بونو يثير الجدل بسبب طريقة رده على الرسالة التي ودع بها التكناوتي جماهير الوداد (صورة)
تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT
أخبارنا المغربية - عبدالاله بوسحابة
أثار "ياسين بونو"، حارس المنتخب الوطني المغربي وفريق الهلال السعودي، جدلا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب الطريقة التي رد بها على رسالة الوداع التي وجهها "رضا التكناوتي"، إلى جماهير الوداد الرياضي، أياما عقب التحاقه بنادي المغرب الرياضي الفاسي.
في ذات السياق، اختار "التكناوتي" حسابه الخاص على انستغرام من أجل توجيه رسالة وداع إلى جماهير فريق السابق الوداد الرياضي، حيث نشر بالمناسبة "ستوري" تضمن تدوينة جاء فيها: "اليوم اترك الوداد كلاعب.
من جانبه، قام "بونو" بإعادة نشر تدوينة "التكناوتي" عبر حسابه الخاص على انستغرام، قبل أن يضمنه ردا جاء فيه: "قصة جميلة، لكن سيكون من الصعب تكرار ما حققته مع فريق الوداد".
رد "بونو" بهذه الطريقة، أثار فضول جماهير الماص والوداد، بين من قال أنه"كلاش" فيه تنقيص من قيمة فريق المغرب الفاسي، وقدرته على تحقيق ألقاب أخرى على غرار ما حققه "التكناوتي" سابقا مع الوداد، وبين من اعتبر أن رسالة حارس الهلال السعودي، منطقية عطفا على المكانة التي بات يحتلها فريقه السابق الوداد، إن على المستوى الوطني، القاري وأيضا العربي..
المصدر: أخبارنا
إقرأ أيضاً:
رسالة بعد منتصف الليل
يعتقد كثيرون أن دور الأستاذ الجامعي ينتهي عند شرح المقررات وتصحيح الاختبارات، غير أن التجربة تثبت أن العلاقة بين الأستاذ وطلابه تتجاوز تلك الحدود، وتمسّ جوانب إنسانية عميقة قد لا تظهر في المحاضرات، لكنها تتجلّى في لحظات خاصة، وغير متوقعة.
ذات مساء، وبينما كنت أراجع عددًا من أوراق البحث، وصلني بريد إلكتروني من طالب في ساعـة متأخرة من الليل، ومن الطبيعي أن توقيت هذه الرسالة يثير فضولي، لكن ما شدّني أكثر هو محتواها. كانت كلماتها بسيطة، لكنها مثقلة بمشاعر الصمت الطويل، والإنهاك الذي لا يُقال.
كتب يقول: “أدرك أنني لم أكن موفقًا في تقديم العرض المطلوب، وأعتذر عن ذلك، وأنا لا أبحث عن عذر، لكني أمرّ بمرحلة صعبة نفسيًا، ولم أجد من أشاركه ما أمرّ به”.
جلست أمام الرسالة أتأمل، لا من باب الحكم، بل من باب المشاركة الإنسانية، فهذا الطالب من أكثر الطلاب نشاطًا وتفاعلاً، ولكنها بدت وكأنها تحمل في داخلها ما يفوق قدرته على الاحتمال.
وفي الحال بادرت بالرد، ولم أنتظر للصباح، وعبّرت له عن تقديري لصراحته، واقترحت عليه أن يتوجه إلى مركز الإرشاد الطلابي في الجامعة، وكنت وقتها أتوّلى إدارته مع نخبة من زملائي الأكاديميين والاختصاصيين والإداريين، وطمأنته أن ضعف الأداء لا ينتقص من قيمته، بل يدل على حاجة إنسانية لا يمكن تجاهلها.
وفي اليوم التالي، حضر المحاضرة كعادته لكنه جلس بهدوء، يلتفت نحوي بنظرة امتنان صامتة. لم نُعد الحديث، فقد قالت الرسالة كل شيء، وبعد أيام، علمت من الزملاء بالمركز أنهم تواصلوا معه، وبدأت رحلة تعافٍ بطيئة لكنها ثابتة.
وبعد قرابة الشهر، فوجئت به يقف أمام زملائه لتقديم عرض جديد، لكن هذه المرة كانت مختلفة، فحضوره أقوى، وحديثه أكثر تنظيمًا، ونبرته تحمل ثقة واضحة، كما رأيت في عينيه بداية جديدة، لا في الأداء فحسب، بل في الطريق الذي اختار أن يسلكه نحو التوازن النفسي.
ذلك الموقف جعلني أعيد التفكير في دوري كأستاذ، فنحن مسؤولون عن التعليم، لكننا أيضًا نؤدي دورًا في التوجيه والدعم، حتى وإن لم يكن ذلك مكتوبًا في الوصف الوظيفي، فقد تصلنا رسائل في أوقات غير معتادة، لكنها تحمل في طياتها نداء استغاثة، أو رجاء بأن يسمعهم أحد.
الأستاذ الناجح ليس فقط من يشرح المادة بإتقان، بل من يفتح نافذة أمل في وجه من يشعر أنه على وشك السقوط، وكم من رسالة صامتة كانت بداية تحوّل في حياة طالب أو طالبة، فالمهم أن نكون حاضرين، ولو بكلمة في منتصف الليل.