قائد الجيش: التراجع ليس واردًا في قاموسنا ولا خيار لنا سوى الاستمرار
تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT
زار قائد الجيش العماد جوزاف عون قاعدة بيروت الجوية حيث التقى بالضباط والعسكريين على أثر تحطم طوافة للجيش في منطقة حمانا واستشهاد النقيب الطيار جوزيف حنا والملازم أول الطيار ريشار صعب. وأكّد أنّ خسارة المؤسّسة العسكرية كبيرة مشيرًا في المقابل إلى أنّ التضحية هي قدر العسكريين وصولًا إلى الشهادة إذا اقتضى الواجب.
وأثنى على جهود القوات الجوية واحترافها العالي خلال المهمات المختلفة التي تؤديها، مشيدًا بالإنجازات التي حققتها ولا سيما في مواجهة الإرهاب، بخاصة أثناء معركة فجر الجرود، ومكافحة عصابات المخدرات، ومؤخرًا في مهمة إطفاء الحرائق في اليونان وقبرص الأمر الذي كان موضع تقدير من قبل سلطات الدولتين. كما لفت إلى تميّز هذه القوات عبر الحفاظ على القدرات الجوية للجيش وتطويرها رغم الإمكانات المتواضعة.
وقال: "نحن نكبر بشهدائنا، ودماؤهم لن تذهب هدرًا، بل هي حافز يعزز إرادتنا على الصمود والاستمرار. لقد قدم الجيش الشهداء على مذبح الوطن خلال مهمات كثيرة سواء في مواجهة العدو الإسرائيلي والإرهاب، أو في ملاحقة تجار المخدرات والمجرمين. لن نتراجع أمام الصعوبات، وسنبقى مستمرين حفاظًا على دماء شهدائنا وكرامة عسكريينا. التراجع ليس واردًا في قاموسنا ولا خيار لنا سوى الاستمرار".
وأضاف: "المؤسسة العسكرية تكبر بكم. أنتم العمود الفقري للبنان، وهذا ما تؤكده ثقة اللبنانيين والدول الصديقة بكم".
بعدها توجه العماد عون إلى مدينة الشويفات ومنطقة بقنايا – المتن، حيث قدم التعازي إلى ذوي الضابطين الشهيدين، وأشاد بمناقبية الشهيدين واندفاعهما لأداء الواجب المقدس.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
ترامب وفلسطين .. من التراجع إلى القمع والترحيل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
عندما وصلت الإدارة الجديدة إلى البيت الأبيض في أوائل عام 2017، عين ترامب "ديفيد فريدمان" سفيرًا للولايات المتحدة في إسرائيل، ونصح "فريدمان" ترامب ومنظمته ومثلهما في حالات الإفلاس التي شملت كازينوهات قطب الأعمال في أتلانتيك سيتي، وبصفته مانحًا صهيونيا، ضخ ملايين الدولارات في المستوطنات غير القانونية المتطرفة في الضفة الغربية.
عندما أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن إسرائيل سترفع جميع القيود المفروضة على بناء المستوطنات في الضفة الغربية، غض ترامب الطرف، وفي عام 2016، تجاوز عدد المستوطنين اليهود في الأراضي المحتلة بالضفة الغربية 400 ألف.
وبموجب "خطة السلام من أجل الرخاء" التي وضعها ترامب، ظلت جميع المستوطنات تحت السيادة الإسرائيلية ولم يتم إزالة مستوطنة واحدة، واليوم، وبفضل إدارتي ترامب وبايدن، تجاوز عدد هؤلاء المستوطنين 750 ألفًا.
في وقت لاحق، اعترفت الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقلت سفارتها من تل أبيب، وفي عام 2018، أمر "ترامب" بإغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن العاصمة وألغى جميع المساعدات الأمريكية تقريبًا للضفة الغربية وغزة، بالإضافة إلى 360 مليون دولار من المساعدات السنوية التي كانت تُمنح سابقًا لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأوسط (الأونروا).
على مدى عقود من الزمان، كانت فلسطين فكرة ثانوية في السياسة الأمريكية.. والآن بدأت تتلاشى من على الخريطة. إن تطلعات "ترامب" الإقليمية تقوض الدولة الفلسطينية، التي اعترفت بها الأمم المتحدة والتي تحظى باعتراف متزايد من المجتمع الدولي.
إن إدارة "ترامب" ألقت وستلقي مستقبلا ً باللوم على جو بايدن في فظائع الإبادة الجماعية في غزة، ومن المرجح أن تسمح بمزيد من التوسع الاستيطاني وضم إسرائيل الفعلي للضفة الغربية، وسوف تفعل ما في وسعها لتقليص دور الأونروا.
الجبهة ضد "البرابرة"
إن الحكمة التقليدية هي أن ترامب رئيس "معاملاتي" يتسم بالانتهازية الصارخة، في الواقع، يروج مستشاروه والمطلعون من الداخل لمزيج غريب من القيم الغربية والسياسات العسكرية والمحافظة المتطرفة، وسوف تكون حكومته معاملاتية، ولكنها مقيدة بهؤلاء الإيديولوجيين.
يعتقد وزير الدفاع في إدارة ترامب، "بيت هيجسيث"، أن الصهيونية تمثل الخط الأمامي الأمريكي وسط "البرابرة" المناهضين للغرب، وقد ارتبط "هيجسيث" بجماعات جبل الهيكل التي تدعو إلى بناء هيكل جديد بدلًا من المسجد الأقصى، وفي ظل السيناريوهات العنيفة، قد تؤدي مثل هذه التدابير إلى إشعال المنطقة.
يعارض سفير ترامب في إسرائيل، "مايك هاكابي"، حل الدولتين ويزعم أنه "لا يوجد شيء اسمه فلسطيني حقًا"، ويدعم وزير خارجية ترامب "ماركو روبيو" إسرائيل على غرار نتنياهو والصهيونية المنقحة المتشددة للغاية.
وفي نصف العقد الماضي، كان كبار المساهمين في تمويل حملة "روبيو" الانتخابية هم لجنة العمل السياسي الأمريكية المؤيدة لإسرائيل والائتلاف اليهودي الجمهوري، وهو أيضًا مستفيد من 1.6 مليون دولار من المساهمات الفردية الكبيرة، وفي حديثه في الأيام الماضية مع رئيس الوزراء نتنياهو، أكد "روبيو"، أن "الحفاظ على الدعم الأمريكي الثابت لإسرائيل يشكل أولوية قصوى لترامب".
إن مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط "ستيف ويتكوف"، وهو قطب عقارات عدواني وصديق مقرب من رياضة الجولف، متبرع صهيوني متحمس، و"ويتكوف" يمكنه تجاوز "روبيو" في بعض القضايا الحاسمة بين إسرائيل وفلسطين.
إن ما يشترك فيه هؤلاء الفاعلون الرئيسيون هو مواقف مؤيدة لإسرائيل، وعلاقات حميمة مع الجماعات المؤيدة لإسرائيل وفي العديد من الحالات وجهة نظر مرتبطة لاهوتيا بإسرائيل - والاستعداد الفعال للاعتراف بدولة يهودية موحدة مع الحد الأدنى من السكان الفلسطينيين.
"لم تختلف إدارة ترامب الأولى عن أسلافها فحسب، بل قلبت خمسة عقود من السياسات الأمريكية تجاه الفلسطينيين رأسًا على عقب، وفي السنوات الأربع المقبلة، سيبني البيت الأبيض في عهد ترامب على هذا التراجع".. هكذا وصف الدكتور "دان شتاينبك" في كتابه "سقوط إسرائيل 2025" والذي تناول فيه بالفحص والتحليل أنشطة جميع الإدارات الأمريكية بعد الحرب فيما يتعلق بالإسرائيليين والفلسطينيين.