بن بريك: نحن أمام مفترق خطير ونعيش ظروفًا في غاية التعقيد
تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT
(عدن الغد)خاص:
التقى اللواء الركن أحمد سعيد بن بريك، نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، رئيس الجمعية الوطنية، اليوم الأربعاء، أعضاء المكتب التنفيذي للنقابة العامة لعُمال كهرباء الجنوب.
وفي اللقاء، قدم يسلم هادي باحريش، نائب رئيس النقابة العامة لعُمال كهرباء الجنوب، شرحاً مختصراً لبعض المحاور المهمة التي تخص العُمال وبالذات وضع عُمال الأجر اليومي (المتعاقدين) منذ سنوات وكيفية معالجتها، مستعرضاً عددا من الهموم والمشاكل التي بحاجة إلى تدارسها وحلها لتتمكن النقابة من القيام بمهامها بالشكل المطلوب.
وأشار باحريش، إلى أن نقابة عُمال كهرباء الجنوب، تُعد أول نقابة أُنشئت على مستوى المحافظات الجنوبية وأول نقابة تدخل في عضوية الاتحاد الدولي للمرافق الخدمية وتُعتبر هذه العضوية مكسباً كبيراً للمجلس الانتقالي الجنوبي.
وخلال اللقاء، الذي حضره بدر هندا، عضو الجمعية الوطنية، أكد اللواء بن بريك، "أننا أمام مفترق خطير ونعيش ظروفاً في غاية التعقيد في جميع النواحي الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ونعمل في قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، جاهدين، على وضع حلول مرضية لتجاوز هذه المرحلة الصعبة بسلام".
وشدد بن بريك على ضرورة توحيد الصف الجنوبي والصمود مع قيادتنا الرشيدة ممثلة باللواء عيدروس قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي وحامل القضية الجنوبية لتحقيق استحقاقات الشعب والوصول للهدف المنشود في استعادة الدولة الجنوبية.
هذا وتطرق رئيس الجمعية الوطنية، خلال اللقاء إلى فترة الإدارة الذاتية والتحديات الجمة التي رافقتها، وتمكنت من تحقيق جزء بسيط من تطلعات شعب الجنوب خلال تلك الفترة القصيرة ، مقدماً بعض النصائح والإرشادات للسير عليها من أجل تحسين وضع العُمال ونشاط النقابة.
المصدر: عدن الغد
كلمات دلالية: الانتقالی الجنوبی بن بریک
إقرأ أيضاً:
القيم والتقاليد عند مفترق الطرق.. كيف ندير التغيير؟!
••ليس منطقيا أن يكون الصدام أو العنف هو الحل الأمثل في مواجهة التحولات التي تشهدها القيم والعادات والتقاليد في أي مجتمع من المجتمعات، وهذه القيم تواجه في الوقت الراهن تحديات كبرى بسبب المتغيرات التي يشهدها العالم الذي نعيشه بما في ذلك صراع الأجيال وثورة المعلومات والصراعات النفسية التي يمر بها الشباب والمراهقين في مرحلة شديدة الحساسية لبناء الذات. قد يقود الصدام إلى مستوى أخطر من التحول يصعب علاجه أو مواجهته، الأمر الذي يفرض علينا البحث عن حلول أخرى لبناء ثنائية الأصالة والمعاصرة. يبدأ هذا الأمر في قراءة الظواهر التي تنتشر في مجتمع من المجتمعات قراءة دقيقة في سياقها الصحيح وربطها بما حولها من مؤثرات.
•يبدو موضوع القيم والعادات والتقاليد شديد الحساسية بالنظر إلى كونه المنظومة التي تعكس هُوية الشعب وتحدد إطاره الأخلاقي والاجتماعي. لكن من الصعب الاعتقاد أن هذه المنظومة ثابتة لا تتغير أو أنها بمنأى عن المتغيرات التي تحدث في العالم لأنها في الحقيقة ووفق الدراسات العلمية ووفق منطق الأشياء تخضع للتحولات الطبيعية التي تفرضها تطورات الزمن. ولا تكمن الإشكالية في حدوث التغيير أو التحول ولكن في نوعية ذلك التحول، وهل يتم وفق عملية تطور طبيعي يحافظ على جوهر القيم ويعيد صياغتها بما يتناسب مع العصر، أم أنه انزياح يبتعد عن الأسس التي قامت عليها المجتمعات؟
•في العقود الأخيرة، شهد مجتمعنا تغيرات واضحة في أنماط الحياة، بفعل التطور التكنولوجي والانفتاح الإعلامي، إضافة إلى التحولات الاقتصادية والاجتماعية. هذه التغيرات أفرزت أجيالا تحمل رؤى مختلفة عن الأجيال السابقة، حيث بات الشباب أكثر ميلا للحداثة والتقليد، وأكثر تحررا في سلوكهم وخياراتهم، ما أدى إلى تصادم، أحيانا، بين القيم التقليدية والممارسات الجديدة.
•لكن المشكلة ليست في التغيير بحد ذاته، وإنما في طبيعته؛ ففي الوقت الذي يفترض أن تسير التحولات نحو تعزيز القيم الإيجابية وتجديدها بما يخدم تطور المجتمع، نجد أن بعض الانزياحات تأخذ مسارا يؤدي إلى تراجع الأخلاق العامة، وتفكك الروابط الأسرية، وانحسار روح المسؤولية الاجتماعية. هذه المظاهر لا تمثل تطورا، بل تعكس خللا في التوازن بين الحاجة إلى التحديث والحفاظ على القيم الراسخة.
•والأمم لا تبني مستقبلها بالتخلي عن تراثها وهويتها، بل من خلال تطوير منظومة قيمية تجمع بين الأصالة والتجديد. فالحداثة الحقيقية ليست في نبذ العادات والتقاليد، وإنما في إعادة قراءتها وفق متطلبات العصر، بحيث تبقى الأخلاق، والاحترام، والانتماء الوطني، وحس المسؤولية، مبادئ غير قابلة للتلاشي.
•الحل الأمثل في مثل هذه التحديات التي تواجه المجتمعات هو في إدارتها، إدارة التغيير ذاته، وفي بناء وعي مختلف عند الشباب والمراهقين الذين يقودون هذه الانزياحات عن النماذج الثابتة التي تقرها المجتمعات، وهذا الأمر يحتاج إلى جهد وطني جماعي تشترك فيه الأسرة والمجتمع المحلي والمساجد والمدارس والأندية الرياضية وبشكل خاص الفرق الرياضية الموجودة في الحارات والتي لديها قدرة تأثير غير ملتفت لها حتى الآن.
•على سبيل المثال كان يمكن أن تقوم هذه الفرق الرياضية بتنظيم فعاليات متنوعة في ليلة النصف من رمضان مرتبطة بمنظومة المجتمع وقيمه ولا تترك فرصة للشباب والمراهقين للخروج عليها عبر ممارسة سلوكيات يرفضها المجتمع ولا تتناسب حتى مع روحانيات الشهر الفضيل. هذا الأمر طبقته بعض الولايات وحقق نجاحا كبيرا بل إن الصورة الذهنية التي رسمها خرجت من إطارها العماني إلى العربي حيث تم تناقلها والإشادة بها.
•موضوع إدارة التغيير مهمة جدا وفارقة في القدرة على ترسيخ الحدث في الوعي والوجدان، لكن أيضا يحتاج الأمر إلى إرادة مجتمعية، كل مؤسسات المجتمع، من أجل النجاح والاستمرار.
•ولا بد من القول إن قوة المجتمع في قدرته في إدارة التغيير وفي الموازنة بين الأصالة والمعاصرة وفي توجيه أجياله نحو المستقبل دون أن يفقد جذوره، وأيضان دون أن يفقدهم عبر تمردهم عليه. والتغيير سنة الحياة، لكن الوجهة التي يسلكها هذا التغيير هي ما يحدد مصير الشعوب والأمم.•