اكتشف في الصحراء الجزائرية.. نيزك عمره 4.6 مليار سنة يقدم رؤى جديدة عن ولادة نظامنا الشمسي
تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT
الجزائر – أشار تحليل جديد إلى أن نيزكا عمره 4.6 مليار عام يمكن أن يسلط الضوء على النظام الشمسي المبكر.
واكتشف النيزك المسمى “عرق شيش 002” (Erg Chech 002 أو اختصارا EC 002)، عام 2020 في منطقة عرق شيش بالصحراء الكبرى بالجزائر.
ويقول العلماء إنه أقدم نيزك تم العثور عليه على الإطلاق، حيث يعود تاريخه إلى وقت لم تكن فيه الأرض موجودة بالأساس.
ويتكون بشكل أساسي من الصخور البركانية، ما دفع الخبراء إلى الاعتقاد بأنه جاء من قشرة كوكب مبكر جدا.
ووجدت دراسة سابقة أن الصخرة كانت عبارة عن حمم سائلة، ولكنها بردت وتصلبت على مدى 100 ألف عام لتشكل القطعة التي يبلغ وزنها 70 رطلا والتي شقت طريقها في النهاية إلى كوكبنا.
وقال الباحثون إنه لم يتم العثور على كويكبات ذات خصائص مماثلة، ما يشير إلى أن الكوكب الأولي الذي جاء منه قد اختفى منذ ذلك الحين إما لأنه أصبح أجزاء من أجسام أكبر أو “تم تدميره ببساطة”.
والآن، تلقي صخرة الفضاء هذه ضوءا جديدا على الشكل الذي كان يبدو عليه نظامنا الشمسي المبكر، لكن الاكتشافات لم تكن كما توقعها العلماء.
ويشير فريق من الباحثين الأستراليين إلى أن دراستهم تثير التساؤلات حول دقة كيفية حساب الخبراء لعمر النيازك، ما يعني أن بعضها قد لا يكون قديما كما كان يعتقد في البداية.
وذلك لأنهم وجدوا أن EC 002 يحتوي على كمية أكبر من النظائر المشعة الألومنيوم 26 (26Al) مقارنة بأحجار الأكوندريت القديمة الأخرى، أو النيازك الحجرية، من نفس العمر.
وهذا أمر مهم لأنه يتحدى النظرية القائلة بأن 26AI، الذي يعتقد أنه يوفر مصدرا للحرارة للبنات الأساسية للكواكب، تم توزيعه بالتساوي في جميع أنحاء النظام الشمسي المبكر.
ويقدر الخبراء عمر النيازك بناء على كمية 26AI الموجودة فيها عند تشكلها. ولكن إذا تم توزيع النظير بشكل غير متساو في جميع أنحاء النظام الشمسي المبكر، كما تشير الدراسة الجديدة، فلا يمكن الاعتماد عليه لإعطاء مؤشر دقيق عن عمر صخرة فضائية أو الدور الذي ربما لعبه في تكوين الكواكب.
وهذا يتعارض مع الأبحاث السابقة التي أشارت إلى أن 26AI انتشر بالتساوي في الفترة التي سبقت تكوين الكواكب مثل الأرض.
ويعلم الجميع أن نظامنا الشمسي قد تشكل منذ نحو 4.5 مليار سنة من سحابة منهارة من الغاز والغبار بين النجوم والتي من المحتمل أنها كانت جزءا من سديم أكبر بكثير.
ويعتقد العلماء أن انهياره ربما كان ناجما عن موجة صدمة من مستعر أعظم قريب، أو نجم منفجر، والذي أدى بدوره إلى إنشاء سديم شمسي – قرص دوار من المواد التي نشأ منها النظام الشمسي.
وكان 26AI حينها حيويا في العملية التي أدت إلى مشينا على الأرض اليوم لأنه يوفر حرارة كافية من خلال التحلل الإشعاعي لإنتاج أجسام كوكبية ذات طبقات داخلية مثل أجسامنا.
كما أنه يساعد على تجفيف الكواكب الصغيرة المبكرة لإنتاج كواكب صخرية فقيرة بالمياه.
ونظرا لعمر النصف القصير جدا الذي يبلغ نحو 770 ألف عام، يعتقد العلماء أن 26AI يجب أن يكون قد تشكل أو اختلط في قرص تشكيل الكوكب المحيط بالشمس الشابة قبل وقت قصير من تكثيف أول مادة صلبة في نظامنا الشمسي.
وبالتالي فإن وجوده في EC 002 يوفر فرصة لمواصلة استكشاف التوزيع الأولي للنظائر قبل تكوين الأرض.
وقام الباحثون في الجامعة الوطنية الأسترالية، بقيادة إيفجيني كريستيانينوف، بتحليل EC 002 وحددوا عمر نظائر الرصاص بحوالي 4.566 مليار سنة.
ودمج الفريق هذه النتيجة مع البيانات الموجودة لهذا النيزك ومقارنتها مع النيازك القديمة جدا التي تبلورت من الذوبان.
وأثبت الباحثون أن 26Al كان له توزيع غير متساو داخل السديم الشمسي المبكر. ولهذا السبب، قالوا إن دراسات التسلسل الزمني للنيازك يجب أن تكون حذرة وأن تتخذ نهجا عاما في التأريخ بالنظائر قصيرة العمر التي تفسر توزيعها غير المتكافئ.
وأضافوا أن هذا من شأنه تحسين دقة وموثوقية تحديد أعمار النيازك والمواد الكوكبية.
وقد نشرت الدراسة الجديدة في مجلة Nature Communications.
المصدر: ديلي ميل
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: النظام الشمسی نظامنا الشمسی إلى أن
إقرأ أيضاً:
تشيّيد أول مرآب تحت الأرض بمراكش .. خطوة جديدة نحو مدينة ذكية ومستدامة
زنقة20ا مراكش: محمد المفرك
إنطلقت بمدينة مراكش أشغال إنجاز أول مرآب جماعي تحت أرضي بساحة 16 نونبر، بحي جليز، في خطوة نوعية تعكس رؤية حضرية جديدة تهدف إلى إعادة هيكلة مركز المدينة وتخفيف حدة الاكتظاظ المروري.
ويأتي هذا المشروع، الذي يُنجز في إطار برنامج “جيليز الكبير”، والذي يعدّ من بين أبرز المبادرات التي تُجسد التوجه نحو تنمية حضرية أكثر استدامة وتوازناً بين الوظيفة والجمالية.
ويمتد المرآب الجديد على مساحة اجمالية تُقدر بحوالي 9500 متر مربع، بغلاف مالي يبلغ 98 مليون درهم، ويتكون من طابقين تحت أرضيين بسعة استيعابية تصل إلى 460 سيارة و60 دراجة نارية، إضافة إلى تجهيز الموقع بعشر محطات مخصصة لشحن السيارات الكهربائية، ما يؤكد انخراط المدينة في دعم الانتقال الطاقي وتشجيع وسائل النقل النظيفة.
ولن يقتصر المشروع على البنية التحتية الخاصة بالتوقف فقط، بل سيمتد إلى إعادة تصميم الساحة على المستوى السطحي لتشمل مساحات خضراء،و نافورة عصرية، مع اعتماد على نظام إنارة اقتصادي للطاقة ، وفضاءً مفتوحاً للأنشطة الثقافية والفنية، ما من شأنه تحويل الفضاء إلى نقطة جذب حضري تتكامل فيها الوظيفة الاقتصادية بالبعد الاجتماعي والثقافي.
ويعتبر هذا المشروع ثمرة شراكة بين جماعة مراكش، ومجلس جهة مراكش-آسفي، وولاية الجهة، ووزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، فيما تتولى شركة التنمية المحلية “مراكش موبيليتي” مهمة الإشراف على التنفيذ بصفتها صاحب المشروع في اطار شركات التنمية.
ومن المرتقب أن يتم الانتهاء من الأشغال خلال مدة لا تتجاوز ثمانية أشهر، في أفق أن تصبح ساحة 16 نونبر واجهة حضرية جديدة تعكس دينامية مراكش وتوجهها نحو مدينة ذكية، أكثر انفتاحاً على مستقبل التنقل المستدام وجودة الحياة الحضرية.
ويشكل هذا المشروع لبنة جديدة في مسار تحديث البنية التحتية للمدينة، وتكريس توجهها السياحي في افق عدد من التظاهرات .