هنيدي ورفاقه.. نهاية حزينة لكوميديا جيل الألفية
تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT
أثارت الإيرادات المنخفضة لأفلام نجوم الكوميديا المصريين في السنوات الأخيرة العديد من الأسئلة حول مستقبل الممثلين الذين لمع نجمهم مع بداية الألفية، ولعل إيرادات فيلم "مرعي البريمو" التي لم تتجاوز حاجز 15 مليون جنيه (484 ألف دولار) منذ بدء عرضه قبل أسابيع، هي الدليل الأحدث على ذلك.
وكان محمد هنيدي، بطل العمل، أكد في تصريحات سبقت عرض "مرعي البريمو" أن الفيلم سيمثّل عودة مختلفة بعيدا عن الإخفاق الذي لاحقه في أفلامه خلال السنوات الماضية.
ولم تفلح محاولات محمد سعد في أفلامه الأخيرة وآخرها "محمد حسين" الذي قدمه عام 2019، وحتى محاولة تغيير جلده مع شريف عرفة في "الكنز" لم تعده مجددا إلى الساحة، وكان سعد هو الأعلى إيرادات بشخصية "اللمبي"، التي أعاد تدويرها في أكثر من فيلم.
وتلاهم في التراجع كل من أحمد حلمي وهاني رمزي وغيرهما حتى وصل ذروته بعد عام 2011، وتأكد بـ"مرعي البريمو" الذي يبدو نهاية لموجة كوميديا الألفينات التي بدأها هنيدي بنفسه من خلال "إسماعيلية رايح جاي" في العام 1997.
وتراجع جيل الألفية، الذي انطلق مع نجاح فيلم "إسماعيلية رايح جاي" واحدا تلو الآخر، ليأتي السؤال الحاسم حول مصير جيل "المضحكين الجدد"، فهل تجاوزه الزمن؟ أم شعر الجمهور بالملل مما يقدمونه، وبدأ في البحث عن مضحكين آخرين؟
إفلاس فني أم جماهيري؟يقول الناقد السينمائي رامي عبد الرازق للجزيرة نت، إن هذا الجيل انهار سريعا، حيث بدأ تراجع هنيدي مع فيلم "بلية ودماغه العالية"، أما سعد فجاء تراجعه مع فيلم "كركر"، وأحمد حلمي مع "على جثتي" و"صنع في مصر"، وجاءت نهاية هذا الجيل تدريجيا لأسباب كثيرة، أهمها الإصرار على التوقف عند مرحلة زمنية بكل مشتملاتها، سواء على مستوى الشكل أو المرحلة العمرية أو حتى الموضوعات التي يتم عرضها والاعتماد على الإفيهات العكسية مثل أن يقول البطل جملة مثلا، ويحدث العكس لجلب الضحكات وهي طريقة قديمة.
شخصية وضحكةأما الناقد إيهاب التركي، فأرجع سبب التراجع لإصرار هذا الجيل إلى التدخل في تفاصيل الفيلم إلى جانب أن أغلبهم جاء من المسرح التجاري، وكانوا قد اعتادوا على تقديم "كاركتر" على المسرح يعتمد على "الإفيه" وتوقفوا عنده أيضا سينمائيا بدون أي تطوير لنوعية الكوميديا الخاصة بهم.
وتعتبر الناقدة أمنية عادل أن الجمود هو السبب وراء هذا الانهيار، واستشهدت بتجربة الفنان عادل إمام صاحب المشوار الأطول، والذي لم يقع في هذا المأزق لاعتماده على مدارس فيلمية مختلفة؛ فتعاون مع المخرجين محمد خان ونادر جلال وشريف عرفة وهو ما فتح له آفاق مختلفة.
وقد ألقت أمنية اللوم على جيل الألفية بسبب محدودية في الأفكار التي يتم تقديمها في أفلامهم وإن كان جزء منها بسبب أزمة سقف الحريات، إلى جانب عدم وجود فنان منهم يمكن القول إنه صاحب قضية أو لديه رغبة في نقاش فكرة تطرح خلال السينما، وبالتالي فقد حل البديل وهو التسطيح.
محاولات لم يكتب لها النجاحولم يستسلم جيل الألفية للتراجع الجماهيري بسهولة، فشهدت السنوات العشرة الماضية محاولات للعودة على أمل الوجود. ويرى الناقد رامي عبد الرازق أن المحاولات لم تنجح بسبب اهتمام النجوم بتقديم "استكشات" بدون أي بناء درامي أو موضوع حقيقي، ليصبح العمل عبارة عن إفيهات فقط ومشاهد غير متناسقة، لأن الرهان كان على اسم البطل فقط بدون الاهتمام بباقي العناصر مثل السيناريو والصورة والإخراج.
ويضيف عبد الرازق قائلا، "وجود جيل الألفية أصبح مرتبطا بـ"ميمز" السوشيال ميديا فقط، حتى إن محمد هنيدي أصبح متفوقا على السوشيال ميديا أكثر منه في السينما، بينما حضور محمد سعد في "التريند" أصبح عبر الخلافات والمشاكل، وبالتالي نشأت مسافة بين هذا الجيل والأجيال اللاحقة".
ويضيف قائلا، "لا يمكن أن يظل تفكيرهم محصورا فيما نجحوا فيه منذ عام 1998 بدون أن يراعوا اختلاف السوق السينمائي بعد 2011 وكذلك بعد كورونا، وبدون التفكير أيضا في أن الجمهور لن تضحكه نفس الأشياء التي كانت تضحكه قبل أكثر من 20 عاما".
وترى أمنية عادل أن محاولات العودة أخفقت بالأساس في بناء تسلسل الحكاية الدرامية، "ومع الأسف يتم تجديد أسباب الفشل ففيلم "مرعي البريمو" لم يكن فيه حبكة أو قصة"، مؤكدة أن الفيلم الكوميدي له آليات سينمائية، ولا يمكن التعامل معه على اعتبار أنه محتوى فارغ، وباستسهال يسبب نفور الجمهور.
التغيير المطلوبالنجاح القصير لهذا الجيل لا يمكن اعتباره خط النهاية، ومن القاسي جدا إعلان انتهاء جيل الألفية، فلا تزال هناك حلول للخروج من الأزمة، وتقديم أعمال تضاف إلى رصيدهم الفني وتحدث حالة من الحراك السينمائي، كما يرى رامي عبد الرازق، الذي يعتبر أن التخلص من ميراث النجاحات القديمة هو أول الحلول للخروج من هذه الأزمة، للتركيز على الفئة التي يستهدفها الفيلم سواء الشباب الأصغر سنا أو الجمهور القديم، وهو ما يعني دراسة السوق السينمائي بشكل كبير.
ويرى عبد الرازق أيضا أن المجتمع شهد حراكا واضحا خلال السنوات الأخيرة، "ولا مانع أيضا من ظهورهم في أعمال معا مثل أفلام تضم هنيدي وحلمي أو سعد وهنيدي، مع محاولة استقطاب شرائح جماهيرية مختلفة وتقديم موضوعات فنية إلى جانب الكوميديا".
من جانبه، يرى إيهاب التركي أن الاستعانة بنفس مخرجي أفلامهم القديمة لن يحقق أي نجاح، لأن الاعتماد على نفس الخطوات لن يعطي نتائج مختلفة، ولذلك لا بد من التفكير في التعاون مع مخرجين آخرين وكتاب سيناريو جدد، وأيضا ينبغي أن تضم أفلام جيل الألفية ممثليين كوميديين جددا مثل أحمد أمين وعصام عمر وطه دسوقي، وأن يتم تقديم أفكار طازجة تناسب العصر.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: مرعی البریمو عبد الرازق هذا الجیل
إقرأ أيضاً:
النفاثة .. ميمي الشربيني نجم الجيل الذهبي للأهلي في سطور
ميمي الشربيني أحد أعظم لاعبي كرة القدم في تاريخ مصر. كان لاعبًا فنيًا، قائدًا للفريق، و ويمتلك سجلاً حافلاً بالإنجازات التي جعلته من أشهر لاعبي مصر في القرن العشرين.
ويعرف ميمي الشربيني بشخصيته الطيبة و أخلاقه الرياضية، و كان يحظى باحترام كبير من زملائه والجماهير، وهو ما جعله من الشخصيات المحبوبة في كرة القدم المصرية.
رحل اليوم ميمي الشربيني، والذي يعد أحد ابرز و أعظم لاعبي كرة القدم في تاريخ مصر، عن عمر ناهز 88 بعد صراع طويل مع المرض.
الأهلي ينعى المعلق الرياضي ميمي الشربينيحسام وإبراهيم حسن ينعيان الراحل ميمى الشربينيخلال السطور التالية سنستعرض معلومات عن الراحل ميمي الشربيني حول تاريخه وحياته :ولد ميمي الشربيني في 10 يوليو 1937 في مدينة الإسكندرية، و حصل على دبلوم المدارس الصناعية بعد إتمام تعليمه الأساسي، واسمه الحقيقي محمد عبد الكريم الشربيني.
بدأ ميمي الشربيني في نادي الاتحاد السكندري في فترة الشباب، وتُعتبر هذه الفترة بداية مشواره الكروي الذي شهد تطورًا سريعًا على مدار سنوات، و في عام 1959، انتقل الشربيني إلى النادي الأهلي و تألق في مركز الجناح الأيسر.، حيث قضى فيه 12 عامًا، حتى عام 1971، و أصبح خلال هذه المدة من أبرز اللاعبين في جيل السبعينات، وحقق نجاحات كبيرة مع الفريق.
انضم ميمي الشربيني إلى منتخب مصر لأول مرة في عام 1960، و شارك مع المنتخب في عدة بطولات، وحقق أرقامًا مميزة، بما في ذلك المشاركة في تصفيات كأس العالم 1966 و كأس العالم 1970، و كان الشربيني أحد النجوم البارزين في هذا العصر، وترك بصمة كبيرة على المستوى الدولي.
فاز الشربيني مع النادي الأهلي بعدد كبير من البطولات المحلية والدولية، من بينها الدوري المصري مع الأهلي 6 مرات خلال فترة وجوده في الفريق، والفوز بكأس مصر 5 مرات، و دوري أبطال أفريقيا مرة وأحدة في 1969، مما جعله أحد لاعبي الجيل الذهبي للأهلي ، و أطلق عليه "النفاثة" لسرعته الفائقة .
أعتزال ميمي الشربيني كرة القدم والتألق بالتعليق والتحليل الرياضىقرر ميمي الشربيني اعتزال كرة القدم في عام 1971 بعد مسيرة طويلة حافلة بالإنجازات. وكان في عمر الـ 34 عامًا، وقرر إنهاء مسيرته كلاعب.
بعد اعتزال ميمي الشربيني كلاعب عمل كمدرب مساعد للعديد من الأندية المصرية، و كان له دور بارز في منتخب مصر في فترة السبعينات والثمانينات، حيث كان له تأثير في تطوير أسلوب اللعب، بالأضافة الى مسيرته التدريبية، مع النصر الإماراتي ما بين عام 1971 إلى 1975 ، و نادي المنصورة عام 1976، وغزل دمياط في الثمانينيات، و قطاع ناشئين الأهلي.
عمل ميمي الشربيني كمحلل ومعلق رياضي في بعض وسائل الإعلام المحلية بعد اعتزاله اللعب، وكان له حضور بارز في القنوات الرياضية مثل النيل الرياضية، التلفزيون المصري، أون سبورت، دريم، والحياة، حيث كان يحلل المباريات ويفسر التكتيك والخطط، وكانت أخر مباراة يعلق عليها للتلفزيون المصري بين مصر وموزمبيق في استاد برج العرب عام 2012 في تصفيات كأس العالم.