نجيب محفوظ والسينما.. الروائي والناقد مصطفى بيومي في حواره لـ "البوابة نيوز": محفوظ لم يتدخل في سيناريوهات أعماله لوعيه بالفروق الكبيرة بين لغة الأدب والسينما
تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT
العلاقة بين نجيب محفوظ والسينما متشعبة متعددة الأبعاد، وله دور مهم في تاريخ السينما المصرية. تحول عدد كبير من رواياته وقصصه القصيرة إلى أفلام، كما أنه قدم مجموعة من السيناريوهات والمعالجات السينمائية المباشرة، ومن الملامح المهمة أيضا أن السينما لها موقع مهم في كتاباته. حول بعض هذه المحاور، يدور الحوار مع الروائي والناقد مصطفى بيومي، أحد أبرز المهتمين بنجيب محفوظ والفن السينمائي
* نجيب محفوظ "لعلك تندهش لو قلتلك إني أول ما شفت السينما في الحي ده و أنا صغير جدا اربع او خمس سنين لان كان عندنا في الكلوب المصري سينما تعتبر من اقدم السينمات في مصر شفنا فيها أفلام رعاة البقر و شارلي شابلن و ماركس لندر و حبينا السينما حب لا يعلى عليه" كما قال فيما يتعلق بأول مرة اكتشف فيها السينما أنه لما غادر القاعة بحث عن الناس التي رآها متجسدة في الشارع.
فكيف ترجم نجيب هذا الاهتمام المبكر و المتزايد للسينما إلى جزء من بنية حياة و انطلاقا من ذلك جزءا من عالمه الروائي؟
لا يملك روائي من المعاصرين أن ينجو من التأثر بالسينما وأدوات بنائها، فهو يفيد منها بالضرورة في صياغة الصورة الأدبية وتشكيل الشخصية وتكثيف اللغة ومرونة وسرعة الإيقاع. عندما نقرأ قصة "تحت المظلة"، التي كُتبت بعد هزيمة 1967، ندرك بلا عناء أهمية الدور الذي تلعبه السينما في البناء الروائي والقصصي عند نجيب، وهو ما نجده أيضا في "ثرثرة فوق النيل" و"الحب تحت المطر" وأعمال أخرى. في كتابي "السينما في أدب نجيب محفوظ"، الذي نشرته مكتبة الإسكندرية سنة 2005، توقفت تفصيلا عند إحاطة نجيب بمكانة السينما في الحياة المصرية، فهي نشاط إنساني وجزء أصيل من نسيج الحياة اليومية.
* ماهي القيمة المضافة التي أتت بها المعالجات السينمائية التي قام بها نجيب محفوظ (لك يوم يا ظالم، ريا وسكينة، فتوات الحسينية، الوحش، بين السما والأرض، احنا التلامذة، الاختيار، المذنبون) لعالم السيناريو؟
لا يشارك نجيب في الإعداد السينمائي للأفلام المستمدة من إبداعاته، ولا يتدخل فيها أو يبدي رأيا بعد عرضها. موقفه هذا يكشف عن وعيه بحقيقة مهمة: لغة الأدب تختلف عن لغة السينما، وهما فنان متكاملان وليسا متماثلين. في المقابل، يسهم نجيب في كتابة السيناريو لأعمال أدباء آخرين، مثل إحسان عبد القدوس، ويقدم أعمالا غير مستمدة من الأدب، وبعضها من علامات السينما المصرية، مثل "لك يوم يا ظالم" و"ريا وسكينة" و" الوحش" و"بين السما والأرض" و"إحنا التلامذة" و"الاختيار" و"المذنبون". هذه الأفلام وغيرها تؤكد أن نجيب محفوظ اسم بارز مؤثر في تاريخ السينما، لكن الاهتمام الأكبر ينصب بالضرورة على إنتاجه الروائي.
* السينما فن أوسع انتشارا من الأدب لذلك تغلبت قراءة نجيب محفوظ من خلال الأفلام المقتبسة من أعماله الأدبية عن إنتاجه الأدبي؟ ماذا يترتب عن ذلك؟ ما مدى خطورته؟ كيف يمكن الإحاطة بذلك الخطر؟
السؤال على هذا النحو قد لا يكون عادلا دقيقا. عندما تتحول الرواية إلى فيلم لا يحق لنا أن نتساءل: أيهما أفضل؟ الأمر نسبي من ناحية، وآليات النقد والتقييم مختلفة من ناحية أخرى. أعتقد أن أفلاما مثل "بداية ونهاية" و"الحب فوق هضبة الهرم"، على سبيل المثال، من التجارب الناجحة في الترجمة السينمائية الأمينة للنص الأدبي، لكن أعمالا أخرة تتعرض لتغيير جوهري وضروري لأسباب تتعلق بالرقابة أو المواءمة الاجتماعية والثقافية مثل "القاهرة 30" و"الطريق" و"السمان والخريف".
* هل أفادت السينما نجيب محفوظ أم أساءت إليه؟
هل أفادت السينما نجيب محفوظ وأضافت إليه أم سلبت من رصيده وأساءت؟. أعتقد أنها أفادته من حيث الانتشار والشعبية، لكنها لم تكن إيجابية عند قطاع عريض ممن يشاهدون الأفلام ولا يهتمون بالنص الروائي. جمهور السينما يُقدر بالملايين، وقراء الرواية لا يتجاوزون الآلاف. أعرف من يتحدثون عن نجيب من خلال أفلامه ويتوهمون أنها ترجمة للمكتوب بلا تدخل، وعندئذ يصدرون أحكاما سياسية وأخلاقية ظالمة قاسية.
* تقلد نجيب محفوظ منصب المسؤول عن رقابة المصنفات الفنية؟ كيف يمكن تقييم أدائه مقارنة بأداء إداري صرف؟ فلنتذكر أن نجيب ابن الإدارة المصرية بامتياز (37 سنة موظفا)
عندما تولى نجيب وظيفة قيادية مهمة في مؤسسة السينما كان موظفا ملتزما بمهام العمل الوظيفي، وميز دائما بين إبداعه وأفكاره التي يعتنقها وما تفرضه الوظيفة من قواعد لا شأن لها بما يراه ويكتب عنه. لم يسمح بإنتاج أي من أعماله ابتعادا عن شبهة المصلحة الشخصية، فهوكما تعرفين موظف مثالي نزيه.
* ما الفارق بين علاقة نجيب محفوظ بالسينما و علاقة كبار أدباء المرحلة طه حسين، توفيق الحكيم، احسان عبد القدوس، يوسف السباعي، فتحي غانم بها؟
الأسماء التي تشيرين إليها مهمة جدا، طه حسين وتوفيق الحكيم ويحيى حقي وإحسان عبد القدوس ويوسف السياعي وفتحي غانم ويوسف إدريس، وكلهم ممن تهتم السينما المصرية بتحويل العديد من مؤلفاتهم إلى أفلام. أيهم أكثر نجاحا؟ سؤال بالغ الصعوبة، بل هو مستحيل الإجابة، وأعتقد أن المكتبة العريية تحتاج إلى مزيد من الدراسات التي تستكمل ما قدمه سمير فريد ومحمود قاسم وآخرون عن العلاقة بين الأدب والسينما.
* لماذا لم يُنتج بعد فيلما يقدم السيرة الذاتية لنجيب محفوظ؟
فيلم عن نجيب محفوظ؟. ياله من حلم. نحتاج إلى أفلام تسجيلية وفيلم روائي ومسلسل تليفزيوني، والأمل أن يتحقق ذلك قريبا، لكن من يفعل وينجز؟.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: نجيب محفوظ نجیب محفوظ السینما فی
إقرأ أيضاً:
إيرادات السينما المصرية أمس | استنساخ يحصد 135 ألف جنيه فقط
تتنافس 5 أفلام فى موسم عيد الفطر الحالى، حيث يعرض كل من “سيكو سيكو” و"فار بسبع ترواح" و"نجوم الساحل" و"الصفا الثانوية بنات"، ونرصد فى التقرير التالى أبرز المعلومات عن حجم إيرادات هذه الأعمال.
سيكو سيكو
حقق فيلم سيكو سيكو بطولة النجمين عصام عمر وطه دسوقي ، إيرادات بلغت 2,854,798 جنيه، ليتصدر بها إيرادات موسم عيد الفطر.
واحتفل صناع فيلم سيكو سيكو بعرضه الخاص، داخل إحدى دور السينما بمدينة 6 أكتوبر، بحضور صناعه وعدد من الضيوف من أصدقائهم، وينافس فى موسم عيد الفطر المبارك، حيث حضر طه دسوقي مرتديا الشال الفلسطيني، فيما حضر خالد الصاوي وأحمد داش ومحمود عزب وعدد من النجوم الشباب.
بينما حقق فيلم “الصفا الثانوية بنات” إيرادات بلغت قيمتها 192,373 جنيه.
"الصفا ثانوية بنات" من بطولة علي ربيع و أوس أوس ومحمد ثروت و هاله فاخر و وئام مجدي وسارة الشامي و لينا صوفيا و إسراء رخا وتوانا الجوهري و تأليف وليد ابو المجد وأمين جمال ومن إنتاج احمد السبكي و كريم السبكي وإخراج عمرو صلاح كما يظهر به العديد من نجوم الفن كضيوف شرف ضمن أحداث الفيلم .
كما حقق فيلم نجوم الساحل إيرادات بلغت قيمتها 195,878 جنيه.
فيلم نجوم الساحل بطولة أحمد داش، ومعه أحمد عبد الحميد، علي صبحي، مايان السيد، مالك عماد، علي السبع، وعدد آخر من الفنانين، وهو من تأليف كريم يوسف وإخراج رؤوف السيد .
استنساخ :فيما حقق فيلم استنساخ من بطولة سامح حسين إيرادات وصلت إلى 135,632 جنيه.
فيلم فار بسبع ترواح
وأخيرا فيلم “فار بسبع ترواح” حاز على المركز الأخير حيث حقق إيرادات بلغت قيمتها 22,148 جنيه.
فيلم فار بـ 7 ترواح سيناريو وحوار محمد فاروق شيبا، والإخراج لـ شادي علي، وتدور الأحداث في إطار كوميدي معتمدة على البطولة الجماعية.