الجزيرة:
2024-07-06@00:46:42 GMT

المسيحية تعاني القمع في مهدها المقدسي والفلسطيني

تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT

المسيحية تعاني القمع في مهدها المقدسي والفلسطيني

تعرض المسيحيون والمقدسات المسيحية في القدس لقرابة 40 هجمة عنيفة خلال الشهرين الماضيين فقط، شملت الاعتداء على قساوسة ومقابر وشواهد قبور مسيحية واقتحام كنائس، لتنتقل الاعتداءات إلى حيفا أيضا، حسب تقرير لصحيفة "معاريف" الإسرائيلية.

وأفاد التقرير بأن الحكومة الإسرائيلية الحالية مصممة على إنشاء هوية "يهودية إسرائيلية" جديدة (بهذا الترتيب)، وفي مسعاها ذاك، تدمر أي شخص لا يتماشى مع "اليهودي الجديد"، ومن بينهم الفلسطينيون، والعمال، واللاجئون، والسود، والليبراليون وغيرهم، ويعد المسيحيون الهدف الأخير لهذه الحكومة اليمينية.

وتقول الصحيفة إن السنوات السابقة شهدت حربا ضد المسيحيين من قبل مجموعات وحاخامات هامشيين، كما جرى الاعتداء على كنيسة الخبز والسمك قرب بحيرة طبريا منتصف عام 2015.

وبنيت كنيسة "الطابغة" (الخبز والسمك) التابعة للكنيسة الكاثوليكية في ثمانينيات القرن الماضي على أطلال كنائس من القرنين الرابع والخامس الميلاديين، تخليدا لمعجزة يؤمن المسيحيون بموجبها بأن المسيح -عليه السلام- قام بها عندما أطعم 5 آلاف شخص بـ5 أرغفة وسمكتين.

وتشير التحقيقات إلى أن متطرفين من اليهود وقفوا وراء إضرام النار في الكنيسة الواقعة بكفار نحوم على ضفاف بحيرة طبريا، وخلّف الحريق أضرارا جسيمة، كما عُثر على كتابات بالعبرية تنادي بالقضاء على "الوثنيين".

قمع الإيمان بالقدس

وتقول "معاريف" إنه منذ انتخاب الحكومة، خاصة منذ تعيين أعضاء الجناح المتطرف وزراء وأعضاء كنيست، بدأ سباق محموم لقمع أنشطة الديانات الأخرى، بما في ذلك المسيحية، خاصة في القدس التي تعد قلب الخلاف بين اليهود والمسيحيين الفلسطينيين.

ومن وجهة نظر المتطرفين اليهود، فإن المسيحيين هم العدو المشترك لهم كما "العدو الإسلامي". وقبل فترة وجيزة، دخل بعض الشباب اليهودي أراضي كنيسة على جبل صهيون، وعندما طُلب منهم المغادرة قاوموا وصرخوا "جبل صهيون ملك للشعب اليهودي"، وكسر أحدهم تمثالاً للسيد المسيح عند مدخل الكنيسة، وورد أنه دخل مستشفى للأمراض النفسية.

وغير بعيد عن القدس، دخلت مجموعة من اليهود المتشددين كنيسة ستيلا ماريس في حيفا بدعوى أنها قبر قديس يهودي. ورد الشرطة المعتاد هو "في معظم الحالات، يكون السلوك مثيرًا للاشمئزاز، ولكن ليس على المستوى الإجرامي".

وقبل نحو 3 أسابيع، منعت الشرطة الإسرائيلية آلاف الأشخاص من تسلق جبل طابور (في القسم الجنوبي للجليل الأسفل شمال مرج ابن عامر) ضمن احتفال ديني مسيحي معتاد. وكان أكثر من 3 آلاف مسيحي أتوا من خارج البلاد لحضور الاحتفالات الدينية من بلدان مثل اليونان ورومانيا وصربيا.

ووفقا لكنائس مسيحية، يعتقد مسيحيون أن جبل طابور (أو جبل التجلي، أو جبل الطور) هو مكان تجلي السيد المسيح لتلاميذه بطرس ويعقوب ويوحنا. وتقع "كنيسة التجلي" على قمة الجبل، وقد بنيت على بقايا كنيسة بيزنطية تعود للقرنين الخامس والسادس الميلاديين، ثم تلتها كنيسة أخرى في القرن الـ12 وتنتمي للرهبنة الفرنسيسكانية.

مسيحيو فلسطين والقدس

تضرب جذور المسيحيين العرب عميقا في أرض فلسطين، فالقدس تشع دوما بالحياة وتغذيها، واستقبلت على مر العصور إخوة وأخوات في الإيمان كحجاج مقيمين وعابرين، دعتهم للتعرف على المصادر المغذية لإيمانهم، حسبما يقول رئيس الهيئة الإسلامية المسيحية حنا عيسى.

ويتتبّع كتاب "على درب الآلام.. المسيحيّون والمقدّسات المسيحيّة في القدس" -الصادر عن مؤسسة القدس الدولية لمؤلفه محمود حبلي- تاريخ الوجود المسيحي بالقدس وحاضره، ويسلّط الضوء على القدس ومكانتها لدى المسيحيين الذين ينظرون إليها على أنّها المركز المسيحي الأوّل والأهمّ في العالم. ويؤكد الكتاب أن الاعتداءات الإسرائيلية تهدد الوجود المسيحيّ في القدس بصورة غير مسبوقة منذ احتلال فلسطين عام 1948، وينعكس ذلك عبر التناقص المستمر لأعداد المسيحيين في مدينتهم.

وفي مقدمته للكتاب، كتب رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس المطران عطا الله حنّا أن القدس تُعتبر في التاريخ المسيحي أمّ الكنائس، لأنها أول كنيسة شُيّدت في العالم، ومنها انطلقت البشارة المسيحية إلى مشارق الأرض ومغاربها. ويقول: "إن نسبة المسيحيين في فلسطين اليوم لا تتعدى الـ1%، وهذه انتكاسة بالمقاييس كافة، ليس فقط للمسيحيين وحدهم، وإنما لأبناء شعبنا الفلسطيني كافة".

ويذكر الكتاب أن حضور القدس في الديانة المسيحية يُعتبر محوريا، فهي قبلة المسيحيين الأولى والوحيدة، والمركز المسيحي الأول والأهم في العالم، وأن مدينة القدس تكتسب هذه الأهمية بسبب المعتقد المسيحي القائل بـ"موت المسيح في القدس وقيامته في اليوم الثالث من القبر، حيث القيامة في المسيحية هي الحدث المركزي والأساسي، وهي قلب الإيمان المسيحي؛ ومن دون القيامة، لا وجود للمسيحية ولا معنى للعقيدة".

ومن هذا المنطلق، يعتبر المسيحيون أن مدينة القدس هي مركز الدنيا أو نصفها، لأن هذه المدينة -باعتقادهم- شهدت قيامة المسيح، ومنها انتشرت الديانة المسيحية إلى العالم، فبالقيامة كانت القدس -بناءً على الاعتقاد المسيحي- وما زالت تشكل مركزية إيمان المسيحيين وتعبدهم.

ويشير الكاتب إلى أن القدس اكتسبت عظمتها في المسيحية رسميا بعد إعلان الإمبراطور الروماني قسطنطين المسيحية ديانة رسمية للدولة، إذ أمر بتشييد عدد من المعالم المسيحية في القدس، كبناء كنيسة القيامة والمهد وغيرها من الكنائس والأديرة.

وأدى هذا الأمر إلى أن أصبحت القدس -على مر العصور- مركزا لجذب مسيحيي العالم كافة، فأسسوا الرهبنات والأديرة والكنائس التي يزيد عددها في القدس وحدها على 100 دير وكنيسة ومؤسسة، وبناء عليه، تملك الكنيسة اليوم داخل أسوار المدينة ما يساوي %45 من المساحة الكلية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: فی القدس

إقرأ أيضاً:

9 ملفات خطيرة تواجه محافظ المنيا الجديد.. أبرزها نقص مياه الشرب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

عدد من الملفات المهمة سيواجهها اللواء عماد كدواني، محافظ المنيا الجديد، بمجرد أن تطأ قدماه مكتبه بديوان عام محافظة المنيا والتي عجز سابقه عن حلها .

الملف الأهم والأخطر هو: ملف مياه الشرب والصرف الصحي، حيث تعاني المئات من قري المنيا من ضعف شديد في مياه الشرب، خاصة في فصل الصيف بسبب ضعف محطات مياه الشرب ونقصها. 

 الملف الثاني هو ملف الصحة، حيث إن 6 مدن من أصل 9 بالمنيا تعاني من عدم وجود مستشفيات عامة بها بعد دخول تلك المستشفيات للتطوير أو للإحلال والتجديد، ومن عدة سنوات لم يتم الانتهاء سوي من مستشفيين فقط؛ مستشفي سمالوط التخصصي ومستشفي ملوي التخصصي، أما باقي المدن فمحلك سر حتي الأن.

الملف الثالث  ملف الاستثمار خاصة في المنطقة الصناعية بالمطاهرة والتي يعاني المستثمرون بها من مشاكل كثيرة، خاصة في المرافق أما المنطقة الصناعية الثانية فموجودة بالسرارية وهي دون مرافق حتي الأن.

الملف الرابع ملق الطرق والكباري فمدينة المنيا، وهي عاصمة المحافظة، وليس بها سوي كوبري وحيد علي النيل يربط بين شرق المدينة وغربها، وهو كوبري قديم ومتهالك، ولو حدث له أي عطل أصيبت المحافظة كلها بشلل تام، حيث إن معظم المصالح الحكومية الحيوية تم نقلها إلي مدينة المنيا الجديدة شرق النيل مثل مديرية الأمن وإدارة المرور الجامعة الأهلية بعض كليات جامعة المنيا مستشفي القلب والصدر وغيرها من المرافق الحيوية.

إضافة إلي ذلك فأن الطريق الوحيد الذي يربط بين المحافظة ومدنها طريق مصر أسوان الزراعي لم يتم رصفه من أكثر من 15 عاما حيث ان اخر مرة تم رصف الطريق بها كان في عام 2007. 

الملف الخامس هو ملف السياحة فقد فشل معظم المحافظين السابقين في وضع المنيا علي الخريطة السياحية علي الرغم من ما تمتلكه من مقومات سياحية تاريخية ودينية وفرعونية فالمحافظة تعاني من عدم وجود فنادق مجهزة لاستقبال السائحين، فلا يوجد فندق واحد في المنيا فئة الـ5 نجوم  المحافظة ليس بها مطار.

الملف السادس ملف المرور تعاني مدن المنيا جميعا من فوضي وعشوائية شديدة علي جميع الطرق، إضافة إلي ظاهرة التوك توك، والذي اذا لم يتم تقنينه وضعه فهو يهدد بكارثة حقيقية في محافظة المنيا.

 الملف السابع ملف مبادرة حياة كريمة،  فهناك 192 قرية بالمنيا دخلت ضمن المبادرة الرئاسية حياة كريمة منذ سنوات، ولم يتم الانتهاء منها حتي الان.

الملف الثامن ملف التعديات علي الأراضي الزراعية وأملاك الدولة، حيث أن المنيا هي أكثر محافظة في مصر بها تعدي علي أملاك الدولة وعلي الأراضي الزراعية، سواء بالبناء المخالف أو بالاستيلاء  فلابد من إستعادة أملاك الدولة والحفاظ عليها وتخصيصها للنفع العام.

  الملف التاسع العمالة المؤقتة، محافظة المنيا بها أزمة حقيقية ستكون بمثابة الصداع في رأس محافظ المنيا الجديد وهوه ملف العمالة المؤقتة، وهو نوعان الأول ملف عقد ما يمسي عقد المحافظ ويبلغ عددهم حوالي 23 ألف موظف يعملون في التربية والتعليم، ما بين إداري ومدرس، والآخر هم عمال السركي بالوحدات المحلية، وهم يعملون منذ سنوات ولم يتم تقنين أوضاعهم حتي الان.

وأدي اللواء عماد الكدوانى اليمين الدستورية أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي محافظا للمنيا يوم الأربعاء الماضي  في التشكيل الحكومي الجديد.

 ولد عماد أحمد محمود كدوانى فى ٢٢ مارس ١٩٦٣ بمحافظة أسيوط ، وتخرج فى كلية الشرطة عام ١٩٨٥ عقب حصوله على ليسانس الحقوق و بكالوريوس علوم شرطية و عسكرية، التحق بقطاع الأمن الوطنى بوزارة الداخلية، وتولى العديد من المناصب القيادية منها: مديراً لأمن مطروح، ومساعداً لوزير الداخلية لقطاع التفتيش والرقابة، ومساعداً لوزير الداخلية لقطاع الأمن .

وأعرب اللواء عماد كدوانى محافظ المنيا الجديد عن عظيم تقديره وامتنانه إلى الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية والقيادة السياسية على منحة ثقة تولى قيادة واحدة من أهم و أكبر محافظات الصعيد، مؤكدا على استكمال مسيرة البناء والتنمية فى شتى القطاعات التى يحتاجها أهالى عروس الصعيد .

ولفت محافظ المنيا الجديد إلى أنه سيتخذ من استراتيجية التواجد الميدانى منهجا تنفيذيا فى كل مواقع العمل حتى يشعر المواطن البسيط بكل ما يتم انجازه على أرض الواقع، والتعرف على احتياجات المواطنين والاستماع إلى مطالبهم وما يطمحون إليه فى المرحلة المقبلة.

مقالات مشابهة

  • عبد المسيح من الديمان: لن نقبل بأن يقرّر أحد مصيرنا أو يجرّنا الى حروب
  • 9 ملفات خطيرة تواجه محافظ المنيا الجديد.. أبرزها نقص مياه الشرب
  • تكرس كنيسة الأنبا صرابامون.. أحداث من ذاكرة التاريخ القبطي
  • انتظروا الفاتيكان بعد احتفالية تطويب البطريرك الدويهي
  • رسالتان وراء الاهتمام الدولي بلبنان
  • الفاتيكان بعد تقرير بارولين: لا مواعيد لشخصيّات سياسيّة مسيحيّة
  • عبد المسيح: لانتداب قاض أرثوذكسي من ديوان المحاسبة لتسيير مرفق إدارة السير
  • موفدان للبطريرك الراعي إلى المجلس الشيعي لتنقية العلاقات
  • هيومن رايتس: مليشيا الحوثي تستخدم القمع لإخضاع المجتمع
  • البابا تواضروس الثاني يلتقي بالمجلس الإكليريكي الفرعي في الإسكندرية