الجزيرة:
2025-02-04@17:01:24 GMT

المسيحية تعاني القمع في مهدها المقدسي والفلسطيني

تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT

المسيحية تعاني القمع في مهدها المقدسي والفلسطيني

تعرض المسيحيون والمقدسات المسيحية في القدس لقرابة 40 هجمة عنيفة خلال الشهرين الماضيين فقط، شملت الاعتداء على قساوسة ومقابر وشواهد قبور مسيحية واقتحام كنائس، لتنتقل الاعتداءات إلى حيفا أيضا، حسب تقرير لصحيفة "معاريف" الإسرائيلية.

وأفاد التقرير بأن الحكومة الإسرائيلية الحالية مصممة على إنشاء هوية "يهودية إسرائيلية" جديدة (بهذا الترتيب)، وفي مسعاها ذاك، تدمر أي شخص لا يتماشى مع "اليهودي الجديد"، ومن بينهم الفلسطينيون، والعمال، واللاجئون، والسود، والليبراليون وغيرهم، ويعد المسيحيون الهدف الأخير لهذه الحكومة اليمينية.

وتقول الصحيفة إن السنوات السابقة شهدت حربا ضد المسيحيين من قبل مجموعات وحاخامات هامشيين، كما جرى الاعتداء على كنيسة الخبز والسمك قرب بحيرة طبريا منتصف عام 2015.

وبنيت كنيسة "الطابغة" (الخبز والسمك) التابعة للكنيسة الكاثوليكية في ثمانينيات القرن الماضي على أطلال كنائس من القرنين الرابع والخامس الميلاديين، تخليدا لمعجزة يؤمن المسيحيون بموجبها بأن المسيح -عليه السلام- قام بها عندما أطعم 5 آلاف شخص بـ5 أرغفة وسمكتين.

وتشير التحقيقات إلى أن متطرفين من اليهود وقفوا وراء إضرام النار في الكنيسة الواقعة بكفار نحوم على ضفاف بحيرة طبريا، وخلّف الحريق أضرارا جسيمة، كما عُثر على كتابات بالعبرية تنادي بالقضاء على "الوثنيين".

قمع الإيمان بالقدس

وتقول "معاريف" إنه منذ انتخاب الحكومة، خاصة منذ تعيين أعضاء الجناح المتطرف وزراء وأعضاء كنيست، بدأ سباق محموم لقمع أنشطة الديانات الأخرى، بما في ذلك المسيحية، خاصة في القدس التي تعد قلب الخلاف بين اليهود والمسيحيين الفلسطينيين.

ومن وجهة نظر المتطرفين اليهود، فإن المسيحيين هم العدو المشترك لهم كما "العدو الإسلامي". وقبل فترة وجيزة، دخل بعض الشباب اليهودي أراضي كنيسة على جبل صهيون، وعندما طُلب منهم المغادرة قاوموا وصرخوا "جبل صهيون ملك للشعب اليهودي"، وكسر أحدهم تمثالاً للسيد المسيح عند مدخل الكنيسة، وورد أنه دخل مستشفى للأمراض النفسية.

وغير بعيد عن القدس، دخلت مجموعة من اليهود المتشددين كنيسة ستيلا ماريس في حيفا بدعوى أنها قبر قديس يهودي. ورد الشرطة المعتاد هو "في معظم الحالات، يكون السلوك مثيرًا للاشمئزاز، ولكن ليس على المستوى الإجرامي".

وقبل نحو 3 أسابيع، منعت الشرطة الإسرائيلية آلاف الأشخاص من تسلق جبل طابور (في القسم الجنوبي للجليل الأسفل شمال مرج ابن عامر) ضمن احتفال ديني مسيحي معتاد. وكان أكثر من 3 آلاف مسيحي أتوا من خارج البلاد لحضور الاحتفالات الدينية من بلدان مثل اليونان ورومانيا وصربيا.

ووفقا لكنائس مسيحية، يعتقد مسيحيون أن جبل طابور (أو جبل التجلي، أو جبل الطور) هو مكان تجلي السيد المسيح لتلاميذه بطرس ويعقوب ويوحنا. وتقع "كنيسة التجلي" على قمة الجبل، وقد بنيت على بقايا كنيسة بيزنطية تعود للقرنين الخامس والسادس الميلاديين، ثم تلتها كنيسة أخرى في القرن الـ12 وتنتمي للرهبنة الفرنسيسكانية.

مسيحيو فلسطين والقدس

تضرب جذور المسيحيين العرب عميقا في أرض فلسطين، فالقدس تشع دوما بالحياة وتغذيها، واستقبلت على مر العصور إخوة وأخوات في الإيمان كحجاج مقيمين وعابرين، دعتهم للتعرف على المصادر المغذية لإيمانهم، حسبما يقول رئيس الهيئة الإسلامية المسيحية حنا عيسى.

ويتتبّع كتاب "على درب الآلام.. المسيحيّون والمقدّسات المسيحيّة في القدس" -الصادر عن مؤسسة القدس الدولية لمؤلفه محمود حبلي- تاريخ الوجود المسيحي بالقدس وحاضره، ويسلّط الضوء على القدس ومكانتها لدى المسيحيين الذين ينظرون إليها على أنّها المركز المسيحي الأوّل والأهمّ في العالم. ويؤكد الكتاب أن الاعتداءات الإسرائيلية تهدد الوجود المسيحيّ في القدس بصورة غير مسبوقة منذ احتلال فلسطين عام 1948، وينعكس ذلك عبر التناقص المستمر لأعداد المسيحيين في مدينتهم.

وفي مقدمته للكتاب، كتب رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس المطران عطا الله حنّا أن القدس تُعتبر في التاريخ المسيحي أمّ الكنائس، لأنها أول كنيسة شُيّدت في العالم، ومنها انطلقت البشارة المسيحية إلى مشارق الأرض ومغاربها. ويقول: "إن نسبة المسيحيين في فلسطين اليوم لا تتعدى الـ1%، وهذه انتكاسة بالمقاييس كافة، ليس فقط للمسيحيين وحدهم، وإنما لأبناء شعبنا الفلسطيني كافة".

ويذكر الكتاب أن حضور القدس في الديانة المسيحية يُعتبر محوريا، فهي قبلة المسيحيين الأولى والوحيدة، والمركز المسيحي الأول والأهم في العالم، وأن مدينة القدس تكتسب هذه الأهمية بسبب المعتقد المسيحي القائل بـ"موت المسيح في القدس وقيامته في اليوم الثالث من القبر، حيث القيامة في المسيحية هي الحدث المركزي والأساسي، وهي قلب الإيمان المسيحي؛ ومن دون القيامة، لا وجود للمسيحية ولا معنى للعقيدة".

ومن هذا المنطلق، يعتبر المسيحيون أن مدينة القدس هي مركز الدنيا أو نصفها، لأن هذه المدينة -باعتقادهم- شهدت قيامة المسيح، ومنها انتشرت الديانة المسيحية إلى العالم، فبالقيامة كانت القدس -بناءً على الاعتقاد المسيحي- وما زالت تشكل مركزية إيمان المسيحيين وتعبدهم.

ويشير الكاتب إلى أن القدس اكتسبت عظمتها في المسيحية رسميا بعد إعلان الإمبراطور الروماني قسطنطين المسيحية ديانة رسمية للدولة، إذ أمر بتشييد عدد من المعالم المسيحية في القدس، كبناء كنيسة القيامة والمهد وغيرها من الكنائس والأديرة.

وأدى هذا الأمر إلى أن أصبحت القدس -على مر العصور- مركزا لجذب مسيحيي العالم كافة، فأسسوا الرهبنات والأديرة والكنائس التي يزيد عددها في القدس وحدها على 100 دير وكنيسة ومؤسسة، وبناء عليه، تملك الكنيسة اليوم داخل أسوار المدينة ما يساوي %45 من المساحة الكلية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: فی القدس

إقرأ أيضاً:

رمز الرومانسية..هذه المدينة اليابانية المغطاة بالثلوج تعاني بسبب الحب

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تُعد مدينة أوتارو اليابانية، الهادئة والمغطاة بالثلوج البيضاء النقية، خلفية لفيلم رومانسي شهير صدر في عام 1995، ولا يزال يجذب المسافرين الحالمين إلى المنطقة في كل فصل شتاء.

لكن هذه المدينة النائمة التي تقع على الساحل الغربي لجزيرة هوكايدو أصبحت أحدث وجهة في معركة اليابان المستمرة ضد الإفراط في السياحة.

ونشرت السلطات المحلية مؤخرًا حراس أمن لتذكير السياح بالامتناع عن السلوكيات غير المنضبطة، بما في ذلك التعدّي على المباني الخاصة، وعرقلة حركة المرور على الطرق.

يأتي التركيز المتزايد على المسافرين الأجانب بعد وفاة امرأة من هونغ كونغ على مشارف أوتارو. 

ولقيت السائحة البالغة من العمر 61 عامًا مصرعها تحت عجلات قطار في 24 يناير/ كانون الثاني أثناء التقاطها صورا على مسارات السكة الحديدية في محطة أساري، المعروفة بإطلالتها على الساحل، والثلوج التي تغطي المنطقة.

مع ذلك، لفت مسؤولون في مجلس مدينة أوتارو لـ CNN إلى أن السياح كانوا يتسببون في اضطرابات حتى قبل وفاة السائحة.

سجلت أوتارو، التي يبلغ عدد سكانها حوالي 100 ألف نسمة، 98،678 زائرًا دوليًا العام الماضي، وهو أعلى رقم مسجل. ولا يشمل هذا الرقم أولئك الذين يقومون برحلات يومية من سابورو، عاصمة هوكايدو، على بعد 40 كيلومترًا جنوب شرق البلاد.

وجرى هناك تصوير أجزاء من فيلم "Love Letter" (رسالة حب) للمخرج الياباني شونجي إيواي، وهو فيلم يجمع بين وفاة رجل وخطيبته في المدرسة الثانوية.

وقد اكتسبت منطقة فوناميزاكا شهرة غير مرغوب فيها بعد ظهورها في الفيلم. ويوفر الحي إطلالة مرتفعة على شارع ياباني نموذجي تصطف على جانبيه منازل خشبية تتراكم الثلوج على أبوابها. وفي نهاية المنحدر توجد إطلالة بانورامية على بحر اليابان.

منذ أواخر الشهر الماضي، نشرت بلدية المدينة ثلاثة حراس أمن في فوناميزاكا لعرض لافتات تحذر من السلوكيات السياحية السيئة.

يُعد الشتاء موسم الذروة السياحي في مدينة أوتارو باليابانCredit: DoctorEgg/Moment RF/Getty Images An international issue

صرح مسؤولون لـ CNN أن أفراد الأمن ذكروا الزوار أيضًا بأن إلقاء القمامة وإعاقة الطرق يجب حظرهما، مع تغريم المخالفين. وخلال ساعات الذروة، انتشرت الشرطة المحلية أيضًا للمساعدة في إدارة المنطقة.

وذكر مسؤولون في أوتارو أن التدابير الأمنية ستستمر حتى 31 مارس/ آذار على الأقل.

قضية دولية

أفادت وسائل إعلام محلية أن الموظفين يوزعون تحذيرات باللغات الإنجليزية، والصينية، والكورية.

وجرى تعزيز الأمن قبل فترة عطلة رأس السنة القمرية الجديدة عندما يسافر السياح الصينيون غالبًا إلى الخارج.

تكثر المنشورات حول كيفية إعادة إنشاء أفضل الزوايا من الفيلم على تطبيق الوسائط الاجتماعية الصيني "Xiaohongshu"، أو Red Note، حيث  نشر مستخدم مقطع فيديو لجبل Tenguyama، الذي ظهر في الفيلم مع عبارة: "الثلوج في هوكايدو تمثل رسالة حبي للشتاء هذا العام".

وقال مسؤول في مجلس مدينة أوتارو لـCNN إن التدابير الأمنية لا تهدف إلى زيادة عدد السياح الصينيين على وجه التحديد، ولكنها استجابة للقفزة الإجمالية في عدد الزوار الدوليين.

الياباننشر الثلاثاء، 04 فبراير / شباط 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

مقالات مشابهة

  • عبد المسيح: دعم مطلق وغير مشروط لإنطلاقة العهد
  • غزة: هيئات أممية تكدّس الوقود بمخازنها والمستشفيات تعاني
  • روما تستضيف فجر المسيحية بمعرضا أردنيا دينيا فريدا بقصر كانشيليريا
  • رمز الرومانسية..هذه المدينة اليابانية المغطاة بالثلوج تعاني بسبب الحب
  • العدل العراقية: ضوابط جديدة لحماية أملاك المسيحيين وتسهيل معاملاتهم العقارية
  • رئيسة الدبلوماسية الأوروبية تدين القمع الوحشي للمتظاهرين في جورجيا
  • كالاس تدين القمع الوحشي للمتظاهرين في جورجيا
  • تابعة لحزب الله.. مؤسسة القرض الحسن تعاني من أزمة كبيرة
  • ساكو:الوجود المسيحي في العراق ما زال مهدداً بسبب الطائفية والمحاصصة
  • الطوائف المسيحية: «مصر الأمان» ضد تحريف «جغرافيا الأوطان»