الجزيرة – عوض القحطاني
تزخر المملكة العربية السعودية بالعديد من التجارب السياحية الفريدة التي تمزج بين التراث والثقافة العربية الأصيلة، مع عدد كبير من المعالم والوجهات السياحية التي تلبي تطلعات عشاق الأصالة، والراغبين في اكتشاف المواقع التاريخية والثقافية المختلفة، التي لفتت إليها أنظار العالم من خلال تسجيلها ست مناطق كتراث ثقافي مادي ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي بمنظمة اليونيسكو، وهي: منطقة حمى الثقافية بنجران، حي الطريف في الدرعية، واحة الأحساء، الحجر (مدائن صالح بالعلا)، جدة التاريخية والفن الصخري في منطقة حائل، إضافة إلى ثماني مناطق أخرى يجري الإعداد لتسجيلها، إلى جانب العديد من الأنشطة الثقافية الأصيلة التي تم إدراجها على قائمة التراث الثقافي غير المادي، مثل حدو الإبل، والقط العسيري، والعرضة النجدية، والقهوة العربية، وحياكة السدو، ورقصة المزمار الحجازية.

. وغيرها.
وفي هذا الإطار تعد المملكة واحدة من أكثر دول المنطقة ثراء بالنمط والتراث العمراني المتنوع، سواء المسجل على قائمة التراث الإنساني العالمي، أو المنحوت في تاريخ الجزيرة العربية والوجدان العربي السعودي عبر مئات السنين، التي تؤكد جميعها أصالة الإنسان في تلك المنطقة، وعمق ثقافته وتواصله وتوارثه جيلاً بعد جيل.
وتعتبر الدرعية في العاصمة الرياض واحدة من أكثر الوجهات السياحية التي تجذب إليها أعدادًا كبيرة من السياح والزوار؛ إذ تضم العديد من المعالم والمواقع التراثية والتاريخية، من أهمها قصر المصمك، وموقع حي الطريف، الذي سجل في عام 2010 ضمن التراث العالمي، كما تمثل مدينة الدرعية التاريخية رمزًا وطنيًا بارزًا في تاريخ المملكة، إلى جانب قرية الغاط التراثية بمنطقة الرياض بماضيها العريق.
كما تعد “العلا” بمنطقة المدينة المنورة متحفًا مفتوحًا وسط مساحة طبيعية رائعة، ومرافق سياحية راقية؛ إذ تضم العلا منطقة الحجر (مدائن صالح) بنحوتها الحجرية المميزة، وتشكيلاتها الصخرية العجيبة، وما تحتويه من تجارب سياحية فريدة، لا تتوافر في العديد من الوجهات السياحية حول العالم.
وفي جدة، تشتهر منطقتها التاريخية كواحدة من أهم مواقع التراث الإنساني المسجلة لدى اليونيسكو، التي تتميز ببقايا السور القديم وبواباتها التاريخية، وحاراتها القديمة.
وفي المنطقة الشرقية، توجد العديد من المناطق التراثية، من أبرزها موقع واحة الأحساء الذي سجل في عام 2018 ضمن التراث العالمي، ويضم مناطق أثرية عديدة، ومجموعة مميزة من التراث العمراني داخل مدنها وقراها القديمة، فيما حصلت الدمام على جائزة التميز في التراث المعماري بين المدن العربية كافة في عام 2013.
وفي ينبع والطائف وتبوك والباحة وعسير وحائل، وغيرها.. تنتشر عشرات المواقع التراثية والمعالم التاريخية، التي تمثل قيمة ثقافية وحضارية لأهالي تلك المناطق الضاربة في عمق التاريخ، التي انصهرت جميعها في وجدانهم؛ لتنتج هذا المزيج الثقافي، الذي لا يتوافر بهذا التنوع الثري سوى في تراث هذا الشعب وثقافته الأصيلة.
وتستقطب السعودية أعدادًا كبيرة من هواة السياحة التراثية بالمنطقة والعالم للاستمتاع بتراثها وثقافتها، خاصة بعد أن أصبحت زيارة المملكة أكثر يسرًا وسهولة من أي وقت مضى بعد توافر أنواع عدة من التأشيرات لزيارة المملكة، وهي: تأشيرة الزائر الإلكترونية وتشمل مواطني 57 دولة، وتتيح الزيارة لأهداف السياحة أو العمرة خارج موسم الحج، أو زيارة الأهل والأصدقاء، أو حضور الفعاليات والمعارض والمؤتمرات، إضافة إلى سبع فئات، هم: المقيمون في الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة أو دول الاتحاد الأوروبي، أو حاملو تأشيرات المملكة المتحدة أو الولايات المتحدة أو الشنجن، والمقيمون في دول مجلس التعاون الخليجي. وأخيرًا تأشيرة المرور التي تتيح الإقامة لمدة 96 ساعة في المملكة للعابرين عبر الخطوط السعودية وطيران ناس قبل الوصول إلى وجهتهم النهائية.
وبإمكان الراغبين في القدوم إلى المملكة زيارة الموقع الإلكتروني الخاص بالتأشيرات في منصة “روح السعودية” https://www.visitsaudi.com/ar للتعرف على التأشيرة المناسبة بعد إدخال المعلومات الأساسية.

المصدر: صحيفة الجزيرة

كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية المتحدة أو العدید من

إقرأ أيضاً:

انطلاق "الملتقى الإقليمي لحماية التراث الثقافي البحري المغمور بالمياه في الدول العربية" الإسكندرية

 شهدت مكتبة الإسكندرية اليوم انطلاق الملتقى الإقليمي حول "حماية التراث الثقافي المغمور بالمياه في الدول العربية"، وذلك بحضور الدكتور أحمد زايد؛ مدير مكتبة الإسكندرية، والدكتور حميد النوفلي؛ مدير إدارة الثقافة بالمنظمة العربية للعلوم والفنون والثقافة، والدكتور عماد خليل؛ رئيس الملتقى ورئيس كرسي اليونسكو بجامعة الإسكندرية، والدكتورة سمية السيد؛ مساعد الأمين العام للجنة الوطنية المصرية للعلوم والثقافة، وعدد من الخبراء والمتخصصين من ١١ دولة عربية.

 

 


وقال الدكتور أحمد زايد، إن مكتبة الإسكندرية تسعى في محيطها العربي إلى النهوض ورفع شأن الثقافة، لافتاً إلى أن المكتبة ليست مكانا للقراءة ووعاء للكتب فقط ولكنها مؤسسة ثقافية كبيرة. وأضاف أن المكتبة نافذة لمصر على العالم ونافذة العالم على مصر أيضا، لافتاً إلى أن وجود المكتبة على شاطئ البحر المتوسط له دلالة ثقافية لجمع ثقافات البحر المتوسط.


وأشار زايد إلى أهمية عملية التوثيق الثقافي التي تتم في مكتبة الإسكندرية، قائلا "مكتبة الإسكندرية لا تدخر جهداً للحفاظ على التراث الثقافي المغمور بالمياه في البحر المتوسط".


وأوضح أنه ربما مع الاكتشافات القادمة نعيد كتابة التاريخ لأن هذا التراث لا زال به الكثير من الغموض، مؤكداً علي ضرورة تكثيف الجهود العلمية والبحثية لاكتشاف هذه المناطق وكشف أسرارها.


كما أكد علي ضرورة التسويق السياحي للمناطق التراثية والتاريخية الموجودة في حوض البحر المتوسط.


ومن جانبه، قال الدكتور حميد النوفلي؛ مدير إدارة الثقافة بالمنظمة العربية للعلوم والثقافة، إن الملتقي يجمع بين الأمل والإبداع وروح التحدي للحفاظ على التراث الغارق، لافتاً إلى أن التراث الغارق جزء من ثقافتنا. 

 

وأشار إلى ضرورة تكثيف الجهود الدولية من أجل الكشف عن تفاصيل هذه الآثار التي تشكل جزءً من ثقافتنا وهويتنا وليس مجرد آثار غارقة فقط.


وأوضح أن الملتقى يسهم في الحفاظ على التراث من خلال تبادل الخبرات بين المشاركين والاطلاع على التجارب المختلفة.

 كما شدد على ضرورة استخدام التكنولوجيا الحديثة في معرفة أسرار هذه الآثار التي تشكل قيمة حضارية وفرصة للباحثين فضلاً عن دورها في الترويج السياحي.


وقالت الدكتورة سمية السيد؛ مساعد الأمين العام للجنة الوطنية المصرية للعلوم والفنون والثقافة، إن العالم اكتشف نحو ٢٠٠ مدينة غارقة حول العالم، وأن هناك الآلاف من المدن التي لم يتم اكتشافها بعد. وأضافت أن الحياة البحرية ليست موطنا للكائنات البحرية فقط ولكنها أيضا مكانا لمدن غارقة.


كما تحدثت عن التحديات التي تواجه عمليات اكتشاف الآثار البحرية الغارقة والتي تتمثل في نقص الموارد أمام الباحثين وكذلك الحدود البحرية الدولية التي تحتاج إلى موافقات واتفاقات بين الدول، موضحة أن الذكاء الاصطناعي ساهم إلى حد ما في المساعدة في الاستكشافات ولكن هناك الكثير من التحديات التي تواجه الباحثين.

 وأبدت تطلعها أن يخرج المنتدى بتوصيات قابلة للتنفيذ وتكون نواة لمشروعات تساهم في الكشف عن التراث الغارق في البحر.
ومن جانبه، ثمن اللواء عمرو عبد المنعم؛ معاون محافظ الإسكندرية، فكرة المنتدى التي تعد فرصة لتبادل المعلومات والخبرات في الدول العربية في هذا المجال، وقال إن التراث المغمور بالمياه يشكل جزءا هاما من تاريخ المنطقة التي تعرضت لمخاطر كبيرة خلال الفترة الماضية ما يحتم ضرورة وضع آليات لحمايتها والحفاظ عليها.


كما أضاف إن الاسكندرية يوجد بها 5 مناطق للآثار الغارقة بداية من أبو قير وحتى قلعة قايتباي، مشيرا إلى ضرورة تضافر الجهود للحفاظ على هذه الكنوز من خلال تنفيذ برامج فعالة للترميم.


من جانبه، تحدث الدكتور عماد خليل، رئيس كرسي اليونسكو في جامعة الإسكندرية، عن تعريف الآثار الغارقة الصادر من منظمة اليونسكو، لافتا إلى أن المنظمة اتاحت للدول تعريف وتحديد المناطق التي ترى فيها أنها تحمل قيمة تراثية للمناطق الغارقة.


وأوضح أن أهداف التنمية المستدامة التي حددتها الأمم المتحدة والبالغ عددها 17 هدف، يتناول جزء منها الحفاظ على التراث الثقافي ومن بينها الحفاظ على الآثار الغارقة.


 

مقالات مشابهة

  • شركة «تنميه» تطلق مبادرة الفرع المتنقل "خليك واعي" لتعزيز التثقيف والشمول المالي في جميع أنحاء مصر
  • الشرع: بدأنا تأمين احتياجات المنشآت الصحية في جميع أنحاء سوريا
  • مركز الملك عبدالعزيز يعرّف الطلاب الدارسين في المملكة بالتراث السعودي
  • ارتفاع حاد في عدد عمليات الإعدام في المملكة العربية السعودية خلال 2024
  • طحنون بن زايد يهنئ المحتفلين بأعياد الميلاد
  • طحنون بن زايد: نهنئ المحتفلين بأعياد الميلاد.. ونتمنى أن يسود السلام كافة أنحاء العالم
  • منصور بن زايد: نهنئ المحتفلين بعيد الميلاد في بلادنا وجميع أنحاء العالم
  • طحنون بن زايد: نتمنى أن يسود السلام والاستقرار كافة أنحاء العالم
  • انطلاق "الملتقى الإقليمي لحماية التراث الثقافي البحري المغمور بالمياه في الدول العربية" الإسكندرية
  • دعاوى بريطانية لرفض عودة أسماء الأسد إلى المملكة المتحدة