها بدوره أرضية تألق الحارس لطف الله في التصدي لها.
وواصل المنتخب الأسترالي أفضليته في الاستحواذ على الكرة مع الاعتماد على الكرات العرضية، خاصة من الجهة اليمنى، عبر لويس ميلر. في المقابل، حاول منتخب البحرين التوغل من الجهة اليمنى عن طريق علي مدن، ولكن دون تشكيل خطورة واضحة على كلا المرميين.
وأجرى مدرب المنتخب البحريني دراجان تلاييتش تبديلاً اضطرارياً في الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول، بخروج لاعبه علي حرم بسبب الإصابة ودخول مهدي حميدان في مكانه.
مع بداية الشوط الثاني، تحسن أداء المنتخب البحريني وحاول الاستحواذ وتهديد مرمى منافسه، خاصة من خلال التسديد من خارج المنطقة، في حين واصل المنتخب الأسترالي الاعتماد على سرعة مهاجميه والكرات العرضية داخل المنطقة.
وأهدر المنتخب الأسترالي فرصة مضاعفة تقدمه بالهدف الثاني في الدقيقة 62، عندما عكس رايلي ماكجري عرضية عالية من الجهة اليسرى داخل منتصف الصندوق حولها ينجي بالصدر، لكن كرته ارتدت من العارضة. ورد عليه المنتخب المضيف بمحاولة خطيرة في الدقيقة 65 عندما توغل محمد مرهون من الجانب الأيسر ليمرر الكرة أمام إبراهيم الختال الذي سددها نحو الزاوية الضيقة وأبعدها المدافع في اللحظة الأخيرة، ثم تبعها رأسيه مرهون من منتصف المنطقة ولكن الكرة مرت قريبة للغاية بجوار القائم الأيسر في الدقيقة 72. وأسفرت أفضلية المنتخب البحريني في هذه الدقائق عن تسجيله هدف التعادل في الدقيقة 75، حينما استغل البديل مهدي عبد الجبار خطأ المدافع كاميرون بورجيس في السيطرة على الكرة ليسدد بطريقة جميلة من مسافة بعيدة فوق الحارس المتقدم في المرمى الفارغ واصل المنتخب المضيف صحوته ليفاجئ منافسه بإحرازه الهدف الثاني بعد ذلك بدقيقتين، عن طريق نفس اللاعب، بعد أن مرر حميدان كرة عرضية عالية من الجهة اليسرى حولها المدافع الأسترالي كاميرون بورجيس برأسه بالخطأ لترتد من القائم الأيمن قبل أن يتابعها عبد الجبار مباشرة في المرمى.
وفي الدقائق المتبقية من زمن المباراة، ضغط المنتخب الأسترالي بكامل قوته على مرمى مضيفه في محاولة لمعادلة النتيجة من جديد، ونجح في تحقيق ذلك في الوقت المحتسب بدلاً من الضائع، بعد أن استغل ينجي صاحب هدف فريقه الأول خطأ دفاع المنافس في تشتيت كرة عرضية من أمام المرمى، ليسددها من بين قدمي الحارس في المرمى في الدقيقة السادسة من الوقت المحتسب بدلاً من الضائع للشوط الثاني، ليطلق حكم اللقاء بعد ذلك صافرة نهاية هذه المواجهة بتعادل مثير بين الفريقين بهدفين لمثلهما.

مقالات مشابهة

  • هدف قاتل يمنح الاتحاد السكندري تعادلًا مثيرًا أمام الأهلي بالدوري «فيديو»
  • لاعب يوفنتوس يحلم بتكرار ذكريات والده أمام ميلان!
  • ياسر ريان: عواد حارس مميز ولكن مصطفى شوبير أفضل منه ويفوق والده
  • أبناء مشاهير هوليوود يرفضون إرث آبائهم: تمرد أم بحث عن هوية مستقلة؟ ( تقرير)
  • الأمير تركي يقدم نصيحة حفظها عن والده الملك فيصل رحمه الله .. فيديو
  • لجنة التنسيق اللبنانية - الكندية في ذكرى الاستقلال: على المعارضة الاتحاد وإطلاق ثورة جديدة
  • أهالي صرواح يرفضون تسلم جثمان ابنهم ويطالبون بمحاكمة قاتل حوثي
  • قرار عاجل بشأن قـ.اتل صديقه «سيد بركه» في أوسيم.. فيديو
  • رغم الانتصار على الغابون وليسوتو... المنتخب المغربي يتراجع بمركز في الترتيب العالمي
  • البحرين تهدر نقطتين بـ «خطأ قاتل»!